"حمدين" من " التحرير" إلى التزوير..!؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"حمدين" من " التحرير" إلى التزوير..!؟

بقلم : السعيد الخميسي

(05/06/2014)

  • نظرت إلى ملامح وجه "حمدين " وتجاعيده ولغته الخشبية الممتلئة بالمسامير المدببة وهو يلقى خطاب الاعتراف بالهزيمة قبل إعلانها رسميا من قبل سلطة الانقلاب , ولحظتها لاأدرى لماذا سرحت بذاكرتي إلى الوراء عشرات السنين ونحن كنا صبية صغارا عندما كنا نذهب إلى سوق القرية الذي يوافق يوم الجمعة لكي نلتف حول " الحاوي أو البهلوان أو مهرج السيرك ", حيث كان البهلوان يضع البيضة فى كُم جلبابه الطويل ويخرجها من الناحية أخرى ديكا يصيح , ونحن نهلل ونضحك ونشجع البهلوان على مزيد من الإبداع وكان يأخذ منا فى نهاية الحفلة خمسة قروش من كل صبى صغير وعشرة قروش من كبار السن . وكنا نصفق له بحرارة بعد كل " لعبة " وهذا ماذكرنى به حمدين وهو واقف بين بعض أنصاره وكلما قال عبارة صفقوا له بحرارة . والغريب أنه لم يحدث فى أي بلد من بلاد العالم أن فاقت عدد الأصوات الباطلة أصوات مرشح رئاسي حتى فى أحط دول العالم وأكثرها تخلفا ورجعية..!؟. من البهلوان إلى حمدين , ياقلبى لاتحزن.
  • من المعلوم أن " حمدين " ناصري علماني يساري بينه وبين الأيدلوجية الإسلامية " ثأر بايت " . فهو يكره اشد ماتكون الكراهية كل ماله علاقة بالإسلام وشريعته وعقيدته . فتجده " يتزرزر " ويختنق كأنما يصعد فى السماء ويشمئز قلبه هو ومن معه , إذا ذكرت له كلمة " الإسلام " . فتجده بطريقة لاإرادية يرغى ويزبد ثم يهيج كالزرع الزابل الباهت فتراه مصفرا ثم يقول غاضبا " أرفض المتاجرة بالدين ..!". ولايوضح طبعا ماهية تلك المتاجرة ولا وسائلها ولااهدافها . ثم لاينسى طبعا أن يذكرنا بأنه يرفض خلط السياسة بالدين , ولكنه يقبل ويوافق على خلط السياسة بالدجل والنصب والاحتيال والكذب والزور والبهتان والتلون والتحول والتغير حسب مقتضى الحال كالحرباء التى تغير لون جلدها حسب ظروف الطقس والمناخ..!؟.
  • زعم " حمدين " كما زعم الذين من قبله أنه من ثوار " التحرير " ويناير وأنه وقف ضد ظلم مبارك وسرقته لأموال مصر وتزويره للانتخابات وقضائه وأجهزة أمنه وإعلامه وفلوله وحكوماته وسياسته وديكتاتوريته واستبداده لسنين طويلة . هكذا زعم . ثم تكذب أقواله أفعاله , فتراه يقف مذعورا مدحورا فى خندق الثورة المضادة لينقلب على الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية . يقف مرتعشا خائفا لأن على رأسه عدة بطحات ليعلن قبوله بنتيجة مسرحية الانتخابات قبل إعلانها ليتقى بنفسه سوء العذاب وسوء المصير الذي ينتظره إن هو خرج عن القضبان المحدد له مسبقا . ومن ذي قبل رفض الاعتراف بالرئيس مرسى الذي جاء عبر صناديق شفافة طاهرة ربما لاتتكرر هذه التجربة فى السنوات القادمة . يعلن دائما أن الثورة مستمرة وطبعا هو يقصد الثورة المضادة التى جعلت رؤوس الافاعى تطل من جحورها مرة أخرى لتبث سمومها فى جسد المجتمع .
  • "حمدين " لايستحى أن يتحدث عن حقوق المصريين وكرامتهم وحريتهم وشرفهم وحفظ أعراضهم وبيوتهم وأموالهم , وفى نفس الوقت بارك وأيد ووافق على سفك دماء المصريين الصائمين القائمين فى " رابعة والنهضة والحرس الجمهوري " وقتلهم وحرق جثثهم ودفنهم أحياء تحت الأرض ومازال فيهم النفس . قتل الأبرياء فلم يستنكر . اغتصبت الفتيات فلم يتلفظ ببنت شفة . اقتحمت البيوت وانتهكت الأعراض فلم ينطق . اختطفت البنات من الشوارع فصم آذانه . هدمت المساجد وقتل المصلون فيها وهم راكعون ساجدون فاستغشى ثيابه . ملئت السجون بالعلماء والدعاة والسياسيين والمعارضين والشرفاء فبلع لسانه . سالت الدماء أنهارا فى الميادين فصمت صمت القبور . الشباب يضربون بالقنابل والرصاص والملوتوف والغازات السامة فى المظاهرات فسكت ولم يتلفظ ببنت شفة . على من يضحك حمدين.؟ بمن يستهزأ حمدين..؟ على من يمثل حمدين..؟
  • يعلم القاصي قبل الداني أن حمدين وحزبه وأهله وعشيرته من طول البلاد إلى عرضها لايستطيعون الحصول على مقاعد " لابلدى ولاأفرنجى " فى أي انتخابات برلمانية حرة حتى ولو كانت تعادل أصابع اليد الواحدة إلا عبر توصيلهم بأنابيب التنفس الصناعي حتى لايسقطون أمواتا فى منتصف الطريق . النظرية الناصرية سقطت من ذاكرة الزمان ولم تسقط بعد من ذاكرة حمدين . التجربة الناصرية الديكتاتورية المستبدة الفاشية هى بقعة دم على وجه كل مصري يرفض سفك الدماء , ولكنها مازالت غصن زيتون فى نظر حمدين وحزبه . حمدين مازال يعيش فى الماضي الذبيح الجريح يستدعى ذكراه العفنة القاسية , ولا يريد أن ينتشل نفسه وروحه وبدنه من وحل الماضى وطينه وأشواكه الدامية . دائما ينام في حلم الماضي البئيس , كل مفلس من كل القيم الأخلاقية والبرامج المستقبلية التي تؤهله للتفكير فى المستقبل .
  • لوكأن " حمدين " حقا يناصر ثورة يناير ماتحول في لحظة واحدة من "التحرير" إلى التزوير..!؟. لقد أيد الانقلاب العسكري . ووافق على تزوير مسرحية الانتخابات وقال بالحرف الواحد " أقبل بنتائجها " وهو الذي سحب مندوبيه من اللجان بليل حتى يتسنى للمزورين أن يزوروا بدون إزعاج أو تصوير . وما أظن أن قرار حمدين بسحب مندوبيه من اللجان هو قرار عشوائي وليد اللحظة بقدر ماهو متفق عليه مع سلطة الانقلاب . ولوكان حمدين فى قلبه مثقال ذرة من صدق وكرامة وشرف لسحب نفسه من تلك المسرحية . لكن للأسف هو لايملك قراره لأن ليس حرا بل هو جزء أصيل من هذه المهزلة المأساوية . . ولكنه مكبل ومقيد بأمور وقضايا لايعلمها كثير من الناس . وإنا على يقين أن حمدين سيرى مقعده فى " طرة " رأى العين إن هو خرج على النص كالميت الذى يرى مقعده من الجنة أو النار ساعة الغرغرة أى لحظة خروج الروح ...! ؟
  • قد تخدع المصريين ياحمدين بعض الوقت ولكنك لن تستطيع أن تخدعهم كل الوقت . قد تستطيع ياحمدين أن تغش وتكذب علينا ونصدقك بعض الوقت ولكنك لن تستطيع أن تغشنا وتكذب علينا كل الوقت . قد تستطيع أن تصعد على خشبة المسرح لتمثل دورك باتقان بعض الوقت ولكن سرعان ماينكشف زيفك ووهمك وفشلك فى قدرتك على مواصلة التمثيل . إذا كنت تتهم خصومك بأنهم يتاجرون بالدين , ونعم المتاجرة , فأنت تتاجر بالسياسة . وإذا كنت تتهم خصومك بأنهم يتاجرون بالإسلام وهى تجارة رابحة , فأنت تتاجر بالناصرية البائدة وهى تجارة خاسرة . إذا كنت تتهم خصومك ياحمدين بأنهم يخلطون الدين بالسياسة فأنت تخلط السياسة بالكذب والزور والبهتان والتدليس والتزوير . لم يعد ينطلى على كل عاقل لبيب ماتقوم به من حركات بهلوانية ممسوخة ليس لها طعم ولالون ولا رائحة .
  • كفا بالمرء عيبا أن تعد معايبه ومساوئه يا " حمدين " . ولاأدرى لماذا أنت دائما ترى القشة فى عين خصومك , ولاترى الخشبة التي في عينك ..؟ . ترى الجرح الذي في جسد منافسيك , ولاترى الدمامل الممتلئة بالصديد المنتشرة فى جسدك وجسد حزبك وعشيرتك . ترى "قصافة الأظافر " التي في يد خصومك , ولاترى الخناجر المسمومة التي في يدك ويد مؤيديك ومناصريك . قف مكانك ياحمدين والتزم بالمهنية والموضوعية ولاتكن كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا إن كان لك من الأصل غزل ونسيج..! ؟. لقد وصل قطار سياستك إلى محطته الأخيرة وعليك الآن بالنزول وحمل حقائبك والاختفاء وراء الظل ففيه متسع كبير لأمثالك . لقد سقطت سقوطا لاصعود معه يوم أن وقفت فى خندق المزورين الفاسدين لصوص المال العام سارقي إرادة الشعب . ازعم ماشئت , وقل ماشئت , فإن الأقوال لن تغنى عن الأفعال . لقد أصبحت كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا مذكورا..!؟, ووجد عنده الوهم والكذب والزور والبهتان.

المصدر