نعم.. الإسلام هو الحل

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٨:٠٨، ٤ يوليو ٢٠١١ بواسطة Darsh10 (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
نعم.. الإسلام هو الحل

19-06-2010

بقلم: الشيخ محمد عبد الله الخطيب

إن صدور المؤمنين بالله واليوم الآخر، وهم الجماهير العظمى، ثم جميع الدول العربية والإسلامية؛ لمحرجة أشد الحرج، ومتألمة أشد التألم من الأصوات المنكرة الرديئة التي تنطلق بين الفترة والأخرى، تنادي بأن الإسلام ليس هو الطريق للحل، وليس هو السبيل لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ولا ندري إلى متى ينطلق كل متقعّر صاحب هوى شيطانه قد تلاعب به؛ ليعرض بدين الله؟.

وسواء أكانت انتخابات- وهي معروفة بنتائجها- أم لم تكن؛ فإن الإسلام هو دين الله الخالد لجميع الأمم من يوم أن نزل على سيد الخلق إلى قيام الساعة، وأنه لم ينكر أبدًا جميع الرسل الذين سبقوه، ودعوا إلى الله، ونادوا بالإيمان به، إنما أنكر الانحراف عن منهج الله المستقيم، الذي دعا إليه سيدنا آدم عليه السلام ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى، وسيد الخلق خاتمهم عليهم أفضل الصلاة والسلام، وهذا غاية السماحة؛ لكن الذين يتفلسفون من أبناء العلمانية وبقايا الشيوعية، التي أكل الزمان عليها وشرب، وغيرهم من الذين يحلو لهم ترديد مثل هذه العبارات السمجة، وهم يصادرون على منهج الله خالق السماوات والأرض ومدبر الأمر؛ عجيب أن يرضى إنسان صاحب عقل- أيًّا كان انتماؤه- أيرضى أن يُقال عن دين الله وعن الإسلام الذي اختاره رب البشرية أنه ليس حلاًّ!!، وأنه ليس مرجعًا، وأنه ليس ملاذًا للبشرية؟!!

ويتترس وراء كلمات تُقال في كل مناسبة، وغير مناسبة "إن الإسلام هو الحل".. فيرد: الإسلام ليس حلاًّ،

والبعض يبلغ به التفاهة والعبث؛ ليقول: إني لا أكره إلا هذا الشعار! تكره دينك يا أبله!، تكره رسالة السماء يا جاهل!، تترك من أنصف جميع رسل الله، وأمرنا كمسلمين وشرط لإسلامنا أن نؤمن بهم!!.

قال تعالى: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (٢٨٥)﴾ (البقرة).

ويسكن العلماء، ويسكن العارفون، ويسكن من يستطيعون أن يوضعوا للأمة، ماذا تعني هذه الكلمات؟

يجب أن يعرف الناس، القريب والبعيد، أننا من المشرق إلى المغرب أمة مسلمة تؤمن بالله، وقد وطدنا العزم بالبلاغ المبين وبالطرق السلمية وبالتفهيم للجميع؛ ألا نحكم إلا بشرع الله الذي وسع كل النظم الصحيحة، واعترف اعترافًا كاملاً بالأديان السماوية، التي أخبرنا القرآن وعلَّمنا إياها، وبالرسل، ففرض أن نقول: آمنا بعيسى عليه السلام، وآمنَّا بموسى عليه السلام، وآمنَّا بأبينا إبراهيم عليه السلام، وآمنَّا بنوح عليه السلام، وآمنَّا بجميع الرسل عليهم أفضل الصلاة والسلام، كما أمرنا القرآن، وكما علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن هذا جزء من ديننا ونصَّ عليه القرآن في الآية السابقة من أواخر سورة البقرة، آمنَّا بتمامهم وبصدقهم وبتبليغهم الرسالة التي كلَّفهم الله بها، كما آمنَّا بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً.

لماذا تريدون أن تقلعوا هذه الشجرة من آدم إلى خاتم الأنبياء؟ وماذا بقي لكم؟ وعلى أي شيء تعيشون؟

سيظل الإخوان المسلمون، وكل من على مستواهم وفهمهم؛ يفقِّهون ويعلِّمون الجميع هذه الحقائق، صباح مساء، في كتاباتهم وفي خطبهم، والإمام البنا هو القائل: أتمنى أن أبلِّغ الطفل دعوة الإسلام في بطن أمه،

لكن نحب أن نقول لكم.. ما معنى كلام الإخوان "الإسلام هو الحل"، التي تخافون منها، والتي تتبرعون بالإساءة إليها، وإلى دينكم، معناها بالتحديد: يا أيها الناس "كلمة الإسلام هو الحل نقصد منها ضرورة التذكير بالله، وضرورة العودة إلى الله ومنهجه ونظامه؛ لتحقيق الحياة الإسلامية في ظل منهج الله"، ومن معانيها أيضًا التي نقصدها ونريد أن تصل إليكم وأن تعقلوها، أننا نذكركم- بهذه العبارة- بالله الذي خلقكم وسواكم ورزقكم، ويحيكم ثم يميتكم، ثم يبعثكم؛ لتحاسبوا، فهي إذًا تذكير من حملة المنهج الإلهي (الإخوان المسلمون) للغافلين، تذكير بالله الخالق الرازق الذي أنزلها للعالمين ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ﴾ (يوسف: من الآية 104) ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)﴾ (ص)، تذكير بالرسالة التي نزلت على سيدنا عيسى، وعلى جميع الرسل، وعلى رأسهم إمامهم سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.

كما أن دعاة الإسلام حريصون على تذكير الناس بمصدر عزهم ومرجع كراماتهم، وسر قوتهم، فلا يُضربون ولا يُستهتر بهم أبدًا مجموعة من شذاذ الآفاق، اليهود السفلة الخونة المجرمون، ويقطعون كل الإمدادات عن إخوانكم في فلسطين؛ ليموتوا جوعًا، وينادون ولا مجيب ويصرخون ولا مغيث، وتأتي تركيا وسفينة من أيرلندا؛ لإنقاذهم ويُضربون في عرض البحر وأنتم نيام، كفى من شارع الهرم، وكفى من الانطلاق وراء الشهوات، ووراء الهوى ووراء الشيطان، ثم يدير البعض رقابهم لينالوا من الإسلام، ولينالوا من القرآن ويتهمونه صراحة بأنه ليس هو الحل، دلونا على الحل إذًا، وصدق الله العظيم ﴿وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلاً (٧٢)﴾ (الإسراء).

إن مثل هذه النداءات ليست للتذكير فقط؛ لكنها تحمل عقيدة ثابتة لا تقبل جدلاً ولا مساومة؛ لأنها أعظم وأكبر وأشرف من كل قضية على ظهر الأرض.

هناك شوق في القلوب لا يرويه إلا القرآن، وهناك جوعة في الأرواح لا يُشبعها إلا الإسلام، وهناك ظمأ شديد في النفوس لا يرويه إلا منهج الله عزَّ وجلَّ؛ لأنه الشريعة الربانية الخالدة التي أنزلها الله ليحكم بها عباده في أرضه، ولتنفذ وتطاع، وهو الحل؛ لأنه حرَّر ضمير الفرد من الخرافات... وحرَّر عقولهم من الضلالات، وأزال العمى الذي سيطر على قلوبهم، وليس هناك على ظهر الأرض بديل يصلح أن يكون بديلاً إلا هذا، فإذا كان هناك بديل، فتقدموا ودلونا عليه، سيتطوع البعض ليقول إنها الاشتراكية، ويخرف آخر ليقول إنها العلمانية، ويستهتر ثالث ليقول إنها الديمقراطية، ويهزل رابع ليقول إنها الرأسمالية، وتسمع العجب وتسأل نفسك أين نبتت هذه الأفكار السوداء؟ وأين ولدت هذه التوجهات الخاسرة التي تدل على الضياع وعلى البلاء الذي وصلنا إليه وعلى الشقاء الذي وقع فيه هؤلاء.

أهكذا من ينتسبون لأمة محمد وُجدت فيهم هذه الأصناف؟!! كيف وجدت؟ من الذي أوجدها؟ إنني أعلم من تاريخ معظم هذه الأشياء أن الذين موَّلوها وأنشئوها وحركوها من قديم هم اليهود، فاليهود وراء كل مصيبة وكارثة.

إن الإسلام هو الحل؛ لأنه هو الذي رفع شأن هذه الأمة وأعلى قدرها، وحررها من الظلم والطغيان، وجعل سعد بن أبي وقاص يقف أمام كسرى شاهرًا سيفه رافعًا رأسه، يقول له: "كنا أذلاء فأعزنا الله، وكنا فقراء فأغنانا الله، وكنا متفرقين فجمعنا الله، وأرسل فينا رسولاً من أنفسنا يتلو علينا آيات ربنا فآمنا به، فإن آمنت آمنَّا بك، وإن لم تؤمن بنا، فالسيف بيننا وبينك حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين.

فهذا الدين الذي يريد البعض أن يضعه على "الرف" هو الذي أوقف الصهيونية عند حدها، وطهَّر الجزيرة منها، ورفع شأن هذه الأمة.

وأنتم الآن بغيره وبالبعد عنه تُضربون على أقفيتكم، واليهود يدوسون على كل شيء، شرذمة حقيرة تتواطأ عليكم وتسيل دماءكم، أفلا تتعظون؟ أفلا تتوبون إلى الله وترجعون إليه، وتقولون "رضينا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً".

وإزاء هذه المواقف العجيبة الغريبة يجب على الدعاة أن يبينوا، وأن يوضِّحوا وأن يلجئوا إلى سيرة خاتم الأنبياء بحق، وأن يعيدوا قراءتهم لها، وفهمهم لأبعادها؛ ليستمدوا منها دائمًا وأبدًا الصورة العملية لكل معنى يدعون الناس إليه، فقد كانوا الأعمدة التي بُني عليها أركان هذا الدين كله، فعاشوا به في الناس مثلاً كاملاً، يراه الناس في لحم ودم وصورة عملية عظيمة، لم ير التاريخ مثلها.

استبطأ علي عمرو بن العاص رضي الله عنه فتح مصر، وتترس الرومان المتحصنين داخل حصن بابليون، وأخذوا يضربون المسلمين بالمنجنيق، وطلب عمرو من عمر بن الخطاب النجدة، فأرسل له أربعة، وقال له "لقد أبطأت في فتح مصر، وهؤلاء الأربعة الواحد منهم بألف، ومنهم الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه، فلما وصلوا إلى الحصن طلب الزبير فرسًا، فركبه وطاف حول الحصن، ثم جاء عند منطقة معينة تُسمى الحمام، وقال لعمرو: ابنوا لي سلمًا في هذا المكان، وابنوا من حوله مجموعات من السلالم، فأنا صاعد على السلم، فإذا ارتقيت أعلى الحصن، سأُلقى بنفسي على الرومان، وليتبعني الجنود فورًا، ثم أتجه إلى الله، وقال اللهم إني تصدقت بحياتي اليوم على المسلمين؛ لكي يفتح الله عليهم مصر، ثم صعد في أعلى الحصن وكبَّر، وانطلق وراءه الجنود، وألقى بنفسه على الرومان من أعلى الحصن.

ولما رأى الرومان المسلمين ينزلون من الجو، جاء الرعب الذي نصر الله به المسلمين على مسيرة شهر، فهربوا ودخل المسلمون الحصن، وفُتحت مصر وطُرد الرومان الغزاة المستبدون، الذين قهروا الناس وأذلوهم، وساد العدل، وسادت الرحمة، هذا هو الإسلام يا من جئتم في هذا الزمان، وتحتاجون إلى من يعلمكم ما هو الإسلام، ويصبر عليكم حتى تتعلموا، وهذا حق لكم في رقاب العلماء، وفي رقاب الدعاة، وفي رقاب الإخوان بشكل خاص.

فاعرفوا الإسلام، واعرفوا سعة الإسلام، قبل أن تتكلموا بما يسيء إليكم وإلى تفكيركم.

إذًا.. الإسلام هو الحل.. كانت انتخابات أم لم تكن، الإسلام هو الحل في وقت الشدة أو الرخاء، الإسلام هو الحل ما دمنا نريد الحياة الكريمة، ونبغي لقاء الله... والله الموفق والمعين.

المصدر

اخوان اون لاين