أحمد منصور يكتب : شهود الزور

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد منصور يكتب : شهود الزور

بتاريخ : الثلاثاء 23 يوليو 2013

رغم الدموية التى صاحبت انقلاب الثلاثين من يونيو والتى راح ضحيتها حتى الآن وفق تقارير نقابة الأطباء المصرية وأطباء المستشفيات الميدانية ما يقرب من ألف ومائتى مصرى بين قتيل وجريح خلال أقل من ثلاثة أسابيع من وقوع هذا الانقلاب، إلا أن شهود الزور لا يرون هذه الدماء تستحق الذكر أو العناء، بل يحملون الضحايا المسئولية ولا يكتفون بتبرئة الجناة بل حضهم على سفك مزيد من الدماء.

وقد انضم لقائمة شهود الزور ما يسمون أنفسهم بالمثقفين المصريين وهم أزلام نظام مبارك ومستنقع الدولة العميقة وأشهرهم هذا الروائى الكبير الذى كان يمشى خلف وزير ثقافة مبارك حاملا له الحقيبة حيث عرف بين موظفى الوزارة بحامل حقيبة الوزير.

بينما يظهر على الفضائيات ويعتلى الشاشات متحدثا عن القيم والفضيلة التى تعلمها من وزير القيم والأخلاق الذى كان يحمل حقيبته، إن الإنسان ليخجل أن يتصدر أمثال هؤلاء المشهد الثقافى المصرى وثقافتهم التى حملوها ليست سوى ثقافة المستنقعات والبرك الآسنة والكراهية لمصر وشعبها والركض وراء مصالحهم الشخصية وأهوائهم العفنة.

فبعد كل الدماء التى سالت، والبيادة التى أزالت مكتسبات الصندوق الانتخابى ومسيرة الديمقراطية التى ارتضاها الشعب بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير يجتمع هؤلاء ويصدرون بيانا يفخرون بترجمته إلى عشرين لغة،

خلاصته أن ما حدث فى 30 يونيو ليس انقلابا وإنما ثورة، وهم بذلك ينضمون إلى مسيرة شهود الزور الطويلة التى تضم إعلاميين غيب ضميرهم، وسياسيين تم شراء ذممهم وأفاقين يقتاتون على كل مائدة.

وفى الأيام التى أعقبت الانقلاب شكلت وفود من شهود الزور وبعثت إلى كثير من الدول لتقوم بشىء واحد هو محاولة إقناع المسئولين فى تلك الدول أن ما حدث فى مصر ليس انقلابا وإنما ثورة.

وهكذا كل نظام فاسد يجد حوله من يشبهه ويسعى لترسيخ أركانه عبر شهود الزور والمنتفعين والأفاقين الذين ركضوا سريعا لترسيخ أركان الانقلاب ولنا أن نتخيل الفضيحة الكبرى لصحيفة من صحف شهود الزور وهى صحيفة الأهرام وصفحتها الأولى لعدد أمس الاثنين.

والتى كانت أشبه ما تكون بعناوين الخمسينيات من نفس الصحيفة، والتى تضمنت خبرا عن حبس الرئيس المعزول محمد مرسي خمسة عشر يوما كعنوان رئيسى وعناوين فرعية تحته ليست سوى خيال من نسج رئيس التحرير حسب بيان الناطق العسكرى وتكذيب النيابة العامة.

ولا أدرى هل تعجل رئيس التحرير ونشر الخبر قبل أوانه، أم أن الجهة التى سلمته تفاصيل الانقلاب ونشره قبل حدوثه هى التى أعطته نفس الخبر ثم تراجعت عنه بعدما درست الموقف وتركته يواجه مصيره الذى يكون فى الدول التى تحترم نفسها أقله أن يستقيل أو يقال إن لم يقدم للمحاكمة بتهمة نشر الأكاذيب وتهديد الأمن والسلم الذى يتهم به الصحفيون والإعلاميون الشرفاء فى مصر الآن من الانقلابيين، وقد سمعت رئيس تحرير الأهرام فى حوار هاتفى على إحدى الفضائيات والمذيعة تقول له إن النيابة العامة نفت الخبر فيرد عليها بكل ثقة قائلا «الصحيح هو ما نشرته الأهرام» وهذا يعنى أن مسيرة شهود الزور وصناع الأكاذيب ومروجى الشائعات ليس لها حدود.

لكن نشر الخبر وتكذيبه يعنى أن صناع الأكاذيب فى مأزق كبير وورطة عظيمة وأن الانقلابيين فى تخبط لا نهاية له، ولم يعودوا يعرفون أى كذبة يروجون وينشرون، فشوشوا على شهود الزور وفضحوهم، لكن فضيحة الله لهم ستكون أكبر وخزيه لهم سيكون مزدوجا فى الدنيا والآخرة.

المصدر