"إسماعيل أبو شنب" القيادي في حركة حماس قبيل اغتياله ( حوار )

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
" إسماعيل أبو شنب " القيادي في حركة حماس قبيل اغتياله ( حوار )
إسماعيل أبو شنب.jpg

• الهدنة جاءت لكشف نيات إسرائيل أمام العالم.‏

• لا يمكن تجريد المقاومة من سلاحها.

رسالة غزة: محمد مصطفى‏*

قُبيل ساعات من اغتياله تحدث المهندس " إسماعيل أبو شنب " القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية ‏حماس‏ لـ (الأهرام) عن موقف الحركة من الهدنة‏,‏ وبداية فإن "أبوشنب" خريج كلية الهندسة جامعة الأسكندرية‏ ,‏ وفي كل مرة ألتقي به في غزة كان يقص عليَّ ذكرياته في مصر التي يعشقها ويعتبر نفسه مصريًّا قلبًا‏ وقالبًا في أحد لقاءاتي مع "أبوشنب" احتدم النقاش بيننا واتهمته بعدم الوضوح والتحايل السياسي وخداع الشارع الفلسطيني، ولكن الرجل بدماثة خلقه ووجهه البشوش الذي لا تغيب عنه الابتسامة احتوى الموقف وأوضح لي ما كان غائبًا عني‏00‏ وفيما يلي نص الحديث الذي أجريته مع " إسماعيل أبوشنب "‏0‏

‏*‏ ما هو موقف حماس من الهدنة؟‏!‏

‏**‏ نحن بادرنا إلى مشروع الهدنة من أجل عدة أهداف تتمثل في إعطاء فرصة للجهود الفلسطينية والعربية والدولية من أجل الضغط على "إسرائيل" للانسحاب ولوقف العدوان والإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية‏.‏ والهدنة مشروطة بهذه الشروط ومحدودة لمدة ثلاثة أشهر تنتهي في‏29‏ سبتمبر القادم، والهدف الثاني‏:‏ إننا في قرارة أنفسنا لا نقتنع بأن "إسرائيل" يمكن أن تستجيب لهذه الجهود‏,‏ ولكننا نريد أن نُعري هذا العدو أمام العالم ونكشف نياته الحقيقية،‏ والهدف الثالث‏:‏ إعطاء الشعب الفلسطيني فرصةً لالتقاط الأنفاس بعد ألف يوم من الانتفاضة المتواصلة‏.‏

‏*‏ هل حققت الهدنة الأهداف التي طرحتها؟‏!‏

‏**‏ حققت الهدنة في تقديري حتى هذه اللحظة أحد الأهداف وهو إحراج وكشف نيات "إسرائيل" أمام العالم وأمام أصدقاء "إسرائيل" الأمريكيين والأوروبيين‏.‏

‏*‏ هل تعتقد أن مثل هذا الإحراج يمكن أن يترجم سياسيًّا إلى مفاوضات تسفر عن نتائج سياسية للشعب الفلسطيني؟‏!‏

‏**‏ ما يترجم على أرض الواقع الآن هو جزء من المناورة والتكتيك الإسرائيلي بدافع الخروج من الحرج وليس عن نيات حقيقية‏,‏ وهذا يؤكد لنا أن "إسرائيل" في موقع حرج‏,‏ ولكن المقاومة يدها على الزناد والمقاومة مستعدة لمواجهة أي تطورات على أرض الواقع، وخيارنا هو المقاومة ولن نترك سلاحنا حتى زوال الاحتلال‏.‏

‏*‏ ما هو موقف الحركة من جمع أو نزع الأسلحة كما ورد في خريطة الطريق؟

‏**‏ موضوع جمع السلاح هذا مطلب غير شرعي وما دام الشعب الفلسطيني يواجه العدوان الإسرائيلي وما دامت الدبابات الإسرائيلية والمستعمرون الإسرائيليون على الأرض الفلسطينية فإن من حق شعبنا الفلسطيني أن يمتلك وسائل للدفاع عن النفس‏,‏ وهذا الدفاع الذي قررته كل الشرائع الدولية والقانون الدولي والمنظمات الدولية‏.‏ ومن ناحية التفاهم الفلسطيني هناك تفاهم فلسطيني حول عدم اللجوء إلى الصدام الداخلي؛ لأن العلاقات الفلسطينية قائمة على تحقيق الحقوق الوطنية الفلسطينية، وليس على تقديم الأمن لإسرائيل على حساب الوضع الداخلي الفلسطيني‏.‏

*‏ هل حماس ستوافق على تمديد الهدنة؟

‏‏**‏ فيما يخص تمديد الهدنة فإنه من السابق لأوانه الحديث عن تمديد الهدنة‏,‏ ونحن نرى الخروقات الإسرائيلية في أول الطريق وفي منتصف الطريق لهذه الهدنة وعدم تلبية الشروط الرئيسية للهدنة والتي على رأسها وقف العدوان والإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية،‏‏ وإذا لم تتحقق هذه الشروط فإنه من المستبعد الحديث عن تمديد الهدنة‏..‏

‏*‏ كيف ترى العلاقة بين السيد "أبو مازن" والرئيس "عرفات" فيما يتعلق بالتعامل مع إسرائيل في هذه المرحلة؟‏!‏

‏**‏ لسنا على اطلاع على العلاقة بين الرئيس "عرفات" والأخ "أبومازن" ولكن يجب أن نتوقع أن "أبو مازن" هو رئيس وزراء مكلف من الرئيس "عرفات"‏,‏ وبالتالي يجب أن يكون التناغم والانسجام بينهما والتفاهم كاملاً بما يحقق أهدافنا الفلسطينية‏,‏ نعم هناك بعض الملاحظات من الرئيس "عرفات" على أداء حكومة "أبو مازن" وهذه الملاحظات تظهر من فترة إلى أخرى على شكل تصريحات بعدم اقتناع الرئيس بما أنتج‏,‏ ونحن نتفق معه بأن العدو الصهيوني يراوغ ويماطل وبالتالي لا توجد إنجازات حقيقية، ولكنها تكتيكات من أجل مداراة أو ذر الرماد في عيون الرأي العام العالمي‏.‏

‏*‏ هناك من يقول إن المقاومة المسلحة أضرت بالقضية الفلسطينية‏..‏ بماذا تعلق؟‏!‏

‏**‏ نحن جربنا الانتفاضة السلمية وما زلنا نجربها‏,‏ ولكن قسوة وعنف الاحتلال وشراسته واستخدامه لأقوى ما في ترسانته الحربية لا يتناسب تمامًا مع أطفال أبرياء ومع مواطنين عزل‏,‏ ومن هنا فإن التجربة الفلسطينية تقول: إن العمليات الاستشهادية داخل "إسرائيل" هي التي تُؤلمها وتجعلها تعيد حساباتها‏.‏

نعم كانت تؤدي إلى غضب من قبل الاحتلال ولكنها أيضًا كانت تؤتي ثمار إعادة الحساب للتقويم في كل مرة‏,‏ وهذا لاحظناه في العملية الأخيرة التي جاءت ردَّا على خروقات "إسرائيل" وبالتالي فإننا لا نقبل أن تكون مقاومتنا فقط سلمية نحن نمارس المقاومة السلمية، ولكن عندما يتصاعد العدوان ضدنا فإن الرد يجب أن يكون أيضًا من جنس العمل‏.‏

*‏ ما هو تقويمك للألف يوم التي مضت على انتفاضة الأقصى؟‏!‏

‏‏**‏ هناك نتائج باهرة للألف يوم النتيجة الأولى الشعب الأعزل الذي يصمد أمام أعتى أنواع الأسلحة وأمام قوة رئيسية مركزية في الشرق الأوسط‏.‏ هذا يدل على قدرة صمود شعبنا الفلسطيني في مواجهة العنف الصهيوني النقطة الثانية الانتفاضة استطاعت أن تمس "إسرائيل" وتؤلمها وتلحق بها خسائر فادحة على مستوى الأرواح وعلى مستوى الاقتصاد وعلى مستوى السياحة وعلى مستوى الأمن وعلى مستوى الاستيطان، وبالتالي فهي بتعبير إستيراتيجي هزت المشروع الصهيوني في المنطقة، وجعلته لا يستطيع أن يثبت مكانه وهذا إنجاز رائع للمقاومة‏.‏

*‏ ولكن في المقابل هناك المزيد من المستعمرات والمزيد من التدمير وابتلاع الأراضي؟‏!‏

‏‏**‏ نعم‏00‏ نحن نتحدث في الإنجازات عن الجانب الإيجابي منها، ونحن دفعنا ثمنًا لذلك، ولكن شعبًا أعزل استطاع أن يصمد ويلحق كل هذه الخسائر بالاحتلال ولا ينهار‏,‏ إنما الذي انهار هو المشروع العسكري الصهيوني‏ ,‏ وهذا مكسب كبير للمقاومة‏.‏

  • نقلاً عن جريدة الأهرام المصرية – السبت 23/8/ 2003 م.

المصدر