يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٦:١٥، ٢٩ يونيو ٢٠١١ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (حمى "يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني
علم فلسطين.jpg

بقلم : د. مغازي البدراوي

الذكرى الثلاثون لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، هذا اليوم التاسع والعشرون من نوفمبر الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977 يوماً عالمياً للتضامن مع شعب فلسطين ليوافق صدور قرار الأمم المتحدة رقم 181 في 29 نوفمبر عام 1947 بتقسيم فلسطين إلى دولتين، إسرائيل وفلسطين.

وبناءً على هذا القرار قامت على الفور دولة إسرائيل التي حازت اعتراف العديد من دول العالم وعلى رأسها الدول الكبرى، أما دولة فلسطين فبعد مرور ستين عاماً على القرار مازالت حلماً صعب التحقيق إن لم يكن مستحيلاً، بل أصبح مثل الجزرة التي يلوح بها ليس للفلسطينيين وحدهم بل لكل العرب والمسلمين.

في هذه الذكرى المؤلمة لا نجد ما نقوله للشعب الفلسطيني إلا كلمات عزاء ومواساة على حقوقه الوطنية التي ضاعت منه، حقه في الوطن والأرض والهوية والعودة وحقه في الحياة الآمنة المستقرة مثل باقي الشعوب.

هذه الحقوق التي باتت على وشك الانقراض أمام المخططات الصهيونية الواسعة المدى والتي باتت تستهدف وجود الشعب الفلسطيني نفسه على الأرض أي أرض كانت سواء في فلسطين أو غيرها، ولم يعد المجتمع الدولي يشعر بمعاناة هذا الشعب والمأساة التي يعيشها كل يوم وكل لحظة، وباتت القضية الفلسطينية مجرد كلمة أو شعار زائف يستخدمه الكثيرون تحت مسمى «أم القضايا» أو القضية المحورية الأولى أو «قضية العرب والمسلمين».

أو غير ذلك من المسميات التي فقدت قيمتها بعد فقدان فاعليتها، وأصبحت تستخدم فقط للتجميل وإدعاء الانتماء القومي العربي، هذا الانتماء الذي أصبح في حد ذاته مشكوكاً في وجوده، فما بالنا بالقضايا التي يتحمل مسؤوليتها.

الآن الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة لم يعد يعاني من قضايا الوطن والأرض والهوية و الانتماء العروبي أو الإسلامي أو غير ذلك من القضايا، لقد أصبح الفلسطينيون يعانون القضية الشكسبيرية الشهيرة «نكون أو لا نكون»، لقد بات الفلسطينيون في الأرض المحتلة يعانون الجوع والمرض والفقر والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية.

وباتت حياتهم اليومية شبه مستحيلة، ولم يعد لهم أمل في العيش في أمان ولا يجدون مفراً من الحصار والقمع والسجون والإرهاب الإسرائيلي، لقد أصبحوا محاصرين في خطواتهم ومعيشتهم ورزقهم، ولم يعودوا يفكرون في النضال والمقاومة والتمسك بالأرض بقدر ما يفكرون في قوت يومهم وأمن أبنائهم وكيفية عبورهم من شارع لشارع ومن معبر إلى معبر آخر.

ولم تعد تنفعهم في شيء أحاديث السياسة ولقاءات الساسة تحت قباب القاعات الفارهة في المدن الكبيرة عبر المحيطات، بينما هم يهرولون تحت أزيز الطائرات ورصاصات العدو الصهيوني ويودعون كل يوم شهداءهم، وتعترضهم الحواجز والأسلاك وفوهات البنادق وهم في طريقهم لإحضار ماء الشرب والطعام والدواء.

يختلف الساسة وقادة الفصائل ويتناحرون ويتقاتلون على السلطات والمقاعد وعلى اللقاءات والمؤتمرات والمصافحات، وتقع المعاناة كل المعاناة على الشعب المسكين الذي يسمع عن مساعدات بالملايين ووعود بالأمان ولكن لا يرى إلا الليالي السوداء نهارها كليلها.

لقد فقد الشعب الفلسطيني ثقته في كل شيء حتى في نفسه بعد أن جنى حصاد خياره الديمقراطي ويلات وويلات، لم يعد يثق في المقاومة ولا في السلطة ولا في العرب ولا في المسلمين ولا في المجتمع الدولي بعد أن وجد نفسه في نهاية المطاف مجرد ورقة للتداول على موائد اللقاءات والمؤتمرات وشعار كاذب يرفع للمزايدة والابتزاز السياسي.

في الذكرى الثلاثين ليوم التضامن مع الشعب الفلسطيني لم يعد الفلسطينيون يطلبون إلا الأمن والخبز والدواء وأن يذهب أطفالهم للمدارس مثل كل أطفال العالم، ولم يعد يهمهم من سيحقق لهم هذه الطلبات، فقط يريدونها، لقد غلب الشعور على هذا الشعب بأن الجميع يعاقبونه لأنه يوماً ما طالب بالوطن والأرض، والآن لا يريد سوى الحياة على أي أرض وفي أي وطن وتحت أي سلطة، فقط يطالب بالحق في الحياة والوجود، فهل يجد من يمنحه هذا الحق؟

المصدر