الشهيد يوسف طلعت صانع المدافع.. الذي أعدمه الظالمون

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٧:٣٢، ٧ يوليو ٢٠١٠ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الشهيد يوسف طلعت صانع المدافع.. الذي أعدمه الظالمون


بقلم عبد الحليم الكناني

الشهيد يوسف طلعت

داعية مجاهد منذ صباه، عشق الدعوة والجهاد فكانت حياته كلها دعوة وجهاد، وكانت خاتمتها الشهادة بفضل الله.


أول مجاهد دخل أرض فلسطين، وشهدت له كفار ديروم ودير البلح بطولات وانتصارات، واختراعات أذهلت القادة والجنود، وجُرح فيها فكانت شهادة كتبها بدمه، وخاط جرحه بيده، وواصل الجهاد، ولما عاد أُلقي في الزنازين؛ لأنه من الإخوان المسلمين المجاهدين.

وجاهد في القنال، وطلب الإنجليز رأسه بأي ثمن، فقدمها لهم الطغاة دون مقابل.


وهذه شهادات مؤكدة، لا يرقى إليها شك، صور ووثائق للمجاهد الشهيد.. النجار العبقري: يوسف طلعت ..أحد ثمار الشجرة الطيبة.. دعوة الإخوان المسلمين.


نشرت جريدة الأهرام المصرية يوم 31/ 7/ 1938م تقول:

" ألَّف جماعةٌ من الإخوان المسلمين في مدينة الإسماعيلية مظاهرةً بدأوها من الجامع العباسي إلى دار الإخوان؛ إظهارًا لشعورهم وعطفهم نحو فلسطين، وقد اعتقل البوليس عددًا من المتظاهرين، وبعد أن انتهت نيابة الإسماعيلية من التحقيق معهم، قرَّرت القبض على حسن البنا ويوسف طلعت وآخرين، وحبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيق".


ونشرت مجلة النذير عدد 11/ 8/8/1938م:

وعقب صلاة الجمعة خرج الإخوان المسلمون بمظاهرة رائعة قوية مرت في شوارع البلد فألقت الرعب في قلوب الكافرين، وكان المتظاهرون يهتفون بحياة فلسطين العربية معلنين تضامنهم مع اخوتهم العرب المجاهدين، وقد جاء رجال البوليس وحاولوا تفريق المتظاهرين ولكنهم خشوا تلك الجموع الحاشدة، فمرت المظاهرة هاتفة معلنة حق العرب، وسارت من مسجد العباسي إلى دار الإخوان المسلمين.


وقد اعتقل رجال البوليس عددًا من المتظاهرين، وبعد أن حققت معهم النيابة قررت القبض على الإخوان: " حسن البنا، ويوسف طلعت، ومرسي سيد أحمد الطربي، ومحمد عبدالهادي عفيفي، وحسن مرسي" وقررت حبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيق، وأفرجت بكفالةٍ قدرها خمسة جنيهات عن كلٍّ من حضرات: "عثمان الجصي، ومحمد درويش، وإسماعيل إبراهيم، والسيد المنياوي، وزكي المغربي، ومحمد أبو العلا، وبديوي زناتي، وحسن محمود صادق، ومصطفى طرطور".


ويشهد له قائد معسكر الإخوان بالبريج المجاهد كامل الشريف فيقول: "كان ذا عقلية مبتكِرة خلاقة لا تعجز عن إيجاد حلٍّ لأي معضلة.


أذكر حين كنَّا في فلسطين أننا غنمنا بعض قنابل المورتر من العدو، ولم نكن نملك المدفع اللازم لها في ذلك الوقت المبكِّر من الحرب، فوقفنا عاجزين، ولكن يوسف طلب منَّا أن نمهله أسبوعًا، فتركناه ونحن لا ندري ماذا ينوي، وبعد أيامٍ قدم لنا أسطوانة فولاذية مثبتة على حاملٍ أرضي، ولم تكن لمعة دقيقة الصنع كالمدفع الأصلي ولكننا استخدمناها في ضرب مراكز اليهود القريبة بقنابل المورتر!.


وحين وقفنا عاجزين أمام مشكلةٍ مستعصية هي: كيف نستطيع أن نُلقي المفرقعات على استحكامات اليهود من مكانٍ بعيد، كان هو أول من فكَّر في صنع "راجمة ألغام" مبتكرة ساعدتنا كثيرًا على قذف ألغامنا دون أن نتعرض للإصابات.


ويقول الدكتور أحمد الشرباصي في كتابه (مذكرات واعظ أسير): "تعرف إليَّ اليوم رجلٌ مفتول العضلات، أسمر اللون، حاد النظرات، بسَّام الملامح، مهيب اللحية، إنه الأستاذ الحاج يوسف طلعت، وهو كما عرفتُ من قدماء الإخوان المسلمين الذين شهدوا ميلادَ الدعوة، وله حديث عذب يستفيض فيه فلا يملُّه سامعه.


وقد قيل لي إنه أول مصري دخل فلسطين مجاهدًا حينما بدأت كتائبُ الإخوان المسلمين المجاهدة تزحف زحفها العجيبَ المبارك فوق ساحة الأرض المباركة، و قيل لي إنه استطاع بفنه واقتداره أن يصنع مدفعًا حربيًا بيديه في الميدان، فكانت أعجوبةً استحوذت على تفكيري".


وقال الشاعر المُجيد "عبد الباسط البنا" هذا الزجل؛ تعليقًا على صورة الشهيد مع مدفعه بفلسطين:

آدي صورة الأخ المسلم

ياللي ظلمتوا الإخوان

بعقيدته الخالصة اتقدِّم

لحمى الدين والأوطان

دا المدفع لو يتكلم

راح يهتف بالقرآن

يسجد لله ويسلم

على فرسان الميدان