مصطفى شاور

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٠:٤٨، ٤ نوفمبر ٢٠١٢ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (←‏في السجن أقوى شكيمة)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مصطفى شاور

مقدمة

جمع الله بين جنباته مجموعة من المواهب والقدرات ،منحه عز وجل همة متوقدة ورؤية ثاقبة ،عندما تعايشه وتحاكيه تظن نفسك مع صحابة الرسول الكريم- عليه الصلاة والسلام-يتمسك بأهداب السنن ويحث من حوله على الالتزام بها، جعل في كل حركاته وسكناته عبرة وعظة ،يحبه من يعرفه ومن لا يعرفه ،يشد الأبصار إذا تحدث، لا يكل ولا يمل ولا يدخل الضجر إلى نفسه ،متواضع يحاكي الناس جميعا كبيرهم وصغيرهم ،يجيب للناس عن أسئلتهم مهما كان مشغولاً ،ولا يفارقهم حتى يذهبوا عنه .

عالم بين العلماء ..فقيه مميز وداعية ...سياسي ومجاهد...رجل إعلام ومؤسسات... كتب وألف..تحدث وخطب ..عطاؤه لا ينضب ..سواء في الجامعة أو في المسجد والمؤسسة أو داخل السجن وخارجه ،في كل مكان يشكل حركة دينامكية ...إنه الشيخ المجاهد مصطفى شاور.

شيخ العلم والدعوة

تتحدث سيرته الذاتية أنه ولد في مدينة خليل الرحمن في شهر شباط عام( 1958)،وتربى في بيت دين وتقوى وعلم ، حيث إن والده المرحوم كان عالماً وتقياً وكان خطيب الإخوان المسلمين وواعظهم في الحرم الإبراهيمي ،في هذه البيئة الإيمانية نشأ الشيخ المجاهد.

تلقى الشيخ تعليمه الأساسي و الثانوي في مدارس الخليل، حيث تخرج من الثانوية العامة عام (1976) بتفوق مميز، حيث حصل على معدل (93)% في الفرع العلمي.

كان يعرف عنه أنه لايرى في منزل أو شارع أو بين أناس إلا وبين يديه كتاب،ولمحبته للعلم الشرعي التحق الشيخ بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ليتخرج من كلية الشريعة عام(1982) وليواصل بعد ذلك تعليمه الشرعي ،حيث حصل على شهادة الماجستير من نفس الجامعة عام (1986)،متخصصاً في أصول الفقه .

عاد الشيخ بعد ذلك إلى فلسطين ليعمل محاضراً جامعياً في كلية الشريعة بجامعة الخليل،منذ عام( 1986) حتى اليوم ،وكان له دوراً فاعلاً في تنشئة جيل رباني فريد من خلال المحاضرات التي كان يلقيها في الجامعة أو في المسجد والمؤسسات المجاورة .

مؤلف للكتب

يتحدث النائب الأسير نزار رمضان وأحد طلاب الشيخ عنه، بالقول:" ألف الشيخ أبو ثابت العديد من الكتب والدراسات العلمية والدعوية منها كتاب النفيس في الشركات المساهمة في الشريعة الإسلامية وكتابه من عيون الخطب".

وأضاف رمضان:" كتب المئات من المقالات في الصحف وعلى مواقع الإنترنت العلمية ،إضافة لذلك محاضراته وخطبه ودروسه القيمة التي كان يلقيها في العديد من المساجد البارزة في المحافظة مثل مسجد الحرس والأنصار والأتقياء وغيرها ،قائداً للمسيرات التضامنية وخاصة مع الأسرى ،يتحدث في مواكب الشهادة والشهداء .

أسلوبه رائع

يصفه طلابه أن له أسلوباً قصصياً مميزاً،حيث كان يمتاز بالأسلوب السهل القريب من القلوب والعقول ،يوظف النكتة الهادفة والمثل الشعبي والقصة المعبرة ليوصل للناس فكرته ،يمتلك مهارة كبيرة في التعامل مع المستويات المتفاوتة للطلبة،ولا يشعر من يسمع له بملل أثناء المحاضرة ،ويؤكد من حوله أن عطاءه لا ينضب فهو بعد أن يؤم المصلين في صلاة الفجر يعطيهم درساً طويلاً حتى تطلع الشمس ،ليصلي بالناس صلاة الضحى و يكسبهم أجر حجة وعمرة كما جاء في الحديث الشريف .

رجل السياسة والإعلام

ويضيف رمضان:" إن الشيخ شاور أحب الدعوة إلى الله من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة فعرف بين كافة المحطات الإذاعية والتلفزيونية المحلية في الخليل ،فكان الشيخ يجمع بين الدعوة إلى الله والعلم والسياسة والمرح ،ولا يترك فرصة يبلغ فيها دعوة الله إلا فعل حريصاً على إفادة الناس وإرشادهم إلى ما يصلهم في الدنيا والآخرة ولا يبخل على أحد في تقديم النصيحة.

تؤكد نورا الجعبري إحدى طالباته أن برامجه الإذاعية جذابة للجميع، حيث يملك قدرة على جذب السامعين، ففي أحد برامجه دعا إلى مقاطعة المنتوجات الإسرائيلية وخاصة(الكوكولا والإمبريال والتبوزينا)فأطلق ضباط المخابرات عليه لقب شيخ الكوكولا والإمبريال والتبوزينا،ومن معتقله خاطب الجمهور عبر الإذاعات من خلال هاتفه النقال المهرب .

رجل المال والتجارة

مارس الشيخ مهنة التجارة بجدارة امتداداً لصنعة والده ،فانتخب شاور عضواً في مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في محافظة الخليل عام (1991)، حيث شارك إخوانه هموم الافتصاد الوطني ووضع معهم الحلول اللازمة للخروج من الأزمات الاقتصادية من خلال ورشات العمل والمؤتمرات الاقتصادية .

شجع الاقتصاد بتأييده لمشاريع الاستثمار الإسلامي عبر البنوك الإسلامية، فتم اختياره عضواً في هيئة الرقابة الشرعية لشركة بيت المال الفلسطيني سابقا ومن ثم لبنك الأقصى الإسلامي، وكان حريصا على دفع أواصر الصحوة الإسلامية بالتعامل مع هذه البنوك والاستثمارات الإسلامية وليس الربوبية وذلك من أجل دعم العمل الإسلامي والاقتصاد الوطني في آن واحد. رجل العمل المؤسساتي

كان هم الشيخ إرضاء الله تعالى والعمل على خدمة شعبه وأمته ،حيث كان له دور فاعل ومميز في العمل الإسلامي المؤسساتي الخيري و الاجتماعي وكذلك الدعوي .

ففي عام(1992) شارك هو إخوانه في تأسيس رابطة علماء فلسطين فكان عضواً فيها وأحد رموزها .

وفي عام(1999)انتخب عضواً في الهيئة الإدارية في جمعية الشبان المسلمين وترأس لجنة الزكاة والصدقات التابعة للجمعية ،وعمل على تفعيل المشاريع الخيرية وخاصة مساعدة الفقراء والمحتاجين ومساندة طلاب العلم ،وفي عام (2000)انتخب ليكون عضوا في الهيئة الإدارية للجمعية الخيرية الإ سلامية .

شهادة أحد طلابه

فراس أبو شرخ، أحد طلاب الشيخ يتحدث عنه، بالقول: يمتاز الشيخ بسعة العلم والثقافة وكان يتابع إصدارات دور النشر دوماً ، من صفاته أنه متواضع حتى لأصغر طلابه ،ويكن من التودد لهم إظهار محبته .

ويضيف أبو شرخ قائلاً:" كنا إذا زرناه في بيته قدم لنا الضيافة بنفسه بل يقوم بتقطيع الفاكهة ويقدمها لنا ،وكان الشيخ حالماً وواسع الصدر ،فكنا نلمس ذلك من خلال مخالطتنا له ،فما رأيناه يغضب من أحد إلا لله،وأحيانا كان يأتيه الرجل لا يعرفه ،فيطلب أن يزور الشيخ في بيته فيرحب به ،ويجلس معه ساعات طويلة وهو يعرض على الشيخ قضية خاصة به ،فلا يتأفف ولا يضجر حتى ينهي الرجل قصته ومشكلته،وقد يساعده الشيخ في حلها إذا استطاع ، وكان يساعد ويحسن إرشاد الطلبة إلى طرق العلم وآلية التعامل مع الكتب، و كان يرشد كل شخص إلى ما يناسبه من الكتب لقراءتها من خلال معرفة صفات السائل.

ويضيف قائلاً:" لذلك زرع في نفوسنا حب العلم وأهله ،ونفث في قلوبنا الحرص على التحصيل،والجلد على مشاق الطلب،وذكر أبو شرخ بعض كلماته أثناء المحاضرات فيقول لنا:(لا تحزنوا يا طلبة العلم الشرعي ،إن افتخر الناس بمالهم ودنياهم،فأنتم عند الله الأعلون).

في السجن أقوى شكيمة

يتحدث أحد الشبان الذين اعتقلوا معه في اجتياح 2002م، بالقول: رغم اعتقالي لعدة مرات لم أجد رجلاً أقوى منه شكيمة وصلابة في التعامل مع المحتلين ،فهو لا يفعل إلا ما يغيظهم، يزرع في قلوب الشبان العزة والكرامة ،يخافه الأعداء والسجانين ويتحاشى رجال المخابرات الحديث معه ،يفوض أمره إلى الله ،يشغل نفسه بالذكر والدعاء ،يؤم الشباب في الصلاة في كل الأحوال ،وهم مكبلون ومقيدون .

يدرس طويلاً، يخدم إخوانه ،لا ينام بعد صلاة الفجر ،يجمع أعقاب السجائر ،يقوم بأعتى الأعمال في خدمة إخوانه ولا يتأفف من طعام ،ما يأتي له عبر الزيارة ليس له فهو للجميع .

المصدر

مصطفى شاور صحيفة فلسطين