الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أحمد شوشة»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطر ٦١٣: سطر ٦١٣:




===حنين (5) [[محمد سليم مصطفى]]===
==='''<center> حنيــن (5) [[محمد سليم مصطفى]]</center>'''===


----
----

مراجعة ٠٠:٤٥، ١٩ يناير ٢٠١١

المهندس أحمد شوشة


التعريف

Por1t.gif


  • أحمد محمود أحمد شوشة
  • حاصل على بكالوريوس الهندسة المدنية من جامعة المنصورة.
  • أدى الخدمة العسكرية لمدة ثلاث سنوات كضابط احتياط.


الحالة الاجتماعية

متزوج من عام 1986 وله خمسة من الابناء :

  • محمد - خريج الأكاديمية البحرية.
  • عبد الرحمن - الأكاديمية البحرية.
  • هاجر - الأكاديمية الدولية لعلوم الإعلام.
  • هند - الاكاديميه البحريه.
  • معاذ - المرحلة الإعدادية.


النشاط الوظيفي

  • شريك متضامن في شركة المدائن للإنشاءات والتصميمات والتي من خلالها تم تنفيذ العديد من المشروعات الصناعية والمستشفيات والأبنية التعليمية والإدارية والخيرية والمساجد والأبراج السكنية وخلاف ذلك في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية.
  • سافر إلى عدة دول بالخارج كاستشاري هندسي لعدة مشروعات هندسية.
  • عضو مؤسس وعضو مجلس إدارة شركة الملتقى العربي.
  • عضو مؤسس في شركة الطباعة والنشر.
  • عضو شريك موصي في عدة شركات.


النشاط العام

  • عضو اتحاد الطلاب أثناء سنوات الدراسة بكلية الهندسة - جامعة المنصورة.
  • عضو مؤسس ورئيس مجلس إدارة لعدة جمعيات خيرية ذات أنشطة اجتماعية ودينية وتعليمية.
  • عضو الاتحاد المصري للمقاولين.
  • مرشح في انتخابات المجالس المحلية السابقة.
  • عضو نقابة المهندسين المصرية.
  • عضو عامل بالنادي الأهلي.


الإعتقالات

  • سنة 2000 ولمدة شهر على خلفية الانتخابات التشريعية.
  • سنة 2003 ولمدة شهرين على خلفية الغزو الأمريكي للعراق.

المحاكمة العسكرية التاسعة لقيادات الإخوان المسلمين:

كتابات المهندس أحمد شوشة من خلف الأسوار

حنيـــن (1) محمد العدوي


بقلم : م / أحمد شوشة

مقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه نبضات قلب أرسلها من وراء الأسوار؛ لعلها تصادف قلب أخ في الله فتتعانق أرواحنا في حديث أشواق لا ينتهي، أو لعلها تصادف قلبًا حائرًا أرهقته ضغوط الحياة فيطمئن بها، أو لعلها تصادف عقلاً شاردًا في المتاهات يبحث عن الحقيقة فترشده.

عجبتُ لهم قالوا: تماديت في المنى
وفي المُثلِ العليا، وفي المرتقى الصعب

فقلتُ لهم: مهلاً فما اليأس شيمتي

سأبذر حبيِّ، والثمارُ من الرَّبِّ
من شعر: د/ القرضاوي

الماضي يضيء الحاضر والمستقبل

"الخطوة الأولى في تصفية شعب أن تمسح ذاكرته؛ دمر كتبه وثقافته وتاريخه، ثم اجعل شخصًا ما يكتب كتبا جديدة، واصنع ثقافة جديدة، واخترع تاريخًا جديدًا. ولن يمر وقت طويل حتى تبدأ الأمة بنسيان ما كانت وما تكون"....(ميلان كوندارا: الضحك والنسيان).

كيف يعمل المرء على اجتثاث جذور شعب؟ الجواب: يدمر ذاكرته، فيُحرم الشعب من معرفة من هو ومن أين جاء.

"اسقط عبر "ثقب الذاكرة" القصص الوطنية ومجدها وأنتج تواريخ كل "العيوب والنقائص"00 والهدف النهائي هو: تدمير الوطنية، قتل حب البلاد، كسر معنويات الشعب، تفكيك البلاد".

( باتريك جيه . بوكانن: المستشار لثلاثة رؤساء أمريكيين ومرشح الرئاسة سنة 1992 إلى 1996 عن الجمهوريين وسنة 2000 عن حزب الإصلاح وله عدة كتب ومقالات: متحدثًا عن أمريكا في كتابه موت الغرب).

"إن بعض القوى الكبرى في عالمنا – وعلى رأسها أمريكا- تريد أن نغير من أجلها هويتنا وذاتيتنا، وتريد أن تتحكم في حاضرنا، وأن تقرر لنا ما يجب أن نتعلمه، حتى أحكام ديننا!! وأن تنوب عنا في تقرير مصيرنا ومستقبلنا. هذه القوى نفسها تريد كذلك أن تتدخل في ماضينا لتصوره لنا على ما تريده هي، فتأخذ منه وتبقي، وتغير منه وتبدل. إنهم يريدون أن يكتبوا لنا التاريخ بأقلامهم – أو بأقلام عبيدهم وخدامهم – ليقدموا لنا مسخا مشوها لا يمت إلينا بصلة ولا نعرفه ولا يعرفنا."

(د/ يوسف القرضاوي : تاريخنا المفترى عليه).

"إن التاريخ يُدرس للعبرة ؛ ليضيف إلى تجارب الإنسان الذاتية تجارب غيره من البشر خلال القرون. ومن خلال رؤية حركة البشر عبر التاريخ، ومحاولة تفسيرها والحكم عليها، يشعر الإنسان أنه صار أكثر خبرة وأوسع قاعدة، وأعمق فكرا وأكثر أصالة، وأوضح انتماء مما كان من قبل وهو محصور في تجربته الذاتية الفردية. نستطيع أن نقول مطمئنين إن درس التاريخ في حقيقته درس في التربية"...(أ/ محمد قطب: حول التفسير الإسلامي للتاريخ).

إن الحنين إلى ذكريات الماضي إنما هو في دعوة الإخوان المسلمين جسرا إلى أحداث الحاضر وآمال المستقبل. ولقد كان هناك رجال ونساء لهم عظيم الأثر والفضل على حاضر دعوتنا الزاهر والمستقبل المرجو المشرق بفضل الله عزوجل.

وحديثنا هنا – في هذه السلسلة- عن رجال منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا أضاءوا حياتهم بهذه الدعوة المباركة فعمروها بالإسلام والإيمان واليقين والإحسان فعاشوا أحرارًا، استعصت أرواحهم على الطغاة والجلادين رغم السجون والمعتقلات وسياط التعذيب ورصاص الغدر وأعواد المشانق، فانطلقت تلك الأرواح من بين القيود تبلغ رسالة رب العالمين في عزة وإباء.

﴿الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْسُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (175)...(آل عمران : 172 :175)

إن هذه الخواطر والمشاهد السريعة لن توفي هؤلاء الرجال القدوة حقهم ، ولكن لعلها تفي لنا ببعض الزاد التربوي الذي يزيدنا ولاءًا وثباتًا وحبًا لهذه الدعوة المباركة، وأيضًا لعلها توضح لنا بعض معالم طريق الدعوة والجهاد في سبيل إقامة هذا الدين ، وكذلك لعلها تزيدنا يقينا بحتمية التمكين لدين الله في الأرض أو لعل هذه الخواطر تكون دافعًا للإخوة لأن يكتبوا عمن عايشوهم من إخوانهم فتكون زادًا لنا ولمن بعدنا على الطريق الدعوة إن شاء الله.

أيها الأحباب...

وأخيرًا هي نبضات قلب لا ولن يمنعه السجن أن يظل يخفق بحب هؤلاء الرجال القدوة الأفذاذ وأمثالهم وبحب هذه الدعوة المباركة التي جمعتنا بهم بفضل الله عزوجل ورحمته.

مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً .( الحجرات : 29)


الأستاذ محمد العدوي .. أحب الناس فأحبوه

أحب الناس فأحبوه:

الواقف الأول سيد عيد والرابع عبدالحميد البرديسي والجلوس رشاد عتيق ومحمد العدوي في سجن جناح

هوأحد تلامذة الأستاذ / البنا (عليه رحمة الله) . عمل سكرتيرًا للدكتور/ خميس حميدة وكيل جماعة الإخوان المسلمين (عليه رحمة الله) . دخل السجن عام 1954 ليخرج منه بعدما أمضى فيه ما يقارب من العشرين عامًا في أوائل السبعينيات من القرن الماضي الميلادي ؛ ثابتًا عاملاً مجاهدًا في سبيل نصرة دين الله عزوجل، وفي عام 1981 وبعد أحداث مقتل الرئيس السادات (عليه رحمة الله) عاد إلى مصر بعد أداء فريضة الحج وهو يعلم أنه مطلوب اعتقاله ، ولكنه آثر أن يعود ليكون مع إخوانه وتلامذته في محنتهم فيدخل معهم السجن ليخرج منه أكثر ثباتًا وأصلب عزيمة إلى أن لقي ربه راضيًا مرضيا عنه إن شاء الله.

كان (رحمه الله) أستاذًا مربيًا فاض من قلبه الحب فارتوى منه جميع الناس رحمة ورأفة وعطفا فاجتمع عليه الخلق من كل الأصناف، فقراء وأغنياء، رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، طلاباً وعلماء، فأسس بهم صرحًا دعويًا عظيمًا في محافظة الدقهلية وما حولها00 وما زالت كلماته الرقراقة الندية تعيش في نفوس الإخوان،ومن هذه الكلمات:

"إنما يحتضن الإخوان الناس برفق ورحمة ، يعالجون أرواحهم ومشاعرهم وأفكارهم وواقعهم حتى تستقيم على درب الإسلام كما أُنزل على خير الأنام صلى الله عليه وسلم".

كان بيته – المتواضع- قبلة لكل طارق، وكانت زياراته تلبية لكل داع إلي الخير، ينثر كلماته الذهبية فتضيء بالقرآن والسنة سبل الهداية فتجتمع حوله الصفوف وتتوحد تحت قيادته القلوب.

أما حياته فكانت قدوة عملية لجيل كامل تتلمذ على يديه في محافظة الدقهلية وما حولها ومن هذه المواقف:

الالتزام والجدية في أداء العمل الوظيفي:

تواعد أخوان يومًا للذهاب إلى الأستاذ العدوي ليستشيراه في أمر من أمور الدعوة، فاتفقا أن يذهبا إليه في بيته صباحًا قبل خروجه إلى العمل – وكان يعمل موجهًا في التعليم الصناعي وكانت مدرسة الصنائع تبعد عن بيته ما لا يزيد عن خمسة دقائق – وذهبا فعلا قبل موعد بداية العمل بوقت كاف ،ولكن قال لهما أهل بيته : إنه خرج إلى مدرسة الصنائع. فذهبا إلى المدرسة فقيل لهما: نعم إنه حضر ولكن ذهب إلى الإدارة التعليمية ؛ فسُقط في أيديهما وقررا الانصراف ،وعند خروجهما من المدرسة وجداه عائدًا إلى المدرسة من الإدارة التعليمية، وعند رؤيته لهما سلم عليهما وانصرف عنهما حتى أنهى بعض أعماله مع العاملين في المدرسة. ثم التفت إليهما يسألهما عن حاجتيهما فأخبراه ، فكأنه لم يجد فيما عرضاه عليه أمراً عاجلاً فطلب منهما بلطف المرور عليه في البيت بعد انتهاء العمل وعودته إلى منزله، ثم تركهما ليباشر عمله ؛ فكان درسًا في التزام الأخ وجديته في أداء العمل الوظيفي ،وأن الإسلام يفرض علينا الاتقان والإحسان في العمل ؛لأنه سبيل إلى تقوية بلدنا ونهضة أمتنا.


تواضع وتلبية سريعة لأمر الدعوة:

في أحد الأيام قام إخواننا الطلبة بالدعاية اللازمة في أنحاء الجامعة لمحاضرة سيلقيها أحد الدعاة من القاهرة وفي الموعد المحدد لم يأت الأستاذ الداعية ،وبالاتصال به أخبر إخواننا بأن الموعد الذي أُخبر به غير هذا اليوم، فذهب إخواننا إلى الأستاذ العدوي – وكان يقيم بجوار الجامعة بشارع متفرع من شارع الجلاء – ليحاضر بدلاً من الأستاذ الذي لم يحضر، فأعد نفسه سريعًا وألقى محاضرته القيمة وعند خروجه في رفقة بعض الإخوان الطلبة سألهم عن ملاحظاتهم عن المحاضرة، فاعتبروا ذلك تلطفًا منه، ولكنه أصر قائلاً: أحب أن أسمع الملاحظات لعلي أستدركها في لقاءات قادمة.

وكان درسًا في سرعة تلبية الأخ لنداء الدعوة ولينه وتواضعه لإخوانه وتدريبًا لهم على إبداء الرأي وسماع المشورة.

نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه

كان أحد طلبة الإخوان يدعو شابًا ينتمي إلى جمعية إسلامية عاملة في مجال الدعوة فذهب معه إلى الأستاذ محمد العدوي لعله يقنعه ويترك هذه الجمعية وينضم إلى الإخوان المسلمين. وفعلاً استقبلهما الأستاذ وبدأ أخونا الطالب حديثه مهاجمًا لهذه الجمعية ،وأن دعوة الإخوان أولى بالانضمام إليها والعمل من خلالها للإسلام. فأوقفه الأستاذ العدوي وبدأ حديثه مع هذا الشاب متحدثًا عن جمعيته وأفضالها على الدعوة الإسلامية ولم يأت بذكر لجماعة الإخوان مما أثار حفيظة الأخ الطالب ،ولكن عندما رأي هذا الاخ بعد ذلك جهد هذا الشاب وتفانيه في الدعوة إلى الإسلام من خلال جمعيته استوعب الدرس00 ورحم الله تعالى هذا الشاب فقد لقى ربه شابًا يافعًا.

فكان الدرس بأن ساحة الدعوة تتسع للجميع ،وعلينا أن نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه.


الأخوة الخاصة والأخوة العامة:

عندما حدثت أحداث التاسع والعاشر من يونية عام 1977 فيما أسماه الرئيس السادات "انتفاضة الحرمية" لجأ إلى المدينة الجامعية بعض الطلبة الذين شاركوا في تلك الأحداث – وكان موقف الإخوان غير مؤيد لها- طلب هؤلاء الطلبة بعض الطعام من طلبة الإخوان المقيمين بالمدينة الجامعية، ولكن بحماس الشباب رفض بعض طلبة الإخوان إعطاءهم الطعام ؛ وعندما علم الأستاذ العدوي بذلك انزعج بشدة وأعطى طلبة الإخوان درسًا في الأخوة العامة والأخوة الخاصة ، وأن الطعام والشراب من أساسيات الحياة التي لا يجب أن تكون أداة نشهرها في وجه من يخالفنا الرأي ،وفعلاً ذهب طلبة الإخوان واعتذروا للإخوة الزملاء عن موقفهم.

وكان الدرس بأن قلب الداعية إلى الله عزوجل قلب محب يتسع للناس جميعًا – مهما خالفونا في الرأي- في أخوة عامة لا تتعارض مع أخوتنا الخاصة لإخواننا .


حريصًا على إخوانه:

أخطأ أحد شباب الإخوان خطأ دعويًا فعاتبه الأستاذ ، وبحماس الشباب، انقطع عن زيارته ؛ فكان الأستاذ يرسل له ويتجاهل أخونا الشاب الدعوة ، حتى كان عقد زواج هذا الأخ في مدينة بعيدة عن المنصورة ، فلم يذهب الشاب لدعوة الأستاذ وأرسل إليه غيره ليدعوه ، فحضر الأستاذ قبل الموعد حاملاً هدية مصحفًا كريمًا عليه إهداء منه.

فأعطى الأستاذ المربي المثل والقدوة في كيفية التعامل مع النفوس البشرية حين نفورها، وأن على الأخ المسئول المحافظة على إخوانه مهما كلفه ذلك من مشقة وجهد.


محتضنًا للشباب:

دعا الاستاذ العدوي أخًا شابًا لحضور لقاء دعوي في أحد القرى وكان الموعد في صلاة العصر بمسجد النصر بالمنصورة، فوجد الشاب حوله كوكبة من كبار الإخوان فانكمش خجلاً. ومما زاد في خجله أن أحد الإخوة كان يصلي في المسجد فجاء ليسلم عليهم ،ولما رأى هذا الشاب صغير السن بينهم أظهر امتعاضه ؛ فنهره الأستاذ العدوي لذلك . و أخذ الأستاذ العدوي يتحدث مع هذا الشاب ؛ ليذهب عنه ذلك التوتر.

ويحكي هذا الأخ الشاب أنه كان لهذا اللقاء بأحداثه وكلماته أصداء طيبة ما زالت في نفسه إلى يومنا هذا فجزى الله أستاذنا خيرًا.


التزام وجندية وقيادة:

عندما اقترح الإخوان دخول انتخابات مجلس الشعب في تحالف مع حزب الوفد عام 1984 عارض الأستاذ العدوي هذا الاتجاه معارضة قوية ، ولكن كان قرار الجماعة هو دخول الانتخابات بهذا التحالف 0ولقد رأه إخوانه باذلاً جهده ليلاً ونهارًا في سبيل إنجاح مرشحي التحالف.

فكان درسًا في حسن إبداء الرأي بقوة وأدب ،أما بعد اتخاذ القرار فهو التزام وأداء جاد في التنفيذ.


الأرواح جنود مجندة:

لقد ارتبطت أرواح الإخوان بأستاذهم محمد العدوي فإذا مرض رآه أحد الإخوة في الرؤية مريضًا فيأتي فيعوده. أو يرى أحد الأخوة في الرؤية أن الأستاذ يريده ؛ فيذهب فيجده على وشك الإرسال في طلبه00 وهكذا الحب إذا ملأ القلوب امتزجت الأرواح في منظومة لا يدركها إلا أصحابها.

وهذا هوسر قوة جماعتنا ودعوتنا ورسالتنا، اعتصام بالله سبحانه ، وقلوب جمعها الله في ألفة على عينه ؛ فتعارفت أرواحها وامتزجت نفوسها فكانت كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

أيها الأحباب:

لقد أحببت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الكرام (رضوان الله عليهم) بصحبة هذا الرجل الكريم. فقد رُوى عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما معناه:" خير القرون قرني ثم الذي يليه ثم الذي يليه" ، فكنت أسأل نفسي إذا كان هذا الرجل بأخلاقه ودينه وزهده وجهاده هو نتاج المدرسة المحمدية في خيريتها بعد ألف وخمسمائة عام ؛ فكيف كان خلقه (صلى الله عليه وسلم) وأخلاق الصحابة من حوله رضي الله عنهم أجمعين ؟!.

إن هذا الرجل كان يقيم في الدور الأرضي في شقة خلفية لا تطل على الشارع ثم انتقل إلى شقة أمامية تطل على الشارع في نفس العقار لها حوائط تشكو من آثار الرطوبة ثم انتقل إلى أخرى مُلحقة بمسجد الدعوة بالدور الأول في "توريل"00 هذا الرجل الذي كان يحسب ميزانيته الشهرية بدقة لتكفيه لنهاية الشهر هو من ملأ الأرض رجالاً يجاهدون في سبيل الله لا يخشون في الله لومة لائم.

وهكذا ظل (عليه رحمة الله) عاملاً مجاهدًا صابرًا حتى دخل في غيبوبة الموت ، فكان لا يُسمع منه (عليه رحمة الله) إلا قرآنا أو ذكرا 00فهذا هو كل ما علق في ذاكرته من أمر الدنيا. ثم هنيئًا له شهادة هذه الجموع التي سارت في جنازته شاهدة له أمام الله عزوجل على حسن عمله.

اللهم ألحقنا به مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

لم يَمُتْ مَنْ له أَثَرهْ
وحياةٌ مِنَ السِّيَرْ

آيبُ الفضل كلمــا

آبتِ الشمسُ والقمر

إنما الميتُ مَنْ مشى

ميتَ الخيرِ والخبر

من إذا عاش لم يُفد

وإذا مات لم يضر
الشاعر أحمد شوقي عليه رحمة الله


حنيـــن (2) صبري عرفة الكومي وسعد سرور


مقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

إن هذه الخواطر والمشاهد السريعة لن توفي هؤلاء الرجال القدوة حقهم ولكن لعلها تفي لنا ببعض الزاد التربوي الذي يزيدنا ولاءً وثباتًا وحبًا لهذه الدعوة المباركة، أوتوضح لنا بعض معالم طريق الدعوة والجهاد في سبيل إقامة هذا الدين أو تزيدنا يقينا بحتمية التمكين لدين الله في الأرض أو لعل هذه الخواطر تكون دافعًا للإخوة لأن يكتبوا عن من عايشوهم من إخوانهم فتكون زادًا لنا ولمن بعدنا على الطريق الدعوة إن شاء الله.


الأستاذ/ صبري عرفة الكومي أطال الله عمره .. داعية يربي رجالا

الاستاذ / صبري عرفة:

الاستاذ: صبري عرفة الكومي

التلميذ والأخ المقرب للشهيد / سيد قطب عليه رحمة الله. كان من مسئولي تنظيم الإخوان فى الستينيات من القرن الماضي بتوجيه من الشهيد سيد قطب وتكليف من الأستاذ/ حسن الهضيبي المرشد الثاني لجماعة الاخوان المسلمين عليهما رحمة الله، اعتقل عام 1965 ليدخل محنة من أشد المحن التي مرت على الدعوة الإسلامية, ويحكم عليه القضاء الاستثنائي بالإعدام مع الشهداء / سيد قطب ومحمد هواش وعبد الفتاح إسماعيل ولكن لحكمة يعلمها الله عزوجل ولدور ما زال في ظهر الغيب يخفف الحكم إلى المؤبد ، ويدخل السجن فيؤدي دوره الذي أعد له كمعلم ومربي؛ فيحتضن إخوانه برفق ويعبر بهم محن السجن بسلام والتي كانت أشدها "محنة التكفير" التي تصدى لها حتى عاد كثير من الشباب إلى الفكر الإسلامي الوسطي للإخوان كما تعلموه من مدرسة النبوة الكريمة. ويخرج أستاذنا في بداية السبعينيات ليربي جيلاً بل أجيالاً كاملة على الإسلام والدعوة إليه والتضحية في سبيله. رزقنا الله –سبحانه- وإياه الثبات اللهم آمين.

تربية ربانية قي مدرسة القرآن والسنة ومقاصد الشريعة:

أستاذنا الفاضل المربي الجليل/ صبري عرفة الكومي مدرسة ربانية ربت أجيالا على مائدة القرآن الكريم والسنة المطهرة ومقاصد الشريعة الإسلامية الغراء، فأنارات عقولاً وزكت أنفسًا وأسست حركة دعوية دقيقة واعية.

تعلم تلامذته من خلال تفسيره لآيات القرآن الكريم العقيدة السليمة والعبادة الصحيحة والحلال والحرام وانتماءهم إلى ركب الأنبياء والصالحين من عبادة عليهم السلام وكيف تحرك هذا الركب بالدعوة إلى الله عزوجل؛ مؤصلاً فقه الدعوة الإسلامية في عصرنا هذا كما نادى به الإمام الشهيد/ حسن البنا عليه رحمة الله تعالى.

تعلم تلامذته تزكية النفس وكيف يتخلي المسلم عن الأخلاق غير الحميدة وكيف يتحلي بالأخلاق الطيبة وذلك من خلال مواعظه القيمة من كتاب إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي عليه رحمة الله.

أما الفقه فقد كان يعلمه عن طريق الحكاية والمواقف بما يقرب المعنى ويركزه في الذاكرة فيصعب نسيانه.

تربية متوازنة :

لقد كان وإخوانه وتلامذته نجومًا تتلألأ في سماء التربية بهرت بضوئها الساطع جلاديه حتى أن أحدهم – صفوت الروبي أو شمس بدران – يوجه إليهم أقزع الكلمات لتفوقهم الدراسي وتقاريرهم الوظيفية والمهنية الممتازة ودرجاتهم العلمية المميزة وثناء رؤسائهم وإشادتهم بتفانيهم في العمل حتى أنهم يعملون في أوقات الإجازات المستحقة فضلاً عن رفضهم الحصول على إجازات استثنائية متعجبًا من هذا التوزان بين تمسكهم بالدين والتضحية من أجله و التفوق الوظيفي و الاجتماعي وغاب عن هذا المسكين أن هذا هو الإسلام.

تربية شاملة متدرجة عملية :

تلك التربية الشاملة المتدرجة العملية المؤثرة في جميع مجالات الواقع الإنساني عمادها المعايشة الكاملة فتراه إما زائرًا أو مُزارًا يجالس الإخوان يؤاكلهم ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم على غير تكلف كأنه واحد منهم وهو الأستاذ المربي.

فلم تكن تربيته معلومات تُسكب في العقول ولكن أداء عمليا متلازما مع المعرفة لا يسبق أحدهما الآخر فلا المعرفة تسبق الواقع ولا الواقع يتخلف عن المعرفة.

تربية أساسها المعايشة:

ولذلك كانت تربيتة أساسها معايشته لإخوانه وتلامذته كواحد منهم في تواضع الأساتذة العظام، يتعرف على تلامذته عن قرب ويناقشهم في واقعهم العملي الحياتي والدعوي يرشدهم ويصوبهم إلى الذي ترشد إليه الشريعة. فهي تربية عمادها معايشة المربي لتلامذته تأسيًا بمدرسة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين من بعدهم عليهم رضوان الله.

لم يتأخر يوما عن تلبية دعوات إخوانه وتلامذته بل أحيانًا يفاجئهم بزيارته لهم ليتعرف عليهم عن قرب و ليقضي معهم أوقات لطيفة يؤلف القلوب وينثر بذور الحب والود فتنبت إخوة دونها الدنيا وما فيها وتفتح في الوقت نفسه القلوب و العقول للتوجيه والإرشاد.

أما إخوانه الذين توفاهم الله سبحانه أو استشهدوا فكان راعيًا لأسرهم يتعرف على مشاكلهم ويستطلع أحوالهم مقدما لهم النصح والعون.

هكذا تواجده مع الإخوان جميعًا في معايشة لا تمل ولا تتراخى مهما كانت الظروف.

تربية أساسها الثقة المتبادلة:

وهي كذلك تربية أساسها الثقة المتبادلة؛ فإنك إن جلست إليه أشعرك أنك صاحب الدعوة ومسئولها فيرتفع بك إلى آفاق رحبة تنطلق فيها داعيًا إلى الله على بصيرة في همة وعزيمة.

فإذا ذهبت اليه تعرض عليه أمر من الأمور لتعرف رأيه ابتدرك بسؤالك عن أحوالك العلمية والاجتماعية والمهنية وغير ذلك، ثم يستمع إلى ما جئت من أجله، فإذا عرضت عليه الأمر كان أول ما يبدأ به التعرف على وجهة نظرك ثم يدير حوارًا معك حتى يصل بك إلى الرأي المناسب.

وبهذه الطريقة يرتفع بك من درجة الأخ الأصغر إلى درجة الأخوة التي يتناصح من خلالها أخوان ليصلا معًا إلى الرأي المناسب .

وبذلك يربي إخوانه على متابعة أحوالهم لبعضهم البعض وكذلك تربيتهم على طريقة التفكير العلمية لحل المشكلات وكيف يكون التفاهم وإدارة الحوار و أيضًا غرس الثقة في أنفسهم وبناء شعورقوى لديهم بأنهم رجال الدعوة المشغولون بها والذين يفكرون لها وأنهم هم أصحاب القرار.

فإذا وصل معك إلى الرأي وكون هذا الشعورلديك كنت في قمة الثقة بالنفس وقمة العاطفة التي تطلق طاقات التنفيذ بكل قوتها الكامنة داخل النفس البشرية.

تربية دائمة:

ثم إنها تربية دائمة فترى بيته مفتوحًا لإخوانه كبيرهم وصغيرهم في كل وقت من ليل أو نهار قبلة للصالحين فلا تغلق دونهم الأبواب ولا تمتنع عنهم وسائل الاتصال مرحبًا بهم في بشاشة ورحابة صدر ومحبة صاحب الدعوة الذي يدرك حاجة الناس لمن يترفق بهم ويربط على قلوبهم فجزاه الله عنا خير الجزاء.

أيها الأحباب:

لقد عشنا معه زمنًا من الدهر – زاد عن الخمسة والثلاثين سنة- فما رأيناه إلا متابعًا سائلاً عن أحوالنا موجهًا ما استطاع إلى ذلك سبيلاً. وما زال بيته مفتوحًا نذهب إليه لنتلمس عطاءه الذي لا ينقطع أطال الله عمره.

ولقد كانت الدموع التي انسكبت من عينيه عندما علم بالأحكام القاسية في قضيتنا هذه تثبيتًا لنا على طريق طويل شاق نسأل الله لنا وله الثبات بفضله وجوده وكرمه وأمد الله في عمره وجمعنا وإياه في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

قـم للـمـعلـم وفه التبجيـلا
كاد المعلم أن يكون رسولا

أعلمت أشرف، أو أجل من الذي

يبني، وينشيء أنفسًا وعقولا؟

سبحانك اللهم خير معلم

علمت بالقلم القرون الأولى

وفجرت ينبوع البيان محمدًا

فسقى الحديث وناول التزيلا
الشاعر: أحمد شوقي عليه رحمة الله




الأستاذ/ سعد سرور كامل – عليه رحمة الله

الشاعر الصابر وبشائر القبول:

الأستاذ سعد سرور وزوجته السيدة زينب الكاشف

انضم إلى الإخوان المسلمين عام 1942 فكان من دعاتها المتميزين حتى اعتقل عام 1954 وحكمت عليه المحكمة بخمسة عشر عامًا ولكنه قضى في سجون الظالمين ثمانية عشر عامًا صابرًا محتسبًا ليفرج عنه عام 1972 ثابتًا حاملاً لواء الدعوة داعيًا إلى الله على بصيرة إلى أن لقى ربه عام 1993 شهيدًا وقد صدمته سيارة عند عبوره الطريق.

الشاعر الصابر المحتسب:

لقد كان – بلا منازع – شاعر الدعوة والمحنة في سجون الطغاة فكان يلقيها أزجالا أو إنشادًا بصوت الأخ/ أحمد حسين عليه رحمة الله فتلهم الإخوان الثبات على الحق ومن هذه الأزجال:

من قصيدة: محلاها والله الزنزانة:

محلاها والله الزنزانة

مزنوقة ولكن سايعانا

والقعدة فيها عجبانا

وقلوبنا سعيدة وفرحانة

النومة على الأبراش حلوة

وبقينا مع الله في خلوة

وكتاب الله أجمل سلوى

وآياته تنور دنيانا

من قصيدة :على المحاريق:

ع المحاريق ع المحاريق

ربك بكرة يفك الضيق

والله رجعنا للزنازين

أوعى تكون مهموم وحزين

شد العزم وقول يا معين

لف النمرة ويالا قوام

واتقل واصبر على الأيام

وابقى في وقت الحق جرئ

ومن أزجاله عليه رحمة الله:

بين الجنة وبين النار

ليه الناس دايمًا تحتار

فكر حبة تروح الجنة

ما تفكرش تروح النار

خلى لسانك دايمًا طاهر

وأوعى الغيبة ولحم أخوك

تحفظ غيبته تروح الجنة

تنهش لحمه تروح النار

فكر حبة وشغل عقلك

شوف الأحسن إيه واختار

ولقد سجل عليه رحمة الله هذه الأزجال في كتيب أسماه "خواطر مسجون". وقبل وفاته عليه رحمة الله سجلها بصوته في خمسة أشرطة بعضها إلقاء وبعضها إنشادا ولكن للأسف نفدت الكتيبات والأشرطة من الأسواق. "والأزجال السابق ذكرها منقولة من موقع "ikhwan wiki" من مقالة للأستاذ عبده مصطفى دسوقي جزاه الله خيرًا.

الداعية المحب الموفق:

كان – عليه رحمة الله - حريصا على الشباب ذكورًا وإناثًا يلتقي بهم ليبين لهم عظمة هذا الدين، فإذا زرته استقبلك بابتسامته المشرقة ونظراته الدافئة فكأنك تعرفه منذ سنوات متحدثًا معك حديثه الهادئ وكلماته الحانية ومشاعره الراقية لتصبح أحد أفراد أسرته يتحدث معك عن مشاغلك ومشاغله بقلب الداعية وعقل الأستاذ وخبرة المجاهد ورقة الشاعر.

بشائر القبول:

عندما توفي شهيدًا عام 1993 إثر حادث سيارة ودخل جثمانه القبر كانت من كرماته أن غمر القبر ضوء خافت كضوء النهار قرب الغروب فكانت – إن شاء الله تعالى – له بشرى الفوز بجنات الرحمن بفضله وجوده وكرمه.

إخواني إخواني
دول أهلي وخلاني

أفديهم بعنية

وحياتي ووجداني

القلب بيهواهم

مش ممكن يسلاهم

حبوني وحبتهم

يا حلاوة عشرتهم

انصرهم واحميهم

واحفظهم في غيبتهم

والعهد إللي في قلبى

متوصل بقلوبهم

ولا ننسى ان الأستاذين الكريمن نتاج تربية المدرسة الربانية التي أحياها الأستاذ البنا عليه رحمة الله على منهج القرآن وهدى النبي محمد صلي الله عليه وسلم

هذه المقالات كتبت خلف الأسوار منذ ما يقارب العام وقدر الله عز وجل أن ترى النور بعد أن فرج الله عن صاحبها ونسأل الله العظيم أن يفرج عن الأخوين م/ خيرت الشاطر و أ/ حسن مالك لتنتهي هذه المأساة الوطنية المسماة بالقضية العسكرية رقم 2 لسنة 2007.



حنيـــن (3) إبراهيم سلمو


الحاج/ إبراهيم سلمو عليه رحمة الله تعالى .. زهد ودعوة وجهاد

بقلم: المهندس/ أحمد شوشة

مقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

إن هذه الخواطر والمشاهد السريعة لن توفي هؤلاء الرجال القدوة حقهم ولكن لعلها تفي لنا ببعض الزاد التربوي الذي يزيدنا ولاءً وثباتًا وحبًا لهذه الدعوة المباركة، أو توضح لنا بعض معالم طريق الدعوة والجهاد في سبيل إقامة هذا الدين أوتزيدنا يقينا بحتمية التمكين لدين الله في الأرض أولعل هذه الخواطر تكون دافعًا للإخوة لأن يكتبوا عن من عايشوهم من إخوانهم فتكون زادًا لنا ولمن بعدنا على الطريق الدعوة إن شاء الله.

الداعية المجاهد الزاهد الحاج/ إبراهيم سلمو:

الحاج إبراهيم سلمو

الداعية المجاهد الزاهد الحاج/ إبراهيم سلمو عليه رحمة الله وأنزله منازل الشهداء. إنه من هؤلاء الزاهدين في الحياة الدنيا الذين لا تعرفهم منابر الخطابة ولا أضواء الإعلام ولكن يعرفهم الله عز وجل في ساحات الدعوة والجهاد، عاشوا شهداء يمشون على الأرض فصدقهم الله العزيز العليم فألحقهم بركب الشهداء. عن النبي (ص) قال:

"من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه".رواه مسلم.

عم إبراهيم مزارع اليومية الذي رفض أن يملك من حطام الدنيا شيء يعطله عن دعوته وجهاده ؛ فسار بدعوته يفتح قلوب الناس ويؤسس شُعب الإخوان في قرى محافظة دمياط. فإذا أذن مؤذن الجهاد على ربا فلسطين ذهب مجاهدًا عصابات اليهود مدافعًا عن مسرى رسول الله صلي الله عليه وسلم ولكن إذا ما دنا النصر وصار قاب قوسين أو أدنى تآمر أعداء الأمة بالمكر الخبيث فيتم القبض عليه وعلي إخوانه المجاهدين في ميدان القتال في فلسطين العزيزة ليقادوا الي المعتقلات.

فإذا ما خرج عم ابراهيم من المعتقل انطلق يحمي الدعوة وآمال الأمة؛ ففي ليلة حركة الجيش في يوليو عام 1952م يقف مع الإخوان حارسًا لثروات البلاد ومؤسساتها في مدن [مصر] حاجزين الإنجليز على طريق السويس ليمنعوهم من دخول القاهرة وإجهاض الحركة التي كانت في ذلك الوقت أمل الأمة. فيكون جزاؤه واخوانه الاعتقال والتعذيب عشرين عامًا كاملة في سجون عبد الناصر الذي غيب المجاهدين جميعا حتى انهزمت الأمة واحتل المسجد الأقصى وكامل فلسطين وسيناء المصرية والجولان السورية عام 1967م.

يخرج من السجن في أوائل السبعينيات من القرن الماضي إلى ميدان الدعوة ثابتاً داعياً إلى الله عز وجل فجال أرجاء القطر يقص قصته ويؤسس أجيالاً في مدرسته الفريدة مدرسة الزهد والدعوة والجهاد. وكلما ضاق به الظالمون سجنوه ليخرج أكثر قوة يبلغ دعوته في ثبات الرجال حتى لقي ربه في حادث سيارة كانت تقله لمحاضرة في صعيد مصر وقد تخطى الثمانية والثمانين من عمره المبارك وقد ضعف بصره ووهن جسده ، تقبله الله في الشهداء . اللهم آمين.

" وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .)173). فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم.(174)إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ‏" [‏آل عمران‏: 169:‏ 175‏]‏‏


جماعة الإخوان تنعى المجاهد إبراهيم سلمو:

عزاء جماعة الاخوان المنشور علي موقع الجماعة بتاريخ 6/3/2006م

ينعى فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الأستاذمحمد مهدي عاكف للأمة العربية والإسلامية ولجموع الإخوان المسلمين المجاهد الشيخ إبراهيم محمد سلمو أحد فرسان الجهاد في فلسطين عن عمر يناهز 87 عامًا.

ولد الحاج إبراهيم سلمو في قرية عزبة اللحم بمحافظة دمياط عام 1919، والتي نشأ وترعرع فيها على مبادئ الإخوان المسلمين؛ حيث التحق بالجماعة على يد الإمام الشهيد حسن البنا عام 1936 وهو بعدُ لم يبلغ 17 عامًا، وظل على عهده وبيعته حتى يومنا هذا.

وهو أحد مؤسسي شعبة الإخوان المسلمين بدمياط، وقد التحق بالتنظيم الخاص لجماعة الإخوان المسلمين، ورافَق الإمام البنا في جولاته؛ حيث كان أحد أفراد الحرس الخاص به.

وكان رحمه الله في مقدمة المتطوعين في حرب فلسطين عام 1948؛ حيث التحق بكتائب الإخوان المسلمين بفلسطين، ومكث بمدينة القدس لمدة 6 أشهر؛ حيث كان يصلِّي بالمسجد الأقصى، وشارك في محاربة المحتل الإنجليزي في مدن القناة عام 1951م.

وللحاج إبراهيم خمسة أولاد هم:محمد عزت (مهندس), وصلاح الدين, وصديق, وإبراهيم, والسيدة حرم الأستاذ محمد نجيب.

وقد ظل يجاهد بالكلمة حتى آخر أنفاسه، فرغم كبر سنه ومرضه إلا أنه أبى إلا أن يقوم بواجباته الدعويه؛ حيث توفاه الله يوم الإثنين الموافق 6/3/2006م وهو يؤدي رسالته على أكمل وجه، مربيًا لأبنائه من جماعة الإخوان المسلمين.


من مواقفه التربوية

إيمان حي يقظ:

على مائدة إفطار في أحد أيام رمضان المبارك دار حديث مع الشباب من خريجي الجامعة حول معنى الإيمان، فتحدث كل منهم عما يعرفه من أركان الإيمان ونواقضه وما إلى ذلك حتى انتهى الحديث إلى عم/ [[إبراهيم سلمو]] فتحدث حديث الفقهاء العاملين فقال عليه رحمة الله: في أربعينيات القرن الماضي كان وجود الأطباء في الأقاليم نادراً وفي القرى منعدمًا فمرض طفل لي واشتد عليه المرض فسألت عن الطبيب المقيم في مدينة دمياط فعلمت أنه مسافر، فاحترت ماذا أفعل؟ فهديت إلى أن أتقرب إلى الله عز وجل بعمل لعله يكون خالصًا فيتقبل دعواتي بشفاء الولد وفعلاً ذهبت إلى قرية لم يكن فيها شعبة للإخوان بنية فتح شعبة بها. فصليت مع أهل القرية الظهر في المسجد وجلست مع الشباب أحدثهم عن دعوة الإخوان حتى انشرحت قلوبهم للدعوة وتعاهدنا للعمل معًا في دعوة الإخوان، وصليت معهم صلاة العصر واتفقنا على موعد آخر قريب وعدت إلى بيتي فوجدت الولد يجري في البيت، فسألت أمه ماذا حدث؟ فأخبرتني أنها لما احتارت أسقته كوب ماء بالسكر والليمون فشربه وبدأ يعود إلى طبيعته حتى انطلق يلعب في أنحاء البيت.

فكان درسًا تعلم منه الشباب أن الإيمان قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالجوارح. فالإيمان ليس كلمات ولكن واقع يتحرك به الأخ في حياته.

"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك وبذلك أمرت" (الأنعام: 162 : 163).

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " قال رسول الله (ص): "إن الله تعالى قال:

من عادى لي وليًا، فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه" (رواه البخاري).


إخلاص في عمله المهني:

ذهب أحد الأخوة يسأل عنه في بيته فقيل له أنه في العمل في "غيط فلان" فذهب إليه الأخ بسيارته ووقف على أول الحقل الزارعي يسأل عنه فخرج إليه عم/ إبراهيم في ملابسه مبللة بالماء وبها آثار الطين فاحتضنه الأخ وقبل رأسه. وطلب الأخ منه موعدا لمحاضرة يلقيها فأخبره عم/ إبراهيم بأنه وعد صاحب الزراعة بإتمام زراعة "الطماطم" وهذا سيستغرق ثلاثة أيام فليكن الموعد بعدها.

وهكذا يعلمنا الإخوان الحرص وحسن أداء أعمالنا المهنية والوفاء بالعهد واحترام كل صاحب مهنة أستاذًا جامعيًا كان أو عاملاً زراعيًا إنها مدرسة عظيمة ذات قيم إنسانية راقية.


" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير"(الحجرات 13).

" وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ "


حلم وسعة صدر الداعية:

دعاه بعض الإخوة لإلقاء محاضرة وفي الموعد والمكان المحددين ذهب ومعه أحد إخوانه فلم يجد المكان قد أعد والإخوة في غير جاهزية لسماع المحاضرة. فأسر إليه الأخ المصاحب له أن ينصرف معتذرًا عن اللقاء حتى يعطي للإخوة درسًا في احترام المواعيد والناس، فنهره عم/ إبراهيم وطلب منه السكوت. وجلس وأخرج مصحفه يقرأ فيه حتى أذن لصلاة الظهر فصلى مع الإخوة. وبدأ محاضرته بعد الصلاة متأخرًا ما يقارب الساعتين. وجلس عم/ إبراهيم على الأرض يقص قصصه بلهجته الريفية الدمياطية المحببة والإخوة مأخوذون بحديثه مشدودون لقصصه وأسلوبه واسقاطاته التربوية وامتد اللقاء حتى منتصف الليل.

وهكذا كان درسًا في سعة صدر الداعية وحلمه على الشباب المقبل على الدعوة يأخذ بأيديهم برفق وحب وعطف حتى يتعرفوا على دعوة الإسلام فإذا تفتحت قلوبهم وعقولهم للدعوة وذاقوا حلاوة الإيمان صار التزامهم بعقيدة الإسلام وعبادته وأخلاقه وحلاله وحرامه ملازمًا لشخصياتهم بصدق وإخلاص لله عز وجل.

"قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِين" (يوسف – الآية108)

"أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ " (إبراهيم:24-25)


في القيادة أو في الساقة لا فرق:

كان عليه رحمة الله حريصا على إخوانه فنجده أثناء انعقاد حفلات الإخوان يراقب الحفل مستعدا لأي طارئ حتى لا يفاجأ الحضور بأزمة غير متوقعة وفي المسيرات الانتخابية كنت تجده خلف المسيرة يتابع الحضور حريصا على سلامة الجميع.

ففي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله ! الرجل يُقاتل للمغنم ، والرجل يُقاتل للذكر ، والرجل يُقاتل ليُرى مكانه ، فمن في سبيل الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله .

قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ... فهجرته إلى ما هاجر إليه" رواه البخاري ومسلم .

أحبابي في الله:

هكذا كان عطاؤه للدعوة تحركه عقيدته ناشرًا دعوته في همة ونشاط في قرى دمياط وفي مشارق البلاد ومغاربها ومجاهدًا في فلسطين ومقاومًا للإنجليز في القناة ومحافظًا على البلاد ليلة حركة يونيو عارفًا طريقه إلى جنة عرضها السموات والأرض رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا وإياه في منازل الشهداء اللهم آمين.

إن لله عبادًا فُطَنا
طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا
أنها ليست لحي وطنا

جعلوها لجة واتخذوا

صالح الأعمال فيها سفنا


حنيـــن (4) سعد صيام وأسعد زهران


بقلم: م/ أحمد شوشة

مقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

إن هذه الخواطر والمشاهد السريعة لن توفي هؤلاء الرجال القدوة حقهم ولكن لعلها تفي لنا ببعض الزاد التربوي الذي يزيدنا ولاءً وثباتًا وحبًا لهذه الدعوة المباركة، أو توضح لنا بعض معالم طريق الدعوة والجهاد في سبيل إقامة هذا الدين أوتزيدنا يقينا بحتمية التمكين لدين الله في الأرض أولعل هذه الخواطر تكون دافعًا للإخوة لأن يكتبوا عمن عايشوهم من إخوانهم فتكون زادًا لنا ولمن بعدنا على طريق الدعوة إن شاء الله.


الحاج/ سعد صيام (عليه رحمة الله) .. رقة وطهر وصلابة

عن النبي (ص) قال: "يدخل الجنة أقوامًا أفئدتهم مثل أفئدة الطير" ...رواه مسلم "يعني: في رقتهم وتوكلهم"

تاجر مستلزمات الاثاث خرج من محنة عام 1965 في أوائل السبعينات من القرن الماضى الميلادي صلبًا ليحمل مسئولية الدعوة في محافظة دمياط ؛ فكان عليه رحمة الله دعوة في حركاته وسكناته؛ يفتح "بيته" و "معرضه" بشارع فكري زاهر – سوق الحسبة- للشباب يملأ قلوبهم حبًا للإسلام وموضحًا لهم طريق الدعوة في رقة ورفق وحنان.

اعلان شرعية الدعوة وثباتها وأصالتها:

فكم أقام من سرادقات في "سوق الحسبة" في قلب مدينة دمياط ليحاضر فيها الأساتذة والدعاة من أمثال المرشد الثالث الأستاذ/ عمر التلمساني والشاعر/ جمال فوزي والشيخ/ عبد المتعال الجبري عليهم رحمة الله تعالى وغيرهم . معلنا شرعية الدعوة وثباتها وأصالتها وليعلم القاصي والداني أن المستقبل لهذا الدين وأن المحن لن تكون إلا صقلاً لأصحاب الدعوات وعلامات على صحة الطريق وبشريات التمكين بفضل الله تعالى.

اجتماع الناس علي دعوة الله عز وجل:

فأعاد الحيوية للدعوة الإسلامية في الشارع الدمياطي واجتمع عليه الناس يريدون معرفة الكثير عن دعوة الإخوان المسلمين التي غيبها الظالمون عن واقع الناس خلف سجون القهر وأعلام التجهيل وتزوير التاريخ.

بداية الطريق التربوي:

وبرفق الداعية وعاطفة المربي يأخذ بيد الشباب يربيهم ويعرفهم الطريق ومعالمه حتى لقي ربه في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي عليه رحمة الله تعالى وتقبله في الصالحين اللهم آمين.


قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم) : ألا وإن لله أواني في أرضه هي القلوب؛ فأحب الأواني إلى الله تعالى أصفاها وأصلبها وأرقها؛ أصفاها من الذنوب وأصلبها في الدين وأرقها على الإخوان"...."أخرجه الطبراني إلا أنه قال: "ألينها وأرقها" وإسناده جيد.


الحاج / أسعد زهران .. حنان وقوة


من هو ؟

الجالس هو: الحاج أسعد زهران مسئول المكتب الإداري للإخوان بدمياط

روى مسلم عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، واذا اصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كذا، ولكن قل، قدر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان".

هو تاجر الأثاث الذى سجن في الستنيات والتسعينات من القرن الميلادي الماضي استلم لواء الدعوة من الحاج/ سعد صيام عليه رحمة الله فأكمل مسيرة الدعوة في محافظة دمياط.


انتقاء واحتضان:

احتضن الشباب في رفق المحب الحريص علي أحبابه وقوة المدافع عن أولاده وبصيرة المرشد الناصح لإخوانه موضحا لهم وسطية الإسلام فكرا وواقعا , ودافعا بهم لحمل الدعوة إلي الناس أجمعين.

(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح 29)


منهجه التربوي:

وله في ذلك أسلوب تفرد به ؛ فتراه يصحب الشباب الي زيارة قادة الدعوة أو يدعو هؤلاء القادة إلي زيارة دمياط ومعايشة الشباب أو تراه يصحب الشباب في رحلات فردية أو ثنائية يتعرف علي أفكارهم ومشاعرهم ويصحح ويرشد و يوجه بعاطفة الوالد المحب وبعلم الاستاذ المعلم وريادة الشيخ الرائد وقيادة القائد بحكم السياسة العامة موضحا لهم طريق الدعوة دافعا بهم الي حمل أعبائها متدرجا بهم في حمل المسئولية حتي نضج الشباب وصاروا رجالا يحملون لواء الدعوة الي الله عز وجل في محافظة دمياط وما حولها.


التوازن التربوي:

ومن أسلوبه كذلك ؛ رعاية الشباب اجتماعيا ومهنيا ؛ فيقدم لهم النصح في اختيار الزوجة وبناء الأسرة المسلمة المستقرة فتأسست بفضل توجيهاته أسرا ناجحة أثمرت أولادا واستقرارا . وكذلك توجيهاته للاستقرار المهني والوظيفي؛ فاستقرت حياة هؤلاء الشباب.


ثمار هذه التربية:

آتت تربيته المتوازنة هذه ثمارها فانطلقت طاقات الشباب بدعوة الله عز وجل في المجتمع الدمياطي؛ يعمقون قيم الإسلام فهما نظريا والتزاما وقدوة عملية .

أحبابي في الله:

ومازال الحاج / أسعد زهران -أطال الله عمره- منارة تضئ للسالكين الي الله دروبهم . فجزاه الله عنا وعن دعوة الإسلام خير الجزاء اللهم آمين.


ملحوظة:

هذه الومضات السريعة عن ثلاثة منارات من دمياط – الحاج /ابراهيم سلمو والحاج / سعد صيام والحاج / أسعد زهران - نحتاج لأن يكتب عنهم الكثير بأيدي الأحباب الذين عاصروهم. وكذلك عن نجوم زاهرات أضاءت سماء الدعوة من أمثال الأستاذ/ محمد كامل أبو العينين ، والحاج/ سيد نور الدين ، والحاج/ على مطر عليهم رحمة الله والأستاذ / إبراهيم خفاجي والأستاذ/ حسن الدسوقي والاستاذ/ أحمد كيوان والأستاذ/ سامي بدوي أطال الله أعمارهم , وغيرهم من أعلام الدعوة في محافظة دمياط.

بنى دمياط ما شيءٌ بباق
سوى الفرد الذي احتكر البقاء

تعالى الله، لا يبقى سواه

إذا وردت بريته الفناء

ملأتم من بيوت الله أرضًا

ومن داعي البكور لها سماء

ولا تستقبلون الفجر إلا

على قدم الصلاة إذا أضاء

وكم من موقف ماض وقفتم

فكنتم فيه للوطن الفداء

دفعتم غارة شعواء عنه

وذدتم عن حواضره البلاء
أمير الشعراء: أحمد شوقي عليه رحمة الله


حنيــن (5) محمد سليم مصطفى


م. أحمد شوشة يكتب: الريّس محمد سليم مصطفى قاضي حوائج الناس

إن هذه الخواطر والمشاهد السريعة لن توفي هؤلاء الرجال القدوة حقَّهم، ولكن لعلها تفي لنا ببعض الزاد التربوي الذي يزيدنا ولاءً وثباتًا وحبًّا لهذه الدعوة المباركة، أو تُوضِّح لنا بعض معالم طريق الدعوة والجهاد في سبيل إقامة هذا الدين أو تزيدنا يقينًا بحتمية التمكين لدين الله في الأرض، أو لعل هذه الخواطر تكون دافعًا للإخوة لأن يكتبوا عمن عايشوهم من إخوانهم فتكون زادًا لنا ولِمَن بعدنا على طريق الدعوة إن شاء الله.

عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله عبادًا يفزع الناس إليهم في حوائجهم، هم الآمنون يوم القيامة" (ورد في كنز العمال، وفي كشف الخفاء ومزيل الإلباس).

أستاذنا الكبير المهندس محمد سليم مصطفى- عليه رحمة الله- حركة لا تتوقف منذ أن تعرَّف على دعوة الإخوان؛ ساند بجهده المبارك المقاومة الإسلامية في فلسطين وعلى ضفاف قناة السويس حتى اعتقل عام (1954م) مع إخوانه المجاهدين من الإخوان المسلمين، فكان في خدمة إخوانه في السجون فأطلق عليه لقب "الريس".

يقول الأستاذ إبراهيم منير في الموسوعة الإخوانية الإلكترونية وموقع (إخوان ويكي) عن شهادة المهندس محمد سليم في حادث المنشية (تمثيلية محاولة قتل جمال عبد الناصر):

فقد كان يقين الجميع وبلا استثناء أن الجماعة بريئة تمامًا من تدبير حادث المنشية في الإسكندرية، وأنه لو كانت رواية هؤلاء الضباط صحيحة، فإن الأمر لا يعدو عن كونه تصرفًا فرديًّا من الأخ "هنداوي دوير" خروجًا عن الالتزام وبعيدًا عن الجماعة، دُفع إليه بطريقةٍ غير معروفة، وتمَّت متابعته عن طريق عناصر متصلة بجمال عبد الناصر، وتُرك ليأخذ مجراه المرسوم، والقبض على محمود عبد اللطيف وسط جماهير الحضور في الميدان، ثم تتكفل السجون التي كانت مُعدّة مع قوائم المعتقلين، والتي بدأت بعد الحادث بساعات، وإجراءات التعذيب والمحاكمات الهزلية بإتمام بقية الصورة لتحقيق الهدف المطلوب، ومع ذلك فقد كان هذا احتمال تولد لدى البعض دون يقين بسبب ما قاله "هنداوي دوير" لهم في لقاءات خاطفة في السجن الحربي قبل إعدامه، وكذلك عدم معرفة أي مسئول في النظام الخاص بهذا الحادث (حادث المنشية)، ومنهم المهندس محمد سليم مصطفى- يرحمه الله- الذي كان مسئول النظام الخاص في الإسكندرية، والذي أكد أنه وإخوانه كانوا كفيلين بتنفيذ أي أمرٍ لا يتعارض مع شرع الله الواضح البين يصدر إليهم، وأنهم أيضًا فوجئوا بهذا الحادث بأدائه الهزلي تمثيلاً وإخراجًا، المخالف لتوجُّهات الجماعة، التي يعرفها كل العاملين، وبقي ثابتًا لدى الجميع أن هذا الحادث قد استبق وأجهض تحرُّكًا شعبيًّا كانت الجماعة تستعد له على غرار ما حدث في فبراير 1954م؛ للضغط على الضباط للعودة إلى ثكناتهم وإعطاء الشعب حريته.

عطاء لا يتوقف:

بعد أن أطلق سراحه في أوئل السبعينيات من القرن الماضي الميلادي سار على نهجه في خدمة الدعوة والإخوان والناس أجمعين؛ فأسس دار الطباعة والنشر الإسلامية بالعاشر من رمضان ومكتباتها، واشترك في تأسيس دار النشر والتوزيع الإسلامية، وذلك لطبع ونشر الكتاب والفكر الإسلامي الوسطي الصحيح، ثم أنشأ الجمعية الإسلامية للخدمات؛ لخدمة المجتمع وتلبية احتياجات الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام وأصحاب الحاجات، وأنشأ-عليه رحمة الله- مسجد الرضوان؛ ليكون منبرًا للدعوة الإسلامية والفكر الإسلامي الرشيد.

وأسس كذلك مدرسة الرضوان الإسلامية للتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي؛ ليتخرج منها أجيال على خلق وعلم ودين.

أسلوبه التربوي:

أسلوب عملي يعتمد على احتضان الشباب، ودفعهم إلى مشاركته في إنشاء وإدارة المشروعات ذات الفائدة على بلدنا، ومن خلال هذه المشاركة يربي الشباب على البذل والعطاء لدينهم ووطنهم وأمتهم، واضعًا أقدامهم على طريق الدعوة، موضحًا لهم معالم الطريق.

يتحدث الحاج عباس السيسي عن المهندس محمد سليم- عليهما رحمة الله- في كتابه "الطريق إلى القلوب- الجزء الأول":

"عرف الطريق إلى القلوب بأسلوب متفرد يختص الله تعالى به أولي العزم من الرجال، فطريقه إلى القلوب ليست الخطابة ولا الكتابة، بل (وقل اعملوا) في صبر وصمود وتجمل وتجرد".


من مواقفه التربوية

العبوديه لله عزَّ وجلَّ:

م. محمد سليم - أ. عمر التلمساني - أ. إبراهيم شرف عليهم رحمة الله

سأله شاب يومًا كيف استطعتم أن تثبتوا في السجون مدة عشرين سنة متواصلة؟ فأجاب: ما دام الأخ يعتقد أن حياته كلها عبودية لله، فلا فرقَ بين السجن وخارجه، ففي كليهما يؤدي حق العبودية لله سبحانه وتعالى، وإن كنَّا نسأل الله العافية.. ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (162)﴾ (الأنعام).

الصبر والاحتساب عند الابتلاء:

يحدثنا أحد الإخوان أن حياة الحاج محمد لم تخل من الفتن حتى بعد خروجه من السجن، فقد اتصل به ظهر يوم من الأيام مَن يخبره بوفاة ابنته الوحيدة المقيمة بالكويت، وظلَّ إلى المساء وهو لا يعلم حقيقة الأمر، وأصبح الصباح فانطلق يؤدِّي واجباته المعتادة ولم يشعر أحدٌ بما يعانيه حتى انتهى اليوم، وجاءه حقيقة الخبر أن وفاة ابنته خبر كيدي، حفظ الله أختنا، وأطال الله عمرها.

عَنْ ‏‏مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ‏‏عَنْ ‏‏أَبِيهِ ‏قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدّ بَلاءً قَالَ: "‏الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا ‏يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ". (صحيح الترمذي).

يقضي يومه في قضاء حاجات الناس (البركة في البكور):

يحدثنا أحد الإخوان أنه كان إذا أراد زيارة الحاج محمد سليم في بيته يذهب إليه إما قبل السابعة صباحًا أو بعد صلاة العشاء، فقد كان- عليه رحمة الله- يبدأ يومه قبل صلاة الفجر فإذا أشرقت الشمس تجده مشرق الروح منطلقًا بسيارته البيضاء في حركةٍ دائبةٍ لا تتوقف، ساعيًا في قضاء حوائج الدعوة وحوائج أحبابه والناس أجمعين، حتى يعود إلى بيته في المساء قرير العين مرتاح البال، يرعى زوجته وأولاده وأحفاده.

عن صخر بن وداعة رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ‏"اللَّهُمَّ بَارِكْ لأمَّتِي فِي بُكُورِهَا‏"‏‏.. قَالَ وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أو جَيْشًا بَعَثَهُمْ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ، وَكَانَ صَخْر رَجُلاً تَاجِرًا فَكَانَ يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ‏". (رواه أبو داود والترمذي).

الرعاية الاجتماعية للشباب:

فمما يذكره أحد الإخوان أن بعد زواجه حملت زوجته، وأتى عليهما أول عيد، ولم يتمكنا من السفر إلى بلدتهما لقضاء أيام العيد بين الأهل، وعند عودتهما إلى منزلهما في مساء ليلة العيد، وجدا الحاج محمد سليم تاركًا لهما "كرتونة" بها كعك العيد والترمس وما إلى ذلك مما اعتاد الناس تناوله في صباح يوم العيد.. فيعلمنا كيف تكون رعاية الأخ الكبير لإخوانه وشعوره باحتياجاتهم وتلبيتها.

وعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ‏"إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلاَلِي الْيَوْمَ أُظِلُّهُم في ظِلِّي يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلِّي". (صحيح مسلم).

يعلمنا التكافل:

يُذكر أن مصر في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي كانت تمر بأزمة في المواد الغذائية فكان- عليه رحمة الله- إذا وجد مواد غذائية في أحد المجمعات الاستهلاكية، اشترى كمية منها ليوزعها على بيوت الإخوان بنفسه، فيحمل الزيت والسكر والدقيق وغير ذلك إلى بيت الأخ، فينمي فيه مشاعر الحب في الله والأخوة والإيثار والتكافل والولاء لهذا الدين العظيم الذى علَّم المسلمين هذه القيم العظيمة.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ‏"لاَ يؤمن أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ- أَوْ قَالَ لِجَارِهِ- مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ‏"‏ (صحيح مسلم‏).


عاش محبًّا لإخوانه ودعوته ووطنه وأمته محتضنًا الشباب:

المهندس محمد سليم (الثاني من يمين الجالسين)

وهكذا عاش محبًّا لإخوانه ودعوته ووطنه وأمته محتضنًا الشباب يوجههم ويرعاهم، باذلاً لهم جميعًا عطاءً لا يتوقف، فما زال ينشر تلامذته الخير في آفاق أمتهم، وما زالت مشاريعه صدقةً جاريةً إلى يومنا هذا، رحمه الله رحمةً واسعةً، وجزاه عنا خير الجزاء.

قال صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم، انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". (صحيح مسلم).

أخي الحبيب:

لقد كانت حياة المهندس محمد سليم درسًا لنا في العطاء؛ فقد كان- عليه رحمة الله- حين يعرف احتياجات أمته ووطنه ودعوته كان أول الباذلين جهدهم في تلبية هذه الاحتياجات، لا يشغله ذلك عن تربية الشباب على منهج الإسلام القويم، وظلَّ كذلك حتى كان في طريقه لأداء واجب اجتماعي مع زوجته في سيارته، فيوقف السيارة ليلقى ربه على عجلة القيادة عام (1986) الميلادي.. تقبَّله الله في الصالحين.

أسأل الله أن ينير بصائرنا للعمل الصالح المتقبل، وأن يلحقنا به مع الأنبياء والشهداء والصديقين والصالحين اللهم آمين.

يا طرازًا يبعث اللهُ به
في نواحي مُلكه آنًا فآنا

من رجالٍ خلقوا ألويةً

ونجومًا، وغيوثًا، ورعانا

هل ترى أنتَ؟ فإني لم أجدْ

كجميل الصنع بالشكر اقترانا

وإذا الدنيا خَلت من خير

وَخَلْت من شاكر هانت هَوانا

أمير الشعراء أحمد شوقي عليه رحمة الله


  • هذه المقالات كتبت خلف الأسوار منذ ما يقارب العام، وقدَّر الله عز وجل أن ترى النور بعد أن فرَّج الله عن صاحبها، وأسأل الله العظيم أن يفرج عن الأخوين م/ خيرت الشاطر وأ/ حسن مالك؛ لتنتهي هذه المأساة الوطنية المسماة بالقضية العسكرية رقم 2 لسنة 2007م والمستمرة للعام الخامس.. ألا إن فرج الله قريب بفضله وجوده وكرمه، ووالله ليتمن الله أمر هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، فلينتبه الغافل عن سنن الله عز وجل.. ﴿قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135)﴾ (طه).

للمزيد عن المهندس أحمد شوشة

روابط خارجية

مقالات بقلم المهندس أحمد شوشة

أخبار متعلقة

وصلات فيديو


للمزيد عن المحاكمات العسكرية

روابط داخلية

كتب متعلقة

أبحاث ومقالات متعلقة

المعتقلين في المحاكمات العسكرية

روابط خارجية

مقالات وأخبار متعلقة

تابع مقالات وأخبار متعلقة

.

تابع مقالات وأخبار متعلقة

روابط فيديو

.