يا أهل الشام.. الثبات الثبات فالنصر قادم

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
يا أهل الشام.. الثبات الثبات فالنصر قادم
رسالة من أ.د. محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين

مقدمة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد..

فإن ما يقع على أرض الشام في فلسطين العزيزة المقدسة وسوريا الكريمة الغالية؛ يندى له جبين الإنسانية جمعاء، ويوجب على المسلمين خاصةً، وعلى كل حر في هذا العالم، أن يمد يد العون والمساندة لهم، كما يوجب على الجميع دعمهم المادي والمعنوي بما يمكنهم من صيانة دمائهم وأعراضهم، وحفظ أموالهم وممتلكاتهم، والتمتع بالأمن والأمان في ديارهم، والإبقاء على أن يكونوا أحرارًا في أوطانهم.

وإن الصمت المخزي على ما يُرتكب من جرائم، أو التأييد الفاضح للطغاة المستبدين ليُعملوا آلة البطش لذبح الشعب في فلسطين وسوريا وقتل كل ما يتحرك على ظهر الأرض عمليات إبادة جماعية، وجرائم حرب؛ يجب أن يمثُل مرتكبوها أمام المحاكم الدولية، كمجرمي حرب، ومرتكبي مجازر بشرية.

أيها المسلمون في كل مكان.. أيها العالم الحر.. ويا دعاة حقوق الإنسان..

أما آن لكم أن تهبُّوا لنجدة المستضعفين، وإغاثة الملهوفين، ونجدة المهجَّرين من ديارهم وأوطانهم؟!! أما آن لكم أن تأخذوا على يد الطغاة المستبدين، قبل أن ينزلق العالم إلى الهاوية، ويقع في أتون حرب لا تبقي ولا تذر؟!

أيها المسلمون.. ألم يأن لكم أن تدركوا أبعاد ما يدبَّر لكم، وما يحيكه لكم التحالف الصهيوأمريكي من دمار في العقدين الأخيرين، ومن ورائه قوى عالمية كثيرة تسانده وتدعمه، ويظهر ذلك واضحًا جليًّا حين ترسم خريطة الأرض التي دارت وتدور عليها رحى المعارك في العقدين الأخيرين: فلسطين، البوسنة والهرسك، كوسوفو، والشيشان، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، والعراق، والسودان، واليمن، ولبنان، وأخيرًا في سوريا الآن؛ هل يترك ذلك أدنى شك بأن الغاية من وراء ذلك وقف الصحوة الإسلامية في ديار المسلمين من أن تأخذ مداها، وتقتلع ما سواها؛ لتنهض أمتهم، وترتفع رايتهم، فيعم العدل، وتنتشر الرحمة، وتتحقق المساواة، ويتمتع الجميع بالحرية، ويأمن الجميع- المسلمون وغيرهم- على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم.

إن الله يدافع عن الذين آمنوا

قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39)) (الحج).

لقد وعد الله بالدفاع عن المؤمنين، الذين تقطَّعت بهم السبل، وأعجزتهم الحيل، وتطاول عليهم الطغاة والمستبدون، فقاتلوهم وظلموهم، ودفعوهم إلى مغادرة الأوطان والديار، ومزقوا شملهم، وقد خذلتهم كل قوى الأرض، حتى جيرانهم من بني جلدتهم، ومن يدينون بعقيدتهم، بل وقف هؤلاء بجانب الجلاد المستبدّ الظالم، يساعدونه على ظلمه، بل ربما كانوا هم أظلم وأطغى، ألا لعنة الله على الظالمين ومن ارتكن إليهم.

وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن خذلان المجاهدين في سوريا وفلسطين لن يضيرهم ولن يضرهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة".

وحتى يتحقق نصر الله لأوليائه ودفاعه عنهم فإنه يتوجب عليهم:

1- أن يتحدوا ولا يتفرَّقوا، ولا يكون ذلك إلا بالاعتصام بحبل الله المتين.. (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) (آل عمران: من الآية 103).

2- أن يطيعوا الله ورسوله ولا يتنازعوا.. (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)) (الأنفال).

3- أن يتدرَّعوا بالصبر والثبات، بل وينافسوا غيرهم في الصبر ويتفوقوا عليه.. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)) (آل عمران).

4- الإعداد والاستعداد بكل ما نملك من قوة.. وعن القوة يقول الإمام البنا رحمه الله: "أما القوة فشعار الإسلام في كل نظمه وتشريعاته؛ فالقرآن الكريم ينادي في وضوح وجلاء: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ) (الأنفال: من الآية 60)، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "المؤمن القويُّ خير من المؤمن الضعيف"، بل إن القوة شعار الإسلام حتى في الدعاء، وهو مظهر الخشوع والمسكنة، واسمع ما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم في خاصة نفسه ويعلمه أصحابه ويناجي به ربه: "اللّهُمّ إِنّي أَعوذُ بِكَ مِنَ الْهَمّ وَالْحَزَنِ، وَأَعوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأعوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ والْبُخْلِ، وَأعوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدّيْنِ وَقَهْرِ الرّجَال"؛ ألا ترى في هذه الأدعية أنه قد استعاذ بالله من كل مظهر من مظاهر الضعف: ضعف الإرادة بالهم والحزن، وضعف الإنتاج بالعجز والكسل، وضعف العطاء بالجبن والبخل، وضعف العزة والكرامة بالدّين والقهر؟!.. فماذا تريد من إنسان يتبع هذا الدين إلا أن يكون قويًّا في كل شيء، شعاره القوة في كل شيء؟!

5- نزع الخوف من القلوب.. وذلك بتجديد الإيمان بالله وحسن التوكل عليه، والاستناد إليه، واليقين بمعيته، وأن النصر من عنده، وأن من ينصره الله فلا غالب له.. قال تعالى: (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (الأنفال: من الآية 10)، وقال تعالى: (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)) (آل عمران).

وإذا كان الخوف فطرةً في الإنسان فإننا يجب أن نتغلب عليه، وقد خاف الرسل، فحين أرسل الله موسى وأخاه إلى فرعون: (قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46)) (طه)، وحين (قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) (الشعراء: من الآية 61). قال لهم موسى: (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)) (الشعراء)، وبنزع الخوف من القلوب يلحق كل أبناء الأمة بركب المقاومة، بل صدروها، والحركة من أجل التمتع بالعزة والكرامة والحرية.

6- نزع اليأس وإحياء الأمل.. إن المسلم لا يعرف اليأس طريقًا إلى قلبه، ولا القنوط سبيلاً إلى نفسه؛ فالقرآن الكريم يربيهم على (وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) (يوسف: من الآية 87). وإن اليأس إذا أصاب قومًا، والإحباط إذا سيطر على أناس، أقعدهم عن العمل، وردهم على أعقابهم خاسرين.

كما أن المسلم يتقدم إلى الأمام والأمل الباسم يحدوه؛ لأنه يمتثل الحق في حياته وجهاده، وقد وعد الله بنصرة الحق، وإن طال الجهاد: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) (الأنبياء: من الآية 18)، وقال تعالى: (فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (الروم: من الآية 47).

ومن موجبات الأمل لأهل الشام أن الله يبسط رحمته عليهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طوبى للشام"، قلنا: ما له يا رسول الله؟ قال: "إن الرحمن لباسط رحمته عليه".

فلا تيأسوا أيها الأحرار في فلسطين وفي سوريا، ولا تقنطوا من تنزل رحمات الله، وإنزال نصره، مهما اشتدَّت ضربات الطغاة المستبدين، ومهما ارتفعت التضحيات والتكاليف، فالحريات لا توهب من البشر، ولا يتفاوض عليها مع القتلة الوالغين في الدماء، ولكنها هبة تنتزع ممن اغتصبوها ونصبوا أنفسهم آلهةً انتزاعًا، وتقتلع من بين أنيابهم اقتلاعًا، وما يقدم في سبيل نيل الحرية ثمن بخس.

وكل ما حولنا يبشر بالأمل، رغم تشاؤم المتشائمين، يقول الإمام البنا رحمه الله: "ولقد أتى على أمتنا حين من الدهر، جمدت فيه حتى ملَّها الجمود، وسكنت حتى أعياها السكون، ولكنها الآن تغلي غليانًا بيقظة شاملة في كل مناحي الحياة، وتضطرم اضطرامًا بالمشاعر الحية القوية والأحاسيس العنيفة، ولولا ثقل القيود من جهة، والفوضى في التوجيه من جهة أخرى؛ لكان لهذه اليقظة أروع الآثار، ولن تظل هذه القيود قيودًا أبد الدهر، فإنما الدهر قلب، وما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال، ولن يظل الحائر حائرًا، فإنما بعد الحيرة هدى، وبعد الفوضى استقرار، ولله الأمر من قبل ومن بعد، وإنك لتقرأ أول سورة القصص: (طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)) (القصص).. تقرأ هذه الآية الكريمة فترى كيف يطغى الباطل في صولته، ويعتزّ بقوته، ويطمئنّ إلى جبروته، ويغفل عن عين الحق التي ترقبه، حتى إذا فرح بما أوتي أخذه الله أخذ عزيز مقتدر، وأبت إرادة الله إلا أن تنتصر للمظلومين، وتأخذ بناصية المهضومين المستضعفين، فإذا الباطل منهار من أساسه، وإذا الحق قائم البنيان، متين الأركان، وإذا أهله هم الغالبون، وليس بعد هذه الآية الكريمة وأمثالها من آيات كتاب الله عذر في اليأس والقنوط لأمة من أمم الإسلام تؤمن بالله ورسوله وكتابه، فمتى يتفقه المسلمون في كتاب الله الذي من عند ملك الملوك مالك القوى والقُدَر، الذي صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده".

واجبنا لنصرة فلسطين وسوريا

- السعي الدءوب والعمل المتواصل من أجل تحقيق الوحدة بين كل أبناء الشعبين الفلسطيني والسوري؛ لأن نصرهم مرهون بأن يعتصموا بالله ولا يتفرقوا، وأن في تفرقهم وتشرذمهم الفشل والضياع؛ لأن وحدتهم هي سر قوتهم.

- العمل على توحيد الأمة العربية والإسلامية، وجمع كلمتها، ورصّ صفوفها على الهدف الأسمى والأعظم، ويتلخص في أمرين:

  • الوقوف في وجه الطاغي المستبد القاتل.

- العمل على حشد العالم كله؛ من أجل إنقاذ تلك الشعوب من بطش الآلات العسكرية التي يمدهم بها الغرب والشرق؛ بمنع السلاح عن هذا النظام، والوقوف في وجهه في المحافل الدولية، ومحاصرته بعقوبات تفت من عضده وتضعف قوته.

- الإلحاح في الدعاء.. إن المسلم وهو يأخذ بكل ما يمتلك من أسباب مادية، يقرع أبواب السماء ويتوجه إلى الله بدعاء المظلوم المضطر الذي تفتح له أبواب السماء (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (62)) (النمل)؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الدعاء والبلاء يعتلجان".

ومع التخاذل العربي عن نصرة شعب فلسطين وسوريا والتواطؤ العالمي على خذلانهم؛ فإن الواجب على المسلمين ألا يكفوا عن الدعاء؛ فهو السلاح الذي يملكه كل مسلم؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى اليَمَنِ، فَقَالَ: "اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ"، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دَعْوَةُ المَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الغَمَامِ، وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ".

وقد كان من دعاء صلاح الدين الأيوبي: "إلهي قد انقطعت أسبابي الأرضية في نصرة دينك، ولم يبق إلا الإخلاد إليك، والاعتصام بحبلك، والاعتماد على فضلك أنت حسبي ونعم الوكيل"، وما أرق وأخلص هذا الدعاء المنبعث من قلوب المستضعفين في سوريا: يا الله يا الله ما لنا غيرك يا الله..

نعم لا ناصر لكم من دون الله، ولا عون لكم إلا من الله، وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير، وكفى بالله وليًا وكفى بالله نصيرًا.

ولعل ما نشاهده في المنطقة العربية إجابة من الله لدعوات المظلومين التي رفعت إلى الله بدون حجاب، فقد حان أوان نصرتها بعد أن وصل الظلم أقصى مداه، وتحملت الشعوب من الظلم ما تنوء به الجبال، فقد وصل عدد شهداء سوريا الموثقين: 10858 شهيدًا في 365 يومًا.

وشهداء فلسطين في العقد الأخير يقترب من 8000 شهيد، من بينهم 1923 طفلاً و460 امرأة.

يا أبناء فلسطين ويا أبناء سوريا.. الثبات الثبات فالنصر آت، وقد يطلع عليكم الغد بفتح من الله ونصر مبين، وكيف لا وإخوانكم في مصر حتى مساء الحادي عشر من فبراير لم يكن أحد يحلم أنه يسقط النظام بعد دقائق، ومن قبله في تونس كان هروب رئيسها مفاجأةً للجميع، وفي ليبيا وفي اليمن سقطت الأنظمة في لحظة، وقد حان الدور على أنظمة أخرى يقول فيها المعذبون والمستضعفون متى نصر الله؟ والإجابة من الله: ألا إن نصر الله قريب: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ (214)) (البقرة)، وقد وعد الله بالأجر العظيم في الآخرة والنصر والفتح في الدنيا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)) (الصف)،

والله أكبر ولله الحمد.

وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

المصدر