أمة الهجرة والنصرة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٥:٢٥، ٧ يونيو ٢٠١١ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أمة الهجرة والنصرة


الهجرة.png

بقلم / أ. د. أحمد العسال


مع انصرام عام هجري 1425هـ وبداية عام هجري جديد 1426هـ يجدُر بِنا أن نقف ونتأمل ونتذكر أيام الله، وخاصةً بعد الحوادث المهمة ذات العظة والاعتبار.. قال تعالى: ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ﴾ (الحشر: 2).


وحين نقف وقفةَ تأمل وتدبر مع الذات لا نفعل ذلك لنبكي على حالنا وحال المسلمين، أو لنتحسَّر على ما فات، ولكننا نتأمل الأحداث لنأخذ منها العبرة والعظة، ولنعزم على تغيير حالنا إلى ما هو أفضل، ولنتذكر مواقفنا فيها، فما وجدنا من خيرٍ حمدنا الله على توفيقه لنا، وإن وجدنا غير ذلك صحَّحنا أوضاعنا، وأعدنا النظر لعل الله يلهمنا الرشد والصواب ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ (الرعد: 11).


لقد كانت الهجرة الحدث الأخطر في مسيرة الإسلام والجماعة المسلمة الأولى، فيه انتقلت الدعوة من طور الاستضعاف والمحنة إلى طور النصر والتمكين، وإقامة الدولة وبدء الجهاد لتبليغ العالمين رسالة الإسلام123، والدرس الذي ينبغي أن نؤكد عليه هو أنَّ إقامة دولة الإسلام الأولى- بما مثلت من نصرٍ مبين- كانت نتيجةً للتغيير الضخم الذي شهدته نفوس الجماعة المؤمنة الأولى التي ارتضت الإسلام دينًا، وتربَّت عليه وضحَّت من أجله؛ ولذلك كان هذا التغيير نصرًا حقيقيًا باقيًا، وكل تغيير لا يأتي من داخل الأمة ذاتها لا يُؤتي ثمرتَه المرجوَّة، وكل تغيير تصنعه القوة القاهرة أو القرارات الفوقية تغيير محدود الأثر.


يُدرك كافة أبناء الأمة واقعهم الأليم، وأنه قد آنَ الأوان لتغييره، وإحداث تطور حقيقي فيه، وفي الوقت نفسه يُدركون أنَّ أعداءنا لا يريدون خيرًا بنا، وأن "دغدغة" مشاعرنا بشعارات الحرية الأمريكية لن تفيد، وقد رأينا ثمرة هذه الشعارات في العراق، ونراها منذ أمدٍ في فلسطين التي يُعاني أهلها ما لا يُطيقه بشر بفعل الاحتلال الصهيوني الذي تباركه الإدارة الأمريكية.


إننا بإزاء إستراتيجية أمريكية تسعى إلى قيادة العالم وتغييره ليكون تابعًا لها، وتحت شعار محاربة الإرهاب- الذي بات يُطلَق على كل معارضة لأمريكا وسياستها- شنَّت الحروبَ ضدَّ المسلمين في أفغانستان والعراق، واحتلت بلادهم، ونهبت ثرواتهم، وأطلقت يد الكيان الصهيونى في فلسطين ليعربد كما يشاء، وله في كل يوم جرائمه وضحاياه.. وما أقرب الخيارات التي يقدمها لنا النظام العالمي الجديد الذي تقوده أمريكا من خيارات مشركي قريش في مواجهتهم للنبي- صلى الله عليه وسلم- ليلة الهجرة.. ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الذِيْنَ كَفَروا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِيْنَ﴾ (الأنفال:30).


ونحن نوقن أن الله خير الماكرين، وأنه حافظُ دينِه وأوليائه، وأن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسرًا.. وأن تضحيات أهلنا في فلسطين والعراق وأفغانستان لن تذهب سُدًى، كما لم تذهب تضحيات الجماعة المسلمة الأولى وقائدها محمد- صلى الله عليه وسلم- هباءً، غير أننا نخاطب جماهير أمة الهجرة والنصرة: أين نصرتكم لإخوانكم المجاهدين؟ إن أهلنا في هذه الأقطار الإسلامية الممتحَنة في حاجة لكل نصرة وتأييد، وبذل وعون.. إن أكثر من مليار ونصف من المسلمين قادرون بإذن الله- حين يخلصون نياتهم وينصرون إخوانهم- على أن يغيِّروا واقعهم بأيديهم، ويفرضوا على أعدائهم احترام كلمتهم ودينهم وأوطانهم.


أفلا تتحرك ضمائرنا ونحن نرى أمة الهجرة والنصرة تفرِّط في رصيد إمكاناتها، بينما نرى في دولة الصهاينة معانى الهجرة من أجل الباطل، والنصرة له.. فالآن اليهود يهاجرون إلى أرضنا المغتصبة، وبعضهم يضحِّي بالفعل بوضع مادي متميز عنده ليجد النصرة والمأوى والعون على باطله وظلمه بين ظهراني من سبقه من الغاصبين في وطننا السليب.


ولم تنكسر حلفات ذلك التظاهر على الإثم والعدوان إلا بجهاد أهلنا في فلسطين الذين أثبتوا للعالم كله أن لديهم وطنًا يستحق الفداء، وليس كلأً مباحًا لقطعان الغزاة.. فقلت معدلات الهجرة اليهودية إلى فلسطين، بل زادت معدلات النزوح العكسي إلى خارجها ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: 21).

المصدر : إخوان اون لاين

للمزيد عن الدكتور أحمد العسال

وصلات داخلية

كتب متعلقة

متعلقات أخري

مقالات بقلمه

مقالات متعلقة

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

محاضرات صوتية للشيخ

وصلات فيديو