أحمد المحمدي المغاوري يكتب: د. طارق الغندور .. الطبيب القرآني

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد المحمدي المغاوري يكتب: د. طارق الغندور .. الطبيب القرآني

بتاريخ : الجمعة 14 نوفمبر 2014

د. طارق الغندور .. الطبيب القرآني

لم أعرفه من قبل، ولكني بعدما قرأت عنه وكأني عشت معه ومع سيرته الطيبة التي شهد بها من عايشه ونقل عنه ما كان منه مع الله ثم مع الناس.

إنه أحد رجال وعظماء مصر ودعوة الإخوان المسلمين، عالما وأستاذا وطبيبا ومربيا، وحافظا لكتاب الله، ومجاهدا، وأخيرا شهيدا حيا عند الله.

إنه العالم المصري الجليل الأستاذ الدكتور‫‏طارق الغندور أستاذ الأمراض الجلدية بكلية طب جامعة عين شمس، توفي بعد أن تركته سلطة الانقلاب الخسيسة ينزف لمدة 6 ساعات دون أدنى رعاية واهتمام.

فبعد 11 شهرا من اعتقاله في سجون الانقلاب الفاشي بدون أي تهمة أو جريمة، وتعنت من الانقلابيين في عدم توفير الرعاية الطبية له، تعرض لنزيف من المريء في السجن لإصابته بالكبد (نزيف دوالي المريء) وقد تم طلب نقله عدة مرات إلى مكان مجهز، ولكن هكذا هو الانقلابي الحقير يرفض. فدخل الأستاذ في غيبوبة لمدة 24 ساعة ثم ارتقى شهيدا.

أشرف الأستاذ الدكتور طارق على أكثر من 100 رسالة ماجستير ودكتوراه وبحث علمي.

له العديد من المؤلفات في مجال الأمراض الجلدية والعقم.

يحفظ القران الكريم وحاصل على العديد من الدرجات العلمية في الدراسات الإسلامية.

اعتُقل العالم الجليل من منزله يوم 18 ديسمبر 2013، ووجهت له مجموعة من التهم الملفقة العجيبة من قضاء الانقلاب الإرهابي.

مات الحافظ لكتاب الله شهيدا من أجل دينه ووطنه وشعبه، الحي منهم والميت.

يحكي عنه أحدهم فيقول: من حوالي 22 سنة وكان يوم خميس بالليل وكنا ننتظر رؤية هلال رمضان، كنت سهرانا في المسجد ننظفه أنا وإخواني استعدادا لصلاة الجمعة لأن خادم المسجد لم يكن موجودا.

وكانت الرؤيا قد ظهرت متأخرة. واتفق الناس على الصلاة بجزء ليس مثل كل عام وسيأتي شيخ حافظ يصلي بنا.

وأخرنا صلاة التراويح حتى يأتي الشيخ و يصلي بنا. انتظرت أنا و الشباب الشيخ.

ثم فجأة إذا برجل من غير ذقن ويلبس بدله شيك، وزي ما بيقولوا بالبلدي "وشه سمح" فدخل وبدأ يصلي صلاة التراويح إماما بالنا.

فقلنا لعل الشيخ مش جاي، علشان كده أي حد يدخل يصلي الليلة دي وبكرة الشيخ هيصلي بينا.

وجدنا الرجل يصلي ولا يقرأ من المصحف. قلنا عادي أغلب أناس حافظة أول ربعين في البقرة.

ثم وجدناه لا يخطئ أبدا وصلى بجزء كامل دون النظر في المصحف ولم يخطئ مرة واحدة، وهو الذي ألقى درس التراويح.

وبعد الصلاة نادى على الشباب الذين كانوا ينظفون المسجد وجمعهم حوله بروح جميلة بها كثير من الدعابة.

وعرفنا أنه هو الشيخ الذي سيصلى بنا التراويح هذه السنة.. وكنا في غاية الذهول لما عرف نفسه وقال: ‏طارق الغندور مدرس أمراض جلدية في طب عين شمس.

ويقول كان أكثر ما يجعل أي إنسان يحب أن يصلي خلف الدكتور‫‏طارق الغندور هو ذلك الصوت الخاشع المتدبر لآيات الله.. كم أبكى خلفه من أناس بدعائه.. كم رأيته يحمل حذاء والده ليلبسه له بعد انتهاء صلاة التراويح وهو من كان يصلي بالناس إماما.. كم كان مرحا خفيف الظل يملأ المكان حوله بروح جميلة.. لقد كان قدوة حسنة في العلم والدين.

قتله العسكر في سجونهم قتلهم الله. رحمك الله يا دكتور طارق. ا.ه

في صورة للشهيد رأيتها وتداولتها مواقع التواصل الاجتماعي ولكم أثرت فينا وأجهش بالبكاء كثيرون، تضم الصورة صورة العالم الجليل د.‫طارق الغندور وبجواره زوجته المكلومة وأحد أطفاله نائما، بعد أن حرم منه أكثر من عام كامل.

علق أحدهم فقال: ليس العجيب في الصورة صورة الشهيد الحي، فكم من شهيد وأخ عزيز ودَّعناه.

لكن العجيب فيها هو ابنه النائم بجواره في سلام ملائكي عجيب، فالنوم موتة صغرى، وكأن هناك حوارا علويا يجرى بينهما في هدوء و سكينة يوصيه فيه بالصبر والثبات وإكمال الطريق.

وهكذا اجتمعت الموتتان الكبرى والصغرى في مشهد سيتوقف التاريخ كثيرا أمامه، ستحكي الأجيال قصة هذه الصورة، لتكون شاهدة على عصر وعلى جيل وعلى أمة ماتت فيها قلوب قاسية، ماتت فيهم الإنسانية لما حيت كالأنعام بل هي أضل سبيلا.

لا نودعك أستاذنا وشيخنا، فلقد جاورت ربك، أما نحن فمازلنا نجاور المجرمين والظالمين المفسدين الفاسقين، فشتان بين جوارك وجوارنا.

نم نومة العروس يا دكتور طارق.

غدا تلقى الأحبة، محمدا وصحبه إن شاء الله. نقول لك يا د. طارق أنت وإخوانك: نحن على العهد إن شاء الله، طبت حيا وميتا، وما عند الله خير لكم(وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ).

وإنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

فيمن فوض لقتل خيرة علماء مصر، د.طارق الغندور وإخوانه وأخواته.

وإن غدا لناظرة قريب، فسيكون القصاص من الانقلابين المارقين. فموعدهم في الدنيا المشانق، وعند الله (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ).

المصدر