التخرج فى كلية الحقوق

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٣:١٤، ٢٤ يونيو ٢٠١٠ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات) (حمى "التخرج فى كلية الحقوق" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

فهرس الكتاب

كل هذه الأحداث التى كنت أعيشها فكريا وعاطفيا ما كانت تقعدنى عن مواصلة دروسى حتى تخرجت فى كلية الحقوق وكان عدد الناجحين فى تلك السنة “ 1931 “ حوالى سبعمائة طالب وأذكر أن أعلى درجات كنت أحصل عليها كانت فى الشريعة وأذكر أن الذى امتحننى شفويا فى سنة التخرج هما الأستاذان أحمد زيد بك وأحمد إبراهيم بك ووجها الى سؤالين عن المواريث على “ التختة “ فأجبت فاكتفيا ولكنى طلبت سؤالا ثالثا وكنت أعلم أن فى هذا إرضاء لأستاذى الجليل أحمد بك إبراهيم وكان عجبا أن يطلب طالب الاستزادة فى الأسئلة ولكن هذا الوضع كان مقصورا على علوم الشريعة فقط . أما المواد الأخرى فكنت ( يادوب أنفد فيها بجلدى ).

ومن اللطائف التى أذكرها أن حسن باشا صادق الشيشينى كان يدرس لنا مادة الاقتصاد السياسى وكان بيت شيكوريل فى ذلك العهد تطل بعض حجراته علىالغرفة التى كانت من نصيب الاقتصاد السياسى وفى إحدى الحصص رأى الأستاذ أن كل الطلبة كانوا منشغلين بالتطلع الى بيت شيكوريل فنظر بدوره فرأى فتاتين فى النافذة فخجلوا جميعا وقال الأستاذ “ كفاية نستأنف دروسنا “ كان أستاذنا فى الدراسة الدكاترة عبد الحميد أبو هيف وأحمد أمين والعشماوى والشيشينى والخيال وعبد المتعال ووحيد رأفت وأحمد إبراهيم وكامل مرسى والسنهورى وجنينه ومحمد صادق فهمى وغيرهم ممن غابت عنى أسماؤهم .

وكانت كلية الحقوق على أيامنا زعيمة كليات الجامعة ترأس الاجتماعات الطلابية وتقود المظاهرات كانت عماد الحركة الوطنية فى ا لأوساط الطلابية وكان الوزراء فى ذلك العهد كلهم حقوقيون إلا النادر منهم ولذلك كان التخاطب بين طلاب كلية الحقوق بمجرد الالتحاق بها ب “ إكسلانس “ وكان ا لطالب يفخر بأنه من طلبة الحقوق ولعلك تعجب إذا علمت أن صداقات عميقة كانت تقوم بين بعض الوزراء على مختلف الاتجاهات وأن كثيرا من الصحفيين المعارضين كانوا على صلات طيبة مع الوزراء الذين يعارضونهم وكانت جلسات الوزير عبد الحميد عبد الحق مع كتاب الصحف الوفديين والمعارضة غاية فى اللطف والأنس والانبساط وكانت لهجته الصعيدية تضفى كثيرا من الطرافة على حديثه معهم واختلف معهم على معنى كلمة فسألهم لديكم عجول “ يريد عقول “ .

فقالوا ومن يؤيدك فى هذا المعنى الذى تذهب اليه ؟ قال الجاموس “ يريد القاموس “ ولم نر فى حياتنا هذه المرارة فى الخصومة الحزبية وخاصة بين كتاب رؤساء التحرير .

وتمضى أيام الشباب هادئة ولعل السبب كما قلت أننى تزوجت مبكرا وكانت الخيرة فيما اختاره الله قد ساعدنى ذلك على كثرة القراءة خاصة وأن مكاتب المحامين فى المحاكم الجزئية ما كانت تفتح ليلا بل يكتفى بالعمل فيها من الساعة الثامنة صباحا الى الثانية بعد الظهر تقريبا وقد ولعت بلعبة الشطرنج لكن عدم إقامتى فى شبين القناطر سكنا وانتقال الى القاهرة شغلنى عن هذه الهواية حتى كدت أنساها .

فهرس الكتاب