"العفو" عن معتقلين.. وعود مستهلكة بشروط "التوبة" المذلة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"العفو" عن معتقلين.. وعود مستهلكة بشروط "التوبة" المذلة


العفو عن معتقلين.jpg

(29/10/2016)

كتب: أحمدي البنهاوي

مقدمة

تركز دائرة التفكير التي تخطط العمل لقائد الانقلاب، على إقناع دوائر بعينها، من خلال رسائل محددة، أن النظام يحترم حقوق الإنسان وحريص على "شباب"، لا سيما "المحبوسين" منهم، وبين الحين والآخر يكرر تلك الرسالة المتعلقة بالإفراج عن دفعات جديدة من الشباب، شرط إعداد القوائم.

ففي 13 أبريل ولدى لقائه بما يسمى "الأسرة المصرية"، أعاد السيسي ما ذكره في يناير الماضي من أنه أفرج عن 4 دفعات من الشباب، وهي نفس الدفعات التي كررها تاليًا في إفطار الأسرة المصرية 2016، ومن قبله في إفطار الأسرة المصرية بفندق الماسة بمدينة نصر في يونيو 2015، بل وسبق ذلك وعد مكذوب في 25 فبراير 2015، نقلته صفحة "النهار اليوم" على "تويتر"؛ بالإفراج عن الشباب المحبوس في السجون بناءً على قوائم شباب الإعلاميين.

وفي آخر إحصائية نقلاً عن شبكة "سكاي نيوز"، أعلنت "داخلية" الانقلاب، الإفراج عن 165 محتجزًا، ممن لم يثبت بحقهم التورط في جرائم عنف أو شغب بناءً على قرار رئاسي بالعفو عنهم.

شاهد من أهلها

وكشفت الحقوقية راجية عمران، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، في تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "قدمنا قوائم الشباب المحبوسين على خلفية قضايا الرأي عشرات المرات على مدى آخر 3 سنوات، لعدة جهات بناءً على طلب الرئاسة، فضلاً عن قائمة من المجلس القومي لحقوق الإنسان، واتصالات بين رئيس المجلس محمد فائق والرئاسة، لم تسفر إلا عن العفو عن 200 شاب وشابة، ومن بينهم 10 رفض تنفيذ العفو إلا بعد اتصالات وتظلمات".

وأكملت عمران:

"على العموم، سنرى ماذا سيحدث، وإذا كان بمقدورنا خروج واحد من الشباب من خلال تقديم القوائم، ولكن حتى خروج الشباب سنظل نتساءل: (الشباب فين)"، في إشارة إلى الحملة الإلكترونية التي نظمها نشطاء وحقوقيون أمس حول الشباب السجناء والمختفين قسريًا.

وقالت عمران ساخرة:

"لا أفهم لماذا تطلب الرئاسة القوائم كل فترة، ويتم تعشيم الأهالي، رغم أن الورق ورقهم، والدفاتر دفاترهم، وإذا أرادوا معلومة سيصلون إليها بكل سهولة".

وعود فشنك

الصحفي تامر أبو عرب، هو أيضًا شاهد من أهل 30 يونيو، ورغم ذلك قال في منشور على حسابه على "الفيسبوك": "لما أسامة الغزالي طلب الإفراج عن الشباب المعتقلين كان رد السيسي المعتاد: "اعملوا قوايم وأنا هوقع.. ودي مش أول مرة أقول الكلام ده، دي المرة الرابعة".. ومش فاهم الحقيقة قوايم إيه اللي كل ما حد يتكلم عن المعتقلين يتقال اعملوها وهنشوفها؟ ما هم معروفين بالاسم واللي ظلمهم أدرى الناس بأسمائهم".

وأضاف:

"طيب قبل ما نعمل قوائم للمرة الرابعة مش نعرف الأول إيه اللي حصل في الـ٣ قوايم اللي اتقدموا قبل كدة؟ ونعرف كمان فين الوعد اللي نشرته الجرايد كلها بالإفراج عن عدد كبير من النشطاء والصحفيين في عيد الأضحى ومن ساعتها تقريبًا العيد مجاش؟".

وحمل أبو عرب السيسي المسؤولية عن الأبرياء والمظلومين قائلاً:

"اللي اعترف قبل كدا من سنتين أن فيه مظلومين كتير في السجون هو اللي مسؤول يرد المظالم دي مش حد تاني.. ومش هنقضيها قوائم احنا وعمر العيال بيضيع جوه".

عفو بطعم الذل

وفي يونيو 2015، أفرجت السلطات عن بعض الجنائيين وساقهم إعلام الإنقلاب على أنهم سياسيون من رافضي الانقلاب والموقعين على ما يسمى بإقرارات التوبة، وأجرت معهم صحف الانقلاب مقابلات صحفية، على إشهار توبتهم بالسب والقذف في الرئيس الشرعي والإخوان المسلمين متحدثين عن "خديعتهم" بعد أن رأوا أن "البلد بتتقدم في ظل السيسي".

واعتبر حمدي رزق صحفي الانقلاب المخضرم، في 21 يونيو 2015، أن أن العفو الذي أعلنه السيسي، وتم بمقتضاه إطلاق سراح عدد من السجناء، قد تضمن إجبار بعض هؤلاء السجناء على السجود المذل لغير الله، لدى إطلاق سراحهم، على حد قوله.

وقال رزق في مقال بجريدة "المصري اليوم"، بعنوان: "إحنا مش هنطلع في الكادر": "فيديو مخجل مدته (71 ثانية) لو شاهده السيسي لما سكت ثانية واحدة على هذا الإذلال الذي يمارسه ضابط عديم الضمير تجاه شاب أعزل وقع الرئيس قرارًا جمهوريًا بالعفو عنه، يأمره بالسجود على الأرض أمام كاميرات التصوير، قائلاً للمصورين: "إحنا مش هنطلع في الكادر".

واعتبر "رزق" أن هذا الكادر "ينسف كل قرارات العفو الرئاسية، عفو إيه، والسجود هنا بالأمر، هذا الكادر جعل من قرار كريم في شهر كريم كحسنة يتبعها أذى، من ذا الذي فكر ورسم وأخرج هذا السيناريو الكئيب؟ كيف يقبل ضمير وزير الداخلية هذه السجدة؟".

قوائم جديدة

وأعد المجلس القومي لحقوق الإنسان، وهو هيئة حكومية، للسيسي، قائمة مطالبًا بإصدار قرارات جديدة بالعفو عن العديد من الشباب والطلاب المحبوسين والمحكومين على ذمة قضايا خرق قانون التظاهر، مشيرا إلى قوائم تضم 1300 من الشباب والطلاب، سبق أن تقدم بها.

ورغم ذلك أعلن المجلس الحكومي لحقوق الإنسان تشكيل لجان جديدة للإفراج عن الشباب، الطريف أن من وعد بذلك؛ محمد عبدالعزيز عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، والقيادي بحركة "تمرد" والذي استشهد به السيسي في أكثر من موضع في المؤتمر الأخير للشباب بشرم الشيخ. ووعد "عبد العزيز" بأن تشارك لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، ضمن تشكيل لجنة اعداد القائمة.

المصدر