"الطبيب الثائر" و"صقر حماس" يترجل بعد جهاد لا يلين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٥:٢٢، ٣١ مايو ٢٠١٤ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (←‏من سجون الاحتلال إلى سجون السلطة)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"الطبيب الثائر" و"صقر حماس " يترجل بعد جهاد لا يلين

خدمة قدس برس

مقدمة

المصلون في مساجد غزة أجهشوا بالبكاء حين سمعوا نبأ الاغتيال

الدكتور الرنتيسي .. مسيرة طويلة من الحركة والجهاد والعطاء ختمها بالشهادة

أجهش المصلون في مساجد غزة بالبكاء، بعد الانتهاء من أدائهم لصلاة العشاء، إثر شيوع نبأ اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ، زعيم حركة المقاومة الإسلامية حماس واثنين من مرافقيه، في قصف سيارته، في أحد شوارع مدينة غزة.

ولم يكن المصلون يعرفون بتعرض عبد العزيز الرنتيسي لعملية الاغتيال، حيث وقعت العملية أثناء أدائهم لصلاة العشاء.

وبعد انتهاء الصلاة تسرب الخبر إلى المصلين، الذين أجهشوا بالبكاء وتضرعوا بالدعاء إلى الله أن يحمي الشعب الفلسطيني وقادته، وأن يقبل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي شهيدا.

وخرجت مسيرات بشكل عشوائي من كافة مساجد غزة ، وتوجهت إلى مشفى الشفاء في المدينة، وإلى منزل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، فيما عمت حالة الاستنفار الشديد في المدينة، وسادت حالة من الغضب.

من فاجعة لفاجعة

لم يفق الفلسطينيون بعد من فاجعة اغتيال الشيخ احمد ياسين في 22 آذارمارس الماضي، حتى فجعوا مرة أخرى باغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، الذي لا تقل شعبيته عن شعبية الشيخ احمد ياسين، لاسيما بين صفوف أبناء حركة حماس حيث أغمي على عدد كبير منهم في مشفى الشفاء، بعد تأكيد نبأ استشهاد عبد العزيز الرنتيسي.

واختلطت مشاعر الحزن بالفرح في نفوس المواطنين، الذين توافدوا إلى مشفى الشفاء فور سماعهم نبأ تعرض الدكتور عبد العزيز الرنتيسي لعملية اغتيال، حيث هتفوا فرحا حينما قيل إنه لم يستشهد، ولكن سرعان ما تحول هذا الفرح إلى حزن شديد وغضب، إثر الإعلان عن وفاة عبد العزيز الرنتيسي متأثرا بجراحه.

فقد خرجت المسيرات في شوارع مدينة غزة تجوبها وهي تتوعد بالثأر والانتقام لاستشهاد قائد حماس وفي غزة ، ومن قبله الشيخ احمد احمد ياسين زعيم الحركة ومؤسسها.

صقر حماس " وفارسها يترجل

وكان الدكتور عبد العزيز الرنتيسي لا يخشى الاغتيال، لاسيما وأنه وضع على رأس قائمة المطلوبين لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وأنه قد تعرض لمحاولة اغتيال قبل نحو عشرة أشهر، وكان دائما يقول إنه يتمنى الشهادة، ولكنه كان عميق الإيمان بأن لكل أجل كتاب.

كما عرف الدكتور عبد العزيز الرنتيسي بمواقفه الصلبة لدرجة، أنه كان يفضل للبعض أن يطلق عليه لقب "الطبيب الثائر"، أو"صقر حماس ".

لكن الفارس الذي ترجل بعد جهاد طويل، كان لينا مع إخوانه في حماس لا يقطع أمرا من دون مشاورتهم، لدرجة أن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قال قبل حوالي ثلاثة أسابيع، في حفل تأبين الشيخ احمد ياسين في الجامعة الإسلامية "إلى الذين يخشون الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، نقول لهم اطمئنوا فالقرار في حماس قرار جماعي والقيادة جماعية".

وكان عبد العزيز علي عبد الحفيظ عبد العزيز الرنتيسي قد ولد في 23 تشرين أول أكتوبر / 1947 في قرية يبنا (بين عسقلان ويافا)، حيث لجأت أسرته بعد حرب العام 1948 إلى قطاع غزة، واستقرت في مخيم خان يونس للاجئين، وكان عمره وقتها 6 شهور.

ونشأ عبد العزيز الرنتيسي بين 9 أخوة وأختين.

والتحق عبد العزيز الرنتيسي في سن السادسة بمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وقد اضطرته ظروف عائلته الصعبة إلى العمل وهو في سن السادسة ليساهم في إعالة أسرته الكبيرة.

ورغم ذلك كان الشهيد متميزاً في دراسته، حيث أنهى الدراسة الثانوية عام 1965، وتوجه إلى مدينة الإسكندرية المصرية ليلتحق بجامعتها ليدرس الطب فيها.

وأنهى الشهيد دراسته الجامعية بتفوق، وتخرج عام 1972 ، وعاد إلى قطاع غزة. وبعد عامين عاد إلى الإسكندرية ليحصل على الماجستير في طلب الأطفال.

وفي العام 1976 عاد للقطاع ليعمل طبيباً مقيماً في مستشفى ناصر، (وهو المركز الطبي الرئيسي في خان يونس). والدكتور عبد العزيز الرنتيسي متزوج وأب لستة أبناء اثنين من الذكور، وأربع من الإناث.

سيرته النضالية

شغل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها عضوية هئية إدارية في المجمع الإسلامي، والجمعية الطبية العربية ب قطاع غزة (نقابة الأطباء)، والهلال الأحمر الفلسطيني. وعمل في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة منذ افتتاحها عام 1978 محاضراً، يدرس مساقات في العلوم وعلم الوراثة وعلم الطفيليات.

وقد اعتقل عبد العزيز الرنتيسي عام 1983 بسبب رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال، وفي 5 كانون ثاني يناير 1988 جرى اعتقاله لمدة 21 يوماً.

وأسس والشيخ أحمد ياسين وثلة من نشطاء الحركة الإسلامية في قطاع غزة تنظيمحركة المقاومة الإسلامية حماس في القطاع عام 1987 .

وفي 4 شباط فبراير 1988 عادت قوات الاحتلال لتعتقله، حيث ظل محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين ونصف العام، على خلفية المشاركة في أنشطة معادية للاحتلال.

وأطلق سراحه في 4 أيلول سبتمبر عام 1990 . وفي 14 كانون أول ديسمبر 1990 اعتقل مرة أخرى إدارياً، وظل في الاعتقال الإداري لمدة عام.

في 17 كانون أول ديسمبر 1992 أبعد مع 400 من نشطاء وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، حيث برز هناك ناطقا رسميا باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور، في جنوب لبنان، لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم، وتعبيراً عن رفضهم قرار الإبعاد الإسرائيلي، ونجحوا في ذلك.

وقد اعتقلته سلطات الاحتلال فور عودته من مرج الزهور، وأصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية عليه حكماً بالسجن، حيث ظل محتجزاً حتى أواسط العام 1997.

من سجون الاحتلال إلى سجون السلطة

خرج من المعتقل ليباشر دوره في قيادة حماس، التي كانت قد تلقّت ضربة مؤلمة من السلطة الفلسطينية عام 1996، و أخذ يدافع بقوة عن ثوابت الشعب الفلسطيني، وعن مواقف الحركة، ويشجّع على النهوض من جديد.

وقد اعتقلته السلطة الفلسطينية بعد أقل من عام من خروجه من سجون الاحتلال، وذلك بتاريخ 10 نيسان أبريل 1998 ، وأفرج عنه بعد 15 شهراً، بسبب وفاة والدته، وهو في المعتقلات الفلسطينية، ثم أعيد للاعتقال بعدها ثلاث مرات، ليفرَج عنه، بعد أن خاض إضراباً عن الطعام، وبعد أن قُصِف المعتقل الذي كان فيه من قبل طائرات إسرائيلية، وهو في غرفة مغلقة في السجن المركزي، لينهي بذلك ما مجموعه 27 شهراً في سجون السلطة الفلسطينية.

حاولت السلطة الفلسطينية بعد ذلك اعتقاله مرتين، ولكنها فشلت بسبب حماية الجماهير الفلسطينية لمنزله.

وفي العاشر من حزيران يونيو 2003 نجا صقر حماس من محاولة اغتيال نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في هجوم شنته طائرات مروحية إسرائيلية على سيارته، حيث استشهد أحد مرافقيه وعدد من المارة بينهم طفلة.

وفي الرابع والعشرين من آذار مارس 2004، وبعد يومين على اغتيال الشيخ احمد ياسين، اختير الدكتور عبد العزيز الرنتيسي زعيما ل حركة حماس في قطاع غزة ، خلفا للزعيم الروحي للحركة الشهيد الشيخ أحمد ياسين .

واستشهد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي مع اثنين من مرافقيه في 17 نيسان أبريل 2004 بعد أن قصفت سيارتهم في مدينة غزة ، ليختم حياة حافلة بالجهاد بالشهادة.

المصدر


للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.