أردوغان ..يضرب بقسوه

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أردوغان ..يضرب بقسوه


(02/04/2014)

استطاع أن يقسم ظهر أتاتورك . عبر بحذائه علي افكارهم المسمومه ودعواتهم لاسقاط الدوله . استطاع ان يضع كل المتآمرين في ركن ضيق موجها إليهم ركلات حذائه . عندما تتحقق الاداره والقياده في كاريزما الشخص القادر مع شعب يفهم أين يضع أقدامه وكيف ينتزع حريته ..فأنت تحدثني عن (رجب طيب أردوغان ) قبل ان تطالبني بتقويم الاداء و اداره المرحله بين اداره اردوغان واداره الرئيس مرسي مدركا انه من حقك ان تطالبني ان نتحدث في النقطه الشائكه التي قد تتبادر لاذهان الجميع انها ارتباط بالحدث

.لكن دعني افاجئك اننا لا نستطيع .حتي لا تذهب الاذهان بعيدا في عقد المقارنات ونجد انفسنا سندانا يدق علي قادتنا في مراحل بالغه التعقيد في عمرالدعوه .من الخطأ وضع التجربتين في ميزان واحد فالتوقيت يختلف و عناصر الصراع مختلفه والوقائع علي الارض ومعطياتها تختلف حتما .فثمه خطأ استراتيجيا ان نقوم مرحله وتجربه لم نتنهي بعد ..فقط حتي نتحدث في مستوي الاحتراف الذي ننشده من الجميع لادراك طبيعه المرحله والياتها لكني بالطبع سوف اضع رؤيه لفواصل كثيره نستطيع ان نبني عليها للمرحله القادمه وسوف اتحدث مباشره في مقاطع مختلفه وبلا خجل لمعرفه ابعاد الاحداث ...لكن دعونا نفرح بنصره الله تعالي لدينه في توقيت ضاقت الصدور وتعبت الارواح في جهادها للظلم والطغيان

...عندما تقرأ معي معاني الحديث الشريف في قول الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم . "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ" ، وهذه رواية أحمد....سوف اتوقف عن التعبير والفرح لنصره الحق فقط لاصنع صوره حسيه نعيشها جميعا مع ربطنا لكلمات الحديث الشريف وما يحدث الان ....سوف اتجاوز الحديث عن السياسي الاكثر نجاحا في العالم و الذي خرج من السجن ليقاوم دوله العلمانيه فجميعنا يعرفه ويعرف كيف انتقل باسطنبول في خمس سنوات الي مدينه عالميه ومقصدا سياحيا مهما في تركيا قبل ترشحه لمجلس الوزراء .

لكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن

الشاهد هنا هو ان الشعب التركي الذي خرج بنسبه 92% للتصويت في الانتخابات وعلينا ان نتوقف كثيرا عند تلك النقطه وهي اصرار الشعب علي ان تكون له الكلمه العليا متجاوزا كل المؤامرات والدسائس وحالات الكر والفر بين الخصوم السياسيين التي تعدت حدود الاخلاق من اجل اسقاط الرجل .لقد تجاوز الشعب احتمالات تدخل الدبابات و الجنود الي الشوارع ونزل ليقول كلمته عبر الانتخابات مدافعا عن حريته وقراره بكل اقدام .

الفرصه الان قائمه امام الشعب المصري فلم يعد هناك مكانا لمغيب ولم اعد التمس عذرا بدعوي التغييب فكل بيت في مصر اصبح جاره اما شهيدا او معتقلا او مطارد . الفرصه قائمه لان يضرب الشعب مثلا يعبر فيه عن حضارته وعن سلوكه وعن فهمه للاحداث وعن ادراكه لتبعات الانقلاب العسكري قبل ان تلقي باللوم علي جماعة الإخوان المسلمون امام ما تحقق من نجاح كبير في الدوله التركيه ومع ادراكك بأن الصراع مازال قائما من اجل الحرية فدعني اضع نقاط مهمه اقترب بها من النقطه الشائكه التي ذكرتها في بدايه مقالي لعلها تكون رؤيه لمن يريد ان يحلل الحدث ....قبل ان تجلس منفردا بتحليلك معلقا علي قرارات قادتك اريد ان اضع مفاهيما تقربك اكثر من دوائر صنع القرار و ادراك الضغوط التي كانت تواجهها

- قبل ان تراجع الجماعة في قرار ترشحها زاعما ان التجربه التركيه بدأت من اداره البلديات . عليك ان تدرك ان المجموع الجمعي لجماعة الإخوان المسلمينعبر تاريخها ومنذ نشأتها من منجزات وتضحيات من اجل الوطن وجهد لابنائها في أعمال الخير والبر في المجتمع والمجالس النيابيه والنقابات لا ينكرها الا حاقد او جاحد كفيله بأن تشكل رأي عام قوي وسوادا أعظم حول الجماعة ظهر ذلك قياسا في انتخابات مجلس الشعب 2005 فقد حصدت الجماعة 60% من الاصوات في الجوله الاولي الغير مزوره .ذلك قبل ان تعلق علي استراتيجه اردوغان في بدايته من حاكم لبلديه وحتي رئيسا للوزراء الا ان المفاجاه كانت في مواجهتنا لاعلام لا يعرف الشرف يحاول دائما ان يختزل التاريخ الي مشاهد متاخره ليلصقها بالعقول وان كنا ندرك ان الجماعة افتقدت في اوقات كثيره لاحتراف التسويق الاعلامي لمنجزاتها وأعمالها والكوادر الاعلاميه الخشنه التي تستطيع ان تقتحم الواقع .

- التوقيت العصيب الذي لم يعطي لنا الفرصه في استكمال جاهزيتنا لاداره البلاد و اعتماد الكوادر المعده سلفا للاماكن الاداريه وهنا اقول ان الجميع كان في موقف اداره المجهول فاسرار الدوله لا يمتلكها المسؤلون الجدد ولكن ايضا هنا اتوقف قبل ان تعلق علي الكاريزما السياسيه للزعيم اردوغان دعني اقر باننا لمن نتفهم سيكولوجيه الشعوب العربيه التي تبحث عن الكاريزما دوما فسابق كل من حكموا تلك الشعوب كان ديكتاتورين كما في الحاله المصريه .فغابت عن اداره الرئيس مرسي الشخصيات التي تصنع الفارق وتحمل الرقم صفر في المعادله وتستطيع صنع القرارات الناجزه تمتلك القدره علي الحسم السياسي في الاوقات العصيبه .

- السياسه المثاليه التي قدم نموزجها الرئيس مرسي في ادارته للدوله فهو بحق رجل اتعبته مثاليته اندمج طموحه بتحرر الوطن واستقلاليته مع حبه للشعب الذي عاني كثيرا من الظلم والقهر . وعلينا ان نقر جميعا اننا اخطأنا وأصاب هو وان اختلف معي الكثير . هو من فهم طبيعه الشعب وحاول ان يحنو عليه ولكنها قله من النخبه العفنه استطاعت ان تغتال كل اعماله قبل نجاحها . وامام اختبار صموده الان ونرجو الله له الثبات في سجنه فأنت امام زعيم قادر يمتلك الجانب الاخر من الصلابه والقوه في الثبات في الاوقات الصعبه والحكمه والتريث في اتخاذ القرارات وهذا ما لم يكن يعرفه الكثيرين عن الرجل . لم يكن يستطيع ان يضرب بالعصا الغليظه امام مراهقه المعارضه وصبيانيه السياسيين والمتنطعين والمأجورين واصحاب المصالح فما بين ضغوط لحفاظه علي كيان الدوله من الانهيار ومطالبات بالاصلاح والتطهير و اتهامات تكال ليلا ونهارا بات الزعيم محاصرا طول الوقت .وهنا اضع القاريء امام تصور ماذا لو كان الداعون لتظاهرات يونيو يمتلكون النضج السياسي و نزلوا لدعم الرئيس ومطالباته بالتطهيروكانوا ظهيرا شعبيا أمام الدوله العميقه .

- ما منع الانقلاب العسكري والمؤسسي علي أردوغان هي نقطه المقاومه التي تمنع حدوث اي عمل انقلابي من مؤسسات الدوله .فالشرفاء من اصحاب الايدي البيضاء موجودون في قطاعات عديده من الدوله التركيه وفي مراكز صنع القرار أيضا .علي عكس الحال في مصر علي مدي ثلاثيين عاما والبلاد تجرف من العقول النابهه .الاماكن القياديه تخلو بشكل او بأخر من الشرفاء فمراكز صنع القرار في الدوله المصريه كانت حكرا علي المواليين لمبارك .

- ثقافه الشعوب التي تتفهم طريقها و تعبر مع قادتها وتدرك ان الفترات الانتقاليه في عمر الامم من اصعب الفترات التي تواجهها الادارات السياسيه وخاصه مراحل ما بعد الثورات . استطاعت النخبه العفنه في مصر ان تفصل الراي العام المصري عن ثوابت العمل السياسي وتتركه ضحيه لاله الاعلام المتسلطه حتي وصل الحال بنا لان يكون بيننا من يتراقص علي دماء الشهداء تنكيلا بهم لمجرد خصومه سياسيه .أضف هذا ما كان مفاجأه للاداره السياسيه للرئيس مرسي ولجماعة الإخوان المسلمون بأن تكون الحماقه السياسيه من هؤلاء لهذا الحد الذي يتناسي فيه البعض الاخلاق ويتجاوز به هؤلاء كل الاعراف والتقاليد والخطوط الحمراء .وما يذيد الطين بله . تلك الازدواجيه المجحفه في المواقف والقرارات التي تبني علي الخوف والجبن من المواجهه مع العسكر فما كانوا يثورون به علي الرئيس سابقا له اكثر من مبرر باسم السياسه الان . لن أدعك تدفن رأسك في التراب امام قطاعات عريضه من هؤلاء فالديمقراطيه ليست حاكما ديمقراطيا يجهز لعمليه اقتراع حر وانما شعب ايضا يؤمن بان حريته عملا لا ينتزع منه ويضحي من اجله بكل ما يملك .أنت امام نخبه فقيره لمباديء السياسه تجد منهم مسؤليين في مكاتب سياسيه ومتحدثيين رسميين يدركون انه انقلاب عسكري و مع ذلك ينتظرون التشاور في شأن من سوف ينتخبون .فقد أضع حقائق تجدها يوميا علي شاشات القنوات الفضائيه فالكثير لا يفهم ان اداره الرئيس مرسي تقييم علي انها اداره سياسيه لا لتحاكم بديلا عن نظام مبارك ومعه جماعة الإخوان المسلمون .

امام ما سبق كان حتما ان يمر المجتمع بمرحله شديده المخاض ليميز فيها الخبيث من الطيب وان تختبر فيها الجماعات والقوي في عقيدتها وصبرها وان ينتج عن هذا المخاض أناس يدافعون عن الحق و ينتصرون له لا يضرهم من خزلهم و يمضون بقوه الي الامام راجين النصر من الله تعالي وهنا أتجاوز بحديثي كل من نعلق عليهم الاصطفاف معنا و نتحدث بخطاب جديد الي الشعب في مناسبه انتصار الشعب التركي وضربه المثل في الرقي و الاصرار علي حريته واستقراره . ان شعبنا امام اختبار كبير في ان ينتزع حريته المسلوبه وان يقف صامدا امام تجبر فرعون وان يلفظ النخب العفنه التي شوهت افكاره ومنطقه وباتت تبرر لكل شيء وأن ينتفض المارد من جديد ليكسر جدران السجون غير عابئا الا بحريته وشرعيته وحقه في الوجود في وطن كريم لا تساق فيه الجماهير كالانعام .

غدا سوف تعود الثورة أقوي من بدايتها .

النصر لنا

كاتب وباحث سياسي

المصدر