أحدث التطورات في حوار مع الغزالي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحدث التطورات في حوار مع الغزالي

[20-06-2004]

المقدمه

نؤيد السماح بأحزاب جديدة لكن ليس لإضعاف الحياة السياسية

ندعو الحكومة المصرية لمراجعة موقفها من خُطة شارون بغزة

الخطة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتحويل النزاع إلى عربي-عربي

نتائج قمة الثماني تكشف مأزق الأنظمة العربية في مواجهة المطالب الداخلية بالإصلاح

حوار - محمدالشريف

"الموافقة على حزبٍ جديد أمرٌ طيب نؤيده إذا كان فكر النظام الحاكم في مصر يعمل وفق النهج الديمقراطي إلا أن الواقع أنه يعمل بعقلية الحزب الواحد الذي يسعى لإضعاف الحياة السياسية.. ما يحدث على الساحة الفلسطينية من مخططات في مقدمتها خطة الإرهابي شارون يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية،وحماية العدو الصهيوني من مستنقع المقاومة.. الدور المصري في غزة محاولة خبيثة لتحويل النزاع من فلسطيني- صهيوني إلى عربي- عربي، وله خطورة كبيرة على سيناء.. ما نجم عن قمة الثماني من نتائج يعكس العجز العربي،ويكشف المأزق الذي تعيشه الأنظمة العربية التي تُطالب من الخارج بالإصلاح ولا تريد أن تطبقه من الداخل".

هذا ما يؤكده الدكتور عبد الحميد الغزالي-القيادي في جماعة الإخوان المسلمين،والأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة- في الحوار التالي مع موقع: (إخوان أون لاين. نت)،حول آخر مستجدات التطورات على الساحة المصرية والعربية والعالمية.

فإلى تفاصيل الحوار:


أحزاب جديدة

  • نبدأ من الداخل، فقد بدأ يظهر في الأفق مؤشرات تفيد باحتمال موافقة النظام الحاكم في مصر على نشأة أحزاب جديدة.. فهل تشكل هذه الخطوة تطورًا إيجابيًا في موقف النظام من الإصلاح أم أنها مجرد خطوة ظاهرها الإصلاح وباطنها مزيد من إضعاف القوى السياسية؟
لا شك في أن الموافقة على حزب جديد يدخل إلى ساحة العمل السياسي أمر طيب يتعين أن نؤيده إثراءً للتعددية الحزبية وتجذيرًا للديمقراطية في حياتنا، هذا إذا كان فكر وعقلية النظام الحاكم في مصر يعمل وفق النهج الديمقراطي،ولكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا ففكر وعقلية النظام يؤكدان أن نهجه هو الحزب الواحد والقرار الواحد والزعيم الأوحد؛ ومن ثَمَّ فإن ما نعيشه شكلية سياسية لا تعكس تعددية سياسية أو ديمقراطية حقيقية، وإنما تعكس ممارسة لحزب أوحد لا يريد تغييرًا للصورة القائمة،وإن كانت تفاصيل الموافقة على إنشاء حزب الوسط أو غيره من الأحزاب التي قد يوافق النظام عليها تشير إلى أن الهدف من الموافقة مزيد من إضعاف الحياة السياسية، وتكريس الحزب الواحد والنظام الأوحد.


مخططات خطيرة

  • إذا انتقلنا إلى الساحة الفلسطينية، فسوف نجد أنه لا حديث للعالم اليوم إلا عن ما يُسمى بقضية فك الارتباط التي أعلن عنها الإرهابي شارون.. فما انعكاس ذلك على القضية الفلسطينية؟
ما يحدث على الساحة الفلسطينية من مخططات كان آخرها حتى الآن خطة فك الارتباط التي يسعى الإرهابي شارون إلى تنفيذها تهدف في الأساس إلى تصفية القضية الفلسطينية من جذورها، وحماية شارون، وإنقاذ رجاله من مستنقع المقاومة التي لقنتهم دروسًا كبيرة.


الدور المصري

  • وماذا عن الدور المصري في هذه الخطة؟
إقحام الدور المصري في هذه الخطة أمر بالغ الخطورة،ومن أخطر الخطوات في هذا المخطط؛إذ إنها محاولة خبيثة لتحويل النزاع من فلسطيني- صهيوني إلى عربي- عربي أي فلسطيني- مصري، ولعل التصريحات التي سمعناها من بعض رموز العدو الصهيوني تشير إلى ذلك بوضوح بمعنى أن سيناء ستكون الامتداد الطبيعي لدولة فلسطين.
ولا يُتصور- كما يدعى بعض المسئولين المصريين- أن الأمر سوف يتوقف عند المشاركة في تدريب أجهزة الأمن الفلسطينية للحفاظ على الأمن في القطاع،وإنما سيصل الدور المصري إلى مرحلة الاشتباك مع فصائل المقاومة الباسلة،وبالرغم من تأكيد المسئولين المصريين أن هذا الدور لا يعني التفريط في شبر من أرض مصر،وأنه لن يحل محل العدو المحتل في قهر الشعب الفلسطيني إلا أن هذه التصريحات تؤكد مخاوف حقيقية للشارع الفلسطيني والعربي من هذه المخططات، لذلك فنحن نأمل في أن تراجع الحكومة المصرية موقفها من هذا المخطط حتى لا تنجر إلى ما يصطدم بكل ما بذله الشعب الفلسطيني طوال نصف قرن من تضحيات حيال القضية الفلسطينية قضية الأمة.


قمة الثماني

قادة قمة الثماني
  • في سياق غير بعيد،اختتمت قمة الثماني اجتماعها قبل أيام بقرارات بشأن الدول العربية دون أخذ رأي هذه الدول في ذلك.. فماذا يحمل هذا الأمر من دلالات؟
بعد العجز العربي الواضح والفاضح في قمة تونس جاءت قمة الثماني لتؤكد هذا العجز؛إذ سعت هذه القمة إلى فرض الإصلاح على الدول العربية والإسلامية في المنطقة باسم الشرق الأوسط الكبير؛ بل وأعطت الأنظمة العربية ممثلةً في الدول التي حضرت المؤتمر محاضرات حول الإصلاح السياسي والديمقراطية وفقًا للنهج التركي،وهذا يجسد المأزق الذي تعيشه أنظمتنا، ففي الوقت الذي تُوجد فيه مساعٍ لفرض الديمقراطية والإصلاح من الخارج فإنها تتردد في إحداث هذا الإصلاح داخليًا؛ تلبيةً لمطالب مستمرة من قِبَل القوى الحية لديها.


مطالب الإصلاح

  • وهل هناك خطورة من التسويف في الاستجابة لمطالب الإصلاح؟
برغم أن الأوضاع الراهنة تتطلب تغييرًا وإصلاحًا في شتى المجالات إلا أن ممارسات الأنظمة العربية والإسلامية تتعارض مع هذه الضرورة الحتمية،وبرغم بشاعة ما حدث في سجن أبو غريب،وبرغم اصطدامها مع وجدان ومشاعر الرأي العام العالمي والإسلامي والعربي إلا أن هذه الأساليب تُمارس بكل أسف في سجون أنظمتنا العربية،ولعل استشهاد المهندس أكرم زهيري نتيجة الإهمال الجسيم،ولعل تعذيب إخوانه في مقرات أمن الدولة مثل صارخ وفاضح لهذه الممارسات التي تؤكد عدم توقع أي إصلاح تقوم به هذه الأنظمة في أي مجال.
وهنا نرسل رسالة إلى هذه الأنظمة،هي أن هذا التأجيل والتسويف في القيام بعملية الإصلاح ستكون نتيجته بالقطع وبالاً على الأمة،وما يحدث في المملكة العربية السعودية من إرهاب وفوضى،لا يقرها دين أو شرع أو ضمير،إنما هي إرهاصات محزنة لما يمكن أن تتوقعه الأنظمة التي لا هدفَ لها سوى الاستمساك المستميت بالسلطة.

المصدر