في ربيعكم .. نفتقدكم أيها الشهداء

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٩:٣١، ٣٠ أبريل ٢٠١١ بواسطة Moza (نقاش | مساهمات) (حمى "في ربيعكم .. نفتقدكم أيها الشهداء" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
في ربيعكم .. نفتقدكم أيها الشهداء

بقلم :وائل أبو هلال

الاعاقة لم تمنع الشهيد.jpg

للحديث عن الشهداء نكهة مسك ومزاجٌ من تسنيم، ففي الشهادة تتجمّع أرفع القيم سموّا وعلوا؛ فالعطاء والوفاء والتضحية والتجرّد والمقاومة والجهاد والإيثار والحرية والثورية ... كل هذه المنظومة من القيم السامية وغيرها ما هي إلا خَزعةٌ من جذع الشهادة، التي تمثل الذروة العليا لكل قيمة من هذه القيم.

أما الشهداء؛ فبعظمتهم واصطفاء الله لهم إنّما يمثلون منارات هدى لبقية البشر قبل وبعد استشهادهم، فإذا ما قضوا نحبهم أيقن من ينتظر أنّ "الملائكية" يمكن أن يسكن بعضُها أجسادا بشرية روحاً ترتقي بصاحبها للسماء، وأنّ بشراً يمكن في لحظة ما أن تسمو أرواحهم وتتقدّ هممهم ليجاوروا الملائكة مكانة ورفعة؛ فلا يعودوا يطيقون الانتظار في حياة الفناء! فيهتفون: بخٍ بخٍ! إنّها لحياة طويلة!

استحضار ذكرى الشهداء – هذه الأيام – يسكب في النفس رحيقا مختوما لا غول فيه ولا تأثيم! لا غرابة! فهم أصفياء الله من خلقه بعد الأنبياء، وهم الأوصياء على "الحقيقة" بشهادتهم التي يكتبونها بدمهم وينسجونها من أرواحهم.

هؤلاء هم الشهداء، وهذه هي الشهادة .. فكيف إن كان الشهيد بقامة كقامة الشيخ الشهيد القعيد أحمد ياسين، الذي يشكّل بحالته – حياة وجهاداً وشهادة - نموذجا فريداً في تاريخ البشرية كلها؟ وكيف إن كانت الشهادة على أحسن صورة تمنّاها الأسد عبد العزيز الرنتيسي؟ عندها سيكون للحديث عن الشهادة والشهداء طعم آخر: يختلط فيه المسك بالدحنون بالربيع بالدم بالفخر بالحزن ... نعم كل هذا الخليط الهائل من المشاعر سرى في النفس والروح والجسد ذاك الربيع الأحمر! نعم كان ربيعاً تورّدت خدود دحنونه بدماء زكية عزّ نظيرها!

بعد سبعٍ ما نسيناك أيها الربيع! يا ربيع الشهداء ما ذَبُل دحنونك أبداً؛ فما روي بدماء العظماء لن يذبل وإن طال عليه أمد الجفاف. ما ذبل دحنونك أيها الربيع؛ فقد زرعناه في قلوبنا سبع سنين دأباً لنقطفه هذا الصيف – بإذن الله – نصرا، وما ذلك على الله بعزيز؛ فما بعد زهر الربيع إلا حصاد الصيف!

كان هذا وعدكم لنا نحن الذين نتلمّس خطى تضحياتكم، وها نحن نرى هذه الأيام بوادر صدق هذا الوعد. فهذي نسائم الحرية تهب على أمتنا تبشّر بعظيم أملٍ يئس منه القانطون وانتظره، المؤمنون بوعد الله وبوعدكم. اليوم نودّ لو تكونون معنا، بعد أن وددنا سنين – وما زلنا - لو كنّا معكم! اليوم نفتقدكم أيها الكبار، ووالله ما نسيناكم يوما! نفتقدك يا شيخ فلسطين وأسطورتها! نفتقدك يا أسد فلسطين الهصور وقائد مقاومتها!

نناديكم!

أين أنتم يا شهداءنا؟! يا عظماء الأمة والتاريخ!

أين أنتم لتشهدوا معنا نصراً؟

يا سادتي! هذي بعض غراسكم يقطفها إخوانكم، هذي انتفاضاتكم تثمر ثورات مباركة في مرابع أمتكم التي طالما وقفت معكم ومع جهادكم.

هذي دماؤكم روت لنا ولأمتنا نبتاً طيباً حصدناه نصراً أعجب الزرّاع وأغاظ الكفار، وسقتهم قهراَ طالما سقوه لنا علقماً مرّا.

لا ضير عليكم! فقد كسبتم أكثر مما نرى. فما عند ربكم خير وأبقى! لكننا لفرط فخرنا بكم اليوم وددنا لو تقدمتم صفوفنا كما فعلتم دوما، وددنا لو خاطبتم جموع الثوّار في ميادين التحرير. نذكُرُكم اليوم، وما نسيناكم أبدا، بعضا من وفاء لدمائكم، نذكركم لحاجتنا لكم.

أما أنتم "في شغل فاكهون"، فلا تنسونا من شفاعتكم، ونحن على يقين أنّكم فرحين بما أوتينا من حرية طالما جاهدتم لتهبوها لشعبكم وأمتكم؛ فتحلّقوا حول حوركم وارفعوا معاَ شارة النصر فرحا بما وهِبنا، طوفوا حول عرش ربكم واسجدوا شكراَ لمن وهب نصراَ ، وادعوه لنا - فدعاؤكم لا شك غير دعائنا - أن يكمل نصرنا نصراَ!!

طوبى لكم شهداءنا!! قد عجل لكم ربكم إحدى الحسنيين ...

و عسى ربنا أن يمنّ علينا بالحسنى.