أخي د. حسن الحيوان.. أنعاه أم أهنئه؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أخي د. حسن الحيوان .. أنعاه أم أهنئه؟
وداعا1.jpg

بقلم: د. محمد السيد الدسوقي*

انتقل إلى جوار ربه الكريم الرحيم أخي وصديقي وحبيبي وزميلي الأستاذ الدكتور حسن الحيوان يوم السبت 18/11/ 2006 م، بعد أن خرج من معتقل الظالمين بعدة أيام راضيًا مرضيًّا، بما أصابه من ظلم وسجن على أيدي الطغاة المستبدِّين الذين سيقفون عرايا خزايا أمام القاهر الجبَّار يحاسَبون على ظلمهم وطغيانهم على الشرفاء الأتقياء، أمثال الدكتور حسن، ولا نزكي على الله أحدًا.

أهنئ الدكتور حسن وقد شرفت أن أكون زميلاً له في تخصص الأمراض الصدرية، وأقولها شهادةً أمام الله إنني عرفت فيه الإنسانَ الودودَ، المحبَّ لغيره، سليمَ الصدر، نقيَّ القلب، بشوشَ الوجه، كريمَ الأخلاق والشمائل، علاوةً على تميزه العلمي وأدائه المهني والوطني، أحب الناس والزملاء والوطن فأحبه الجميع، وأحسب أنه من أهل الحديث: "فيوضع له القبول في الأرض".

أهنئ الحبيب المسافر إلى ربه، بعد أن قضى حياته لدعوة الإسلام تحت راية الإخوان المسلمين ، فما ضعف وما استكان، وقد قابلته في الإفطار العامّ للإخوان في رمضان الماضي فكان مستبشرًا فرحًا عطوفًا محبًّا راضيًا سعيدًا؛ بما قدم لدينه ولإخوانه ووطنه، وكعادته كان رفيعَ الخلق، حسنَ البيان، فله من اسمه نصيبٌ، وكنت أتمنى أن ألقاه بعد أيام قليلة، ولكنَّ إرادة الله شاءت..

ولعلي أدعو الله مخلصًا أن نلتقي في جنات النعيم، وأن نكون معه من أهل الآية الكريمة: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب: 23).

أهنئه لأن آخر عام في عمره كان في سجون مصر المحروسة مع الدعاة المخلصين، فكان جهادًا وثباتًا وإيمانًا، فكان مع مشاعل النور التي تُنِيْر طريق الدعوات بثباتهم خلف الأسوار ليشحذوا لنا بطاريات الإيمان، فننطلق في طريق الدعوة إلى الله، ويعلمونا في مدرسة سيدنا يوسف، الذي لبث في السجن بضع سنين.

أهنئه لأنه سيقف يوم القيامة يحصد من حسنات الظالمين ويقتصُّ له اللهُ العادل من كلِّ من ظلمَه مهما علَت رتبتُه ورئاستُه.

أهنئه على ما قدَّم لمرضاه وزملائه من حسنِ خلقٍ وطيبِ معاملةٍ، وأدعو الله أنا يثقل ميزانه بحسن خلقه وأدبه الجمّ.

وأخيرًًا أوجِّهُ كلمةً إلى الظالمين الذين آذوه بكل وسائل الشيطان: هل استرحتم الآن؟! وماذا ستقولون لربكم غدًا؟! ومتى ستفيقون وأنتم في غيبوبة الظلم والطغيان والاستبداد الذي خيَّم على الوطن؟

كفاكم ما أنتم فيه، وتوبوا إلى ربكم من قبل أن يأتي يومٌ لا مردَّ فيه ولا خلال.

وأقول لإخوانه ومحبيه: عيشوا لدينكم، وضحُّوا لدعوتكم، واصبروا وصابروا، وترقَّبوا نصر الله، وهو قريب إن شاء الله.

إنني لا أنعيه ولكن أهنيه، وأدعو الله له بالجنة والفردوس الأعلى.


  • أستاذ الصدر بكلية الطب بجامعة المنصورة

المصدر

قالب:روابط حسن الحيوان