نور الدين الفرا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
نور الدين الفرا .. على خط النار

موقع إخوان ويكي (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)

مقدمة

عائلة الفرا من العائلات المعروفة بمدينة خان يونس حيث يعيش العدد الأكبر منها، ويعيش البعض الآخر في مناطق أخرى، ففي مدينتي رفح والقرارة في قطاع غزة توجد بعض الأسر من العائلة وكذلك في الضفة الغربية وفي الدول العربية الأخرى والأجنبية مثلهم مثل عامة الشعب الفلسطيني منهم من استقر في الخارج بسبب ظروفٍ عديدة.

وقدمت العائلة العديد من الشهداء الذين فدوا وطنهم بأرواحهم الطاهرة منذ العهد التركي مروراً بالانتداب البريطاني والاحتلال الإسرائيلي وحتى الانتفاضة الأخيرة الحالية (انتفاضة الأقصى) وقد خصصنا للشهداء صفحة خاصة بهم، وبها العديد من المناضلين المخلصين المحبين لوطنهم الحريصين على تحريره ورقيه ونهضته.

نشأته

ولد الشيخ نورالدين خليل الفرا في خان يونس عام 1927، حيث التحق بالتعليم فيها، وتعلم القرآن الكريم، وظل حياته كله مجاهدا حتى توفاه الله.

مع الإخوان

التحق الشيخ نور الدين الفرا بالإخوان المسلمين منذ نعومة أظافره، ومنذ أن دخلت الدعوة الأراضي الفلسطينية، وكان أحد أبناءها العاملين، وكان نشيطا بالتنظيم يعمل بالدعوة إلى جانب عمله الأساسي ضمن الوحدات المسلحة بيافا، لم يفصح الشيخ عن اسم قائد المجموعة المسلحة التي يعمل معها لأحد وذلك لدواعي أمنية.

وفي عام 1947م أعلنت الأمم المتحدة قرارا جائرا بتقسيم فلسطين إلى دولتين فلسطينية وصهيونية، غير أن الإخوان رفضوا ذلك وحركوا المظاهرات المنددة بهذا القرار، كما فتحوا باب التطوع للتصدي لكل محاولات الصهاينة، ودحر المستعمر البريطاني الذي سهل المهمة للصهاينة، فكون الإخوان الكتائب سواء من إخوان مصر أو فلسطين أو العراق وسوريا وغيرها، وكان المجاهد نور الدين الفرا أحد هؤلاء المجاهدين.

تعرف عليه المجاهد عبد الرحمن البنان ووصف الرحلة معه في مذكراته بقوله:

بعد أن ارتديت ملابس الحرب وركبت القطار المتجه لغزة ومضى بنا الوقت، وأنا مستمر في قراءتي للقرآن بصوت هادئ، ولكنه مسموع لمن حولي، ولقد لمحت شابًّا في حوالي العشرين من عمره يقف بجواري، ويستمع للقرآن، واستأذن في الجلوس معنا ليستمع إلى القرآن، وحينما انتهيت من سورة التوبة أغلقت مصحفي، ورحبت بهذا الشاب، وعرفني بنفسه (نور الدين الفرا، فلسطيني من خان يونس، ومتطوع من متطوعي الإخوان، وكان يرتدي ملابس المتطوعين)، فعرفته بنفسي وأخبرته أنني كذلك من متطوعي الإخوان المسلمين، وأن وجهتي هي «معسكر البريج».

وسألني: هل أنت في أجازة، فأخبرته عن قصتي بصدق، وعن محاولاتي الكثيرة للذهاب إلى فلسطين، وعن مقابلتي للمتطوع «عبدالله إبراهيم»، فعرفت أنه صديق عزيز له، وتكلَّمت معه عن مقابلتي للأستاذ «حسن البنا».

وأحسست أن الله قد أرسل لي «نور الدين» هذا ليرشدني إلى الطريق؛ لأنه متطوع من الإخوان، وفي «معسكر البريج» سيكون عونًا لي في تقديمي لقادة المعسكر الأستاذ «محمد فرغلي» و«كامل الشريف»، ولكنه أخبرني- بصوت خافت- أن هناك مشكلة تواجهنا الآن، ولا بدَّ من حلها أولاً؛ لأن عواقبها قد تكون وخيمة، سألته عن هذه المشكلة؟ فأخبرني أنه كان يجلس هناك مع هؤلاء الجنود، وكانوا يتكلمون عني، ويظنون أنني يهودي، وقد أكون جاسوسًا، فسألته وعلى أي أساس بنوا هذا الوهم؟ فأجابني وهو مطمئن كل الاطمئنان لي: إنهم رأوني أبيض الوجه ملامحي تبدو وكأنني أجنبي، ثم إن سني يبدو صغيرًا، وليس مثل الجنود.

وفورًا وبدون تفكير واجهت هذه المشكلة بكلِّ صراحةٍ، فقد أخبرت رفاقي الجنود عن شك هؤلاء المجندين فيَّ إنني قد أكون يهوديًّا، فغضبوا غضبًا شديدًا من أجلي، وقمت وتوجهت إليهم غير خائفٍ، وقلت لهم: السلام عليكم، لقد سمعت من زميلكم هذا أنكم تشكون أنني يهودي، فهل هذا صحيح، فوجِئوا لجرأتي وصراحتي، واستحيوا من الرد عليَّ، ولكن أحدهم قال: هذا صحيح، فإن مظهرك لا يدل على أنك جندي مثلنا، فأجبتهم: إنني طالب في السنة الثالثة من المرحلة الثانوية، ولقد تركت المدرسة وتطوعت للحرب مع الإخوان المسلمين، وإنني والحمد لله مسلم مثلكم، وذاهب إلى الجهاد رغم صغر سني، وهل تتصور أن يهوديًّا يجرؤ أن يدس نفسه في وسط مجاهدين ذاهبين إلى القتال.

شعرت أن صراحتي وجرأتي ولهجتي الصادقة محت كل شك عندهم، فاعتذروا لي كثيرًا على سوء ظنهم، وبدت الفرحة الصادقة على وجه «نور الدين الفرا» -زميلي الجديد الذي أرسله الله نجدة لي في وقت شدة، وطلبت منه الجلوس معنا لنتحدث، وأخذت أحدثه عن «وائل شاهين» و«عمر شاهين»، ولقد كان يعرفهم معرفة جيدة.

وبعدما تفرقا عند بوابة الحدود على أمل أن عبر البنان دون تصريح تقابلا مرة أخرى ويصف عبدالرحمن البنان ذلك بقوله:

وقابلني «نور الدين الفرا» غير مصدق ما حدث، وأخذ يهنئني والسعادة تغمره، وتوضأنا وصلينا الظهر صلاة لم أصل مثلها، ونزلت دموعي على وجهي، وأنا ساجد لله أشكره، فلقد أحسست إحساسًا ماديًّا قويًّا أنه وقف معي، ولم يتخل عني في وقت عصيب، وركبنا القطار المتجه إلى فلسطين.

وأخبرني «نور الفرا» أن البوليس الحربي لا يفحص الأوراق بعد الآن، وبعد أن فحصها مرتين مرة في محطة مصر، والمرة الثانية على الحدود، وسار القطار بنا يطوي الأرض طيًّا، وأنا أكاد أسابقه، وأخذت أسأل «نور» أسئلة كثيرة عن الحرب والتدريب؛ لأنني لا أعرف حتى استعمال المسدس أو البندقية، فطمأنني أن التدريب في المعسكر مكثف، وأن أسبوعين كافيين لتتدرب على كلِّ الأسلحة التي ستستعملها،.

وأخذت أستوضح منه عن شخصية قائدي المعسكر الأستاذ «محمد فرغلي» و«كامل الشريف»، فأوصاني بألا أحكي لهم عن مقابلتي للأستاذ «حسن البنا»، وعن رفضه قبولي متطوعًا؛ لأنني طالب، وطمأنني أنه سيقابلني بـ«كامل الشريف»، وهو شابٌّ في التاسعة عشرة من عمره شجاعًا مقدامًا، وقال لي: إنه سيسعد بك كثيرًا؛ لأنك تركت الدنيا وراءك، وتريد الجهاد والاستشهاد، وسيتفهم ظروفك، وسيعطيك كارنيه وتصريح لتعبر من هذه المواقف الخطيرة التي عرضت نفسك لها.

وصلنا إلى بلدة «خان يونس»، وهي بلدة «نور الفرا»، واستأذن خمس دقائق ليذهب إلى منزله القريب من المحطة ليرى أهله، فأوصيته بألا يتأخر حتى لا يفوته القطار، ولكن «نور» لم يحضر، وتحرك القطار.

وبعدما تفرقا في خان يونس بعد ذهاب نور الدين للسلام على أهله تقابلا سويا في معسكر البريج فيقول:

وصلت معسكر البريج وعلى البوابة عرفنى العساكر وقالوا لى إن نور الدين ترك اسمك فادخل فدخلت وتقابلت مع نور الدين الذي عرفنى بقائد المعسكر المجاهد كامل الشناوي، والذي أخبرني أن نور الدين حكى له قصتى فأكبرني وضمني للمجاهدين.
أصيب نور الدين بإحدى المعارك عام 1948 بمنطقة كرم التوت بيافا إصابة وصفت بالخطيرة نقل على أثرها إلى مستشفى الدجاني بيافا، حيث مكث فيها شهرين بعد أن أجريت له عمليات جراحية، نقل بعدها إلى خان يونس ثم إلى مصر لاستكمال العلاج، تعرض للمراقبة الشديدة في عهد الإدارة المصرية لقطاع غزة، ثم للاعتقال بداية الاحتلال الإسرائيلي للقطاع، كان على علاقة وثيقة بالعديد من الإخوان والمشايخ على مستوى العالم العربي عرف منهم معالي وزير الأوقاف الأردني كامل الشريف، الشيخ سعد الدين الزميلي الأردن، الشيخ أسامة بن باز المملكة العربية السعودية، الشيخ محمد أبو سردانه وزير الأوقاف عهد السلطة الوطنية الفلسطينية، الشيخ الدكتور عبد الله المشد من مصر، الشيخ محمود خليل المصري من مصر، الشيخ محمود شلتوت من مصر، الشيخ محمود عيد من مصر، الشيخ سليم شراب، الشيخ محمد عواد، الشيخ هاشم شراب، الشيخ عطية الفرا، الشيخ حسن العقاد، والمجاهد عبد الرحمن البنان والمجاهد الشهيد رمضان السعدي من القدس.
عمل الشيخ نور الدين بوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، ثم موظف إداري بوزارة الصحة إلى أن خرج بعجز طبي (تقاعد مبكر)، تفرغ بعدها للدعوة حيث قيل فيما قيل فيه من الشيخ محمود عيد أحب الدعوة فعشقها وعشق الدعاة فأصبح داعية.

وفاته

  • مرض نور الدين عام 1993، واستمرت رحلة المرض خمس سنوات حتى وافته المنية بتاريخ 11/5/1998.

المراجع

1- مذكرات عبد الرحمن البنان، إعداد عبده مصطفى دسوقي وابتسام صالح، دار النشر للجامعات، 2009م.

2- موقع عائلة الفرا .

للمزيد عن الإخوان في فلسطين

أعلام الإخوان في فلسطين

العمليات الجهادية لكتائب القسام منذ تاريخها مقسمة حسب الشهر

المواقع الرسمية لإخوان فلسطين

مواقع إخبارية

الجناح العسكري

.

الجناح السياسي

الجناح الطلابي

الجناح الاجتماعي

أقرأ-أيضًا.png

كتب متعلقة

ملفات وأبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات متعلقة

وصلات فيديو

تابع وصلات فيديو

.