أحمد حسن الشرقاوي يكتب: "ربيع جديد" للثورة في مصر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد حسن الشرقاوي يكتب: "ربيع جديد" للثورة في مصر


(30 أبريل 2016)

انقضى شهر أبريل لكنه لم يمر على مصر والمصريين مثل الشهور السابقة منذ انقلاب العسكر على الديمقراطية والإرادة الحرة للمصريين وممثلها الشرعي الرئيس الدكتور محمد مرسي -فك الله أسره- منذ 3 يوليو من العام 2013.

ففي منتصف الشهر، شهدت مصر أول مظاهرة جامعة ضمت كافة أطياف العمل السياسي المصري من أقصى اليسار (الاشتراكيون الثوريون وحركة 6 أبريل والقوميون العرب والناصريون وغيرهم) إلى أقصى اليمين (ليبراليون وسلفيون وإخوان مسلمون وعلمانيون وغيرهم).. وهنا جاءت إشارة الخطر بالنسبة للنظام الانقلابي الحاكم بزعامة الجنرال عبدالفتاح السيسي.

لوحظ أن تعامل شرطة الانقلاب مع التظاهرة جاء هادئاً ووصفته بعض الدوائر بأنه كان "متراخياً" وفسره البعض بأنه محاولة للضغط على زعيم الانقلاب والتلاعب بهدف ردعه عن تقديم تنازلات لإيطاليا عبر التضحية ببعض قادة الشرطة وتسليمهم لمحاكمة دولية على خلفية تعذيب وقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني في فبراير الماضي!!

واستشهد هذا البعض بلقاء -قامت بتنظيمه رئاسة الجمهورية وبطلب منها- ضم زعيم الانقلاب عبدالفتاح السيسي مع وزير الداخلية مجدي عبد الغفار وكافة أركان وزارة الداخلية (كل مساعدي الوزير من دون استثناء) ليتم "تطمينهم" من جانب السيسي بنفسه أنهم يتمتعون بحماية النظام وأن أحداً لن يتخلى عمن قام بالقبض على ريجيني وتعذيبه وقتله، مقابل الحصول منهم على تعهد بعدم التراخي في التعامل مع المظاهرات مع الأخذ في الاعتبار اهتمام المجتمع الدولي بحالة حقوق الإنسان في مصر بعد حادثة ريجيني.

وبعيداً عن كل تلك التفسيرات التي أشعلها خبر نشرته صحيفة الشروق المصرية على موقعها الإلكتروني قبيل ساعات من مظاهرات 25 أبريل والذي نقل عن مصادر -يعتقد أنها بوزارة الداخلية- قولها إن السيسي طلب منهم عدم تكرار ما حدث في مظاهرات 15 أبريل؛ حيث وقفت الشرطة تشاهد تنامي عدد المتظاهرين أمام مقر نقابة الصحافيين بوسط القاهرة.

وسارعت رئاسة الجمهورية لنفي هذا الخبر، وطالبت وسائل الإعلام بتحري الدقة بشأن الأخبار التي تمس الرئاسة، مما دفع صحيفة الشروق لرفع الخبر من موقعها الإلكتروني ونشر بيان الرئاسة مصحوباً باعتذار من الجريدة عن نشر الخبر!! وجاءت مظاهرات 25 أبريل 2016 لتثبت أن الخبر كان صحيحاً، وإن لم يملك أحد وثيقة أو برهاناً دامغاً وواضحاً يثبت صحتها.

وتقديري أن مظاهرات 15 و25 أبريل 2016 تعيد الأمل مجدداً في إمكانية نشوء "ربيع ثوري جديد" في مصر، تتوحد فيه جهود جميع الفرقاء السياسيين تحت شعار: "الشعب يريد إسقاط النظام". ومَن يدرس تاريخ الثورات الشعبية في العالم كله يدرك أنها عبارة عن موجات متتالية، تأتي "وراء بعضها البعض".

في أوائل 2011 وقف العالم كله يتابع ما يعرف بالربيع العربي، وأعتقد أن العالم كله سوف يقف قريباً ليتابع (الربيع المصري) الذي سيكون مثل طوفان ضخم يجرف ويطيح بكل مَن يقف في طريقه. يقيني أن هذا الأمر سيحدث، لكن أحداً لا يستطيع أن يقرر على وجه اليقين متى يحدث. المؤكد أن الربيع المصري على أعتاب مرحلة الإزهار ليؤتي ثماره ليس لمصر وحدها بل للعالم أجمع. وإن غداً لناظره قريب.

المصدر