أبو العبد : قائد في الأمن الداخلي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


قائد في الأمن الداخلي

أبرز انجازاتنا النجاح بتأمين الجبهة الداخلية خلال الحرب غزة

فرضنا إقامة جبرية على جميع السجناء وبعض المشبوهين

لدينا الوثائق الدالة على تزويد أجهزة السلطة للاحتلال بمعلومات عن أهداف قصفت خلال الحرب

يوجد العديد من السجناء نحتفظ بهم في أماكن آمنة وبعيدة عن كل التوقعات

حدث خلال الحرب بعض التفلتات نحمل مسئوليتها للجانب الصهيوني

استشهاد وزير الداخلية أثر علينا تأثير إيجابيا وتعلمنا منه العزيمة وحفظ المقاومة

ضبطنا عدد من العملاء في أثناء عملهم كقوات خاصة في جيش الاحتلال

أكد أبو العبد القيادي في جهاز الأمن الداخلي الفلسطيني أن أبرز ما حققه الجهز خلال الحرب على غزة هو تأمين الجبهة الداخلية، مشيرا إلى أن الحرب كانت على صعيدين، الصعيد الأول صعيد الحدود ومقاومة الاحتلال، ثم الجبهة الداخلية وهي عيون الاحتلال والعملاء والمنفلتين المنافقين الذين يعملون كانوا في هذه الفترة عمل العملاء تحديداً.

وكشف أبو العبد في حوار خاص أنهم نجحوا خلال الحرب بضبط واعتقال عدد من العملاء في مناطق الاجتياحات أو مناطق الاشتباكات واعترف بعضهم بالعمالة حقيقة، وبعضهم تم ضبطه في أثناء عمله كقوات خاصة في الشمال وتم التعامل مع هذه الحالات، وإليكم نص الحوار:

  • تعرض قطاع غزة إلى حرب وحشية من الاحتلال، كان الهدف الأول ضرب أجهزة الأمن، هل كنتم تتوقعون مثل هذه الضربة، وماذا كانت استعداداتكم لمثل هذه الحالة؟

حقيقة توقع العدوان من الاحتلال شيء طبيعي، وتوقع الضربة الهمجية اللا إنسانية من الاحتلال على أجهزة الأمن الفلسطينية شيء متوقع، لكن غير متوقع أن تكون بهذا الحجم وهذا التسارع، لذلك نحن كنا على احتياط أن هناك اخلاء بما يتعلق بالأمن الداخلي، هناك لدينا آليات وإجراءات مناسبة في ظروف الإخلاء عند توقع العدوان، وهذه ليست المرة الأولى في توقع العدوان والإخلاء.

لذلك والحمد لله رب العالمين لم يكن هناك لدينا الخسائر إلاّ خسائر بسيطة جداً، أذكر على سبيل المثال عندما ضرب المقر الرئيس لجهاز الأمن الداخلي "المشتل" تسارع الكثير من الضباط والمدراء بعد الضربة الأولى للوقوف على ما تم حتى يتم حفظ الأمانات والأوراق المبعثرة هنا وهناك لأنها هذه هي فيها كلام فيه كثير من السرية، ثم عندما تجمع البعض في هذا المكان كان هناك ضربة من طائرة استهدفت هؤلاء الضباط وهذا أدت إلى استشهاد ثلاثة من ضباط الأمن الداخلي ليس إلاّ.

أما فيما يتعلق بالسرايا وفيها المعتقلين، حسب ما كان متفق به مع جانب الصليب وحقوق الانسان وما يتعلق باتفاقية جنيف الرابعة وهكذا لم يكن أحد يتصور أن اللاانسانية والهمجية تأخذ من جانب الاحتلال ضرب مواقع بها معتقلين، فعندما وصل التخوف أنه قد يكون هناك ضرب للمعتقلين تم فتح الأبواب لجميع المعتقلين، وهنا أؤكد بشكل واضح ومسئول ليس هناك أي سجين قتل في أثناء الحرب.

تغلب على الصعاب

  • كيف استطاع جهاز الأمن الداخلي، التغلب على الصعاب التي واجهته بداية الحرب؟

حقيقة كان لدينا البدائل المطروحة والإجراءات تم استخدامها فيما قبل، نحن نعمل في الأمن والأمن يتعامل على الحذر في أسوأ الظروف، لذلك لم يكن هناك كثير من الصعاب تقابلنا، عند امتصاص الضربة الأولى، حتى أن بعدها كما أسلفت بدقائق وصل الكثير وأنا ضمن هؤلاء الأخوة الذين وصلوا إلى المشتل للحفاظ على أمن المقر وعلى متابعة ما تم وما جرى، ما يتعلق بالتواصل مع كثير من العاملين من ثاني يوم ومن أول يوم، حقيقة تم طرح استخدام الخطط البديلة التي هي كانت موجودة فيما قبل، وتم التأكيد عليها.

  • نجحتم أثناء الحرب في فرض الأمن واستقراره، أسباب هذه النجاحات؟

بحمد الله أولاً ثم حقيقة كما أعزى أبو العبد هنية أن هذا نصر وانتصار شعبي، نحن نقول بفضل الله أولاً ثم التفاف الجماهير والتفاف الشعب بمجمله للأمن الداخلي، ساعدوا بشكل كبير على التعاون لضبط الجبهة الداخلية، وهنا أن أقول أن النفس الذي كان سائداً والشعور الذي كان سائداً في هذه الفترة هو كان شعور مقاوم بمعنى الكلمة على جميع الجبهات ومن ضمنها الجبهة الداخلية التي هي الحضن الدافئ والمحافظ على المقاومة بكل أبعادها، لذلك كان الكثير من التعاون من الناس ومن المقاومين ومن المرابطين ومن الأجهزة الأمنية الأخرى مثل الشرطة، كان هناك تعاون بشكل واضح على أن أي شيء له خارج السياق المقاومة يتم التواصل معنا ثم ضبطها بشكل سريع، وهذا طبعاً يتم من خلال التواصل الإداري السائد فيما بين الإدارة وضباط الأمن الداخلي.

  • ضباط الأمن كانوا بلباس مدني، كيف كان يتقبلهم الشعب، ولماذا لجأتم إلى هذا الأمر وهذا النهج؟

حقيقة هو أن الأمن الداخلي دائماً يعمل ضمن اللباس المدني، ثم أن إنجازات الأمن الداخلي على مدى عام ونصف أدى مساحة من الاحترام في ذهنية الجماهير والمواطنين عموماً، لذلك عندما كان يتقدم ضابط الأمن الداخلي ليؤدي أي مهمة، فكان لا بد أن يبرز ما يشير إلى هويته حقيقة، بمعنى أن كثير من ضباط الأمن الداخلي يشير إلى هذه الهوية، ثم أن هناك ما يتعلق ببعض الإجراءات مثل الإقامة الجبرية، فكان هناك يجب أن يكون ضمن كتاب رسمي ومعتمد وموقع بختم الجهاز، لذلك لم يكن هناك مجال لاختراق البعض بهذه الإجراءات الأمنية، لأن يجب أن يكون هناك تحديد هوية الشخص الذي يقوم بهذا الدور.

تأمين الجبة الداخلية

  • حدثنا عن أبرز انجازاتكم خلال الحرب "قبل وقف إطلاق النار"؟

حقيقة لو اكتفينا بتأمين الجبهة الداخلية لكفى، لأنه كانت الحرب على صعيدين، الصعيد الأول صعيد الحدود ومقاومة الاحتلال، ثم الجبهة الداخلية وهي عيون الاحتلال والعملاء والمنفلتين المنافقين الذين يعملون كانوا في هذه الفترة عمل العملاء تحديداً وبالضبط، لذلك أنا أستطيع القول أن هناك كان الإجراءات الأمنية لضبط الجبهة الداخلية، والإقامة الجبرية على جميع السجناء الذين سمح لهم وفتحت لهم الأبواب لتلافي القتل من جانب الضربات الجوية الصهيونية ، ثم إقامة جبرية على بعض المشبوهين الذين ترك لهم خلال أربع أيام الحرب للمتابعة رصدهم فوجدنا أن هناك تحركات مشبوهة وليس لدينا المجال إلاّ الاعتقال والتحقيق وفرض الإقامة الجبرية عليهم، ثم أن هناك كان تواصل مع المقاومين، ومع بعض الجهات المعنية مثل الشرطة لأداء بعض المهام الأمنية، مثل منع التجوال، حقيقة هو ليس منع التجوال بالمفهوم الذي كان سائداً فيما سبق، وإنما تخفيف التجمعات بعد التاسعة مساءً، حتى لا يدخل بينهم المشبوهين أو المنفلتين في بعض الأزقة أو الشوارع ويعيقوا عمل المجاهدين في تلك الفترة.

وثائق كشف تورط فتح

  • اتهمتم جهات في رام الله بالتخابر مع الاحتلال عن طريق عناصر لها في قطاع غزة تقوم بجمع معلومات عن حماس ومقراتها، وفي بعض الحالات ذكرت أنه تم استهداف أماكن كالمساجد بسبب هذه التقارير، هل تضعنا في صورة التخابر؟

بداية أؤكد أن ليس جميع الأهداف التي ضربها المحتل الصهيوني أهداف كان يعمل بها المقاومون، مثل المساجد في ظني أن المساجد هي بعيدة عن عمل المقاومة، لكن إذا فهمنا أن جميع المقاومين هم أبناء المساجد، وبالتالي إذا كان مقاوم يذهب إلى الصلاة في قيام ليل أو في صلاة فجر، أو أو..، لكن مع ذلك أؤكد وليس تهمة هناك لدينا الوثائق الدالة على ذلك أن كثير من المعلومات التي تم تعامل الجانب الصهيوني في ضرباته معتمدة أساساً على معلومات تم توريدها من قبل بعض أعضاء الأجهزة الأمنية في السلطة السابقة ولا أقول أبناء حركة فتح حقيقة لأننا حتى الآن نحن نسعى إلى فهم أن هناك الكثير من أبناء فتح هم مقاومين ويقفوا وقفة مساندة للمقاومة، لكن العاملين في الأجهزة الأمنية السابقة كثير منهم حقيقة عملوا عمل العملاء في تلك الفترة، بجمع المعلومات ومتابعة المعلومات وتأكيد المعلومات، ثم تقديم ملفات خاصة بها ثم إرسالها إلى شخصية معروفة لدينا في رام الله، هذه الشخصية وهي كانت موجودة في قطاع غزة هي متهمة بالتواصل والتخابر مع المحتل الصهيوني، هذه المعلومات تصل بشكل أو بآخر أو نسخة مباشرة للجانب الصهيوني .

سجون آمنة

  • هل تعتبر تحريض إعلام فتح على المساجد سابقاً كان له دور في هذه الضربة للمساجد، لا سيما أن اليوم وبعد الحرب، أخذوا يتهمونكم على تلفزيون فلسطين بتحويل المستشفيات لمركز تحقيق؟

أولاً ليس جديد على وسائل الإعلام الفتحاوية، جميعها تأخذ المعلومات من بعضها البعض، فيها الكثير من المعلومات بعضها صحيح وبعضها الآخر غير صحيح، لكن ما يتعلق بما ذكره تلفزيون عن المستشفيات والمساجد، هذا أنا أؤكد لك أنه عاري عن الصحّة.

فيما يتعلق بالصليب وحقوق الإنسان وهذه فعلاً مؤسسات دولية تعمل وبنشاط في قطاع غزة وتستطيع أن تسأل بنفسك عن مصداقية هذه المعلومات، أؤكد على عدم مصداقيتها تحديداً أن تلفزيون فلسطين ذكر أنه حركة حماس تسرق المساعدات التي جاءت للأونروا، ومن جهتها نفت الأونروا ذلك، هذا يؤكد أن الحرب الصهيونية التي قام بها الطيران الصهيوني وأداته الحربية كانت مصاحبة لحملة أخرى معها وقبلها والآن فيما بعد تستثمر هذه الحرب، وهو ما تقوم به فضائية فلسطين وما يتعلق ببعض مواقع الإنترنت التي تتبع لسلطة رام الله جميعها يشير بشكل تحريضي سافر كاذب على هذه الأماكن ونحن نقول إذا كان مستشفى الشفاء لا يسع للجرحى فكيف سيسع لعمل أمني سري، نقول نحن الأمن الداخلي من بداية الضربة فتحنا الأبواب لجميع المساجين، لدينا بعض المساجين لحتى الآن نحتفظ بهم في أماكن آمنة وبعيدة عن كل التوقعات، نعمل الآن نحن بطريقة شبه سرية لأننا أصلاً نتقن هذه الطريقة أكثر من قضية الكراسي والمناصب والسيارات الفارهة، لذلك نحن نتكيف بهذه الطريقة التي نعمل فيها، ونعمل بكفاءة وإتقان وجدارة، حتى لو استمرت هذه الفترة فترة طويلة لن نعجز على تأمين الجبهة الداخلية.

  • لماذا لا يبرر جهاز الأمن ذلك ويدخل الصليب على المستشفيات حتى يعروهم على الإعلام؟

أخي الكريم نحن مهمتنا الحفاظ على الأمن وليس مهمتنا ملاحقة الإشاعات وتصديقها وتكذيبها وهكذا لذلك نحن نقول أنه مثلاً قالوا أن مستشفى ناصر فيه كذا أنا أقول اذهبوا إلى مستشفى ناصر وانظروا، وقالوا مستشفى الشفاء اذهبوا إلى مستشفى الشفاء وانظروا.

وأنا أدعو جميع المؤسسات العاملة الحقوقية والوطنية الموجودة في قطاع غزة إلى تفقد المستشفيات وسيارات الإسعاف وكل ما يتعلق من شأنه خدمة المواطن أثناء الحرب والمتفاهم عليها ضمن اتفاقية جينيف.

  • في موضوع العملاء أنتم قلتم أنكم تتحفظون عليهم في مكان آمن، لكن صحيفة هآرتس العبرية تقول أنكم أعدمتم بعضهم، ما مدى صحة هذه المعلومات؟

أولاً أقول أنا أن جميع السجناء تم فتح الأبواب لهم، كان هناك بعض المساجين، ولم أشر أن هناك مساجين عملاء، هناك بعض منهم عملاء وبعض منهم لديهم جرائم وجرائم قتل، لكن ما يتعلق بالعملاء الذين فتحت لهم الأبواب والذين اعترفوا من فترة السلطة القديمة وتأكدنا من صحة هذه الاعترافات، والبعض الآخر لم يكن هناك مصداقية فيها، لكن من تأكدنا من عمالتهم موجودين وكانوا في السجن، عندما فتحت الأبواب طالبنا من الجميع أن يذهب إلى بيته ولا يتحرك من بيته.

في لحظة الحرب نحن نتعامل مع هؤلاء أنهم بشر، لذلك يجب أن نحافظ عليهم في تلك الفترة من القتل حتى يأخذوا حكم القضاء، نحن لدينا خبرة في إرجاع هؤلاء، كما تم بعد الحسم، تم إرجاع جميع الذين أطلق سراحهم في جميع السجون، نحن لدينا الكفاءة أن نرجع هؤلاء، لكن في فترة الحرب بعض هؤلاء العملاء من خرج من الإقامة الجبرية وعمل وتواصل بالمخابرات الصهيونية ، وبعض منهم لديه بعض الثأريات لبعض الناس، قد قتل بعض الناس وكذا.

لذلك في تلك الفترة فترة الحرب نقول بكل صراحة، إذا كنّا استطعنا أن نحمي الجبهة الداخلية، وكان عيننا فعلاً على تأمين المقاومة لكن هناك كان بعض التفلتات التي نحمل مسئوليتها للجانب الصهيوني ، لأن كل ما يتعلق بمؤسسات العمل الأمني يترك الفوضى، هذا الجانب ترك هامش من تجاوزات بقتل أناس متهمين بالعمالة أو قتل أناس عليهم ثأريات قتلوا آخرين وأهل العائلة قاموا بقتله، لكن هؤلاء في فترة الحرب وضمن الضربات الشديدة، لكن قبل الحرب وفي هذه الفترة نحن نسيطر على الوضع ونتابع وسنتابع كل عمليات القتل التي تمت خارج نطاق القانون.

  • في لقاء مع وزير الداخلية سعيد صيام رحمه الله قال أنه أرسل للصليب الأحمر ليرسل للجانب الصهيوني ، بأن هناك مراكز توقيف في قطاع غزة، وأنه إذا تم قصفها هم يتحملون المسئولية، فهل أجريتم اتصالات مع الصليب الأحمر لرفع دعوة عليهم باعتبارها جرائم حرب؟

ما يتعلق بجانب مهمتنا نحن مهمتنا الحفاظ على الأمن، ونترك المهام الأخرى لذوي الشأن، لكن ما يتعلق بجزئية التواصل مع الصليب أنا كنت مختص بالأمن الداخلي بالتواصل مع الصليب للتأكيد بخصوص المشتل على أنه فعلاً مكان للسجناء وفعلاً هذا ما تم، وعندما تواصل وأكد مندوب الصليب وأكد أن الرسالة وصلت للجانب الصهيوني قلت له هل هذا ضامن وضابط على أن هناك حماية لهذا المركز من الضربات الصهيونية ، قال ليس هناك ضامن على الجانب الصهيوني ، وهذا ما يؤكد اختراق الجانب الصهيوني لاتفاقية جينيف الرابعة واختراق قوانين مجلس الأمن، لذلك الاحتلال هو خارج سياق اللزام الدولي.

لن نستطيع حماية موزعي الحلوى

  • نعود لموضوع العملاء أو الهامش الذي خلفه الاحتلال خلال الحرب، يقول إعلام فتح أن حماس هي من تقوم بإطلاق النار على عناصرها وتعدم عناصرها، مستغلة غياب الأمن وغياب القانون وما شابه؟

نحن الذين اكتوينا بضربات الأجهزة الأمنية السابقة في فترة الانفلات الأمني، لا أعتقد أننا نمارس هذا الدور، حقيقة نحن نتابع كل الأخطاء الخارجة عن القانون، ولدينا ملف بجميع هذه الحالات، ولكن أستطيع أن أؤكد أن جميع من تم الاعتداء عليهم ليسوا من عناصر فتح، لأن هناك الكثير من العملاء وإلاّ هناك خلط ليس لصالح فتح سيكون!.

لكن لا أستطيع أن أحمي شخص من غضب الشارع العام عندما يتم الضرب الصهيوني على قطاع غزة يبتهج ويوزع الحلويات، لكن الإنسان الوطني الشريف المقاوِم اعتدى برد فعل سريع على خطأ أمام عينيه لكن نحن نعترض على هذه الأمور جميعاً، لكن نعترض بدايةً على كل عمل تقوم به عناصر حتى لو كانت هذه العناصر هي عناصر فتح بعمل مشبوه، بعمل عمالة، بعمل ضد وحدة الشعب وفي هذه الفترة الحساسة التي كانت أثناء الحرب.

  • كيف نجحتم في الحفاظ على هيبة رجل الأمن خلا الحرب على غزة؟

تحدثت فيما سبق أن هيبة رجل الأمن هو يستند أساساً على أرضية التعاون من المواطنين وعلى احترام وأداء الرسالة الأمنية المنوطة برجل الأمن ليس كما سبق من الأجهزة الأمنية السابقة، لذلك نقول نحن نعيش بين إخواننا المواطنين عموماً نستمع إليهم ونتعامل معهم، والمهمة تنبع من ضمير المجتمع والمحافظة على أمنه، إذا حافظت على أجهزة الأمن على أمن المجتمع وعلى أمن المواطن العادي سوف يحترمهم وسوف يتعامل بإيجابية في حفظ الأمن بالمصاحبة لرجال الأمن، وهذا هو فعلاً ما تم من المواطنين مع الأمن الداخلي، الذي حقيقة كما نؤكد نوعية الأخوة العاملين في الأمن الداخلي هم فعلاً نوعية محترمة ومثقفة وخريجي جامعات ومناضلين بالإضافة إلى الثقافة الإسلامية التي يتحلى بها جميع العاملين في جهاز الأمن الداخلي.

استشهاد وزير الداخلية

الشهيد القائد سعيد صيام
  • خلال الحرب على غزة استشهد وزير الداخلية الشيخ سعيد صيام رحمه الله، أنتم في جهاز الأمن الداخلي كيف أثر استشهاده على عملكم وكيف استطعتم التغلب على فقدانه؟

أستطيع التأكيد وبكل صراحة أن استشهاد أبو مصعب رحمه الله أثر علينا تأثير إيجابي، كما تعلمنا من أبي مصعب بالعزيمة والتواصل وحفظ المجتمع وحفظ المقاومة، وقبل استشهاده بأقل من شهر كان لقاء وقبل الحرب بأسبوع كان لقاء، وأحسست أنه يتكلم عن الشهادة بمثال ذكره عن الدكتور الرنتيسي رحمة الله عليهما، بأنه لا يرضى إلاّ أن يكون في أثناء الحرب وأثناء الخطر والعدوان أن يكون بين المواطنين وبين جميع أبناءه العاملين في الأجهزة الأمنية، وهذا هو ما حصل مع أبو مصعب.

لذلك نقول أن باستشهاد أبو مصعب تحملنا المسئولية بزيادة وبعدها مباشرة تواصلنا وأكدنا على المهام وعلى حفظ هذه الأمانة حتى أقول أن الجميع أصحب يتصل ويطلب منّا أي مهام أخرى إضافية تعطى له فكانوا مستعدين لذلك.

  • سعيد صيام كان يقال عنه قبل استشهاده هو الهدوء الذي صنع القوّة ورجل المرحلة، هل له لمسات واضحة أو بصمات واضحة تركها في جهاز الأمن الداخلي؟

بالتأكيد الذي شكل جهاز الأمن الداخلي هو الشيخ سعيد صيام رحمة الله عليه، وأنا كنت من أوائل الناس الذين عملوا في هذا الجهاز في أول لقاء كان يؤكد على أهمية العمل التدريجي الناضج وببطء وعدم التسرع ويريد فعلاً النجاح على كل المستويات الحقوقية وعلى الأرض ويؤكد على أمله فعلاً في أن هذا الجهاز هو الجهاز الذي سيكون الذراع الآمن والأولويات له في حفظ الأمن في المجتمع، طبعاً بالاحترام الشديد للشرطة بما لديها من مهمات تختلف عن مهام الأمن الداخلي وحتى لو أخذت هذه المهمات جزء من الوقت في غياب الأجهزة الأمنية، أقول في الفترة التي تابع فيها الأخ أبو مصعب في زياراته للأمن الداخلي أكثر من مرة وفي دعمه وأنا لا أنسى حقيقة دعم الأخ دولة رئيس الوزراء أبو العبد حفظه الله للأمن الداخلي تحديداً كذلك وبزيارات خاصّة وبتعاون وتواصل، جميعها أثرت بشكل إيجابي جداً على نوعية الإنتاج الذي صنعه الأمن الداخلي في عمله طوال الفترة السابقة.

ما بعد الحرب

  • بعد انتهاء الحرب على غزة، أول مهمة قام بها الأمن الداخلي؟

أؤكد لك أن الحرب لم تنتهي بعد، ولذلك نحن نعمل على أن الحرب لم تنتهي ولذلك نحن نعمل في هذه الفترة كما وكأن الطيران يقصف وما زال يقصف حتى ولو خفت وتيرة القصف، لذلك نحن نعمل على جميع الأصعدة، كنا في تواصل مع بعض الأخوة الجرحى، كنا في تواصل مع بعض المشبوهين ودراسة بعض الملفات، ثم في جلسات إدارية لأخذ القرارات، ثم في جلسات لمتابعة بعض الأخطاء التي وقعت في الفترة السابقة لتلافيها من المواطنين والمتسرعين بأخذ القانون بأيديهم، لاحظت أن حتى على التلفاز هناك بعض الإشارات من وزارة الداخلية، على محاسبة جميع من يأخذ القانون باليد، لذلك أؤكد لك أننا نحن الآن نعمل فيما هو فعلاً أن الحرب لم تنتهي بعد، ونعمل بكفاءة واقتضاء إلاّ أن الذي نقص علينا هي الأماكن، ولكن أقول لك نحن نستطيع العمل بدون الأماكن والمقرات، ونستطيع القول نستطيع العمل بسرية تامة.

  • كيف ستتعاملون في هذا الوقت مع ملف العملاء لا سيما أن الوضع أصبح أفضل من الفترة السابقة أثناء الحرب؟

العملاء ألحقوا الضرر، ولكن نسبية إلحاق الضرر من العملاء في هذه الحرب هي قليلة بالقياس بمن يدعي بالوطنية ويقول أنه هو يعمل بعمل وطني أو عمل وظيفي هو الذي ألحق الضرر، هذا ما قلته في بداية الحديث أن المعلومات بمعظمها بغثها وبسمينها تم توريدها من كوادر وقيادات الأجهزة الأمنية السابقة الموجود في قطاع غزة، هذه المعلومات الخطيرة ولدينا الإشارات والدلائل المؤكدة على ذلك وسيتم محاسبة الجميع.

حاضن للمقاومة

  • الإعلام الصهيوني يقول أن أبرز ما حققته حماس خلال الحرب، هو حفاظها على الجبهة الداخلية، وعدم تحريك ما كان يراهن عليه من المنفلتين خلال الحرب؟

نستطيع التأكيد على أن هذه المهمة في الحفاظ على الجبهة الداخلية أصبحت لدينا الآن أكثر سهولة لأن هذه المهمة مصاحبة للمقاومة، كلما ارتفعت وتيرة المقاومة ومحبة الناس للمقاومة والتلاصق بين المقاومة والجماهير نستطيع أن نقول أننا نؤدي دورنا بسهولة أكثر لأنه نحن بمهمتنا أساساً هي فعلاً حفظ أمن المجتمع، أمن المجتمع بمفهومه المقاوِم، ونحن الحاضن للمقاومين وبالتالي في هذه الفترة نحن نجحنا حقيقة بفضل الله سبحانه وتعالى أولاً ثم بالمواطنين عموماً بأن نحفظ أمن المقاومة وأمن المجتمع في هذه الفترة لأننا نحن قريبين من ضمير وحس المواطنين عموماً.

ضبط عملاء

  • أبرز الحالات التي استطعتم من خلالها كشف عن عملاء كانوا سيطعنون في ظهر المقاومة؟

ليس من الحكمة أن نفتح بعض هذه الملفات لأنه لدينا بعض الإجراءات لتنضج هذه الأمور، وعدم التسارع فيها والتعامل معها بشكل ميداني، هناك لدينا بعض الأسماء وتم ضبطهم واعتقالهم، في مناطق الاجتياحات أو مناطق الاشتباكات واعترف بعضهم بالعمالة حقيقة، وهناك البعض الآخر تم ضبطه في أثناء عمله كقوات خاصة في الشمال وتم التعامل مع هذه الحالات، لكن نحن جهاز أمني حكومي نلتزم بالقوانين ونلتزم بالإجراءات القانونية فلا نستطيع أن نعلن بعض الأسماء لأنه ليس هذا من باب الحكمة، لأنه هناك بعض الإجراءات المصاحبة لها من قبيل أقوال نيابة أو قضاء أو بعض الأمور الأخرى المصاحبة.

  • أين تحتفظون بالعملاء الذين تم ضبطهم أثناء الحرب لا سيما أن الاحتلال قصف جميع مقراتكم؟

قطاع غزة حقيقة مبني بفلسفة قريبة من فلسفة المقاومة، وبالتالي ونحن نبني في الأجهزة الأمنية كان في نيتنا أنه سيأتي يوم لن نستطيع فيه العمل على الأرض أو على العلن بهذه الصورة، لذلك كان الأماكن البديلة لإخفاء هؤلاء المساجين وبعض هؤلاء العملاء منذ نشأة اليوم الأول لجهاز الأمن الداخلي هو وجود الأماكن البديلة وقد تكون أفضل من السرايا فيما سبق، لذلك نحن نقول أن الأماكن موجودة وفيها متسع للاحتفاظ بآخرين أيضاً.

  • ما هي رسالتكم للمواطنين؟

أولاً حقيقة بالنسبة لإخواننا المواطنين بداية الشكر لهم جميعاً لوقفتهم في الفترة السابقة مع المقاومة وحقيقة أن هذه الوقفة هي فعلاً كانت معاوِنة بشكل كبير للأمن الداخلي، لكن نؤكد على عدّة أمور أولاً المجتمع بخير وليس هناك مكان للمقولة التي تقول أن العملاء كثير، بالعكس أن المجتمع يكاد أن يخلوا من العملاء، ولكن نؤكد على البساطة على أن هناك البساطة والسذاجة قد تكون هي وظيفة العملاء في هذه المهمة، فيقول أخشى أن يكون القصف في بيت فلان، أو أخشى أن يكون في المكان الذي يوجد فيه كذا وكذا وكذا، هذه المعلومات الموجودة لدى المواطن العادي لا يعتقد أنها مشهورة وأعلنها، قد تكون هذه المعلومة أحضرها بطريقة أو بأخرى لا يمكن أن يحضرها إنسان آخر، لذلك نقول يجب في هذه الفترة المحافظة على المعلومات حتى لو كان في علم بعض المواطنين أنها معلومات عادية لديه لكن هي معلومات حساسة جداً وقد تكون ناقصة لديه لكن يمكن إكمالها عندما تصل إلى الجانب الصهيوني .

ثم ما يتعلق بشكرهم وتأكيد على حفاظهم على التعليمات التي كان يصدرها الأمن الداخلي، من عدم التجمع بعد الساعة التاسعة والتواصل مع الأمن الداخلي في بعض الأمور، ونقول أن هذا الأمر هو أمر إيجابي في حال وجود أي تعليمات جديدة الالتزام بهذه التعليمات.

أؤكد وأحذر أن هناك البعض يتقمص شخصية الأمن الداخلي في أداء بعض المهام، فأقول أن أي شخص يتعامل مع الأمن الداخلي يكون لديه ما يؤكد على هويته وشخصيته، هو ما يتعلق ببطاقته.

بمعنى لو أتى إليك شخص ويقول لك أنه مفروض عليك الإقامة الجبرية هذا ليس صحيح إلاّ إذا جاء لك بورقة رسمية ثم إذا جاء لك شخص وقال لك أن الأمن الداخلي يطلبك فاصعد معنا في السيارة قل له أريد ما يثبت ذلك بالبطاقة، جميع العملاء الضباط لديهم بطاقات، لأنه هناك للأسف بعض السرقات التي تمت وكان البعض الذي يأخذ الضحية ويقول له أنه أمن داخلي، ونؤكد أن بعض هؤلاء تم ضبطهم وسنتعامل بكل قسوة وفي هذه الفترة على كل من يتقمص شخصية الأمن الداخلي، سواء بأمر هو بسذاجة أو بأمر يريد به ضرر للمواطنين أو غير ذلك.

المصدر:كتائب الشهيد عز الدين القسام-المكتب الإعلامي