أحمد محمد الخطيب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٠:٤٨، ٢٦ يناير ٢٠٢٢ بواسطة Lenso90 (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الداعية أحمد محمد الخطيب أمين سر إخوان الأردن


مقدمة

بقدر أهمية العلماء وحاجة الأمة إليهم يتبين خطر غياب دورهم أو تغييبه، فإن الثغرة التي هم عليها لا يسدُّها غيرهم.

مولده ونشأته

ولد المجاهد أحمد محمد الخطيب (أبو محمد) في مدينة أربد عام 1914م ، ووالده محمد عبدالقادر الخطيب من أوائل من أفتتح كتابا لتعليم الكتابة والقراءة والحساب لأبناء أربد.

درس المرحلة الابتدائية في أربد ، ثم ترك الدراسة ، لكنه بالمقابل اهتم بالكتب الدينية والتاريخية وغيرها من العلوم ، وكون له مكتبة خاصة في البيت ، احتوت على الكثير من الكتب التي كان يقرأها ومن خلالها تكونت لديه ثقافة واسعة في شتى العلوم ، ثم عمل بالتجارة وبيع الاقمشة حتى عام 1948م

وفي عام 1950م اتجه عمله نحو الثقافة حيث قام بإنشاء مكتبة للكتب باسم "مكتبة المعارف" وكانت من أشهر مكتبات أربد ، واستمر بها حتى عام 1965م ، وذلك لانتقاله إلى عمان ، في عمان استمر في عمله الثقافي وافتتح مكتبة الأقصى في وسط السوق ، وأصبحت من المكتبات المعروفة ، والتي استقطبت الكثير من المثقفين.

انضمامه لجماعة الإخوان المسلمين

عند حضور القائد عبد اللطيف أبو قورة لأربد عام 1946م ، وبرفقته الاستاذ سعيد رمضان مندوب الامام حسن البنا ، لنشر فكرة الإخوان المسلمين في أربد ، تجمع حولهم الكثير من شباب أربد ومثقفيها وتجارها ، وكان منهم المجاهد احمد محمد الخطيب الشاب والمثقف والتاجر ، فبايع على الانضمام في ركب الجماعة ، وكان مسؤلا عن شعبة الإخوان في أربد ، برفقة مفلح الحسن الغرايبة ، ومفلح السعد البطاينة ، ومحمد جرادات ، والمحامي شفيق ارشيدات.

وانتخب عضوا في المكتب التنفيذي للجماعة عام 1965م ، ومساعدا لأمين سر الجماعة الدكتور اسحاق الفرحان، كما ساهم في إنشاء المدرسة الاسلامية في أربد.

جهاده في سبيل الله

أحمد-محمد-الخطيب.2.jpg

شارك المجاهد احمد الخطيب في الثورة على الانتداب البريطاني في الأردن ، وكان هناك خط لأنابيب النفط يمر بالقرب من مدينة أربد إلى مدينة حيفا ، ومنها إلى أول وأكبر مصفاة للنفط على شرقي البحر المتوسط ، فقام المجاهد أحمد الخطيب وإخوانه المجاهدون أمثال الشيخ عبدالله البرقاوي ، واحمد الجيزاوي

وأسعد شرارة ، بنسف تلك الأنابيب في الصحراء وفي داخل الأراضي الفلسطينية خلال السنوات 1936 ـ 1941م ، وكانت بريطانيا تظن أن هذا العمل قام به ضباط عراقيون أو فلسطينيون تدربوا في ألمانيا بمساعدة الحاج أمين الحسيني ، مما أبعد الأنظار عن الخطيب وإخوانه ، كما اشترك في معارك شمالي فلسطين في ثورات 1936 ـ 1939م.

كما شارك في الحرب عام 1948م ، من خلال السرية التي تطوعت من شباب الإخوان المسلمين ومن شباب أربد ،منهم مفلح السعد ، ومصطفى خضير ، واحمد الجيزاوي ، وعثمان ناصيف ، وكان قبيل الحرب شكل مجموعة من اخوان أربد لجمع التبرعات للجهاد في فلسطين ونتركه يروي هذه القصة بنفسه

حيث قال:

"جمعنا مبلغا من المال يقدر بحوالي (10000) دينار ، وانتدبتنا لجنة أخرى في عمان لجمع التبرعات ، وانتخب أمين شقير والحاج عبد الرحمن أبو حسان وكلفا بالذهاب إلى القاهرة لشراء الأسلحة أيضا ، وقد اجتمعنا في القاهرة ، والتقينا المرشد العام الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله ، ودفعنا المال له لشراء السلاح وقد كلَّف الإمام إخوة من مصر لشراء السلاح من محافظات مصر
وذهبت إلى الإسكندرية وذهب نايف أبوعبيد إلى مدينة المنصورة ، مكثنا مدة طويلة في مصر لشراء السلاح حتى أنني ذهبت إلى الصحراء الغربية لمصر على حدود ليبيا لشراء السلاح من البدو وكنا كلما اشترينا كمية نرسلها إلى المركز العام للإخوان المسلمين في القاهرة ، وكنا آنذاك مطاردين من الحكومة المصرية
وقد صادروا كمية كبيرة من السلاح في دمنهور وحجزوه رغم حصولنا على تصريح من إدارة الشؤون العربية في الحكومة المصرية ، ولكن الأستاذ البنا اتصل بالجهات المسئولة ، وتم إرسال خمس شاحنات كبيرة ، وأرسلوا معنا ضباطًا مصريين وسلكنا طريق سيناء ، وقد كلفت بمرافقة القافلة حتى وصلنا إلى العقبة ، ومكثنا سبعة أيام في الطريق حتى وصلنا عمان ، أخذتُ جزءا بسيطا منه والباقي تم تسليمه إلى جيش الإنقاذ في سورية
وقد ذهبت أنا وضابط من الجيش الأردني لهذه المهمة ، وفي هذه الأثناء شكلت جماعة الإخوان المسلمين فرقا متطوعة تقوم بمهاجمة المستعمرات عن طريق نهر اليرموك في شمال الأردن ويقع على الحدود بين الأردن وفلسطين ، وكان أحد الإخوان اسمه عثمان نصيف له الباع الطويل في العمليات العسكرية ، يتبرع بسياراته للإخوان وشراء السلاح بنفسه
ومن العمليات العسكرية التي قمنا بها عملية احتلال منطقة سمخ قرب طبريا ومكثنا هناك حوالي عشرة أيام ، وكنا نهاجم من هناك بعض المراكز والمستعمرات ، وقد استشهد أحد إخواننا واسمه حسن الظاهر البطاينة رحمه الله ، وفي أثناء وجودنا في سمخ كانت الشائعات تلوح بأنه سيحصل هجوم من اليهود على سمخ وكان عدد المتطوعين كثيرا ، والسلاح الذي بين أيدينا بسيطا وقليلاً
ورأينا أنا والأمير محمد الغزاوي أن نتجه إلى محافظة درعا عن طريق الجولان لطلب المساعدة في الحصول على السلاح ، فوعدنا خيرا ولكن لم نر من هذه الوعود شيئا ، ورجعنا إلى أربد وسمعنا أن اليهود هاجموا سمخ واحتلوها فذهبنا إلى الحملة الأردنية نستطلع الأمر فوجدنا أن إخواننا قد انسحبوا
أخذت بعض إخواني وعدنا إلى سمخ فوجدناها فارغة ووجدنا أن اليهود لم يدخلوها وكان الجيش السوري يعسكر قريبا من تلال سمخ وكان الجيش الأردني متمركزا في الحمة ، وطلبنا من الجيش السوري السيطرة على سمخ فرفض ، وطلبنا ذات الطلب من الجيش الأردني ، فاستجاب لنا وذهب معنا إلى سمخ ، فلما رأى الأهالي ذلك رجعوا معنا ومكثوا حتى الصباح
كان القائد الأردني متحمسًا جدًا لكنه اتصل مع قيادة الجيش التي كان يسيطر عليها الإنجليز فأمروه بالانسحاب وفي أثناء وجودنا في سمخ طلب منا أهالي طبريا ذخيرة فذهبت أنا وأخ آخر من قرية سال وأخذنا كمية كبيرة من الذخيرة وتسللنا إلى طبريا ومكثنا ليلة ، ثم عدنا في اليوم التالي ، وعندما دخل جيش الإنقاذ من سوريا طلبوا مني ومن مفلح السعد مرافقتهم فعبرنا جسر الشيخ حسين
واتجهنا إلى طوباس وتركناهم هناك وعدنا إلى أربد ، وخرجت أيضا مع الجيش العراقي حتى وصلنا إلى الشونة الشمالية ، وفي تلك الليلة أخلى الجيش البريطاني مركز جسر المجامع ، فذهب قسم من المتطوعين واحتل المركز قبل اليهود ، وقد جُرحت في أواسط عام 1948م عندما دخلنا إحدى المستعمرات ، وكان معي الأخ مفلح السعد البطاينة وعثمان ناصيف فانفجر لغم وأصابني في خاصرتي وبقيت ثلاث سنوات في المستشفى للعلاج" وكتب الله تعالى له الشفاء بعد عملية جراحية ناجحة أجراها له الدكتور اسماعيل النابلسي في مستشفى أربد الحكومي عام 1950م

وبقي مجاهدا ، حيث شارك في الحرب ضد الصهاينة من خلال قواعد الشيوخ 1968-1970 ، مخططا ومنفذا لأكثر من معركة مع الصهاينة على الحدود الشمالية للأردن ، وبذل الجهود ليستمر الجهاد ضد الصهاينة ، وتجنيب الشباب الاردني حالة اليأس التي تسبب بها حكام العرب في هزيمة حرب 1967م.

قالوا عنه

أحمد-محمد-الخطيب.1.jpg

يقول عنه المستشار عبدالله العقيل:

لقد كان ـ رحمه الله ـ مثال الأخ الصادق ، والمؤمن العامل ، والمجاهد الصابر الذي فقه الإسلام حق الفقه ، وترجم هذا الفقه إلى واقع عملي يعيش فيه وسط الناس ، يدرسُ مشكلات المسلمين ويعمل على علاجها ، ويجاهد الأعداء بتخطيط وإحكام ، وعزم وتصميم ، وقد توثقت صلتي به ، بحكم الرباط العقدي والعمل الدعوي ، والاهتمام بنشر الكتب الإسلامية ، وبخاصة رسائل البنا
وكُتب سيد قطب الذي سمى أحد أبنائه على اسمه ، وغيرها من الكتب الهادفة التي تنير عقول الشباب ، والتي يعمل على نشرها من خلال (مكتبة الأقصى) ، والعمل الصامت الذي يتميز به الأخ أحمد الخطيب كان مثار الإعجاب والتقدير لدى إخوانه ومحبيه ، فهو لا يحب الظهور، ويؤثر البعد عن الأضواء ، والعمل الهادئ ، وهو مجاهد من الطراز الأول ، فيه الرجولة والشجاعة ، والإقدام والجرأة.
أذكر أنني وبعض إخواني في أوائل الستينيات احتجنا إلى الرجوع إلى جريدة الإخوان اليومية التي كانت تصدر بمصر أواخر عام 1946م ، ثم توقفت بقرار الحل في 8 ديسمبر 1948م ، فلم نعثر عليها عند كثير من الإخوان ، ولكن وجدنا بعض أعدادها لدى الشيخ عبد الرزاق الصالح ، والشيخ عبد العزيز العلي المطوع بالكويت ، وأكثر الأعداد حصلتُ عليها من الأخ أحمد الخطيب ـ رحمه الله ـ ثم عثرنا عليها كاملة من أول صدورها إلى توقفها لدى مكتبة الجامعة الأمريكية في بيروت.

يقول الأستاذ يوسف العظم:

كنت في الخمسينيات شاباً في عنفوان الشباب ، وكان أحمد الخطيب رجلاً مكتمل الرجولة ، راجح العقل يجلس في مكتبته في أربد التي يرتادها الشباب لشراء الكتب وبخاصة الإسلامية ، وكان البعض يظنونه مجرد صاحب مكتبة يبيع الكتب ، وما كانوا يعلمون أنه كان يلتهم تلك الكتب التهاماً ، يغذي بها عقله ، ويمتِّع بها روحه ، مما جعل منه رفيق كتاب ، حكيم تجربة ، فقيه مطالعة ، وكان في طليعة الرواد الأوائل العاملين والمجاهدين ضد الحركة الصهيونية والوجود البريطاني في الأردن وفلسطين على حد سواء.

ويقول ماجد رسلان:

كان رحمه الله سباقاً مبرزاً في أعمال البر والإحسان وما أكثرها وأكثر تشعباتها وبخاصة أيام التردي والهوان ، كما كان من الذين إذا حضروا لم يُعرفوا ، وطالما وقفت الزعامة ببابه تحاوره وتجادله ليتسلَّم قيادها ، ولكن جنديته تأباها وتنفر منها وهي تتشرَّف به ولا يتشرف بها.

وفاته

انتقل إلى جوار ربه يوم السبت 14 يونيو 1997م الموافق 7 صفر 1418هـ وهو في الخامسة والثمانين من عمره ، ودفن في مقبرة (سحاب) في عمان ، وترك عشرة من الأبناء ، ستة منهم من الذكور ، أطال الله في أعمارهم ، ووفقهم لاكمال مسيرة والدهم رحمه الله تعالى.