أحمد الشرقاوي يكتب: هل تتغير معادلة الحكم والسلطة فى مصر؟!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد الشرقاوي يكتب: هل تتغير معادلة الحكم والسلطة فى مصر؟!


(23 أبريل 2016)

غدا الأحد 25 أبريل هو ذكري تحرير سيناء وهو اليوم الذي يحتفل به المصريون لاسترداد السيادة كاملة على أراضيهم، وهو أيضا اليوم الذي حدده الثوار منذ 15 أبريل الماضي للخروج على الحاكم المنقلب عبدالفتاح السيسي. فهل ينجح الثوار في تغيير معادلة الحكم والسلطة المستمرة في مصر منذ يوليو 1952 وحتى يومنا هذا؟!

المعادلة ببساطة تؤكد أن الجيش هو اللاعب الرئيس على ساحة الحكم حيث خرج من صفوف القوات المسلحة الغالبية العظمى الكاسحة من رؤساء مصر السابقين بداية من محمد نجيب ثم جمال عبد الناصر، ثم أنور السادات ثم حسني مبارك ، ولم يشذ عن تلك القاعدة سوى الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي الذي كان أول رئيس مدني منتخب بكل حرية وشفافية في انتخابات نزيهة شهد لها العالم

ويشهد بها المصريون الذين شاركوا فيها في طوابير طويلة ممتدة لساعات طويلة لم تحدث في تاريخ مصر المعاصر، لكن جاء وزير دفاعه عبدالفتاح السيسي ليعيد المأساة مرة أخرى بانقلابه على الرئيس وعلى العملية الديمقراطية برمتها ويقوم بتعطيل الدستور واختطاف الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي، فك الله أسره، وإيداعه في السجن بتهم ملفقة وذرائع واهية.

جمعة 15 أبريل ، في تقديري، كانت بداية الطريق بعد ما يقرب من ثلاث سنوات عجاف في عمر الانقلاب العسكري لم يكن الكثير من المصريين قادرين على تمييز الغث من السمين واكتشاف مدى فشل الجيش في إدارة الدولة وإخفاقه في الكثير من المجالات خصوصاً في المجال الاقتصادي والأمني وقضايا حقوق الإنسان وكرامة الشعب.

معادلة الحكم والسلطة في مصر منذ 23 يوليو 1952 قامت على استبعاد الشعب من الصورة واستدعائه فقط وقت الحاجة إليه من جانب حكام العسكر، والاستبعاد يعني أن يد حكام العسكر مطلقة في تعذيب أبناء الشعب وإذلالهم وإفقارهم والتضحية بهم قرباناً لمغامراتهم غير المحسوبة والإفلات من أي عقاب يمكن أن يقوم به الشعب ضدهم على أي خطأ أو جريمة يرتكبونها في حق الوطن.

أعتقد أن الطريق لتحرير إرادة المصريين من سلطة العسكر واستعبادهم للشعب المصري بدأت مع ثورة 25 يناير 2011، ورغم الانتكاسة التي تعرضت لها في انقلاب 3 يوليو 2013، فإن ضوء الأمل لدى المصريين عاد ليتجدد مرة أخرى، وهو أمل لا أظن أنه سوف يتبدد حتى وإن عانت مسيرة المصريين تجاه الحرية بالمزيد من الانتكاسات أو الالتفافات على إرادتهم أو تحريف مسار الثورة أو احتوائها بأي شكل، وإن غداً لناظره قريب.

المصدر