أخيرًا.. وصل رد الحكومة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أخيرًا.. وصل رد الحكومة


في الوقت الذي تطالب فيه معظم القوى الفاعلة في الحياة السياسية المصرية بمدِّ يد الدولة - التي غابت طويلاً - للتعاون مع الإخوان المسلمين بصفتها جماعة مستنيرة وسلمية، وتؤمن بالشورى والمؤسسية كمحددات رئيسية في حركتها، وهو ما كان واضحًا في الانتخابات الأخيرة لاختيار مكتب إرشاد جديد بل ومرشد جديد، يأتي الرد سريعًا على يد الأمن التي امتدت بالاعتقال إلى شرفاء الوطن، وعلى رأسهم نائب للمرشد، ومتحدث إعلامي للجماعة، وقيادات وكوادر، في رسالةٍ واضحةٍ تقول إن مؤسسات الدولة تأبى التعاون مع الشرفاء، وأن صالح الوطن ليس على رأس الأولويات لديها الآن!!.

إن المتابع لحركة الإخوان المسلمين منذ نشأتها وحتى الآن يلاحظ التطور الكبير في عملها وشغفها الواضح لتحقيق الخير للوطن الغالي مصر بل وللعالمين الإسلامي والعربي بشكلٍ عام؛ لإيمانها بعالمية دعوة الإسلام، وخوضها كفاحًا سلميًّا لتحرير الأوطان من القبضة الماسونيـة العالمية التي باتت تحرك مجريات الأمور في معظم البلدان؛ الأمر الذي أدَّى إلى زيادة الحرب ضدها من قِبل الحاقدين تارةً ومن الجاهلين تارةً أخرى.

لا أرى في كلامي هجومًا على أحدٍ بوصفه حاقد أو جاهل فإن الساعي لتغييب قوة شعبية ضخمة كالإخوان المسلمين من أجل حفنة مصالح شخصية لا يمكن أن ترتقي بحالٍ من الأحوال أن تكون للصالح العام فهو حاقد وجاهل ومنتفع بالفعل، فقد خاض الإخوان المسلمون الكثير من المعتركات السياسية والاجتماعية والثقافية وخرجوا منها محافظين على اتزانهم وتوازنهم

ولم تتغير مبادئهم أبدًا القائمة على الحرية والعدل، وستظل الجماعة مطالبة بتحقيقهما محليًّا وعالميًّا إلى أن يغير الله عزَّ وجلَّ الأوضاع، كما أن الجماعة محافظة على الخط السلمي الداعي للتغيير بمعنى التطوير والتحديث وليس الإطاحة، فلماذا إذًّا يأتي هذا الدور القمعي لأجهزة الأمن المصرية ضد قيادات وكوادر الجماعة؟.

هل للأمر علاقة بكشف انتخابات الإخوان الأخيرة للعوار الواضح لدى مؤسسات الدولة التي لم تعتمد مبادئ الديمقراطية التي تتشدق بها ذهابًا وإيابًا دون أن يرى المواطن المصري تحقيقها على أرض الواقع، بينما رآها جلية واضحة شفافة لدى الإخوان؟ هل يعاقب النظام المصري جماعة الإخوان كونها محترمة وتعتمد مبدأ الانتخابات الحرة لدى كافة مؤسساتها الداخلية، بينما يُترك المستبدون يعيثون في البلد فسادًا وإفسادًا؟ هل هذا رد الدولة على النداءات المستمرة للإخوان بأنها تمد يد التعاون للجميع دون شروط مسبقة إيمانًا منها بمبدأ المشاركة لا المغالبة؟

إن نظامًا هذا رده على كافة الأفعال الإيجابية لجماعة الإخوان لهو نظام مفلس وضعيف، ولا يستطيع أن يواجه الحجة بالحجة ولا الرأي بالرأي، وإنما يواجه الفكر بالقمع والتنكيل، وهي سياسة كنا نأمل جميعًا ليس كإخوان فقط، بل هو أمل القوى السياسية جميعًا أن تنتصر إرادة الخير الموجودة لدى بعض الأفراد في مؤسسات السلطة إلا أنه من الواضح أن جناح المستبدين استولى على صناعة الرأي الداخلي في تلك المؤسسات.

ولو سمح لي القائمون على النظام القمعي الحالي أن أقول لهم أن الأمر لن يتغير كثيرًا بعد هذه الإجراءات الاستثنائية فستبقى الجماعة ثابتة- بإذن الله- على مبادئها، وسيبقى الصف الإخواني يعمل في كافة المجالات مع المجتمع، وسوف تُقَرِّب هذه الأحداث الناس أكثر من الجماعة ولن تخوفهم، وسنبقى مستمرين على الدرب إلى أن يأتي الله بالفرج، وندعوا الله لكم أن تستمعوا لنداءات الحق المنادية بالمصالحة الداخلية إن كنتم تريدون الخير لمصر .

المصدر