قالب:إقرأ أيضا.

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٤:٣٧، ٢٥ فبراير ٢٠٢٣ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

ملفات خاصة

البيان في فضائل شهر شعبان

بقلم: أسامة جادو

أتوجه إلى الأحبـــة الكرام جميعًا ونحن على عتبات شهر شعبان، بعظيم التحية والدعاء أن يبلغنا الله تعالى شهر رمضان على خير حال، وأن يصب الخير على بلادنا صبًا ويجمع شمل الأمـة كلها على الحق، وأسطر كلمات وخواطـر لبيان منزلة شهر شعبان وفضائله عسى أن تكون كلماتي مذكرة وهادية وباعثة لهمــة فى السعي للخير والعمل الصالح.

هذا شهر كريم مبارك أظلَّنا عن قريب، فأهاج مشاعر الهداية والإيمان، وهتف بنا إلى الطاعة والعبادة والإحسان.

فهو تقدمةٌ لشهر رمضان المبارك، وتمرينٌ للأمة الإسلامية على الصيام والقيام وصالح الأعمال؛ حتى يذوقوا لذَّة القرب من الله تعالى، ويستطعموا حلاوة الإيمان، فإذا أقبل عليهم شهر رمضان أقبلوا عليه بهمَّة عالية، ونفس مشتاقة، وانكبُّوا على الطاعة، وانعكفوا على العبادة.

فضائل شهر شعبان

روى الإمام أحمد في مسنده والنسائي في سننه بسند حسن، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: "كان رسول الله يسرد حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى لا يكاد يصوم، إلا يومين من الجمعة إن كان في صيامه، وإلا صامهما، ولم يكن يصوم من الشهور ما يصوم من شعبان. فقلت: يا رسول الله، إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر، وتفطر حتى لا تكاد تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك، وإلا صمتهما. قال: سول الله: "أي يومين؟" قال: الإثنين والخميس. قال: "ذلك يومان تُعرض فيهما الأعمال على رب العالمين، وأُحب أن يُعرض عملي وأنا صائم".

في هذا الحديث يصف الصحابي الجليل أسامة بن زيد- رضي الله عنهما- صيام رسول الله على مدار العام، فكان من هديه أن يصوم ويطيل الصوم حتى يخيَّل لأصحابه أنه لا يفطر، وكان يفطر أيامًا متتاليةً حتى يُظن أنه لا يصوم. وهذا ما عبَّرت عنه أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- أنها قالت: "كان رسول الله يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم". وكان أنس بن مالك-رضي الله عنه- يقول: "كان رسول الله يصوم حتى يقال: قد صام قد صام، ويفطر حتى يقال: قد أفطر قد أفطر".

ومعنى ذلك أن صومه وفطره قد علِمَه الكافَّة، فمن رآه أيام صومه يقول: لا يفطر؛ من كثرة أيام صيامه، ومن يرَاه أيام فطره يقول: لا يصوم؛ من كثرة أيام فطره، بل كان ذلك هديه.

من السنة صيام يومي الإثنين والخميس

كان النبي الكريم يتحرَّى هذين اليومين ويصومهما، ويحرص على ذلك، كما أخبر أسامة بن زيد في الحديث السابق، وكما روت الصديقة أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- أن النبي كان يتحرى صيام الإثنين والخميس، وحين أدرك الصحابة ذلك عنه سألوه، فقيل: يا رسول الله، إنك تصوم الإثنين والخميس. فقال : "إن يوم الإثنين والخميس يغفر الله فيهما لكل مسلم إلا متهاجرين".

وروى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن النبي قال: "تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس، فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: أنْظِروا هذين حتى يصطلحا".

وحين سُئل الرسول عن حكمة صيامه يومَي الإثنين والخميس؟ قال: "ذلك يومان تُعرض فيهما الأعمال على رب العالمين, وأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم".

وعرض الأعمال على الله تعالى في هذين اليومين هو عرض خاص، غير العرض العام الذي يكون كل يوم بكرة وعشية، فترفع أعمال الليل إليه سبحانه وتعالى قبل النهار، وترفع أعمال النهار إليه قبل الليل، كما صح الحديث بذلك عند مسلم وابن ماجه.

....

تابع القراءة