الأمر والنهى فيه سفينة النجاة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٠:٠٣، ١ أبريل ٢٠١٥ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (حمى "الأمر والنهى فيه سفينة النجاة" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الحاج فؤاد الهجرسي يكتب : الأمر والنهى فيه سفينة النجاة


بقلم : الحاج : فؤاد الهجرسى

قال الله تعالى : ( وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ( )وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ( )فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ( ) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) (لأعراف)

· سلهم يا محمد عن احتيالهم على الله ليخالفوا أمره ، وعن فجأة نقمته عليهم لسوء صنيعهم ، وهل جهلوا أن الله لا تخفى عليه خافية أبدا ، سواء فى الظواهر أو فى بطون الضمائر ، وما كان ذلك منهم إلا لفسوق فى طبعهم أخرجهم من الهدى إلى الضلال .

· هؤلاء صاروا – كما تشير الآيات – إلى ثلاث فرق : فرقة عصت فهلكت ، وفرقة وعظت فنجت ، وثالثة لم تعص ولم تعظ فهى بين حالتين من النجاة أو الخسران .

العصاة أخذوا بجريرتهم فمسخهم الله قردة خاسئين ، أى مبعدين مطرودين ، والواعظون نجوا لامتناعهم عن المخالفة وقيامهم بواجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، والساكتون الذين لو يخالفوا تعاليم الله ولكن لم يحركوا لسانا بكلمة نصح ، ولم يرهقوا بدنا فى طريق إصلاح ، أمرهم بين النجاة لعدم المخالفة أو الهلكة لسكوتهم عن الأمر والنهى ، والإمام الشوكانى يرى أنهم هلكوا , قال : ( الطائفة التى لم تعص ولم تنه ، يحتمل أنها مسخت مع الطائفة العاصية ، لأنها ظلمت نفسها بالسكوت واعتدت على أمر الله فلم تأمر ولم تنه ) .

وأقول : أرأيت ... كم تكون مسألة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لها هذا الخطر العظيم فى إقامة مجتمع محفوظ من كل مكروه ، مؤيد بالحق يتبعه ، ظاهر أمامه الباطل يتجنبه .

واقرأ هذا الحديث الشريف : جاء فى صحيح مسلم عن ابن مسعود رضى الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من نبى بعثه الله فى أمة قبلى إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب ، يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ، ثم أنه تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل )

· أخى فى الله : هل تجد لك من بعد ذلك مندوحة لترك أمر بمعروف أو سكوت عن منكر تراه قد تحول إلى مباح ، ودون هذا باب الجنة المفتوح يوم القيامة ، أوحال القردة الخاسئين فى الدنيا ... المسعرين بالنار يوم القيامة . وهى قضية اليوم أو قضية الساعة .

فائدة :أخرج ابن أبى حاتم عن على رضى الله عنه أنه قال : ( افترقت بنو إسرائيل من بعد موسى إحدى وسبعين فرقة كلها فى النار إلا واحدة ، وافترقت النصارى بعد عيسى على اثنتين وسبعين فرقه كلها فى النار إلا واحدة ، ولتفترقن هذه الأمة على ثلاثة وسبعين كلها فى النار إلا واحدة ) .

فأما اليهود فإن الله تعالى يقول : ( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) فهذه التى تنجو .

وأما النصارى فإن الله يقول : ( منهم أمة مقتصدة ) فهذه التى تنجو .

وأما نحن فان الله يقول : ( وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) فهذه التى تنجو .

أسأل الله أن نكون من الناجين

المصدر