"اطفال الشوارع".. المنسيون على مر العهود

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٠:٢٧، ١٩ سبتمبر ٢٠١٥ بواسطة Man89 (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''<center><font color="blue"><font size=5>"اطفال الشوارع".. المنسيون على مر العهود</font></font></center>''' [[ملف:المنسيون ع...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"اطفال الشوارع".. المنسيون على مر العهود


المنسيون على مر العهود.jpg

القاهرة

(السبت 06 سبتمبر 2014)

يتغير الحكام، وتمر السنوات، وتشتعل ثورات، وتخرج تظاهرات تطالب بحرية الانسان وكرامته كمطالب رئيسية، ولكن يظل هؤلاء منسيين على مر التاريخ، لاوجود لهم في خطط الحكام، ولا يراهم المسئولون، فهم بأنظارهم أحقر من أن ينظروا إليهم؛ لذ لا يلتفت أحد لهم الا عند حدوث كارثة.

"أطفال الشوارع" هم أطفالٌ، ولكن اغتصب منهم المجتمع جميع حقوق من هم في مثل اعمارهم، اغتصب منهم البراءة، كما اغتصب الابتسامة. تجاهلهم الزمان، حتى تضاعفت مشاكلهم، وتحولت إلى قنبلة موقوتة أوشكت على الانفجار.

وبالرغم من تعاقب الحكام على مر السنوات، إلا أن المشكلة لم تلاقي أي اهتمامٍ، سواءً اجتماعي أو سياسي او اقتصادي؛ حيث أرجعت الدراسات التي تهتم بشؤون الطفل في مصر ، أن الفقر يلعب دورًا محوريًا في تزايد ظاهرة أطفال الشوارع، أو بل هو أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه الظاهرة، واستفحالها بهذا الشكل.

يدفع الفقر الآباء لإلقاء أولادهم إلى الشارع، والبداية غالبًا تكون في تشغيلهم ببيع بعض السلع البسيطة على أرصفة الشوارع، مثل مناديل الورق أو حتى حلوى الأطفال كما يدفعونهم أيضا للتسول، ما يؤدي بهؤلاء الأطفال إلى وجودهم بمفردهم لساعاتٍ وسط الشوارع، ما يعرضهم للعديد من المخاطر من قِبل أُناس معدومي الضمير، سواءً كانت هذه المخاطر الاغتصاب، أو الاستغلال الجنسي لهم، أو استغلالهم في الإتجار بالمخدرات، أو التسول لحساب أحد.

وبدلاً من أن يهتم بهم المسؤولون، فيطرحوا حلولاً للأزمة، كانت تستخدهم السلطة منذ عصر الرئيس المخلوع "محمد حسني مبارك" وحتي يومنا هذا، في أعمال الشغب والبلطجة، حيث كان يتم استخدامهم، بانتخابات مجلس الشعب والشورى، للاعتداء على المتظاهرين، وترهيبهم في عصر المخلوع "مبارك"، كما استخدمهم الشرطة في الكثير من التظاهرات بعد ثورة 25 يناير ، للاشتباك مع المتظاهرين وإفتعال العنف، وعشرات الأحداث المماثلة بعد الانقلاب.

تحولت براءة الأطفال هذه إلى قوة تدميرية لا أحد يعرف أين ستنفجر المرة القادمة، خصوصًا وأن كلفة استقطابهم من أي جهة معادية لا تتكلف سوى 50 جنيهًا، هي في نظرهم ثمن بيع إنسانيتهم، بل ووطنهم؛ نظرًا لكونهم إفراز طبيعي للجهل والفقر والتهميش والبطالة الذي رسّب داخلهم عدم الانتماء لهذا البلد.

من جانبها قالت "سمية الألفي"، مدير مشروع أطفال الشوارع بالمجلس القومي للطفولة والأمومة، في تصريحاتٍ سابقةٍ لها إن نتائج مسح تم على 10 آلاف طفل شارع، أظهرت أن 76% تسربوا من التعليم لأسبابٍ اقتصادية، و51% بسبب عدم اهتمام الأسرة. وأكملت أن 70% من أطفال الشوارع يزيد وجودهم بالطرقات منذ أكثر من عام، مشيرةً إلى أنه من الصعب تأهيلهم وإقناعهم مرة أخرى بالعودة إلى بيوتهم، موضحةً أن تكلفة تأهيل طفل وإقامته في مركز تصل إلى 1500 جنيه شهريًا.

وفي محاولةٍ من شبكة "إن بي سي" الأمريكية، لرصد دوافع تفشي أزمة أطفال الشوارع في مصر، خلال تقرير تحت عنوان "أطفال الشوارع في مصر .. الضحايا المنسيون لأزمة القاهرة "، نقلت الشبكة عن طفل يدعى "أحمد"، لا يتجاوز عمره السنوات العشر قوله: "زوجة أبي الجديدة لم تحب أن أتواجد حولها، وطالما أوسعتني ضربًا".وأضافت الشبكة الأمريكية أن مخاطر الجوع وعدم التيقن التي يواجهها هذا الطفل أفضل بالنسبة له مما هرب من أجله قبل عام.

وبالرغم من أن "أحمد" فقد رخاوة الأطفال، لكنه ما زال معرضصا للألم، شأنه شأن عشرات الآلاف من الأطفال المشردين في العاصمة المصرية؛ فهو جوعان معظم الوقت، ويواجه مخاطر السقوط ضحية لانتهاكاتٍ مروعة، تتضمن الاغتصاب.ويرى التقرير أن أطفالاً مثل "أحمد" لا يجدون إلا القليل من المدافعين عنهم؛ في بلد تحت وطأة أزمة تلو أخرى منذ انطلاق ثورات الربيع العربي عام 2011.

وتطرقت "إن بي سي" إلى حالة الشيطنة التي حاولت بعض وسائل الإعلام صبغها على أطفال الشوارع، واتهامهم بحرق أقسام شرطة، وسلب محال تجارية، لا سيما في ميدان التحرير، الذي كان يقصده هؤلاء المشردون، تلمسًا لصدقاتٍ من المتظاهرين. وعنها، لفت "فيليب دواميل"، أحد ممثلي منظمة "يونيسيف"، إلى أهمية تذكر أن هؤلاء مجرد أطفال، وأن وجودهم في الشارع لا يعني سوى تحولهم إلى ضحايا. والتشويه الذي يتعرض له أطفال الشوارع يبعث على قلق بالغ.

وأشار التقرير إلى تجنيد العديد من هؤلاء الأطفال في عصابات الشوارع، بما يكلفهم الكثير، إذ يلجأ زعماء تلك العصابات إلى تقطيع أوجه وأجساد كل من يرفض تنفيذ الأوامر، كما يتم تشويه كل من يتعرض له.

وبالرغم من وجود جميع مؤشرات الخطر؛ إثر انتشار الآلاف من حالات أطفال الشوارع، والتى أرجعها خبراء ومحللين إلى انتشار الفقر والجهل والفساد، إلا ان بعض الآراء قد طالبت بمعالجة الأمر بالإبادة، حيث طالبت الدولة بقتل اطفال الشوارع وإبادتهم خلال مقالٍ صحفي نشرتة أحد الصحف المصرية منذ عدة أشهر قليلة، واصفةً إياهم بـ"الكلاب الضالة" التى يجب التخلص منها، بدلاً من أن تجد حلولاً لاحتوائهم وتهذيبهم، لإعادتهم إلى أحضان الوطن؛ لينتفعوا به وينتفع بهم.

المصدر