الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أسلوب حسن البنا اللغوي في تعظيم شهر رمضان»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
(أنشأ الصفحة ب''''<center><font color="blue"><font size=5>أسلوب حسن البنا اللغوي في تعظيم شهر رمضان</font></font></center>''' '''إخوان و...')
 
ط (حمى "أسلوب حسن البنا اللغوي في تعظيم شهر رمضان" ([تعديل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد) [النقل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد)))
(مراجعة متوسطة واحدة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ٣: سطر ٣:


'''[[إخوان ويكي]]'''
'''[[إخوان ويكي]]'''
== مقدمة ==


'''"اجتهد أن تتكلم العربية الفصحى فإن ذلك من شعائر الإسلام"'''، شعار ووصية نادى بها الإمام [[حسن البنا]]، واجتهد أن يعمل بها، كما حث أنصاره على الالتزام بتطبيقها فخرج منها علماء تركوا بصمات في علم اللغة.
'''"اجتهد أن تتكلم العربية الفصحى فإن ذلك من شعائر الإسلام"'''، شعار ووصية نادى بها الإمام [[حسن البنا]]، واجتهد أن يعمل بها، كما حث أنصاره على الالتزام بتطبيقها فخرج منها علماء تركوا بصمات في علم اللغة.

مراجعة ١٥:٣١، ٢٩ أبريل ٢٠٢٠

أسلوب حسن البنا اللغوي في تعظيم شهر رمضان


إخوان ويكي

"اجتهد أن تتكلم العربية الفصحى فإن ذلك من شعائر الإسلام"، شعار ووصية نادى بها الإمام حسن البنا، واجتهد أن يعمل بها، كما حث أنصاره على الالتزام بتطبيقها فخرج منها علماء تركوا بصمات في علم اللغة.

لقد حرص حسن البنا منذ صغره على إعلاء المعاني اللغوية الراقية للغة العربية، حتى أن معلمه حينما أدرك فيه هذا الحس قال فيه شعرًا:

حسن أجاب وفي الجواب أجادا

فالله يمنحه رضا ورشادا

ولذا حرص على دخول كلية دار العلوم مضحيا بالوظيفة التي جاءت إليه بعد تخرجه من مدرسة المعلمين، حتى أنه ما أن أنشأ بعض المدارس التابعة للإخوان في الإسماعيلية حتى حرص أن يكون مناهجها محفزة لتعلم اللغة العربية.

وحينما وضع رسائل بعض مناهج التعليم وأرسل بها لرئيس وزراء مصر جاء فيها:

"أما إصلاح المنهج، فيجب أن يكون بتوفير الحصص الكافية لفروع الدين من الفقه وأسراره، والعقائد وأدلتها، والتاريخ الإسلامي والسيرة واللغة العربية؛ إذ هي وسيلة فهم القرآن وتدبره، وهو أساس هذا الدين وروحه، وإظهار العناية بهذه المادة عناية ظاهرة، وجعلها مادة أساسية، فضياع اللغة العربية التي ما كانت العناية بها يومًا من الأيام إلا نتيجة من نتائج العناية بالقرآن الكريم". (1)

بل لفت اهتمامه باللغة العربية جميع معلميه حتى أن الأستاذ عبد العزيز عطية – مدرسه للمادة التربية العملية في مدرسة المعلمين، طلب من أن يصحح له كتابه الذي يؤلفه بعنوان (المعلم في التربية) الذي كان يطبع إذ ذاك بمطبعة المستقبل بدمنهور.

كلمات موجزة

لقد كان حسن البنا حريصًا على اللغة وتعليمها والحديث بها، واستعمالها في مراسلاته وإعلاناته، وفي كل مظاهر حياته؛ لأنه كان يعتبرها تأكيدًا على عروبتنا، والحفاظ على هويتنا الإسلامية، وأن يغشى القرآن مجالسنا بتعلم النطق السليم للغتنا العربية.

ولذا جاءت كتاباته في المناسبات تأكيدا لهذه المعاني اللغوية الرفيعة، فنجده يصف قدوم شهر رمضان بأبهى الكلمات اللغوية فيقول:

"ها هو السحاب ينقشع، والغيم ينجاب ويتكشف، والسماء تبسم عن غرة الهلال كأنما هو قوس النصر أو رمز النور المبين، إنه هلال رمضان، الله أكبر الله أكبر، ربى وربك الله، هلال خير ورشد إن شاء الله، إنه هلال رمضان؛ شهر الأمة، وشهر الصوم، وشهر القرآن، وشهر المعاني السامية التي تفيض على قلوب من عرفوا حقيقة رمضان، واتصلوا بالملأ الأعلى فيه، وسمت أرواحهم إلى مرتبة الفهم عن الله" (2)

ويقول في موضع أخر:

"هاهو هلال رمضان ينير الأفق، تحف من حوله ملائكة الرحمة، وتحيط به جند الروحانية، وينادى مناديه: "يا باغي الشر أقصر، ويا باغي الخير هلم"، والنفس البشرية في هذا العصر المدوي بضوضاء المادة المغمور بتيارها الجارف أحوج ما تكون إلى الاسترواح في خلوة روحية تتسمع فيها أنغام العالم السامي النبيل، وتسمو إلى قدس الحقيقة، وتتجرد عن هذه المتعبات المؤلمات" (3)

ثم أخذت يصف رمضان بأوصافه البهية فقال:

"إن رمضان في شهور العام هو تلك الساعة الحلوة في ساعات اليوم؛ فهو شهر خلوة نفسية يتجرد فيها الإنسان معظم وقته عن مطالب المادة ولوازم الشهوات، وتسبح نفسه في عالم كله جمال وروعة وأنس وبهجة. وإن الفواصل في كل شيء أمر لا بد منه لتجديد النشاط، وتوليد القوة، وإعادة السرور واللذة، تلك سنة الله التي جبل عليها نواميس الخليقة جميعًا، أفلست ترى الليل فاصلة بين النهارين، والنهار فاصلة بين الليلين؟ وتصور كيف تكون الحال إذا فقدت هذه الفواصل. أولست تشعر بالنوم فاصلة بين اليقظتين، واليقظة فاصلة بين النومين، وما بالك إذا استبدت بك اليقظة أو دام عليك النوم سرمدًا؟" (4)

ثم من خلال الكلمات أخذ يوضح أهمية رمضان والفائدة من صيامه، فقال في مقالا بعنوان من خواطر شهر رمضان العظيم:

"ليست العبادات في الإسلام ضرائب تؤدى أو واجبات تقضى، أو فرائض تفرض فحسب، ولكنها مظهر الصلة بين الله وخلقه، ومشرق النور في قلوبهم من ملكوته، والحجاب بينهم وبين وساوس الإثم ونزواته، ونمط من أنماط التكريم للإنسان إذ يسعد فيها بمناجاة العليم الخبير الذى بيده ملكوت كل شيء، تلك هي العبادات الإسلامية في معناها الروحي، ثم انظر بعد ذلك على أي القواعد وضعت" (5)

وحث أنصاره على حسن التأدب مع القرآن حتى يغير من سلوكهم ويهذب أخلاقهم فقال:

"لا أيها الإخوان، لقد صرنا نقرأ القرآن قراءة آلية صرفة، كلمات تتردد ونغمات تتعدد، ثم لا شيء إلا هذا، أما فيض القرآن وروحانيته، وهذا السيال الدافق من التأثير القوى الفعال؛ فمن بيننا وبينه حجاب، ولهذا لم نكن صورة من النسخة الأولى التي تأثرت بالقرآن وتبدلت نفوسها به، وها نحن الآن نريد أن نقتدى بهذا السلف، ونريد أن ننهض من جديد في نفوس المسلمين وشعوب المسلمين أمة القرآن ودولة القرآن" (6)

وحينما انسابت ليالي رمضان وأيامه من بين أيدي المسلمين كتب كلمات كالرثاء في وداع هذا الشهر معبرة عن جميل المعاني التي حملها لهذه الأمة فقال:

"هاهو الضيف الكريم الذى أمتع المسلمين أيامًا معدودات بطلعته المشرقة وأوقاته المملوءة بالخير والبر يتأهب للرحيل، ويؤذنهم بالتوديع ... وهاهو ذلك الكتاب الناصع الصفحات من مذكرات الزمن لم يبق في صحائفه إلا القليل، وقد طوى الكثير منها على ما احتواه من الخير أو الشر؛ فترى هل كتب المسلمون صحائف هذا الكتاب بمداد الصالحات، ووشوه بأنوار الطاعات والمبرات، وطرزوه بسنا الخلائق الغر والصون والطهر
وختموه بمسك الإنابة والاستغفار، أم أهملوها فطويت غفلا، وذهبت هباء، أو لوثوها بسواد العصيان كدروا نصاعتها بظلمة العدوان .. وهاهو ذلك الشهيد الذى أقام فينا شهرًا يعود ليؤدي مهمته، ويعلن شهادته، وينطق علينا بما رأى منا .. وهاهى مركبة الزمن التي أرسلها الله لعباده قد قطعت مرحلتها، وسارت إلى غايتها؛ حيث تتوارى بالحجاب بما تحمل من خيرات أو آثام، ثم يحفظ كل ذلك لأهله، ويرى كل إنسان ما قدم من عمله" (7)

ثم أطلق صرخته في روع المسلمين مذكرا ومنبها إياهم أن الشهر قد أذن بالرحيل فليسارع كل واحد بالتماس المغفرة من رب رحيم قبل أن ترحل أخر ساحة من ساعة رمضان

فيقول:

"أيها المسلمون، هاهو رمضان يؤذنكم بالرحيل، وقد كان فيكم أستاذًا يملى عليكم مبادئ الرجولة الصحيحة، ويربى فيكم الإرادة القوية، ويُعَوِّدكم الاحتمال والصبر، ويرسم لكم طريق الحرية، ويكشف عن بصائركم حجب المادة؛ حيث تسمو إلى أفق الملائكة، ويعلمكم الفقه عن الله - تبارك وتعالى - والفهم لكتابه ودينه وآياته، ولكل أستاذ أثره؛ فكيف كان شهر رمضان في نفوسكم؟ زنوا أنفسكم وتعرَّفوا أثر رمضان في أرواحكم، وانظروا: هل قويت إرادتكم فأصبحتم قادرين على الاستغناء عن التوافه من المتع في سبيل العظائم من المكرمات؟
وهل تعودتم الصبر على الشدائد فأصبحتم قادرين على التضحية في سبيل الوصول إلى أنبل الغايات؟ وهل كُشف عن بصائركم الحجاب فأدركتم حقارة أعراض هذه الحياة الدنيا إلى جانب عزة النفس ووفرة الكرامة وحرية الضمير وسعادة الروح؟ وهل تفقهتم في دين الله وتفهُّم آياته فأصبحتم تتجاوزون الألفاظ الجامدة إلى المعاني السامية، والتقاليد الفاسدة إلى لب التشريع وأسرار التنزيل؟". (8)

المراجع

  1. مجلة الشبان المسلمين الشهرية، السنة الثانية، المجلد الثاني، الجزء الثالث، شعبان 1349ه - ديسمبر 1930م، صـ188.
  2. مجلة الإخوان المسلمين: السنة الأولى، العدد 23 ، 4 رمضان 1352هـ - 21 ديسمبر 1933م، صـ1.
  3. المرجع السابق: السنة الرابعة، العدد 32 ، 3 رمضان 1355هـ - 17 نوفمبر 1936م، صـ1.
  4. مجلة الإخوان المسلمين: السنة الثانية، العدد 35 ، 27 رمضان 1353هـ - 3 يناير 1935م، صـ3.
  5. المرجع السابق: السنة الأولى، العدد 2، 1 رمضان 1361هـ - 12 سبتمبر 1942م، صـ19.
  6. المرجع السابق: السنة الأولى، العدد 21 – 18 رمضان 1362هـ - 18 سبتمبر 1943م، صـ3.
  7. المرجع السابق: العدد 26 ،25 رمضان 1352هـ - 11 يناير 1934م، صـ1.
  8. المرجع السابق.