تشييع الشهيد أحمد ياسين ورفاقه وسط دعوات بالانتقام

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تشييع الشهيد أحمد ياسين ورفاقه وسط دعوات بالانتقام


غضب فلسطيني واسع على اغتيال إسرائيل الشيخ أحمد ياسين وتسعة آخرين بغزة اليوم (الفرنسية)


شيع الفلسطينيون اليوم مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد الشيخ أحمد ياسين ورفاقه الذين استشهدوا معه في غارة إسرائيلية استهدفتهم عقب خروجهم من صلاة الفجر اليوم بحي صبرا في غزة وسط غضب ودعوات بالانتقام والثأر.

أطلقت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس عددا من صواريخ القسام المحلية الصنع على أهداف إسرائيلية في أول رد فعل للمقاومة على اغتيال الشهيد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس في غارة جوية.

وقال مراسل الجزيرة إن انفجارا ضرب معبر إيريز الحدودي بين قطاع غزة وإسرائيل. ولم ترد أي تقارير عن سقوط ضحايا أو الأضرار التي لحقت بمنطقة الانفجار. أضاف المراسل أن أسباب الانفجار غير واضحة، إلا أنه قال إن المعلومات الأولية تشير إلى أنه نجم عن قصف بصواريخ القسام المحلية الصنع.

كما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن عشرة من صواريخ القسام سقطت على مستوطنة بغزة. كما أفادت بأن عددا آخر من صواريخ القسام أطلقت من قطاع غزة سقطت داخل الخط الأخضر صباح اليوم، دون أن توضح ما إذا كانت هذه الصواريخ أسفرت عن إصابات أو سببت أضرارا أم لا.


وفي خان يونس جنوب غزة اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال المرابطة قرب أحد المستوطنات، قال مراسل الجزيرة إنها أسفرت عن استشهاد فلسطينيين أحدهما فتى في الثالثة عشر من عمره برصاص جنود الاحتلال وإصابة عدد آخر بجروح.

وفي تل أبيب هاجم فلسطيني مسلح ببلطة ثلاثة إسرائيليين خارج قاعدة عسكرية. وقال بيان للشرطة الإسرائيلية إن فلسطينيا ترجل من سيارة وهاجم ثلاثة إسرائيليين قبل أن يعتقل، وأشار البيان إلى أن أحدا لم يصب بجروح خطيرة في الهجوم الذي وقع في مدينة رامات غِن المجاورة.

وفي مدينة الخليل بالضفة الغربية قال مراسل الجزيرة إن مواجهات اندلعت بين الفلسطينيين الغاضبين وقوات الاحتلال، وقعت أشرسها في بلدة حلحلول القريبة.

كما وردت أنباء عن اندلاع اشتباكات بين الأسرى الفلسطينيين وإدارة سجن النقب الإسرائيلي في داخل الخط الأخضر.

إضراب وحداد

وما أن شاع نبأ استشهاد الشيخ ياسين حتى خرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين الغاضبين إلى الشوارع وهم يهتفون بدعوات الانتقام ومواصلة المقاومة والعمليات الفدائية.

نقل جثة الشيخ الشهيد أحمد ياسين (الفرنسية)

ووصف مراسلو الجزيرة الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة بأنها متوترة جدا، وقالوا إن حالة من الغليان الشديد والصدمة تسيطر على الفلسطينيين الذين خرجوا إلى الشوارع وقاموا بمسيرات غاضبة.

ودعت المساجد في الضفة والقطاع إلى الإضراب العام وقد أخذت مكبرات الصوت في مساجد غزة تصدح بتلاوة القرآن الكريم بينما سمعت أصوات إطلاق نار في حي صبرا الذي يسكنه الشيخ ياسين.

وأغلقت المتاجر والمدارس بشكل تلقائي في وقت سابق في غزة. كما أعلن الحداد العام في الأراضي الفلسطينية لمدة ثلاثة أيام فيما علقت الدراسة في كافة المدارس.

وقالت حماس إن مقاتلات إسرائيلية أطلقت عدة صواريخ استهدفت بشكل مباشر الشيخ ياسين بينما كان الشيخ عائدا من أداء صلاة الفجر في المسجد القريب من منزله في حي صبرا بغزة.

وقالت مصادر فلسطينية إن اثنين من مرافقي الشيخ ياسين كانا يدفعان كرسيه المتحرك عندما استهدفه أحد الصواريخ بشكل مباشر فاستشهدوا جميعا على الفور.

وأسفرت الغارة أيضا عن استشهاد تسعة فلسطينيين آخرين وإصابة 15 آخرين بينهم اثنان من أبناء الشيخ ياسين.

إغلاق

وقد فرضت قوات لاحتلال الإسرائيلي إغلاقا كاملا على الضفة الغربية وقطاع غزة اليوم بعد اغتيال الشيخ ياسين، وقسمت قطاع غزة إلى ثلاث مناطق ومنعت الحركة بينها. ووضعت الشرطة الإسرائيلية في حالة استنفار قصوى بعد تهديدات فصائل المقاومة الفلسطينية بالرد.

وأكد بيان لقوات الاحتلال أنها اغتالت الشيخ ياسين في غارة جوية بغزة في ساعات الصباح الباكر اليوم، وقال إنه كان مسؤولا بشكل مباشر عن عشرات من عمليات المقاومة المسلحة. وقالت مصادر إسرائيلية إن رئيس الوزراء أرييل شارون أمر شخصيا باغتيال الشيخ ياسين.

أبواب جهنم

وقد أصدرت حركة حماس بيانا عقب استشهاد الشيخ ياسين قالت فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون "فتح أبواب جهنم". وأخذ أنصار حماس يرددون عبر مكبرات الصوت في غزة أن عناصر حماس سينشرون الموت في كل منزل من منازل إسرائيل.

وأكد عبد العزيز الرنتيسي القيادي في حماس إن "الحرب أصبحت مفتوحة" مع إسرائيل بعد اغتيال مؤسس الحركة الفلسطينية.

فيما دعت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إلى إعلان الحرب على إسرائيل وتوعدت برد سريع وعنيف داخل إسرائيل، وقال أبو قصي المتحدث باسم كتائب الأقصى للجزيرة إن الذي أصدر أمرا باغتيال الشيخ ياسين إنما أصدر أمرا بإعدام مئات الإسرائيليين.

ومن جانبه ندد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات باغتيال الشيخ ياسين، وأصدر أمرا بالحداد لمدة ثلاثة أيام وأمر بتنكيس العلم الفلسطيني في مقر الرئاسة في رام الله.

من جانبه قال رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع إن الاغتيال فتح الباب أمام الفوضى، ووصف الاغتيال بأنه "عمل خطير وجبان".

ونقل مراسل الجزيرة عن مسؤولين في المعارضة الفلسطينيين وصفهم لعملية اغتيال الشيخ ياسين بأنه تصرف أهوج ومجنون، مذكرين باغتيال صانع القنابل في الحركة الشهيد يحيى عياش عام 1995 وظن الإسرائيليون أنه سيضع حدا للمقاومة الفلسطينية لكنهم فوجئوا بسلسة من العمليات الفدائية التي أوقعت مئات القتلى والجرحى في صفوف الإسرائيليين.