" الله أعلم بأعدائكم "

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٠:٢٣، ٦ سبتمبر ٢٠١٥ بواسطة Sherifmounir (نقاش | مساهمات) (حمى "" الله أعلم بأعدائكم "" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
" الله أعلم بأعدائكم "


الاثنين,13 أبريل 2015

كفر الشيخ اون لاين | خاص

تنوع الرأي في مسألة تصدي الإخوان المسلمين في مصر لإشكالية الترشح لرئاسة الجمهورية بين حدين بعيدين أولهما يغلو في انكار خوض الإنتخابات الرئاسية على حزب الحرية والعدالة والثاني يغلو في انكار قناعة الحزب بجزء من السلطة وعدم بسط سطوته على مجمل الحياة السياسية والعسكرية والدبلوماسية والإقتصادية في البلاد ، وأحيانا يحاجج أصحاب الرأي الأول ببعض حجج أصحاب الرأي الثاني والعكس ، مما يعكس ضبابية في تحليل الأحداث أساسها مشاعر الإحباط ونفاذ الصبر وشدة الإبتلاء وقسوته ، وفي معرض تحليل التجربة بحياد لا أجدني إلا عائدا لأجواء كر وفر في شارع محمد محمود بين نشطاء من ناحية والشرطة والجيش من ناحية أخري انتهت بالقاء المشير حسين طنطاوي بيانا وهو يرتجف تحدث فيه للمرة الأولي عن ثورة الخامس والعشرين من يناير بعبارات صريحة ووضع جدولا زمنيا لنقل السلطة من المجلس العسكري إلى رئيس منتخب بحلول منتصف 2012 ، والمطلع على الأحداث قبل ذلك التاريخ يعرف مدي استعمال العسكر كل مفردات الدولة العميقة لعدم السير قدما في الإستحقاقات الدستورية التي أصبحت واجبة بعد الثورة بدءا بطلب البرادعى ابقاء السلطة في ايدي العسكر ثلاث سنوات وانتهاء باطلاق النار على المعتصمين السلميين من قبل من اسماهم العسكر " الطرف الثالث " .

وفي أجواء الإنتخابات الرئاسية يقال أن الإخوان المسلمين طلبوا من البعض الترشح للمنصب الرفيع ، والأسماء التي يقال أن الإخوان عرضوا عليهم الترشح في الحقيقة لم تكن أبدا مؤهلة لهكذا مسئولية في أجواء أقل ما يمكن أن توصف به أنها أجواء محترقة وتحتاج إلى شخصيات حديدية ، وتقدم الأستاذ حازم صلاح أبو اسماعيل بأوراق ترشحه في موكب تاريخي وهنا بدأت خطة خداع تكتيكي من قبل العسكر بتقديم اللواء عمر سليمان الذي كان قد اختفى من الساحة السياسية تماما وكان هذا أول ظهور له في صحبة " الراجل اللي وراه " ليقدم أوراقه دون نصاب التوكيلات اللازم لقبول ترشحه وكان ذلك للتمويه لشغل الرأي العام بينما يتسلل الفريق أحمد شفيق إلى الصدارة عبر خطوات محسوبة وتقدم عن الحرية والعدالة المهندس خيرت الشاطر الذي اعتبر ترشيحه على حد قول البعض زلزالا سياسيا وازاء ارهاصات رفض ترشحه من قبل اللجنه التي ترأسها المستشار فاروق سلطان الذي لم يختلف اثنان حتى داخل المحكمة الدستورية أنه رجل مبارك في المحكمة - وقد اتضح فيما بعد أن المحكمة كلها رجال مبارك - وقد قدم الدكتور محمد مرسي أوراق ترشحه تحسبا لرفض ترشح المهندس خيرت الشاطر .. وبعد الفحص استبعدت اللجنة ضمن من استبعدت اللواء عمر سليمان والدكتور أيمن نور والمهندس خيرت الشاطر والأستاذ حازم ابو اسماعيل على اسس قال الكثيرون أنها غير قانونية بينما قبلت ترشح الفريق أحمد شفيق رغم سريان قانون العزل السياسي متعللة أن القانون غير دستوري بما أعطي أول مؤشر على الخطة المرسومة بالقفز على المنصب من قبل العسكر مرة أخري وليس القبض على السلطة والتي هى بين أيديهم بالفعل وإنما لإضفاء الشرعية على مواجهات محتملة مع الثورة والثوار كان يلزم لها في تلك الأجواء الملتهبة غطاء شرعى وكان الفريق شفيق القادم من الصفوف الخلفية أكثر من مستعد وأكثر من مدرب وقد تحركت الأمور على النحو المعلوم للجميع حتى أعلن الرئيس مرسي رسميا رئيسا لمصر في أجواء مضطربة اضطر معها ارضاء لجميع الأطراف أن يقسم اليمين ثلاث مرات سدا للذرائع واغلاقا لمقالات القلق .

وبعد عام من تولي الرئيس منصبه بشكل رسمي انقلب عليه وزير الدفاع بمساعدة كل مفردات الدولة العميقة وبين تولي الرئيس الحكم رسميا واللحظة التي أكتب فيها ذلك المقال وقعت من الأحداث ما تغير به وجه التاريخ في منطقة الشرق الأوسط نحو الأفضل باعتبار صيغة التفضيل هنا تقارن بين مرحلة " السوسة الإسرائيلية الصامتة " في العظام المصرية والعربية ومرحلة السفور لكل مفردات الدولة العميقة الصهيوني منها والإقليمي والمحلي وهنا نستعرض بعض الكتل الصلبة العصية على الكسر والتي كسرها " زلزال " خوض الإخوان انتخابات الرئاسة والفوز به والصمود الأسطوري خلال عام كامل للرئيس القوي الدكتور محمد مرسي ولنر من خلال تحليل أهمية كسر تلك الكتل إن كان ترشح الإخوان للرئاسة قرارا صائبا أم اكتنفه قدر من التسرع والمقامرة :

1- مثلت الحركات السلفية المختلفة في مصر العقبة الأكبر في طريق تطبيق الشريعة الإسلامية ، ومن الناحية العملية فقد وفرت للشباب ملجأ ومغارات ومدخلا يولون إليه بعيدا عن أمور السياسة والحكم حتى أن البعض أطلق عليهم باعتبار منهجهم وفكر مشايخهم وتعاونهم مع السلطة مصطلح " العلمانيون الجدد " ولا يخفي قول أحد الأكابر فيهم أن الديمقراطية كفر ، وما أن وضعت الثورة أوزارها حتى استدعت السلطة كل القوي السلفية لمواجهة الإخوان المسلمين وتكون على عجل حزب النور ليستقطب أصوات سبعة ملايين أو يزيدون في الإنتخابات البرلمانية والأمر إلى هنا رغم خلوه من المصداقية إلا أن السلفيين كانت لهم مجادلات ومحاورات حول وجوب تغيير الفتوى بتغير الظروف ، وانتخب السلفيون عبد المنعم أبو الفتوح وكذلك فعلت أحزاب البناء والتنمية و الوسط ، وجري من الحزب الذي مثل الفكر السلفي في البرلمان مواجهات استهدف بها اضعاف الرئيس واهانته ما لم يجر من الأحزاب العلمانية أو الكيانات الصهيونية ، وكان لوجود الحزب في الصفوف الأولي للإنقلابيين وقع الصدمة على كل جموع السلفيين الذين أصبحوا بين ثلاثة خيارات الأول الإنحياز لفتاوي ما قبل الثورة واهمها طاعة ولي الأمر ، والثاني الأخذ بفتاوي ما بعد الثورة بوجوب الأخذ على يد الظالم ، والثالث الأخذ بفتاوي ما بعد الإنقلاب من طاعة الحاكم المتغلب ولو كان خائنا ولو كان عميلا ولو أهدر الكتاب والسنة ، وأستطيع أن أقول هنا أن الإنهيار في بنيان الفكر السلفي بعد سقوط مشايخه واحدا تلو الآخر في براثن العمالة لأجهزة المخابرات المحلية والإقليمية وانكشاف أمرهم يمثل الآن لغما لما يعرف وقت الإصطدام به ومن يصطدم به ومتى وفي زخم الأحداث لا ينتبه أحد لتلك الإشكالية الكبيرة والتي جلاها ترشح الإخوان للرئاسة ولو أنفق الإخوان والصادقون من السلفيين كل أموال الأرض ليقنعوا الناس بعمالة وخيانة هؤلاء لما استطاعوا ولما سلموا من الأذي ، فمشايخ السلفية كادوا أن يكونوا عند السلفيين أنبياء يوحي إليهم ما ينسخ القرآن والسنة ويفتري على الله الكذب وهم يعلمون .

2- بين عشية وضحاها كان حمدين صباحي يمثل بالنسبة لطائفة كبيرة من الشعب المصري مشروع زعيم ، أما البرادعى فكان في نظر المثقفين مندوب مصر لدي الخواجات والمفتش الدولي الأكبر وقاهر حسني مبارك ، ويطول الحديث عن شخصيات نمت وكبرت بعد الثورة كعمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح والسيد البدوى وغيرهم كثر ، كانت هذه الشخصيات في مجملها تمثل القوى المدنية التي يمكن أن تحل محل نظام حسني مبارك حال سقوطه المفاجئ وانحسار شعبية العسكر ، وكان يمكن لكل تلك القوي أن تعمل في ظل النظام العسكري الذي يمكن أن ينتجه نجاح الفريق أحمد شفيق كقوي معارضة وطنية تقاوم المد الصهيوني وتطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية بما يخلق حالة من الإرتواء السياسي لدي القطاعات المعارضة في الشعب المصري ، غير أن ترشح الرئيس محمد مرسي للرئاسة وفوزه بها استنفر تلك القوى لتعلن عن نفسها مطية طيعة للنظام العسكري بل وتجاوز الأمر ذلك الى حد المذلة والإهانة عندما استعمل قائد الإنقلاب أكبر شخصية سياسية بعد عزل الرئيس مرسي وهو حمدين صباحي بطريقة حملت كل معاني الإذلال والتجبر على شخصه بارغامه على الترشح للرئاسة والإعتراف بنتيجتها التي كان ترتيب حمدين فيها الثالث من أصل اثنين من المرشحين لأن ما حصل عليه من اصوات كان أقل من الأصوات الباطلة .. دعونا نتساءل من كشف تلك القوى ووضعها في مكانتها الطبيعية من العمالة والخيانة والكفر بكل مبادئ الديمقراطية سوى ترشح الرئيس مرسي للرئاسة وفوزه به .

3- هل كان يتصور أحد أبدا أن القضاء في مصر فيه قصور ؟ وهل كان يتصور أحد أبدا لولا ترشح الرئيس للرئاسة أن يتسغني الحكام تماما عن القضاء العسكري في مساعهم لإخضاع الشعب المصري ، وهل كان يمكن اقناع المستشار طارق البشري أو المستشار أحمد مكي أصحاب عبارة أن القضاء يطهر نفسه وانهم قوم يتطهرون أنه من المستحيل اصلاح القضاء بالطرق التقليدية التي اعتادوا عليها خلال اربعين عاما من العمل ، أقول لولا ترشح الرئيس لما بانت العورات والسوءات ولظل الشعب " على عماه " فيما يتعلق بمرفق العدالة التي هى السلطة الثالثة من سلطات الدولة الحديثة ، وما ينطبق على القضاء انطبق مع الوقت على كافة مؤسسات الدولة الإدارية بل والقطاع الخاص الذي بدا فيه نجيب ساويرس كواحد من أكبر الداعمين ماديا للثورة المضادة والإنقلاب .. ولولا خوض انتخابات الرئاسة والفوز بها لما استطعنا أبدا تحسس مواطن الإنهيار في المرافق الإدارية المختلفة .

يمكن الحديث عن المنح الربانية التي كانت في ترشح الرئيس مرسي لمنصب الرئيس واحرازة بما يتسع لمقالات كثيرة ، وستظهر كل يوم مزايا لخوض الإخوان انتخابات الرئاسة لا نعلمها الله يعلمها ، وستعود الشرعية لا محالة ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء في يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولا هم يستعتبون بعد أن فضحتهم مواجهتهم مع الخيار الديمقراطي والذي كشف عمالتهم وزراعتهم من قبل استعدادا لمواجهة التغيير الذي كان قد أصبح مؤكدا في مصر .. والله غالب على امره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

المصدر