محمد عبد الحميد أحمد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٧:٣٥، ٣٠ نوفمبر ٢٠٠٩ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الداعية محمد عبد الحميد أحمد ( أبو الجامعيين )


مولده ونشأته :

ولد في محافظة البحيرة مركز شبرا خيت يوم 23/9/1911 ونشأ في أسرة دينية فوالده وجده من الأزهريين وقد حصل والده علي شهادة العالمية واشتغل بالمحاماة الشرعية .


بدأ دراسته في كتاب القرية حيث حفظ بعض سور القرآن الكريم ثم انتقل مع والده إلي القاهرة والتحق بمدرسة الجمعية الإسلامية وقد حصل علي الشهادة الابتدائية ثم التحق بمدرسة الإبراهيمية الثانوية وحصل علي شهادة الثانوية القسم الأدبي ، ثم التحق بالجامعة المصرية بكلية الآداب وتخرج في الكلية – قسم اللغة العربية – سنة 1938م ، ثم عين في مدرسة ( الإخوان المسلمين ) بالإسماعيلية وكان يعمل سكرتيراً لتحرير ( مجلة النذير ) التي يرأس تحريرها الأستاذ صالح عشماوي .


صلته بالإخوان المسلمين :

تعرف علي الإخوان المسلمين وهو طالب في الجامعة 1933م بإرشاد من الشيخ طنطاوي جوهري ، حين عرض عليه هو وإخوانه الطلاب تشكيل جمعية إسلامية ، فأشار عليهم بالانضمام إلي الإخوان المسلمين ، تلك التي تعتمد عليالإسلام ديناً ودولة وعبادة وقيادة ، وتعتمد علي التربية لا علي الكتب والنظريات وحدها ، بل التربية العملية بالرحلات والكتائب والدعوات الفردية والجماعية في المساجد والأندية ، وأثنى علي مؤسس الحركة الإمام الشهيد حسن البنا الذي زكاه شيخ الأزهر محمد مصطفي المراغي لتولي مجلة (المنار) بعد وفاة مؤسسها الشيخ السيد محمد رشيد رضا ، فما كان من الأستاذ محمد عبد الحميد أحمد وإخوانه الطلاب الستة إلا الاستجابة لنصيحة الشيخ طنطاوي جوهري والانضمام إلي الإخوان المسلمين وقد اجتمعوا مع الإمام البنا في منزل الشيخ جوهري فكانت البداية واختير محمد عبد الحميد نقيبًا للطلاب .


أعماله ونشاطه :

عقب تخرجه عمل في حقل التدريس في مصر والعراق والأردن ، فقد انتدب سنة 1941م للعمل بالمدارس الثانوية ثم انضم إليه الدكتور حسين كمال الدين مٌدرسًا في كلية الهندسة ببغداد فتعاون الاثنان علي نشر الدعوة الإسلامية في العراق حيث كانا نواة العمل الإخواني هناك . وكان الأستاذ الصواف يدرس في الأزهر وبعد تخرجه نشط معهما في الدعوة إلي الله في العراق . وفي 1946م غادر العراق بعد انتهاء مدة انتدابه وعاد إلي مصر ليباشر عمله كمحاضر ومدرس ، كما شارك في الكتابة في جريدة (الإخوان المسلمين) اليومية التي صدرت في العام نفسه .


ثم انتدب للعمل بالتدريس في الكلية العملية الإسلامية بالأردن عام 1947/1948م ، بناء علي طلب الحاج عبد اللطيف أبو قورة – المراقب العام للإخوان المسلمين آنذاك – ثم عاد إلي مصر حيث واجه الإخوان المسلمون المحنة بحل الجماعة في 8/12/1948م واعتقل أعضاؤها وزج بهم في السجون والمعتقلات ، كما اعتقل سنة 1954م وسنة 1960م وسنة 1965م . وبعد خروجه من السجن ذهب إلي الحج ثم استقر في السعودية وعمل موجهاً للتربية في رئاسة تعليم البنات بمكة المكرمة . وبعد عامين نقلت خدماته إلي وزارة المعارف وعين مديراً لمدارس منارات جدة ومدرسًا فيها لمدة عامين ثم نقلت خدمته إلي وزارة الحج وعمل في تحرير مجلة التضامن الإسلامي التي تصدرها الوزارة . ثم عمل في جامعة الملك عبد العزيز مدٌرسًا بقسم الدعوة الذي يرأسه الشيخ محمد الغزالي بكلية الشريعة ، وزار بلاد الشام والخليج وكان آخر أعماله التدريس بجامعة أم القرى بمكة المكرمة مدة سبع سنوات لنهاية 1925م .


ذكريات مع الإمام الشهيد :

ويعتبر الأستاذ محمد عبد الحميد أحمد من التلامذة النجباء للإمام الشهيد حسن البنا فقد تتلمذ علي يديه وأخذ عنه الكثير من أساليب الدعوة ومنهج السلوك وكان له التأثير العظيم في حياته الفكرية والروحية ، لأن الإمام البنا كان مدرسة قائمة بذاتها من حيث الفقه الشامل للإسلام والتربية العملية للأفراد والاهتمام بكل المسلمين في كل مكان وترسيخ العقيدة الصحيحة في نفوس المسلمين وطرح الإسلام كحل بديل لكل الأنظمة المستوردة والقوانين الوضعية ، فكانت حركة الإمام البنا من الحركات الإصلاحية الراشدة التي واكبتها أو سبقتها كالحركة السلفية علي يد المجتهد الإمام محمد بن عبد الوهاب ، والحركة السنوسية في ليبيا ، وجمعية العلماء المسلمين في الجزائر وغيرها .


قالوا عنه :

يقول الأستاذ محمد حامد أبو النصر المرشد الرابع للإخوان المسلمين : [ المؤمنون بالله تعالي كثيرون ، ولكن من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ، ومن هؤلاء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه أخي الكريم المربي الرائد محمد عبد الحميد أحمد وما أحسبه إلا كذلك ولا أزكي علي الله أحداً .


إن الأخ الكريم هو أحد رجال جماعة الإخوان المسلمين ومن الرعيل الأول ، إذ كان أول من حمل فكرة الإخوان المسلمين واقتحم بها الجامعة المصرية وغزا بها قلوب الشباب وجمعهم علي كلمة التوحيد فاعتزوا به واعتز بهم ومن ثم انتشرت الدعوة الإسلامية في جميع دور العلم ، وقاموا بنشرها في حماس وفهم واستقامة علي أمر الله .


إن الأخ الكريم الذي حمل هذه الرسالة قد بذل في سبيل نشرها كل غال وثمين واستطاع في قوته وشبابه أن يلج كل المجتمعات حاملاً هذه الراية دون كلل أو ملل ، بل إنه قد تعرض لكثير من المتاعب والمشقات ، وقامت في سبيله كثير من العقبات ، لكنه استطاع بفضل من الله ومٌنة ، أن يزيل العقبات وأن يجمع الصفوف ، وأن يجعل كلمة الله هي العليا في وقت كانت فيه الأفكار المحاربة للإسلام هي السائدة والمزودة بكثير من الإمكانات . ولكن الرجل صبر وصابر وعمل في دأب حتى لقي الله صابراً محتسباً ، لم يغير ولم يبدل حتى استطاع أن يورث ذلك الجيل من الشباب الذي تعتز به الدعوة الإسلامية ، والذي حملها بدوره إلي الأجيال التي تعاقبت . كما أن الأخ الكريم كان من أوائل من نشروا دعوة الإخوان المسلمين في العراق حيث عمل مدرسًا هناك فبذر البذرة ونمت الشجرة وامتدت فروعها ] . قالوا عنه أيضاً :


يروي الأستاذ أحمد أبو شادي في كتابه ( رحلتي مع الجماعة الصامدة ) :


[ شاء الله أن أكون قريباً من الأستاذ محمد عبد الحميد أحمد في محنة سنة 1965م فأفدت من صحبته كثيراً وتعلمت منه القدوة والمعاشرة أكثر مما تعلمت بالدرس والمطالعة .. كان بحراً من العلم لا شاطئ له ، فهو يحدث عن الدعوة التي اعتنقها في فجر شبابه ، ويحدثنا عن الأدب في شعر إقبال ، وقد كان خفياً به يحفظ أكثره ويزجيه لنا غضاً طرياً فننفعل به كما انفعل هو به ، ثم يعيش بنا مع حكَمِ ابن عطاء الله السكندري ، وكثيراً ما كان يترنم بهذه الحكم التي تثبت قلوب المستضعفين إذا ادلهمت الخطوب وكشٌرت المحنة عن أنيابها ويئس الجميع من الظفر بالحرية .. من هذه الحكم التي حفظناها منه :


- لا يكن تأخر أمد العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجبًا ليأسك فإن الله قد ضمن لك الإجابة فيما يختاره هو لك لا فيما تختاره أنت لنفسك ، في الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد .. لأنه فعٌالٌَ لما يريد .


- إذ كان الله معك فمن عليك ؟ .. وإذا كان عليك فمن معك ؟


من مؤلفاته قبل وفاته :

  • كلمات وآراء . * في وجه الطوفان . * العقيدة وحياة رجل العقيدة . * ذكرياتي .
  • الاهتمام ودوافع القراءة ( بحث ) .
  • المنظور الاجتماعي في دراسة وسائل الإعلام ( بحث ) .

و( الإخوان المسلمين ) والدعوة والمباحث القضائية وغيرها .


ذكرياته مع الإمام البنا :

يقول الأستاذ محمد عبد الحميد عن أستاذه الإمام الشهيد حسن البنا :

[ ... ذكرياتي مع الشهيد الإمام حسن البنا – رحمه الله – ذكريات عطرة ، فقد كان – رحمه الله – آية من آيات الله ، كان اسماً علي مسمي " حسن البنا " ، لقد بني فأحسن البناء ، وربي فأحكم التربية ، كان سمته سمت الحكماء ، وروحه روح الأولياء ، وفراسته فراسة الأصفياء ، كلماته إيحاء ، وتوجيهاته نور وشفاء ، عرفته فعرفت الرجولة في رجل ، والقيادة في قائد ، والإسلام في مسلم ، وبايعته علي العمل للإسلام داعياً إلي الله ورسوله وإلي كتاب الله وسنة محمد صلي الله عليه وسلم ، في مصر ، والعراق ، والأردن ، والسعودية ، وأحمد الله الذي وفقني لهذه الدعوة التي هي خير من الدنيا وما فيها ، وأسأله أن يعصمنى من الفتن ويثبتني علي الدعوة حتى ألقي الله راضياً مرضياً ] .


من الخطأ القول بأن حسن البنا أول من رفع راية المقاومة في هذا القرن الذليل ، لقد سبقه في المشرق العربي ، والمغرب العربي ، وأعماق الهند وإندونيسيا وغيرهم ، رجال اشتبكوا مع الأعداء في ميادين الحرب والسياسة والتعليم والتربية ، وأبلوا بلاءً حسنا في خدمة دينهم وأمتهم . وليس يضير هؤلاء أنهم انهزموا آخر الأمر ، فقد أدوا واجبهم لله ، وأتمٌ من بعدهم بقية الشوط الذي هلكوا دونه .


إن حسن البنا استفاد من تجارب القادة الذين سبقوه ، وجمع الله في شخصه مواهب تفرقت في أناس كثيرين . كان مدمناً لتلاوة القرآن الكريم يتلوه بصوت رخيم ، وكان يُحسن تفسيره كأنه الطبري أو القرطبي ، وله مقدرة ملحوظة علي فهم أصعب المعاني ثم عرضها علي الجماهير بأسلوب سهل قريب . إن أسلوبه في التربية وتعهد الأتباع وإشعاع مشاعر الحب في الله ، كان يذكر بالحارث المحاسبي وأبي حامد الغزالي . وقد درس السنة المطهرة علي والده الذي أعاد ترتيب مسند الإمام

أحمد بن حنبل ، كما درس الفقه المذهبي باقتضاب فأفاده ذلك بصراً سديداً ، بمنهج السلف والخلف . ووقف حسن البنا علي منهج محمد عبده وتلميذه صاحب المنار الشيخ محمد رشيد رضا ، ووقع بينه وبين الأخير حوار مُهذٌَب ، ومع إعجابه بالقدوة العلمية للشيخ رشيد ، وإفادته منها ، فقد أبي التورٌَط فيما تورط فيه .


ولعله كان أقدر الناس علي رفع المستوي الفكري للجماهير مع محاورة لبقة للابتعاد عن أسباب الخلاف ومظاهر التعصب . وقد أحاط الأستاذ البنا بالتاريخ الإسلامي ، وتتبع عوامل المد والجزر في مراحله المختلفة وتعمق تعمقاً شديداً في حاضر العالم الإسلامي ومؤامرات الاحتلال الأجنبي ضده . ثم صمت غريب أخذ الرجل الصالح يتنقل في مدن مصر وقراها ، وأظنه دخل ثلاثة آلاف قرية من القرى الأربعة آلاف التي تٌكون القطر كله .


وخلال عشرين عاماً تقريبًا صنع الجماعة التي صرعت الاستعمار السياسي والعسكري ، ونفخت روح الحياة في الجسد الهامد . ثم تحركت أمريكا وانجلترا وفرنسا وأرسلت سفراءها إلي حكومة الملك فاروق طالبين حل جماعة الإخوان المسلمين .

وفاته :

هذا ولم يغادر الأستاذ محمد عبد الحميد أحمد مكة المكرمة بعد تقاعده عن التدريس ، بل أقام فيها مجاوراً إلي أن وافاه بالمسجد الحرام ودفن في مقبرة ( المعلاة ) بمكة المكرمة . رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير ما يجزي عباده الصالحين


المصدر:

موقع تراث الإخوان