الفرق بين المراجعتين لصفحة: «من قواعد الإصلاح»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
(أنشأ الصفحة ب'يجب أن يكون الهدف الذي يرمي إليه المصلحون في العالم الاسلامي الآن واضحا محدودا مرتكز على أصول …')
 
ط (حمى "من قواعد الإصلاح" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(لا فرق)

مراجعة ١٨:١٨، ٥ فبراير ٢٠١٠

يجب أن يكون الهدف الذي يرمي إليه المصلحون في العالم الاسلامي الآن واضحا محدودا مرتكز على أصول و قواعد ذات خطوات و مراحل , و أن الأصول الأساسية في نجاح الغاية و انتاج الإصلاح أن نرمي إلى : " تجديد حياة الأمم الاسلامية , و تدعيم نهضتها الحديثة على أصول اسلامية خالصة , و انقاذ العالم كله بإرشاده إلى تعاليم الإسلام " .

(1) فأما تجديد حياة الأمم الإسلامية : فمن المعلوم أن هذه الأمم قد مرت عليها من الأحداث و الظروف الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و الفكرية و غيرها مما أفقدها حريتها و مجدها و مظاهر رقيها , و قضي على دولتها و سلطانها , و جعلها آخر الأمم في كل شيء , و تفصيل ذلك يطول , و الداء مشترك و الشعور متحد . كل ذلك جرى على هذه الأمم و هي مهد الحضارة , و أم المدنيات , و منبع العلوم و المعارف , و مهبط النبوات و الشرائع , على أنها مه شدة الضغط و قوة القهر لا تزداد على المحنة إلا صلابة , و كأنما تزيد الحوادث حيويتها الخالدة ظهورا و قوة . هذه الأمم المجيدة لابد أن تعود إليها حريتها و لابد أن يبعث مجدها من جديد و تتبوأ مركزها بين الامم , و لابد أن تساهم بنصيب في رقي الانسانية حديثا , كما وضعت لها أصول الرقي قديما , و لابد أن يسعد العالم بروحانيتها من بعد كما سعد بها من قبل ( و يأبى إلا أن يتم نوره ) "التوبة : 32" .

(2) و أما تدعيم النهضة على أصول اسلامية خالصة : فمن المعلوم كذكلك أن الأمم الاسلامية بعد الحرب العالمية وقفت على مفترق طريقين : طرق المدنية الأوروبية بزخارفها و مظاهرها و مباهجها و مفاتنها و متعها و نسائها و فضتها و ذهبها , و طريق الحياة الروحية التي نبتت في الشرق و أورقت في الشرق و غذتها الفلسفات و باركتها النبوات , و كان ختام ذلك كله الاسلام الذي جعله الله رحمته الكبرى للعالمين . فأما بعض الأمم الاسلامية فقد خفي عليها جمال دينها , و أحاطت بها ظروف أبعدتها عن أصوله و فضائله , فتنكرت لعقائدها , و لبست أرواحا غير أرواحها , و اندفعت في تيار التقليد الأوروبي لا تلوي على شيء , حتى صارت شبه أوروبية في كل شيء , قوم تم لهم ذلك , و قوم على إثرهم يسيرون , و الموجة تطغى و السيل ينهمر .

و من وراء هؤلاء أمم محيرة لا تدري في أي الطريقين تسير ؟!

على أن الدعاية الأوروبية قد نجحت تماما في غزو الفكرة الاسلامية , و احلاتل غيرها من الفكر المدنية محلها في مظاهر الحياة العامة , و لم تبق بين المسلمين إلا قشورا لا تنفع , ففي السياسة و في القانون و في الخلق و في الاجتماع زاحمت الفكرة الاسلامية أفكارا أخرى أضعفت قوتها و أذهبت ريحها و صرفت الأبصار عنها .

و مهمة الاخوان المسلمين أن يردوا الـمة إلى أصول الاسلام , و أن يحرروا العقول و الأفكار من هذا التعبد المخجل للأفكار الاوروبية البحتة .

إن مدنية أوروبا ليست فيها من ناحية الجمال إلا ناحيتها العملية و هذه لا يأباها الإسلام بل يحض عليها و يأمر بها , و ما عدا ذلك فنحن في غنى عنه و في الاسلام خير منه لو كشف المسلمون عن أسراره و فهموه فهما صحيحا ذلك ما ننادي به و (و لله من قبل و من بعد و يومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من يشاء و هو العزيز الرحيم ) " الروم 4-5"

(3) و أما انقاذ العالم بإرشاده إلى تعاليم الإسلام : فمن المعلوم كذلك أن الاسلام يوم كانت له الدولة , و يوم سعدت بقبوله الانسانية , و يوم تولى أبناؤه الغر الميامين من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه و سلم – و من تبعه بإحسان قيادة العالم باسمه و على حكمه و رسمه , استفاض في الناس الخير و انتشر بينهم الانصاف و العدل , و تحققت أحلام الفلاسفة , و تساوت طبقات الأمم أمام القانون العادل الرحيم و تذوقت الدنيا طعم الفضيلة عملية شائعة لا كلامية مسطورة في بطون الكتب , و كان استعمار الاسلام للدنيا أبرك استعمار عليها , حتى شاد بذلك المنصفون من الاوروبيين أنفسهم .

كذكلك كانت الدنيا يوم حكمها الاسلام في فترة من الدهر يريد الله أن تكون آيته في كونه و حجته على خلقه إلى يوم القيامة , فلما دالت تلك الدولة و ألقيت إلى الغرب مقاليد القيادة فغمر الدنيا بماديته تبدلت الحال غير الحال .

و ها أنت ترى آثار هذه المدنية الميكانيكية المادية أتلفت على الناس أرواحهم , و أضوت أجسامهم , و أفسدت أخلاقهم , و أقضت مضاجعهم و أسالت مدامعهم و أبعدت الهوة بين نفوسهم و منازلهم و درجاتهم , فاستفاضت الأحقاد و الأضغان , و كثرت المشاكل و الإحن , و استعرت الخصومات و الفتن , و لم يبق قلب واحد ينعم بالهدوء و السكينة في أمة من الأمم التي أرسل عليها شواظ هذه المدينة الناري , بل اشتعلت هذه القلوب بنيران الشكوك و الأوهام و المطامع و الآلام , و لا يزال الناس يكرعون نت هذه الكأس , و يتغنون بجمال هذه المدنية رغم انهيار أصولها و تهدم أسسها في أعز مواطنها , و هذه أصولها السياسية تنهار بالديكتاتوريات , و أصولها الاجتماعية بفشو الآراء و المذاهب المتطرفة , و الاقتصادية بهذه الأزمات التي أخذت بالخناق , و الفكرية بتسخير العقل البشري و استغلال نتائج العلم و العرفان – و هما أجمل ما في هذه المدينة – في القضاء على المستضعفين و العدوان على الآمنين , و ما قيمة علم لا فضيلة معه .

و العلاج الوحيد لإنقاذ الانسانية و حل مشاكلها "الإسلام " ( و ما كان الله ليضيع ايمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم ) " البقرة :143".