إنها حرب على الإسلام

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٨:٤٦، ٩ يونيو ٢٠١٢ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (←‏أين كانوا؟؟)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
نها حرب على الإسلام
رسالة من الأستاذ محمد مهدي عاكف - المرشد العام للإخوان المسلمين

مقدمة

بسم الله، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين، وبعد،

فإلى العالم نوجه هذه الكلمات.. شهادة حق في زمن الزيف العالمي الجديد، زمن الاعتداء على الحق والعدل والحرية.. وراية عزة نرفعها في وجه قوى الاستكبار المادية، وعلامة حياة ومقاومة في بدنٍ ظنَّ السرطانُ الأمريكي أنَّه قد تمكَّن منه.

... إنها حرب على الإسلام

الأستاذ محمد مهدي عاكف - المرشد السابع للإخوان المسلمين

إنَّ كلماتنا اليوم.. لا نبغي من ورائها إلا أن نسجل شهادة حق لتاريخ البشرية في صفحة يتوهم الغرب أن مدادها وأفكارها لن يكون إلا من خلاله.. متناسيًا أنَّ سجلات الإنسانية لا تفتح صفحاتها إلا للحق والحقيقة مهما حاول المدلسون؛ لذا.. هتف فرعون: ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ (غافر: 29) ظنًّا منه أنَّ مفاتح الخلد في يديه.. فشرب ملح البحر الذي فَرَقه القدير لرسوله ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ﴾ (الشعراء: 63)، عبر عليه السلام مع أمة الحق لترسو الحقيقة على ضفاف التاريخ خالدة.

وعندما حرق (هولاكو) عواصم وأباد شعوبًا جاءت (عين جالوت) لتصيب قلب الشر وتخلعه من صفحات الزمان ممجدةً (قطز) الذي أنقذها من وحوش متدثرةً بملامح البشر.

واليوم يدور التاريخ ليبني "بوش الابن" من هجمات سبتمبر المزعومة منصةَ القفز نحو حلم السيطرة، ويعلن "سوف أعلنها حربًا صليبية"، ولما راعه انفلات لسانه راح يُطلق على أمانيه صفة "العدالة المطلقة"، ثم عدّل وبدل مستعيرًا اسم إحدى الحملات الصليبية القديمة ليكون عنوانًا لصليبيته الجديدة على الإسلام "حملة النسر النبيل"!!

أين كانوا؟؟

لم يعرف العالم "إرهابًا" إلا على يد المسلمين.. هكذا يزعمون.. ونحن نقول: فأين كانت قوى التحالف عندما حارب الإرهاب الصهيوني شعب فلسطين؟

ولماذا صمتت الدنيا على الإرهاب الهندوسي في كشمير؟

وأين ذهبت أصوات العدالة عندما بدأ الإرهاب الروسي حصد أرواح الشيشان؟

وكيف لم يسمع ضمير الغرب صرخات ضحايا الإرهاب التنصيري في الفلبين وأندونيسيا؟

وأين كانت المنظمات المعنية وجون جارانج يتلقى ملايين الدولارات ليحصد أرواح العزل في جنوب السودان؟

وكيف يصمت العالم إزاء الجرائم التي ارتكبت في حق شعب العراق على يد قوات الاحتلال؟

إنها حرب على الإسلام.. ولذا لم يكن غريبًا على صحيفة من كبريات الصحف الأمريكية أن تقول "إن أنصار بوش يأملون أن تكون حربه فاتحة لنشر المسيحية في بغداد"!

حرب تستهدف اقتلاع "الإرهاب"!! الذي يدعيه (بوش الابن).. ويصبح كل العالم مستهدفًا طالما أن فيه قلوبًا تنبض بالإيمان، ويكون رمز الإرهاب كل مجاهد يدافع عن حرماته ومقدساته ومقاوم من أجل تحرير أرضه واستنقاذ بلاده!!

و مازالت الحروب الصليبية مستمرة

حرب صليبية جديدة على "الإرهاب"!! الذي يقاوم ببسالة العدو الصهيوني المحتل على أرض فلسطين، إنَّ الإرهاب عندهم هو ما وصفه الصهيوني "بن جوريون" في قوله "نحن لا نخشى الاشتراكيات ولا القوميات ولا الملكيات في العالم، وإنما نخشى الإسلام.. هذا المارد الذي نام طويلاً وبدأ يتململ في المنطقة.. إننى أخشى أن يظهر محمد من جديد في المنطقة"، هذا هو الإرهاب عندهم.. دين يحضُّ أتباعه على الجهاد كفرض عين ضد المحتل المغتصب، وصلوات تصل أصحابها بربهم وتشحذ عزمهم وتُعلي هممهم وتقوي إرادتهم، ودستور رباني محفور في قلوب الصغار قبل الكبار، تتلو آياته الألسنة فتخشع له الجبال وتلين له الأفئدة.

سواعد الهمة

ورغم ضراوة الحرب، وتكالب الأحزاب الجدد على دين الله، واستئساد الطغيان إلا أنَّ وعد الله ثابت بنص الكتاب الخالد ﴿لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ﴾ (آل عمران: 19)، فما ازدهرت دولة البغي في عصر إلا أذِن الله لدينه أن ترتفع راياته على يد قومٍ يحبهم الله ويحبونه﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ﴾ (المائدة: 54).

وعندما كانت للشيوعية دولة واتحاد سوفيتي يجرِّم دراسة القرآن، وتحصد رصاصاته صدورَ الموحدين، وتغلق قوانينه المدارسَ الإسلامية، وتمنع بناء المساجد، وتظل عقودًا طويلة تغسل الأدمغة من الإسلام، وتجرف عن النفوس تعاليمه، يأتي آخر وزير لشئون الأديان في حكومة "جورباتشوف" ليقول "لقد اكتشفنا وجودَ أكثر من خمسة آلاف مسجد ومدرسة تعمل سرًا طيلة هذا الوقت دون علم الحكومة أو سلطات الحزب".

ولقد فضحت قمة "أفيون" التركية للمنظمات التنصيرية التي عُقدت في 27 أكتوبر الماضي خيبةَ سعي المنصرين، مؤكدةً أنَّ كل الجهود التنصيرية في العراق قد فشلت تمامًا كما حدث في أفغانستان التي تدفقت عليها عشرات الهيئات التنصيرية، هذا إضافةً إلى الورطة التي أوجدت المنظمات التنصيرية نفسها فيها مع توالي أنباء تحول الجنود الأمريكان إلى الإسلام، وهم الذين كانت تفتخر الكنائس بأنهم كانوا يصلون من أجل بوش"! ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ (الصف: 8)، ولئن كانوا يظنون أنَّ العالم قد تعبدت دروبه ليسيروا فيها وليأكلوا أوطاننا لقمة سائغة فإن سواعد الهمة سوف ترد كيدهم إلى نحورهم قبل أن يبتلعوا مقدرات أمتنا.

سواعد ترى حواصل الطير الخضر تنتظر الصاعدين لترفرف بهم حول عرش الرحمن، مؤمنة أنَّ الموتَ في سبيل الله أسمى أماني المسلم، ليس كرهًا للدنيا ولا عزوفًا عنها، وإنما حبًا في حياة عزيزة وأملاً في أوطان حرة وسعيًا لرحابة الدارين ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ (آل عمران: 169)، إنها سواعد المقاومة التي تُحسن صناعة الموت فتُوهب لها الحياة بعيدًا عن دنس الأمريكان أو صلف الإنجليز أو خسة الصهاينة الذين يسرقون الحياة والأمل والحرية.

فيا أيها المقاومون

لقد كشفتم سوأة عدوكم بثباتكم وتأييد الله لكم، وأرقتم مضاجع بوش الابن وأذنابه من خلال ضرباتكم، وحركتم سواكن الأنظمة العربية والإسلامية فواصلوا في كل ميدان.. في فلسطين وأفغانستان والعراق والشيشان وكشمير ﴿فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ (المائدة: 52).

ولقد جيشتم خلفكم أمتكم، ووحدّتم بهمتكم شعوبًا مشتتة فازدادت تمسكًا بالإسلام الذي تموتون دونه، فاثبتوا على الحق الذي أنتم عليه عسى الله أن يحيي بعزكم أمة الجسد الواحد "إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى".

واحذروا مَن يريدون تشويه وجه مقاومتكم المشروعة من أعمالٍ لا يقرها الشرع﴿وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ (المائدة: 8) فغايتكم نبيلة، وعليكم أن تسلكوا إليها الوسائل المشروعة، واحذروا عملاء الاحتلال وأصحاب الأفكار الشاذة المنحرفة الذين يودّون حرف المقاومة عن وجهتها السليمة، وليكن لكم في المقاومة الإسلامية في فلسطين مثل وقدوة، فقد حددت عدوها وساحة قتالها وثبتت على ذلك رغم كل الظروف.

وإليكم يا شباب الأمة في كل البقاع

هذا عام دراسي جديد.. أظل أمتكم الجريحة، فاعلموا أنَّ ميدان جهادكم عظيم، وما تحصيل علومكم بأقل عند عدوكم من إعداد "صاروخ قسام أو فخ مقاومة"، فأحيوا في النفوس عزيمة التعلم والإقبال على العلم، واجعلوه لله ولعزة المؤمنين ولرفعة شأن الأوطان، "إِنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَاتِ"، واعلموا أنَّ لطالب العلم أجر المجاهد، واستشعروا خطورة الحملة الغربية على عقولكم ووجدانكم وهي التى جنَّدوا لها من شياطين الإنس جنودًا يبثون سم الأفكار ويروجون لمجون الفعال باسم الفنون.. ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ (النور: 19)، وما الحرب على غرائزكم بأقل من حربهم على مقدساتكم. فاحذروا أن تفتنوا وألجموا كما يقول إمامنا الشهيدحسن البنا – نزوات العواطف بنظرات العقول.. وكونوا أدوات بناء في وجوه معاول الهدم..

تحركوا في كل الميادين رافعين الإسلام شعار حياة.. ومنهج تواصل.. يراه الناس فيكم خلقًا قويمًا.. وصحبةً صالحةً.. ووعيًا بالأخطار.. وحرصًا على الأوقات وعزًا في غير استعلاء.. وقوة في غير تجبر.. وجمالاً في غير خيلاء.. وساعتها يعرف الناس حقيقة ما تحيون لأجله فيسيرون على دربكم و"لأن يهدى الله بك رجلً واحدًا خير لك مما طلعت عليه الشمس".

أما أنتم يا جموع المعلمين

في المدارس والمعاهد والجامعات فلتخرجوا من ضيق وظائفكم إلى رحابة رسالتكم.. عقول الأمة بين أيديكم أمانة فأدوا حقها واعملوا على استنهاضها ورقيها وتقدمها، ولا تدعوها لقمة سائغة في يد من يخطط لها بالسوء.. وأعدوها للمقاومة بالعمل فـ﴿هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ (الزمر: 9)، ولا تشغلنكم الدنيا عن الدين فإن دينكم يسير بين أيديكم حيث شئتم أيًا كان تخصصكم ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾ (الأنعام: 38).

والله معكم ولن يتركم أعمالكم.. هو وحده القصد وهو الغاية و﴿كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (المجادلة: 21).

وصلى الله عليه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم