الشاعر وليد عبد الكريم الأعظمي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٢:٤٣، ١٣ نوفمبر ٢٠١٧ بواسطة Taha55 (نقاش | مساهمات) (حمى "الشاعر وليد عبد الكريم الأعظمي" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
وليد عبد الكريم الأعظمي.. وإخوان العراق


من هو؟

هو وليد بن عبد الكريم بن ملا إبراهيم كاكا بن مهدي بن صالح بن صافي العبيدي الأعظمي، ينتمي لقبيلة العبيد العربية القحطانية الحميرية، وكان السلطان العثماني مراد الرابع قد استعان بهذه العشيرة القوية على إخراج الفرس من بغداد وإنهاء احتلال الدولة الصفوية في سنة 1048هـ، وأسكن طائفة منهم في الأعظمية لحماية مرقد الإمام أبي حنيفة من عبثهم، فمعظم سكنة حي الأعظمية منهم.

وصفه يوسف القرضاوي بقوله: هو "شاعر الشعب يشدو له حين يفرح، ويبكي حين يأسى، ويزأر من أجله حين يُظلم، ويصرخ صراخ الحارس اليقظ إذا أهدرت حقوقه، أو ديس في حماه، وشعبه هم المسلمون في كل مكان، عرباً كانوا أم عجماً، بيضاً كانوا أو سوداً، رجالاً كانوا أم نساء، وهو أيضاً شاعر الإسلام، وكل شاعر حقيقي للشعب، لابد أن يكون شاعراً للإسلام، فالإسلام هو دين الشعب ومنهجه الذي ارتضاه الله له، وارتضاه هو لنفسه بمقتضى عقد الإيمان".

وهو شاعر القصيدة الإسلامية الأول في العراق كما يقول د. بهجت عبد الغفور الحديثي

مسيرة حياته

ولد وليد عبد الكريم في حي الأعظمية عام 1348هـ /1930م، وأكمل دراسته الإبتدائية سنة 1943م. ونشأ في أسرة إسلامية محافظة وفي بيئة دينية، وكان محباً للسباحة منذ الصغر، ولم ينقطع عن السباحة في نهر دجلة حتى بلغ اثنين وستين عاماً، وذلك بسبب إصابته بكسر في عظم الحوض، حضر دروس الشيخ قاسم القيسي مفتي بغداد، كما حضر دروس الشيخ أمجد الزهاوي وغيرهم و من تلامذته محمد أحمد الراشد.

في سنة 1946م افتتحت جمعية الآداب الإسلامية فرعاً لها في حي الأعظمية فكان ينشر فيها بعض المقطوعات الشعرية بعد أن يراجعها ويصححها الأستاذ المصري محمود يوسف المدرس في دار المعلمين بالأعظمية.

يعتبر عضو مؤسس في الحزب الإسلامي العراقي سنة 1960م، وعضو مؤسس لجمعية المؤلفين والكتاب العراقيين، كما كان رئيساً لنادي التربية الرياضي في الأعظمية لمدة خمس سنوات، وقد فاز النادي ببطولة العراق في المصارعة.

كما أنه شارك في مظاهرات 1948م التي أسقطت المعاهدة الاستعماريَّة، ويعد انتساب وليد الأعظمي إلى "جمعية الأخوة الإسلامية" -التي أنشأها الشيخ محمد محمود الصواف في العراق، والذي كان من أبرز قادة حركة الإخوان المسلمين- انعطافة كبيرة في حياته حيث أولى الصواف اهتماما بالغا للأعظمي لأنه لمس فيه بذرة شعرية، شجعه على تهذيبها وقصرها على الشعر الإسلامي.


وليد الأعظمي شاعر الدعوة والإخوان

عاش وليد الأعظمي داعية من دعاة الإخوان المسلمين العراقيين، وشاعرًا من شعراء الإسلام المعاصرين، وسخَّر كل طاقاته وإمكاناته لخدمة الإسلام والمسلمين داخل العراق وخارجه، فكان يعيش قضايا الإسلام والمسلمين، ويتفاعل مع الأحداث، ويؤكِّد المعاني الإسلاميَّة وروابط الأخوة بين المسلمين، وأنهم جسد واحد، وأن بلاد المسلمين واحدة، فكان لا يُقيم وزنًا للحدود المصطنعة.

وكان وليد الأعظمي يرى أنَّ المسلمين أُمَّة واحدة ربُّها واحد ونبيُّها واحد، وقِبْلَتُها واحدة، وهدفها واحد؛ هو العمل لمرضاة الله وتحقيق معنى العبوديَّة لله وحده.

وقد أسهم وليد الأعظمي في كل ميدان من ميادين خدمة الإسلام والمسلمين على الصعيد الوطني والسياسي والاجتماعي؛ فشارك في مظاهرات 1948م التي أسقطت المعاهدة الاستعماريَّة، وأسهم في تأسيس "جمعية الأخوة الإسلاميَّة" عام 1950م، وشارك في جميع أنشطتها من المحاضرات، والندوات، والمؤتمرات، والمخيمات، والمعسكرات الكشفية، والتمثيليات والمسرحيات، والأناشيد الإسلاميَّة، وغيرها.

واحتضن المرحوم الصواف الشاعر الأعظمي، وبدأ يصطحبه معه في أسفاره إلى المدن العراقية، ويقدمه في المنتديات والاحتفالات الدينية التي كان يحضرها. والأعظمي متزوِّج من ابنة عمِّه، التي كانت له نِعْمَ الزوجة الصابرة، ورُزق منها بثمانية من الأولاد؛ أربعة من البنين، وأربع من البنات.

تعلم فن التركيب في الخط العربي على يد الخطاط التركي الشهير ماجد بك الزهدي. وقد رافق الخطاط المشهور هاشم محمد البغدادي عشرين عاما وتعلم منه الكثير من فنون الخط العربي. ثم نال إجازة في الخط العربي من محمد طاهر الكردي المكي (خطاط مصحف مكة المكرمة)، كما نال إجازة في فن الخط العربي من الخطاط المصري الشهير محمد إبراهيم البرنس (خطاط المسجد الحرام بمكة). ونال إجازة الخط العربي من الشيخ أمين البخاري (خطاط كسوة الكعبة المشرفة).

مشايخه وتلاميذه

كان في شبابه يحرص على حضور دروس قاسم القيسي مفتي بغداد التي كان يلقيها على طلاب المدارس الدينية في "مسجد بشر الحنفي" في الأعظمية، وكذلك دروس تقي الدين الهلالي في مسجد ملا خطاب بالأعظمية، ودروس محمد القزلجي الكردي، ودروس عبد القادر الخطيب، ومجلس حمدي الأعظمي في منزله، ودروس أمجد الزهاوي في جامع الإمام الأعظم وجامع الدهان.

كان لوليد الأعظمي الكثير من التلاميذ ومنهم: محمد أحمد الراشد.

درب حياته

تعلم فن التركيب في الخط العربي على يد الخطاط التركي الشهير ماجد بك الزهدي. وقد رافق الخطاط المشهور هاشم محمد البغدادي عشرين عاما وتعلم منه الكثير من فنون الخط العربي. ثم نال إجازة في الخط العربي من محمد طاهر الكردي. المكي (خطاط مصحف مكة المكرمة)، كما نال إجازة في فن الخط العربي من الخطاط المصري الشهير محمد إبراهيم البرنس (خطاط المسجد الحرام بمكة). ونال إجازة الخط العربي من الشيخ أمين البخاري (خطاط كسوة الكعبة المشرفة).

وختم الأعظمي وصاياه لأُمَّته بدعوته قواتَ التحالف إلى الانسحاب من العراق بأسرع وقت، وقال: "إن في العراق رجالاً راشدين لا يحتاجون إلى وصاية من أحد".


دواوين شعرية

ديوان (الشعاع) الذي نشر عام 1959م في بغداد، وقدم له يوسف القرضاوي،ولم يأخذ حقه من الانتشار؛ لذلك يعد أقل دواوينه انتشارا وشهرة، بل بات في عداد الكتب النادرة.

ديوان الزوابع، نشر عام 1962م في بغداد، وكان الإهداء إلى سيد قطب تقديراً وحباً من الشاعر له، وهذا الديوان هو أوسع دواوين الشاعر انتشاراً، فقد طبع عشر مرات، وانتشر في العالم العربي والإسلامي، ومثلت قصائده أناشيد حماسية يترنم بها الشباب في نواديهم واحتفالاتهم. وكتب مقدمته نعمان عبد الرزاق السامرائي، وقد أثار هذا الديوان ضجة في الأوساط الأدبية ببغداد؛ لأن الرقابة على النشر قامت بحذف بعضا من أبياته.

ديوان أغاني المعركة، نشر عام 1966 في بيروت، قدم له نور الدين الواعظ.

ديوان (نفحات قلب) الذي نشر عام 1998م في بغداد، قدم له محسن عبد الحميد.

ديوان قصائد وبنود، نشر عام 2004م في بيروت؛ ضمن الأعمال الشعرية الكاملة.

قصيدة (أيها الراشد في أفكاره)، وهي آخر قصيدة نظمها وألقاها في الاحتفال الكبير بجامع الإمام الأعظم في بغداد، حيّا بها محمد أحمد الراشد، الذي عاد إلى الأعظمية بعد غياب قصري استمر سنوات، وكان ذلك عصر يوم الخميس 31/7/2003. وقد نشرت ضمن الأعمال الشعرية الكاملة عام 2004م.

صدرت جميع دواوينه وأعماله الشعرية الكاملة مطبوعة في ديوان بمجلد واحد تحت عنوان ( ديوان وليد الأعظمي، الأعمال الشعرية الكاملة) عن دار القلم بدمشق، وأشرف عليه الأديب عبد الله الطنطاوي وكتب مقدمته المستشار عبد الله العقيل وقد رآه المؤلف في مرضه الأخير وقبل وفاته بأسبوعين.

مؤلفات نثرية

  • المعجزات المحمدية 1970م بيروت.
  • ديوان العُشارى (تحقيق بالمشاركة) 1977م بغداد.
  • تراجم خطاطي بغداد المعاصرين 1977م بيروت.
  • الرسول في قلوب أصحابه 1979م بغداد.
  • مدرسة الإمام أبي حنيفة وتراجم شيوخها ومدرسيها - بغداد - مطبعة آفاق عربية 1985م.
  • ديوان الأخرس (تحقيق) 1985م بيروت.
  • الخمينية وريثة الحركات الحاقدة والأفكار الفاسدة، دار عمار للنشر والتوزيع - عمان، عام 1987.
  • السيف اليماني في نحر الأصفهاني صاحب الأغاني - 1988م القاهرة.
  • هجرة الخطاطين البغداديين (جزءان) 1989م بغداد.
  • شعراء الرسول 1990م بغداد.
  • تأريخ الأعظمية - مدينة الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان - 1999م بيروت.
  • ديوان عبد الرحمن السويدي (تحقيق بالمشاركة) 2000م بغداد.
  • أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران - 2001م بغداد.
  • ذكريات ومواقف - طبع بعد وفاته مع الأعمال النثرية الكاملة- 8 مجلدات.
  • رجال من قبيلة العبيد - طبع بعد وفاته مع الأعمال النثرية الكاملة- 8 مجلدات.
  • جمهرة الخطاطين البغداديين- مطبعة آفاق عربية - بغداد 1989م.
  • عقود الجمان في محاسن شعراء الزمان لابن الشعار الموصلي (تحقيق بالمشاركة) مخطوط، كتبه بقلمه الخطاط الشاعر وليد الأعظمي 20 من تموز 2000م.

(سلسلة أبطال من الأنصار)

  • حسان بن ثابت 1979م بغداد.
  • كعب بن مالك الأنصاري 1979م بغداد.
  • عبد الله بن رواحة الأنصاري 1979م بغداد.
  • عباد بن بشر الأنصاري 1979م بغداد.
  • قتادة بن النعمان الأنصاري 1979م بغداد.
  • أبو لبابة الأنصاري 1979م بغداد.
  • سعد بن معاذ الأنصاري 1979م بغداد.
  • أسيد بن حضير الأنصاري 1979م بغداد.
  • أبو طلحة الأنصاري 1979م بغداد.
  • حارثة بن النعمان الأنصاري 1979م بغداد.
  • عقبة بن عامر الأنصاري 1979م بغداد.
  • أبو دجانة الأنصاري 1979م بغداد.

ولم تمض سنوات قليلة على وفاة الأعظمي، حتى صدرت أعماله النثرية الكاملة في ثماني مجلدات قام على جمعها وترتيبها أيضاً الأديب عبد الله الطنطاوي ولقد ضمت جميع مؤلفاته النثرية.

عمله وإنجازاته

  • عضو مؤسس في الحزب الإسلامي العراقي سنة 1960م.
  • عضو مؤسس لجمعية المؤلفين والكتاب العراقيين.
  • عضو مؤسس لجمعية الخطاطين العراقيين.
  • عضو مؤسس لجمعية منتدى الإمام أبي حنيفة في الأعظمية.
  • أنتدب خبيراً في شؤون المصاحف في وزارة الأوقاف العراقية.
  • أنتدب خبيراً في فن الخط العربي وتاريخه في وزارة الأعلام والثقافة العراقية.
  • أشتغل خطاطاً في المجمع العلمي العراقي، ومصححاً في مطبعتها لمدة عشرين سنة.
  • كان رئيساً لنادي التربية الرياضي في الأعظمية لمدة خمس سنوات، وقد فاز النادي ببطولة العراق في المصارعة.


نشر الكثير من الكتب والمقالات والقصائد الشعرية والبحوث في النقد الأدبي واللغة والتاريخ والفن في عدد من المجلات العربية منها:

  • مجلة المجتمع في بيروت.
  • مجلة المجمع العلمي العراقي.
  • مجلة الرسالة الإسلامية في بغداد.
  • مجلة التربية الإسلامية في بغداد.


شعره

بدأ الشاعر وليد نظم الشعر وهو ابن خمسة عشر عاماً، وكان قبل ذلك بقليل ينظم الزجل والشعر الشعبي بلغة العوام، وكان خاله الأديب مولود أحمد الصالح يوجهه ويرعاه ويصحح له بعض الأوزان ويبدل بعض الكلمات.

وكانت أولى قصائده في رثاء الشاعر العراقي البارز معروف الرصافي في سنة 1945م .

ولم تمض سنوات قليلة على وفاة الأعظمي، حتى صدرت أعماله النثرية الكاملة في ثماني مجلدات قام على جمعها وترتيبها أيضاً الأديب عبد الله الطنطاوي.

ويحكي وليد الأعظمي حكايات القدس الذليل، وكيف تخلَّى عنه أبناؤه على موائد الأغاني والقمار والرذائل، ويستحثُّهم بصورة مليئة بالأسى والحزن؛ لينهضوا في تحرير هذه الأرض المغتصبة، حتى لا تكون أندلسَ أخرى، ونبَّه هؤلاء أنَّ فقدان الأرض الفلسطينية، هو فقدان الإسلام في قطر جغرافي له تاريخه الإسلامي والعربي العريق، ولعلَّ أكبر إنجاز حقيقيٍّ قام بها المسلمون تجاه الأرض المقدسة في فلسطين، ما فعله القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي في حطين من استرجاع للعزَّة الإسلاميَّة في هذه الأرض، قبل استرجاع هذه القطعة الجغرافيَّة الغالية من الأرض الإسلاميَّة المقدسة، فيقول:


هذي فلسطين كمْ قد ناح نائحها *** ومن كئوس الرَّدَى في أرضهم شَرِبُوا

والقدس يحكمها الحاخام وا أسفا *** والعُرْبُ تندبُ والإسلام ينتحبُ

فكيف كيف صلاحُ الدين حرَّرها؟ *** أبالنوادي أمِ الهيئات يا عربُ؟

أمْ بالموائد حيث الغدرُ مجتمعٌ؟ *** مع الخيانة يا هذا فلا عجبُ

أنْ تخسر العُرْبُ أولى القبلتين وفي *** قلوبُ أبنائها النيرانُ تلتهبُ

نارُ الرذيلة نارُ الحقد قد ملأت *** آفاقنا كيف نصر الله يقتربُ

كفرٌ وفسقٌ وإلحادٌ وزندقة *** والجهل خيَّم فينا بعدما نصبُوا

تلك الفخاخ ليصطادوا بها أُممًا *** باتت تغنِّي ويجلو همَّها الطربُ

فتلك أندلسٌ ولَّتْ وقد لحقتْ *** بها فلسطين ما للعُرْبِ لم يثبُوا

عودوا إلى الدين والتَّقوى فإنكمُ *** إنْ عدتُمُ عادت الأيَّام والحقبُ


ويناجي وليد الأعظمي الجماعة المسلمة، ويستحثُّها أن تنهض للدفاع عن الأرض المسلوبة؛ فحرام على كلِّ مَنِ اتخذ الإسلام دينًا أن يرى هذه الأراضي الإسلاميَّة وقد سُلبت، ويرى أطفال المسلمين وقد يُتِّموا، ثم نساء المسلمين وقد رُمِّلوا، ويعيش في لذاته ناسيًا أو متناسيًا أنَّ هناك قضيَّة إسلاميَّة عظيمة لم تُحْسَم بعدُ، وهي "القدس" فيقول:


حرامٌ علينا أنْ نعيشَ وحولنا *** دماءُ الضحايا في مجازر قبيةِ

وحيفا ويافا والخليل وقَسْطَل *** وفي دَيْر ياسين وَلُدٍّ ورملةِ

كأنِّي بصوت القدس يعلو مردِّدًا *** تقدَّمْ رعاك اللهُ جيش الأخوَّةِ

وأُمْنِيَتِي أنِّي أذودُ عَنِ الحمى *** وأَرْوِي ربوعَ القدس من دمِ مهجتِي

وأعصر قلبي في فلسطين عَنْ دم *** لأسقي به أشجار مجدي وعزَّتِي


ثم يتساءل الأعظمي: وكيف نُجِيب الله يوم القيامة إنْ سألنا عن تحرير القدس، وماذا كان دورنا تجاهه؟ فيقول:


بماذا نُجِيب الله إنْ نحن لم نكن *** نصونُ ربوع القدس من شرِّ عصبةِ

وماذا عسى يُجدي اعتذارُ مقصِّرٍ *** إذا جاءَهُ الإنذارُ مليونُ مرَّةِ

أَرُونِي بلادًا بالخصامِ تقدَّمتْ *** أروني بلادًا بالكلام استقلَّتِ

أَمَا آنَ أنْ نحيا كِرَامًا أعزَّةً *** ونحن بنو القوم الكرامِ الأعزَّةِ

تلاميذ عمَّارٍ وأحفادُ خالدٍ *** وأبناءُ سلمانَ وَجُنْدُ قتيبةِ


وأعرب الشاعر وليد الأعظمي عن أسفه وألمه للوضع الراهن في العراق وشعبه وهو يرزح تحت وطأة الاحتلال من قِبَلِ جيوش الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا فأنشد قائلاً:


في كلِّ مؤتمر تبدو مبادرة *** فيها لشُبَّاننا الأبطالِ تخذيلُ

يُقَرِّرون ويحتجُّون لاهيةً *** قلوبهمْ فَهْيَ أدوارٌ وتمثيلُ

لا ينبسون بحرفٍ فيه بارقةٌ *** مِنَ الصمود ليستقوي بها الجيلُ

يُهرولون ليرضى (بوشُ) سيِّدهمْ *** عنهمْ ويشْكُرهمْ موشي ورابيلُ

ولا تردُّ أذى أعدائنا صورٌ *** ولا تردُّ الصواريخَ التماثيلُ

همُ الأسود على أبناء أُمَّتهمْ *** وعند شارون أقزامٌ مهازيلُ


وختم الأعظمي وصاياه لأُمَّته بدعوته قواتَ التحالف إلى الانسحاب من العراق بأسرع وقت، وقال: "إن في العراق رجالاً راشدين لا يحتاجون إلى وصاية من أحد".

وكانت آخر قصيدة نظمها -وأُلقيت بالنيابة عنه بسبب مرضه- في احتفاليَّة البردة النبويَّة التي أُقيمت في مدينة الموصل شمال العراق في شهر يوليو من عام 2004م، ومن بين أبياتها:


أعاهد ربِّي أنْ أظلَّ مجاهدَا *** أَشْدُو بميلادِ النَّبِيِّ قصائدَا

أدعو الأنام بها إلى سُبُل الهدى *** مستنهضًا منهمْ شعورًا خامدَا

وأبثُّ في رُوح الشباب عزيمةً *** تُذْكِي بأعماق القلوب مواقدَا

لتقومَ تجتثُّ الفساد بهمَّة *** تُبْقِي لهيبَ ضرامها متصاعدَا


  • ومن قصائده


وإن دعوتنا ياصاح واضحة كالشمس والشمس ما أحتاجت براهينا

الله غايتنا في كل مسألة من المسائل والمختار هادينا


  • ومن قصائدة التي أبدى فيها أسفه ولوعته لما يحصل في بغداد من مآسي وكروب:


في كل مؤتمـر تبدو مبادرة فيها لشباننا الأبطال تخـذيل

يقـررون ويحتجـون لاهـية قلوبهـم فهي أدوار وتمثيل


  • وكانت آخر قصيدة نظمها - وألقيت بالنيابة عنه بسبب مرضه- في احتفالية البردة النبوية التي أقيمت في مدينة الموصل شمال العراق في شهر يونيو ومن بين أبياتها:


أعاهد ربي أن أظل مجاهدا أشدو بميلاد النبي قصائدا

أدعو الأنام بها إلى سبل الهدى مستنهضا منهم شعوراً خامدا

وأبث في روح الشباب عزيمة تذكي بأعماق القلوب مواقدا



حرامٌ علينا أنْ نعيشَ وحولنا دماءُ الضحايا في مجازر قبيةِ

وحيفا ويافا والخليل وقَسْطَلوفي دَيْر ياسين وَلُدٍّ ورملةِ

كأنِّي بصوت القدس يعلو مردِّدًا تقدَّمْ رعاك اللهُ جيش الأخوَّةِ


وفاته

انطفأ سراج وليد الأعظمي الذي طالما أنار الدنيا من حوله في مساء يوم السبت الأول من محرم 1425هـ الموافق 22 من فبراير سنة 2004م، عن عمر يناهز أربعة وسبعين عامًا، وذلك بعد صراع مع المرض استمرَّ أكثر من شهر عقب إصابته بجلطة، وشيع بموكب مهيب حضرهُ العلماء والأدباء وصلى صلاة الجنازة عليه في جامع الإمام الأعظم جمع غفير من أهالي الأعظمية ثم دفن في مقبرة الخيزران.

قالوا عنه

عبد الله العقيل: "إن الأخ الشاعر وليد الأعظمي لم تزده الأحداث، ولا تعاقب الأيام، إلا إصراراً على التمسك بالحق، والدعوة إلى الحق، واحتساب ذلك عند الله عز وجل. وهو لم يتلون مع المتلونين، ولم يخضع للسلاطين، وظل شاهراً سيفه، ينافح عن الإسلام ديناً، وعن المسلمين أمةً، في أي صقع من أصقاع الأرض وُجدوا، تؤرقه مشكلاتهم، ويتألم لمعاناتهم، ويستنهض الهمم لنجدتهم، والوقوفِ إلى جانبهم."

يقول الدكتور محسن عبد الحميد: "ومن هنا فلا أبالغ إذا قلت بأنني أعد وليد الأعظمي أحد الشعراء الثلاثة في العصر الحديث: إقبال والأميري ووليد الذين انحازوا بشعرهم كله وبكيانهم كله إلى الحق والإسلام.. الأول من خلال شعر فلسفي ساطع، والثاني من منطلق خيال شعري رائع، والثالث من ومضات ألق عاطفي متأجج".

قال عنه الداعية نور الدين الواعظ ابن الشيخ رضا الواعظ : "هو شاعر الحقائق وليس بشاعر الشباب، كما اشتهر لأنه يتناول الحقائق بأسلوبه الأدبي الخاص، فيهز المشاعر، ويفجر العواطف، ويحلق بها في أجواء الإيمان الرحيبة".

يقول جابر قميحة: "وليد الأعظمي شاعر عراقي باعتبار المولد، ولكنه شاعر عربي إسلامي باعتبار العقيدة والمنهج والسلوك والواقع الذي يعيشه، وأدائه الفني فكراً ولغة ووجداناً، فهو كما وصفه بحق الدكتور يوسف القرضاوي: "شاعر الشعب يشدو له حين يفرح، ويبكي حين يأسى، ويزأر من أجله حين يُظلم، ويصرخ صراخ الحارس اليقظ إذا أهدرت حقوقه، أو ديس في حماه، وشعبه هم المسلمون في كل مكان، عرباً كانوا أم عجماً، بيضاً كانوا أو سوداً، رجالاً كانوا أم نساء، وهو أيضاً شاعر الإسلام، وكل شاعر حقيقي للشعب، لابد أن يكون شاعراً للإسلام، فالإسلام هو دين الشعب ومنهجه الذي ارتضاه الله له، وارتضاه هو لنفسه بمقتضى عقد الإيمان".

انظر:

1- عبد الله العقيل: مجلة المجتمع الكويتية، مقال بعنوان "شاعر الإسلام وليد الأعظمي"، عدد 1693، بتاريخ 18/03/2006م.

2- موقع مفكرة الإسلام، مقال وليد الأعظمي.

3- د. بهجت عبد الغفور الحديثي، " القصيدة الإسلامية الحديثة وشعراؤها في العراق " صـ 406.

4- صلاح حسن رشيد: مجلة المجتمع الكويتية، مقال بعنوان "وليد الأعظمي في إبداع يشهد له بعد الرحيل"، عدد 1650، بتاريخ 7/05/2005م.

للمزيد شاعر الإسلام.. وليد الأعظمي