أسرى فلسطين.. والتخاذل العربي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أسرى فلسطين.. والتخاذل العربي

"هناك من اعتقل وعمره 20 عامًا وهو الآن في الخمس".. جاءت هذه العبارة على لسان الشيخ حسن يوسف أحد قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس في الضفة الغربية بعد إطلاق سراحه في أواخر العام الماضي وهو ما يجعلك تتوقف كثيرًا لتتساءل: "أيهما أشد قسوة على النفس.. وأيهما أشد ابتلاءً.. الشهيد أم الأسير؟

بعض أسر الأسري الفلسطينييين

نتأثر كثيرًا بقصص الشهداء ومشاهد الاستشهاديين.. ولكن إذا كان الموت لا يستغرق سوى لحظات لا يشعر بعدها المرء سوى بنعيم الجنان.. فإنَّ مرارة الأسر تبقى في حلوق أصحابها ما بقوا رهن قبضة السجان.. وما بقيت الأصفاد تكبل أيديهم، والقضبان تنأى بهم عن رفع الذل عن أمتهم وتحرير أوطانهم.


سنوات تمضي وهم هناك.. أكثر من 8000 أسير وأسيرة... يزحف الشتاء على أيامهم ببرودته القاسية.. وتطحن عجلة الزمن قلوبهم بقسوتها التي لا تتوقف.. تتسرب أحلامهم من بين أصابعهم وهم يراقبون تلك الشعيرات البيضاء التي تتناثر فوق هاماتهم.. هناك حيث يبدو وكأنهم انتقلوا من عالمهم إلى عالم آخر تمامًا اختلفت فيه الأشكال والأسماء وفقدوا فيه السيطرة على أبسط مفردات حياتهم اليومية.. ينامون بأمر ويستيقظون بآخر.. يأكلون بميعاد ويرون النور كذلك بميعاد.. ويعذبون بغير ميعاد.. يستبدلون تلك النظرة الودودة في عين الأم والزوجة بنظرات وجوه السجانين الكالحة البغيضة.


وإذا كان هذا البلاء يعم جميع الأسرى فإنَّ الأسيرات الائي يزيد عددهن عن 80 أسيرة يعانين آلامًا أخرى.. فالأسيرة إن كانت أمًا فإنَّ عذابها الأكبر في حرمانها من أن ترعى أبناءها وتسعد عيناها برؤيتهم يكبرون يومًا بعد يوم أمامها... وإن لم تكن رُزقت بأبناء قبل اعتقالها فالألم أشد حيث تتضائل فرصتها شهرًا بعد شهر في أن تضم إلى أحضانها في يوم ما طفل ينعم بأمومتها وحنانها.. ناهيك عما يتعرضن له من تفتيش عارٍ وامتهانٍ لأجسادهن يمزق أرواحهن فتتضاءل إلى جواره آلام ألف رجل من التعذيب الجسدي.


أما الأطفال والذين بلغ عددهم ما يزيد عن 3000 طفل اعتقلوا اثناء الانتفاضة بقي منهم رهن الأسر 321 طفلاً فحدث ولا حرج عمَّا يلقونه من تعذيب وامتهان واحتجاز مع المسجونين الجنائيين من الصهاينة وما ينزله بهم هؤلاء من إيذاء وتحرشات وما يلقى على كاهلهم من غرامات تفرضها إدارة السجن لأتفه الأسباب، ولا يكتفي الصهاينة بتعذيبهم جسديًّا أو تحطيمهم معنويًّا وإفقادهم طفولتهم بل يحرصون كذلك على تدمير مستقبلهم بحرمانهم من مواصلة الدراسة داخل السجن، واللافت للنظر أنه من بين قائمة الخمسمائة أسير المزمع إطلاق سراحهم قريبًا حسب اتفاقية شرم الشيخ لم يطرح اسم اي من هؤلاء الأطفال!!!!


وفي محاولة لرفع معاناة هؤلاء الأسرى وتذكير كل مسلم بقضيتهم، وحث جميع المسئولين على أن تكون قضية الأسرى لها الأولوية في أي اتفاق مع الطرف الصهيوني أعد موقع إخوان أون لاين هذا الملف حول الأسرى الفلسطينيين وظروف اعتقالهم القاسية ونماذج من معاناة الأسرى والأسيرات.


المصدر :إخوان اون لاين