أطفال الانتفاضة ... إن للمقاومة أسبابا فخذوا بأسبابها

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٠:٣٩، ٢ يونيو ٢٠١٤ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أطفال الانتفاضة ... إن للمقاومة أسبابا فخذوا بأسبابها

بقلم : الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

بين الفينة والأخرى تطل علينا من جديد ظاهرة اقتحام أطفال الانتفاضة لمغتصبات العدو الصهيوني"المستوطنات"، أحيانا بدون سلاح، وأخرى يتزودون فيها بالسكاكين، فتتعرض حياتهم للخطر، لأن العدو الصهيوني يجدها فرصة سانحة لسفك دمائهم، وأمام هذه الظاهرة يُعمل علماء النفس التفكير أملا في الوصول إلى تحليل لطلاسم هذه الظاهرة الفريدة، وقد يصلون إلى قناعات لها أساس علمي بأن الظاهرة من ورائها عوامل نفسية تختلط فيها الأمور لدى الأطفال فيدخلون الجد في الهزل، أو أن أطفالنا باتوا يسعون إلى تسجيل أسمائهم في قائمة الشرف محاكاة للمجاهدين خاصة أصحاب العمليات الاستشهادية، ولا غرابة في ذلك فجنائز الشهداء وبيوت العزاء التي تحولت إلى أعراس تستحوذ على قلوب عشاق الشرف، ولكن يبقى الأمر في دائرة الإعجاز لأن عامل الخوف والرهبة الذي من شأنه أن يستوطن قلوب الأطفال ويأخذ بتلابيبها قد انتزع من قلوب أطفالنا وهم يقتحمون تلك المغتصبات.

وأما العدو الصهيوني فيعمل جاهدا على تشويه صورة المقاومة بزعمه أن الفصائل الفلسطينية هي التي ترسل هؤلاء الأطفال، ولكنه كان واضح الكذب في طرحه، لأنه لم يقدم دليلا واحدا على زعمه، ولأن كل الأحداث قد أثبتت أن الأطفال يذهبون مزودين على أكثر تقدير بالسكاكين، ولم نر ولو لمرة واحدة أن الأطفال كانوا يحملون أسلحة رشاشة ولا حتى مسدسات، ولا يمكن لأي منصف أن يقبل الدعاية الصهيونية إلا إذا تصور أن الفصائل الفلسطينية المقاومة مجموعات من العبثيين الذي يتسلون بمشاهد الأطفال وقد تناثرت أشلاؤهم بفعل الإرهاب الصهيوني، وهذا ما تكذبه مقاومتنا الباسلة التي أذهلت العدو وحازت على تقدير الأمة والشرفاء في هذا العالم، خاصة أن المجاهدين الذين اقتحموا المغتصبات لصالح التنظيمات المختلفة كانوا مزودين بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية، وكانوا من الشباب البالغ القوي البنية الجسدية، ولم يكونوا يوما من الأطفال، كما أن التنظيمات الفلسطينية أصدرت بيانات مختلفة تناشد فيها الأطفال الصبر حتى يبلغوا سن الجندية.

والعدو الصهيوني بهذه الأكاذيب يأمل أيضا في عزل المقاومة عن الجماهير، فقد أيقن أن احتضان الشعب للمقاومة يعني شيئا واحدا أن المقاومة لا يمكن أن تتوقف قبل أن تحقق أهدافها، ومن هنا شرع في معاقبة الجماهير حتى تكفر بالمقاومة، وتنبذ المجاهدين من بين صفوفها.

ولكن العدو الصهيوني إضافة إلى محاولته اليائسة لتشويه جهاد شعب فلسطين من جانب، وعزل المقومة من جانب آخر، فإنه يهدف إلى تبرير جرائمه التي فاقت كل تصور حيث أنه تعمد قتل الأطفال الفلسطينيين بدم بارد، وقد قتل في انتفاضة الأقصى وحدها من الأطفال ما يزيد على ستمائة طفل فلسطيني، ولقد ساعدتنا كاميرات الإعلام مشكورة برؤية مشهد الطفل البريء "محمد الدرة" وقد قتله الصهاينة مع سبق الإصرار وهو يحتمي بوالده، وكان هدف الصهاينة من قتلهم للأطفال هو بث الرعب في قلوب أطفال فلسطين الذين يمثلون أمل المستقبل في التحرر، حتى يهزم هذا الجيل بالرعب كما هزم أجداده عام 1948 حسب زعم العدو فلا تكون لهم عزيمة في مواصلة الجهاد، كما أن الصهاينة باستهداف أطفال الانتفاضة يحلمون في كسر إرادة المقاومة لدى هذا الشعب الأسطورة، فيستخدمون كل أساليب الإرهاب التي من شأنها كما يعتقدون بث اليأس والإحباط في نفوس الفلسطينيين، كتدمير البيوت، وإبعاد ذوي الشهداء، وحرمانهم من العمل، وتجريف الأراضي الزراعية، والحصار، والتجويع، والمذابح الجماعية، والاغتيالات اليومية، وغير ذلك من أساليب العقاب الجماعي التي تتنافى مع حقوق الإنسان.

وأكاذيب العدو وجرائمه تجعلنا في خشية مشروعة من قيامه باستخدام عملائه لتشجيع هؤلاء الأطفال ودفعهم للذهاب إلى اقتحام المغتصبات ليصبحوا صيدا سهلا لقناصته، ومن هنا فلا بد لنا أن نقوم بدورنا في التحقيق الهادف لمعرفة إن كان من وراء هذه الظاهرة بعض أصحاب النفوس المريضة الذين تم تجنيدهم من قبل العدو أم لا، وهذا يعني أن العدو الصهيوني قد يكون هو الذي يخطط لهذا الأمر لتحقيق أهدافه كما فصلنا من قبل.

وأتوجه لأطفالنا البواسل فأقول، نحن ندرك نبل غايتكم، وندرك أن الإرهاب الصهيوني البشع المتمثل في ذبح زملائكم من الأطفال الأبرياء، واليتم والحرمان الذي عض بمرارته العديد من أقرانكم، يمثل أكبر دافع لكم للانتقام من هؤلاء القتلة المجرمين، وندرك أنكم أكبر من الخوف الذي أراد أن يغرسه العدو في قلوبكم فإذا به ينقلب ثورة على كل أشكال الوهن، وندرك أن العدو الذي بات في شك حقيقي من مستقبل وجوده في هذه الأرض يخشاكم، لأنه يرى فيكم جيل التحرير الذي سيطهر أرض فلسطين من دنسه، وندرك أنكم فعلا جيل التحرير بإذن الله، وأنكم المستقبل الواعد ليس لشعبكم فقط ولكن لأمتكم لكل أمتكم.

ولكن لابد من صرخة تصل إلى قلوبكم النابضة بالحياة، وهي صرخة صادقة بإذن الله تنطلق من قلوب تحبكم، ومن عيون تحرسكم، ومن أجنحة تظلكم :

"لا تستعجلوا الخطوات، واصبروا حتى تكونوا أهلا للمقاومة فتحققوا ما تشفون به صدوركم وصدور شعبكم وأمتكم..

وفروا دماءكم لغد قادم تجتازون فيه سن الطفولة، ويشتد فيه ساعدكم، ويصلب فيه عودكم، فتكون رميتكم أقوى وأشد، وأكثر إيلاما للعدو الذي لم يرحم براءتكم، ولا تنسوا أن الله أمرنا في كتابه فقال ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) ومن أهم أسباب القوة أن تبلغوا سن الجندية فتجمعوا بين العلم وقوة الجسم لتوافقوا قوله سبحانه في اختياره لقادة القتال حيث يقول جل وعلا عن "طالوت" ( إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم )، ومن أسباب القوة أن تتجهزوا بما يلزم لمواجهة العدو المدجج بالسلاح، فلا يجوز اقتحام المغتصبات بسكين، وهذا الأمر لن يتهيأ لكم من فصائل المقاومة حتى تبلغوا سن المقاومة، ومن أسباب القوة أن توضع لكم الخطط العسكرية الكفيلة بتوفير أكبر قدر من النجاح لعملكم، وهذا لا يكون إلا إذا انخرطتم في العمل التنظيمي الجهادي وأخذتم دورات تدريبية ورعتكم تنظيمات مجاهدة، وكل ذلك مشروط ببلوغكم سن المقاومة، فاعلموا أطفالنا أن للمقاومة أسبابا ..

فخذوا بأسبابها".

المصدر

للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.