"أحمد ياسين" ودروس للعقلاء فقط

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"أحمد ياسين" ودروس للعقلاء فقط

بقلم :د. "حسن يوسف الشريف"


أحمد ياسين وصناعة النجاح للمعاقين 3.jpg

1- رجل مريض بالشلل وضعيف السمع والبصر؛ ولكنَّ همتَه كانت أقوى من كثير من أصحَّاء العرب، الذين يملكون الأسلحة والجيوش.. لقد أصبح كرسيه المتحرك يتقدم المظاهرات؛ رمزًا على قوة الهمَّة ودورها في إحياء الأمة.

2- داخل السجون الصهيونية ذاق كلَّ أنواع التعذيب، فلم يهن أو يتخاذل عن قناعاته بضرورة المقاومة لتحرير المسجد الأقصى وكل التراب الفلسطيني، ولابد أن تبدأ المقاومة- ولو باستخدام الحجارة- وسوف تقوى.

3- أثبت أنه ليس النصر لمن يملك السلاح، وإنما النصر لمن يملك الصبر في المقاومة، ولقد زرع الأمل في القلوب بأنه إذا ضعفت الحكومات والأنظمة عن الصبر في المحن فإن الشعوب قادرةٌ على حمل الراية، وتحقيق خطوات مهمة في الطريق إلى النصر، واسترجاع الحقوق المغتصبة.

4- كان غذاءً روحيًّا شهيًّا، أشبع جوعَ ثقافة المقاومة في وجه ثقافة التطبيع والتنازلات، والتي يسمونها- زورًا- ثقافة السلام، وصحَّح معادلة ثقافة السلام العادل بأن أضاف إليها ثقافة المقاومة؛ لأن ثقافة السلام دون ثقافة المقاومة خيانة لثقافتنا وأمتنا.

5- رغم قلة الإمكانات، ورغم الحصار الشديد الذي تفرضه القوات الصهيونية على الشعب الفلسطيني، ورغم سياسة الإذلال والتجويع والاغتيال وتدمير المنازل والبنى التحتية للشعب الفلسطيني- فالانتفاضة من بدايتها 1987 م وإلى الآن 2004 م- فإن الكيان الصهيوني لم ينجح في القضاء عليها، وبدأ التراجع في جيش الاحتلال بالإضراب عن تنفيذ الأوامر، مثل ضباط في القوات الخاصة وعدد غير قليل من الطيارين، وأضعاف هذا العدد أيضًا من الجنود.

6- استطاعت المقاومة الفلسطينية قهر القوتين الرئيستَين في السياسية الصهيونية، وهما حزب (العمل) وحزب (الليكود)، فالانتفاضة الأولى (1987 م) أجبرت حكومة حزب (العمل) "إسحاق رابين" على الخروج من الضفة والقطاع، وكانت الانتفاضة الثانية عام (2000 م) محطمةً لغرور "شارون" وطلبه للانسحاب من الضفة والقطاع وتفكيك المستوطنات الصهيونية.

7- إن فكرة العمليات الاستشهادية قد أدخلت بُعدًا إستراتيجيًّا جديدًا في الصراع العربي الصهيوني، فإذا كان الشعب الفلسطيني قد عجز عن تحقيق توازن القوى فقد استطاع أن يمتلك توازن الرعب.. هذا ما يؤكده متخصصون في الشئون العسكرية، يقول أ."أمين هويدي": "يبدو أن مناضلينا في فلسطين قرأوا التاريخ وفهموه جيدًا، وخلصوا إلى أن القضية تتعلق بحالة التوازن "Balance"، فإذا تعذر الحصول على توازن القوى يكون البديل توازن الرعب.

8- كان قلبًا فياضًا بالحب والرحمة، فاستطاع تقريب وتوحيد فصائل المقاومة الفلسطينية؛ سواءٌ إسلامية أو وطنية، كما كان عقلاً حكيمًا واسع الأفق، فلم يرفض المبادرات المصرية لعقد هدنة مع الكيان الصهيوني، وأعلن قبول الهدنة ليثبت أن تاريخ الكيان الصهيوني هو الخيانة ونقض العهود والمواثيق، وكان الكيان الصهيوني بالفعل- وفي كل مرة- هو الذي ينقض الهدنة باعتراف الجميع.

9- كان يعلم تمامًا أن الدبابات والمصفَّحات والجرافات قادرة في أي وقتٍ على الوصول إلى شخصه في البيت أو في الشارع أو في المسجد، ورغم ذلك لم يضعف ولم يتراجع عن المقاومة؛ لأنه كان حريصًا على الشهادة، وكان ينتظرها في كل لحظة؛ حيث أصبحت الشهادة وسامًا وشرفًا يتحرك الجميع للحصول عليه.

10- من المتوقع أن يكون استشهاده عاملاً مساعدًا قويًّا في التقدم خطوات للقضية الفلسطينية نحو النصر؛ لأنه سيوقظ بعض القيادات الغافلة عن حقيقة الصراع العربي الصهيوني، وسيوحِّد العديد من القوى، وسيفجِّر الكثير من الطاقات، وربما يكون استشهاده بداية المقاومة الشاملة لتحقيق التحرير الشامل للتراب الفلسطيني، وليس ذلك على الله ببعيد.