"بديع" العالم الذى رفض "بيع" ثورة يناير

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"بديع" العالم الذى رفض "بيع" ثورة يناير


بديع العالم الذى رفض بيع ثورة.jpg

(08/08/2016)

أحمدي البنهاوي

مقدمة

مارس الإخوان في عمومهم ضبط النفس على الدوام أمام تلك الهتافات التي تنال منهم ومن مرشدهم، سواء من أنصار الانقلاب والفلول ورموز الثورة المضادة، كالهتاف الشهير "بيع بيع الثورة يا بديع"، والهتاف كان دسيسة مخابراتية كالتي حفل بها ميدان التحرير منذ الأيام الأولى للثورة، وكان يشرف عليها اللواء حمدي بدين، واللواء الرويني باعترافهما، وهو تعبير ممن تقنع يوما بقناع "بانديتا"، وهتف "الإخوان والمجلس العسكري إيد واحدة"، أو شعار "هما اثنين سرقوا الثورة، العسكر والإخوان"!.

ويرى المراقبون أن واقع الدكتور محمد بديع يرد بشكل عملي على هتاف "الرويني- بدين"، ففي ذكرى ميلاد د. محمد بديع، 73 سنة، تضم صحيفة أحكام "بديع" 7 مؤبدات و3 أحكام إعدام و104 سنوات سجن، منها 10 سنوات من المحكمة العسكرية.

هذا فضلا عن مقتل أكبر أولاده عمار محمد بديع، وحرق بيته ببني سويف وحرق سيارة نجله الثاني بلال مرتين، واعتقاله بشكل مهين، وسبه وضربه بشكل متواصل في سجن العقرب من ضباط السجن، والحط من الكرامة لأسرته التي تمنع في أغلب الأحيان من زيارته، علاوة على تلفيق أكاذيب بشكل يومي من إعلام الانقلاب وصحفه، فضلا عن أن تهافت الاتهامات التي يصوغها من ينوب الانقلاب من القضاء "الشامخ".

فالمرشد الذي قبض عليه بمدينة نصر متهما في يوم واحد- 24 ساعة- بالمشاركة في أحداث متزامنة ارتبطت بيوم فض رابعة في 14 أغسطس 2013، وكان كل ضحاياها من الإخوان المسلمين، ومنها أحداث الإسماعيلية، التي تعود لـ5 يوليو 2013، ثم أحداث مسجد الاستقامة، في يوم الفض، وأحداث مكتب المرشد، و"غرفة عمليات رابعة"، وقطع طريق قليوب، والإعدام الشهير الذي حصل عليه من محكمة جنايات المنيا مع 580 آخرين.

البداية

بداية الهتاف كانت في 27 نوفمبر 2011، بعد أحداث محمد محمود الشهيرة، وكتبت حينها جريدة "المصري اليوم"- لمالكها نجيب ساويرس- تغريدة قالت فيها: "محمد بديع مرشد الإخوان: ضميرنا مستريح جدا جدا جدا بالنسبة "لأحداث" التحرير"، ثم تناقلت المواقع الشبابية والثورية ومنها "6 أبريل"، و"كارلوس لاتوف – رسام الثورة" عن الصحيفة، وشارك حشد كبير من الشباب في نقل التصريح، وكثير منهم من احتفل في ذكرى محمد محمود الأولى مع الجيش والشرطة الذين قتلوا شباب الثورة.

ومبعث التغريدة التي "ألبستها" المصري اليوم للمرشد كان مخالفا تماما للواقع، حيث بنت الجريدة خبرها على حوار بين المرشد د. بديع، والإعلامي حازم غراب على قناة "مصر 25"، قال فيه فضيلته: إن المشهد في التحرير وواقعة محمد محمود "مدبر مائة بالمائة بشهادة الصادقين، والعيون التي لم يغيِّر الهوى فيها قرارا".

وأضاف

"سالت دماء غالية وعزيزة، وحسابه عند الله عز وجل أصعب ما يمكن أن يحاسب عليه عبد أراق الدماء". وتابع "الأمن المركزي أصر على استفراز المعتصمين ويتحمل المسؤولية كاملة".

وقال بوضوح:

"ضميرنا مستريح جدا جدا جدا، ومن عادوا من التحرير ثمنوا موقف عدم نزولنا"، وسبقها بتقدير الجماعة للموقف "في كل مرة كان يطلب منا ألا ننزل، وهذه المرة طلب منا ومن جهات كثيرة وعديدة بالنزول، وهو شيء لم نعهده وأثار ريبتنا".

تلقف الأقباط

تلقف أنصار الثورة المضادة الهتاف الذي ظهر بشكل مبرمج مع أحداث محمد محمود، في الذكرى الأولى للثورة، وتحديدا في وقفة أعلى كوبري قصر النيل، فضلوا أن يغلقوا الطريق لإظهار أن لهم أعدادا، تختفي إن تظاهرت في الميدان.

وفي فبراير 2012، نظم ائتلاف "أقباط مصر" مسيرة لمجلس الشعب؛ للتنديد بأحداث طائفية في العامرية، ورددوا الهتاف من شبرا إلى قصر العيني، وفي الفترة حتى ذكرى محمد محمود الثانية، خرج مثقفو السلطة ومناصرو الانقلاب المعدودون على الأصابع في سبتمبر 2012، يعلنون نفس الهتاف من أمام مجلس الشورى، ومنهم "بهاء طاهر، وجمال فهمي، ومحمد سلماوي، ونبيل زكي".

وفي 19 أكتوبر 2012، وفي 27 نوفمبر، انطلقت مسيرة أيضا من شبرا تهتف نفس الهتافات، وتتحدث عن دستور يكتبه كل المصريين، وتعنون صحف الفلول والانقلاب تاليا، بأن المصريين ينقلبون على الإخوان. وفي نفس الشهر، يكتب "نائب" الكنيسة والنائب السابق بمجلس الشعب 2012، نفس الهتاف عبر صفحته على حسابه على تويتر، ومنها "اشهد يا محمد محمود، كانوا جبنا وكنا أسود"، و"يسقط يسقط حكم المرشد"، و"بيع بيع بيع.. بيع الثورة يا بديع".

لم يبع البديع

ومن أبرز الشهادات التي نقلتها "نيفين جمال"، التي انحازت للبرادعي وانتخبت د. أبو الفتوح، فكتبت "كنت أهتف بيع الثورة يا بديع، والآن أهتف الله معك يا مرسي".

وأضافت

"سيادة الرئيس، من يتهمك بأنك تسير بقرارات المرشد لا يعرف أصلا من هو المرشد، وأقسم بالله إننى لم أعرف ما هو فكر المرشد؛ لأنني لم أتابعه فى أى حوار أو لقاء فى أى مكان، لكن رجل يحكم جماعة الإخوان على مستوى العالم مؤكد أنه يحمل عقلية مختلفة فى الفكر واتخاذ القرارات، والإعلام يضغط عليك بترديد هذه الاتهامات حتى يشعرك بالضعف والخوف من التحاور أو التشاور مع المرشد أو غيره ممن يهمه نجاح هذا الوطن".

أما "محمد عبد الحفيظ"، صديق د. محمد بديع، فكتب على حسابه على الفيس بوك

"هتف الأراذل: بيع الثورة يا بديع.. لكن بديع لم يبع.. ولو باع لكان حاله مثل حالهم، يجلسون على مؤخراتهم يبررون جرائم النظام وأفعال قائد الثورة المضادة. دفع بديع الثمن غاليًا من دم ابنه ومن حريته ومن عزة نفسه الكريمة في سبيل ثورة أراد حمايتها بكل إخلاص، فأصاب وأخطأ".

وتابع

"لا أخشى عليه من الموت أو الإعدام.. فرفيق زنزانة سيد قطب يستحق أن يجاوره في منزلته الرفيعة.. هو يستحق الشهادة وهي تستحقه، ولا يُتصور أن يختم لرجل قضى حياته مجاهدًا بغير أن يبلغ منزلة سيد الشهداء.. قام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله، فطوبى له وطوبى لآله.. وما عند الله خير وأبقى".

وقال الفنان وجدى العربي:

إن أتباع السيسي والثورة المضادة كانوا يهتفون "بيع بيع الثورة يا بديع"، الآن السيسي يبيع أرض سيناء والجزيرتين، وإن شئت أيها الخائن فبع زهرة المدائن"، مشيرا إلى أن اتفاقية التنازل عن الجزيرتين لا تزال غامضة ولا يعرف أحد بنودها.

أما المرشد نفسه فسألوه يوما:

"ما رأيك في الهتاف (بيع بيع بيع..الثورة يا بديع)؟، فأجاب: "طيب ما كنت بعت وأنا عندي 25 سنة والدنيا مزهزهة لي بدل ما أترزع 10 سنين في السجن الحربي، ولا كنت بعت وأنا وكيل الكلية وتم اختياري ضمن أفضل 100 عالم عربي، يعني منصب ومقام علمي، بدل ما أترزع أيضا 5 سنين في سجون حسني مبارك، فهل أبيع وقد اقترب لقاء الله؟..الله يسامحهم ويهدينا جميعا".

المصدر