أصول نشر الأخبار في الإسلام

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أصول نشر الأخبار في الإسلام

المستشار عبد الله العقيل

إن الإسلام كدين ينتظم كل شؤون الحياة، يؤيد نشر كل معلومة يترتب عليها فائدة للفرد والأسرة والمجتمع، سواء أكان النشر بالوسائل المسموعة أو المشاهدة أو المقروءة، فإذا كان نشر أخبار الحوادث والجرائم يحقق تلك الفائدة، فليس ثمة مانع من ذلك، لأن النشر في هذه الحالة تنبني عليه مصلحة عامة للناس كالزجر والردع والتحذير والتبصير والوقاية والحيطة.

أما إذا كان النشر بصورة توحي بإغراء من يقرؤها أو يراها أو يسمعها فيقلدها، فهذا ـ ولا شك ـ ضرر متحقق، تندفع معه المصلحة المتوخاة، كما نلاحظ في بعض وسائل الإعلام التي تظهر المجرم بصورة البطل الشجاع المقدام العبقري، الذي لا يُشق له غبار، والذكي الذي يتخلص من جرائمه بالحيلة والدهاء.

وهذا العرض بهذه الصورة يؤدي إلى آثار سلبية خطيرة على الأطفال والكبار على حد سواء، ويشيع الفساد، ويؤدي إلى استشراء الداء، ومن هنا لا بد من مراعاة أن المقصود ليس النشر لمجرد النشر، بل للفائدة المرجوة من وراء ذلك.

ولذا فنحن نوصي القائمين على وسائل الإعلام بالتنبُّه لهذا الأمر، فأسلوب العرض يجب أن يكون منفردًا لهذا الفعل، وكاشفًا لخطورته على الفرد والأسرة والمجتمع.

ونحمد الله أن الإعلام في بلادنا تفوق إيجابياته على سلبياته مقارنةً بالإعلام في الدول الأخرى، وإن كنا نطمح إلى المزيد في تلافي كل السلبيات، بحيث يكون الإعلام صورة صادقة لدولة العقيدة والتوحيد ومهبط الوحي وبلد الحرمين الشريفين.

هذا ما نأمله ونرجوه، ونسأل الله التوفيق والسداد لما فيه خير البلاد والعباد.

المصدر