أبو الحمد ربيع

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الشيخ أبو الحمد ربيع

عبده دسوقي

المولد والنشأة

الشيخ أبو الحمد ربيع

هو الشيخ ابو الحمد بن حسين بن احمد ربيع النابى ينتهى نسبه الى عائلة شيخ عرب النابى التى جاءت من الجزيرة العربية ولد الشيخ فى السابع عشر من ابريل عام 1934 فى نجع النابى قرية الشواولة مديرية جرجا والتى أصبحت الآن مركز المنشاة.

كان والده رحمه الله ميسور الحال مما سمح له ان يدخله مكتب تحفيظ القران ( الكٌتاب ) مبكرا لذا فقد اتم الشيخ حفظ القران الكريم وهو فى سن مبكرة عند أشهر محفظي القران الكريم فى المنطقة وهو الشيخ عبد اللاه رحمه الله ولدى الشيخ اجازة فى قرائتى حفص ونافع بروايتيهما وهو اجازة متصلة السند بالنبى صلى الله عليه وسلم يحكى الشيخ رحمه الله فيقول ( ذهبت وابناء القرية الى مكتب الشيخ عبد اللاه وكان رحمه الله رجلا شديدا فضربنى وزملائى ضربا شديدا فاتفق زملائى على التمرد على الشيخ وضربه ولكنى لم اشترك معهم فقاموا على الشيخ عبد اللاه فضربوه وكان رحمه الله ضريرا وبعد ان ضربوه هربوا وهربت معهم الا ان والدى رحمه الله اخذنى الى الشيخ فسأله الشيخ وقال يا حسين هل لك ازلاد عندى فى الكتاب فقال لا اذن اتركه واذهب وضربنى ضربا شديدا ).

وبعد حفظه للقران الكريم التحق الشيخ بمعهد بلصفورة وهى قرية تبعد عن قريته مالا يقل عن 20 كيلو كان يقطعها رحمه الله يوميا ذهابا وايابا وبعد حصوله على الابتدائية التحق بمعهد سوهاج الثانوى.

التحق الشيخ بكلية اللغة العربية بجامعة الازهر بالقاهرة وتخرج منها فى عام 1959 وعين مدرسا بالمعاهد الازهرية سنة 1960 ثم التحق بالخدمة العسكرية وشارك فى حرب اليمن الى ان خرج من الخدمة العسكرية مصابا فى الأول من ديسمبر سنة 1963 من ذكريات الشيخ عن حرب اليمن يقول رحمه الله ( سافرنا الى اليمن بعد ان اتحقنا بالخدمة العسكرية وهناك تعرفت على الاخوان المسلمين فى اليمن وقد كنت فى سلاح المدفعية حيثوا وضعوا لنا مدفعا فوق اسطح احد المنازل وكان معى اثنين من زملائى المجندين وكان حين يجنى الليل ياتى الينا الاخوان فيطلبون منا النزول للاكل وتغير الملابس فكنا نذهب معهم وفى احد الايام ذهبت معهم ورفض زملائى وحينما رجعت لم اجد المدفع ولا زملائى وعرفت ان المكان قد قصف وقد مات زميلاى ونجوت من الموت بفضل الله ثم الاخوان ) وكان رحمه الله يقول عن حرب اليمن ذهبنا الى اليمن من غير سبب الا لرغبة جبار مصر عبد الناصر فكان المصريون يضربون من الجميع ويقال لهم ما لكم ومالنا ونحن اخوة مع بعضنا البعض وتقول زوجته رحمها الله لا تنسى الشواولة يوما مثل يوم خروج الشيخ من الجيش فقد وقت فيضان النيل فحمل الشيخ على الاعناق وطافوا به البلد


تدرج في وظائف الأزهر الشريف حتى شغل منصب (مدير عام منطقة سوهاج الأزهرية).


أعير إلى الجزائر عام 1974م حتى عام 1979م للقيام بنشاطٍ دعويٍّ، وسافر أيضا إلى أمريكا عام 1989م للقيام بأنشطة دعوية، ثم مُنِع من السفر في بعثة من الأزهر إلى أمريكا عام 1998م، له سبعة أولاد، وستة عشر حفيدًا.


اتسم بالرجولة والشهامة والمروءة بل والإنسانية في أسمى معانيها، ومما انفرد به- رحمه الله- تواضعه الجمّ الذي أقر له به القاصي والداني، نعم لقد كان فقيهًا متمكنًا ومحدثًا ورعًا، ولعل الكثيرين يدركون ما انفرد به رحمه الله من مواجهة المصائب الفادحة في سبيل الثبات على المبدأ، والذي هو ديدن أصحاب الدعوات الحقة .

تزوج الشيخ رحمه الله فى سن مبكرة فلم يكن يتجاوز سنه الثامنة عشر حين تزوج، وكانت زوجته الحاجة ( رضا أحمد عبد الراضى ) وقد تزوجها الشيخ ولم يكن سنها تجاوز الخامسة عشر وقد عاشت معه رحمها الله عمرا طويلا تجاوز الأربعون عاما تحملت معه ما تحمله من فترات اعتفال وظلم فنسال الله ان يجعله فى ميزان حسناتها رحمها الله.

إلتحاقه بالإخوان المسلمين

تعرف الشيخ أبو الحمد ربيع على دعوة الاخوان فى وقت مبكر اثناء وجوده فى معهد سوهاج حيث قام بنشر دعوة الاخوان بين طلاب المعهد ومن هنا كانت البذرة لنشر دعوة الاخوان فى محافظة سوهاج وكان أحد الذين يقومون بالتثقيف والتربية بمعهد سوهاج الديني الثانوي ..يقول عنه الأستاذ عبد الحليم سليمان عامر " من الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين ":

" تعرَّف على دعوة الإخوان منذ مطلع شبابه في بداية الخمسينيات، فكان أحد الذين يقومون بالتثقيف والتربية بمعهد سوهاج الديني الثانوي، وأذكر عندما تركت المعهد للالتحاق بكلية اللغة العربية حمل الشيخ من بعدي مسئولية تربية المجموعات المكونة، حيث إني سلمت إليه قوائم بأسماء تلك المجموعات، وعقب اعتقالي عام 1954م لم ينل أحد من الذين كنا نقوم على تربيتهم سوء، وذلك بفضل الله ثم بفضل حنكة وفهم الشيخ- عليه رحمة الله- الدقيق لهذه المرحلة، ولم يكن الشيخ أبو الحمد مجرد عالمًا أزهريًا تقليديًا بل كان عالمًا صاحب فكر واضح في إدارة العمل الدعوي، ملتزمًا بآداب الدعوة وشرائطها، مؤديًا ما عليه يجهر بكلمة الحق لا يخش لومة لائم، وابتُلي وامتحن في سبيل دعوته فتم اعتقاله عام 1965م ضمن قرار اللمِّ العام وقُدم لمحاكمة جائرة حصل على أثرها على حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات، ولم يخرج من السجن إلا عام 1971م، تعرض خلال هذه الفترة لشتى أنواع التعذيب والتنكيل، حتى أنه كاد أن يلحق بالرفيق الأعلى أكثر من مرة، ولو وقعت عيناك على قدميه وساقيه- عليه رحمة الله- لرأيت آثار تعذيب هذه السنين المضنية، ولكنه صبر واحتسب ذلك عند ربه وما ضيع دعوته إلى أن لقي ربه، كان- عليه رحمة الله- يُغلب مصلحة الدعوة دائمًا على مصلحته الشخصية، خاض انتخابات مجلس الشعب عام 1987م بالدائرة الثانية بسوهاج وكان التأييد حليفه لولا التدخل الأمني "

وقال أيضا:

" عرفت الشيخ أستاذًا أزهريًا متفتحًا لا يعرف ضيق الأفق إليه طريقًا، والأزهريون صنفان: الأول صنف حصر نفسه على بعض المعارف الأزهرية التقليدية وهذا النوع لا يُستفاد به، والصنف الآخر تفتح على المعارف والثقافات المختلفة وتعرف على كافة الاتجاهات، عرك الحياة فكان الإبداع..، وكان الشيخ- عليه رحمة الله- من الصنف الأخير، تدرج الشيخ في وظائف الأزهر إلى أن أصبح مديرًا للمنطقة الأزهرية بسوهاج، وشهد الجميع بأن المنطقة الأزهرية في عهده كانت في أفضل حالاتها، وطوال حياته الوظيفية لم يُعرف عنه المحاباة ولا المخاصمة الفاجرة لأحد، بل كان إنسانًا يحترم الجميع ويقدر الآخرين، لم يطلب مغنمًا ولم يتكالب على مناصب بل كانت تأتيه الأمور هادئة طيِّعة، فكان- رحمة الله عليه- من أولئك الرجال الذين يفرون عن الطمع ويُلاذ بهم عند الفزع، ولا أعلم كثيرًا من الناس يُعهد إليهم بمهام بعد تقاعدهم إلا أن الشيخ كان يعهد إليه كل عام بمراقبة الامتحانات العامة، وهذه ليست لكثيرٍ من الناس بل كانت ثقة في حزمه وثقة في قدرته على العمل وثقة في أمانته، وأخيرًا فإن للشيخ- عليه رحمة الله- وجودًا في العمل، وجودًا لم يسع إليه بل كان يأتي إليه طائعًا مختارًا، يرحل عنا العالم العامل وريث النبوة في وقتٍ تشتد الحاجة إليه، وفي وقتٍ نحن أحوج ما نكون إليه، إلا إننا ندعو الله بأن يتغمده في رحمته، وأن يوسع له في قبره، وأن يباعد عنه النار، إنه نعم المولى ونعم النصير ".

ويذكر الشيخ رحمه الله ان فضيلة مرشد الاخوان حسن الهضيبى قد زار سوهاج فى ذلك الوقت وجلسوا معه مما كان له عظيم الاثر عليهم فى المراحل القادمة. اختير الشيخ مسئولاً عن المكتب الإداري لـ(لإخوان المسلمون) بسوهاج ، ثم شَغَلَ موقع (عضو مكتب الإرشاد)حتى توفاه الله.

محنته

اعتقل شيخنا الفاضل أكثر من مرة فقد تم اعتقاله أيضا عام 1965م وقُدم لمحاكمة جائرة حصل على أثرها على حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات.

وتروى زوجته رحمها الله هذه اللحظات فتقول (جاءت سيارة عسكرية وذهبت الى دوار العمدة وسالت عن الشيخ فستضافهم العمدة فى دوارهم ثم ارسل الحد الخفراء لاحضاره فذهب الخفير اليه وقال له ان هناكك من يطلبه فذهب معه فاخذوه الى القاهرة حتى ان والد الشيخ لم ينسى هذا الموقف للعمدة او للخفير فقد كان يردد لو قالوا لنا او حذرونا ما جعلنه يذهب ولكنه قدر الله) ذهب الشيخ الى المعتقل وترك زوجته وثلاثة من الاولاد ووالده المكلوم يبكى ولده الغائب وتمر السنون ولا يعرف عن مكان الشيخ شى وفى عام 1967 توفى الاخ الاكبر للشيخ وبعدها بعام توفى الاخ الاخر فما كان من الاب المكلوم الا ان طاش لبه وذهب عقله الى ان ذهب الى لقاء ربه حزينا مكلوما فى عام 1969 م.

يقول مؤمن ابو الحمد ربيع:ولا ننسى ان ننسب الفضل للاهله فبعد اعتقال الشيخ ذهبت زوجته الى دار ابيها وكان متوفيا وكانت لها اما عجوز الا ان السيدة العجوز قد قامت باعباء تربية الاولاد حتى خروج الشيخ من المعتقل وما كان من الشيخ الا ان يرد اليها الجميل فقد مكثت معه رحمها حتى فاتها فى التسينيات وكان دائم المودة اليها ودائما ما يذكر موقفها معه بالخير رحمهم الله جميعا ومن ماثر هذه السيدة الكريمة ام الزوجة انها فقدت بصرها من البكاء حزننا على الشيخ وممن ينسب لهم الفضل فى هذه الفترة الشيخ محمد على محمود عوض الذى كان فى وقتها شيخ البلد حيث كان صديقا ملازما للشيخ رحمهم الله جميعا وبعد اعتقال الشيخ قام برعاية ابنائه ومساعدتهم فى زرعة الارض التى كانت تملكها زوجة الشيخ طوال فترة اعتقاله.

لم يخرج الشيخ أبو الحمد ربيع من السجن إلا عام 1971م، تعرض خلال هذه الفترة لشتى أنواع التعذيب والتنكيل، حتى أنه كاد أن يلحق بالرفيق الأعلى أكثر من مرة، ولو وقعت عيناك على قدميه وساقيه- عليه رحمة الله- لرأيت آثار تعذيب هذه السنين المضنية، ولكنه صبر واحتسب ذلك عند ربه وما ضيع دعوته إلى أن لقي ربه، تمَّ القبض عليه مرةً أخرى عام 1992م في القضية المعروفة باسم قضية (سلسبيل)، وكان عضوًا في (جمعية الصحابة) في سوهاج، وهي جمعية تهتم بالأنشطة التربوية والاجتماعية والثقافية، ولقد كان- عليه رحمة الله- يُغلب مصلحة الدعوة دائمًا على مصلحته الشخصية، خاض انتخابات مجلس الشعب عام 1987م بالدائرة الثانية بسوهاج وكان التأييد حليفه لولا التدخل الأمني.

نصيحته للشباب

" أنصح شباب الأمة بأن يكونوا عند حسن ظن أمتهم؛ لأن الشباب في أي عصر ومصر رسُلُ الخير وقوة الدفع، كما أنهم يحملون على سواعدهم الفتيَّة أعباءً كثيرةً تحتاجها هذه الأمة، فليكن شبابنا كما نرجو.. عبادةً وأخلاقًا وسلوكًا، وإيمانًا بهذه الدعوة، وتضحيةً في سبيلها، وتجردًا لها؛ حتى تتقدم الأمة الإسلامية، ويُعيدوا إليها مجدها وحضارتها الراقية؛ ليكونوا خيرَ خلَف لخير سلف "


الأزهر والعالم

الشيخ أبو الحمد ربيع

يتحدث الشيخ ابو الحمد عن الأزهر قائلا:

" بعض رجال الأزهر الشريف- ومنهم شخصيات معروفة- تصدُر عنهم آراءٌ وفتاوى تخالف ما أجمع علية كثيرٌ من المسلمين؛ مما أدى إلى اهتزاز صورة الأزهر عالميًّا.. فما رأيكم في ذلك؟ وما دور العلماء في استعادة مكانة الأزهر، الأزهر الشريف قلعة حصينة من قلاع الإسلام في العالم، وقد حافظ على مدار التاريخ الطويل- الذي تجاوز الألف ومائة عام- على تراث هذه الأمة، المتمثل في علوم القرآن والسنة النبوية وآراء الفقهاء على مر العصور، تمثل ثروةً فقهيةً ضخمةً عظيمةَ الفائدة؛ حيث بها الكثير من التيسير على عموم المسلمين، ولكن أحيانًا يتجاهل بعض العلماء هذه الثروة، ويخرجون بفتاوى انفرادية؛ نظرًا لتعرضهم لبعض الضغوط، ولكن ستظل الفتوى الصريحة الواضحة- بفضل الله ثم بفضل إخلاص أبناء الأزهر- قائمةً لا تؤثر فيها هذه القلة، وسيظل الخير موجودًا في هذا الصرح العتيق، أما علماء الأزهر فعليهم دور كبير ومسئولية ضخمة أمام الله تعالى؛ فهم الذين يثق المسلمون فيهم؛ لأنهم يأخذون بالآراء الوسطية المعتدلة، وإن قصروا في أداء هذه الرسالة فمسئوليتهم أمام الله- عز وجل- ضخمةٌ وكبيرة، وتحتاج منهم لكثير من الاستشعار والسعي من أجل تحقيقها على أكمل وجه، ونحن نتمنى للأزهر أن يكون الأزهر الذي يتمناه كلُّ مسلمي العالم.. أزهر الخير والدعوة والمحافظة على التراث الإسلامي وقيم هذه الأمة، ونسأ ل الله أن يباعد بينه وبين دعاه التغيير، الذين لا يريدون لهذه الأمة خيرًا، فبصلاح العلماء يصلح الناس، فقد ورد في الأثر: "صنفان من أمتي إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس: العلماء والأمراء".

وفاته

توفي شيخنا الفاضل مساء الأربعاء 20/ 10/ 2004م بمستشفى الفاروق بالمعادي، والذي دخلها قبل دخول شهر رمضان بيومين فقط إثر إصابته بوعكة صحية؛ حيث كان يُعاني من آلام في المعدة والرئتين، عن عمر يناهز 70 عام قضاها فى حمل الدعوه ، وبوفاة فضيلة الشيخ فقدت الدعوة الإسلامية جهبذًا من جهابذتها الكبار الذين أبلوا بلاءً حسنًا في سبيل الكلمة المقروءة والمسموعة، حقًا لقد فقد الأزهر عالمًا من علمائه الكبار الذين ضحَّوا بالجاه والمنصب في سبيل الجهر بكلمة الحق، وقد كان في وداعه ما يزيد على 10 آلاف مشيع، معظمهم من الشباب، وكان جثمان الشيخ الراحل قد وصل إلى قريه الشواولة– مسقط رأسه- الساعه الواحدة بعد الظهر، وأخذ المشيعون في التوافد حتى الساعه الرابعة عصرًا، وكان على رأس المشيعين رفيقه على درب الدعوة فضيلة الشيخ عبد الحليم سليمان عامر، وهو من الرعيل الأول لجماعة الإخوان، رحمة الله رحمة واسعة وانزلة منازل الصدقين والشهداء وجمعنا بة فى مستقر رحمتة ".

للمزيد

روابط داخلية

كتب متعلقة

أبحاث ومقالات متعلقة

وصلات خارجية

تابع وصلات خارجية

وصلات فيديو