أقباط المهجر .. هل سمعتم عن شخص يدعى السيد المسيح؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أقباط المهجر .. هل سمعتم عن شخص يدعى السيد المسيح؟


بقلم : محمود الحساني

منذ فترة قريبة لا تتجاوز الأسبوع أو العشرة أيام قام أحد برامج التليفزيون الإسرائيلي ببث إهانات وبذاءات في حق السيد المسيح وأمه السيدة مريم العذراء عليهما السلام ..

وأعقب ذلك استنكارات وتنديدات شتى من كل بقاع الأرض على لسان المؤسسات والهيئات وحتى الأفراد أصحاب الوزن الفكري والسياسي في مختلف بلاد العالم .. وكان على رأس المعترضين والرافضين لهذا الفعل البذيء مؤسسات وهيئات وشخصيات إسلامية ، إذ أن السيد المسيح وأمه عليهما السلام شخصيتان لهما من القداسة والاحترام عند المسلمين ما يوازي احترام رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ..

ولأني في الفترة الأخيرة أعتبر نفسي من المهتمين بالملف الطائفي في مصر ، ولأني متابع للكثيرين من أبواق الكنيسة الذين يثيرون القلاقل ويكثرون من النفخ في كير الفتنة ، وجدتني أبحث عن رد فعل ما يسمى بأقباط المهجر ، سواء على لسان مؤسساتهم التي أقاموها في الغرب أو على لسان قياداتهم حتى .. فلم أجد لذلك أي صدى .. !!

وأقباط المهجر وعلى رأسهم السيد مايكل منير أغنياء عن التعريف عند كل مصري ، مسلما كان أو مسيحيا .. فمن ذا الذي يجهل المستقوين بالغرب - وأميركا بالخصوص - على مصر عند كل واقعة بين مسلم ومسيحي .. حيث يحولونها من مجرد مشكلة بسيطة بين شخصين إلى أزمة طائفية كبرى , وينادون في كل لحظة بقطع المعونة الأميركية عن مصر حتى تتوقف عن اضطهاد الأقباط بزعمهم .. وتشجعهم الكنيسة المصرية على ذلك في السر ، حيث تقوم معهم بعملية تبادل للأدوار وتدعي أنها لا ترضى مسلكهم حتى لا يثور عليهم الرأي العام المصري ، وأغلب من يشكل هذا الرأي مسلمون قد تقودهم العاطفة إلى فعل ما لا تحمد الكنيسة وأزلامها عقباه ..

ولا داعي للتذاكي وادعاء أني متحامل على الكنيسة ، فالكنيسة لم تصدر حرمانا لأي منهم حتى الآن ، رغم إصدارها هذا الحرمان في حق من لا ترضى مسلكهم ممن يؤمنون بضرورة التعايش السلمي وعدم إثارة المشاكل مع المسلمين في مصر .. !!

ورغم أني لست من المتيمين بأميركا ومعوناتها المشروطة بالخزي والعار والاستسلام الكامل ، وأتضرع إلى الله دائما أن تتوقف تلك المعونة المسمومة ، إلا أني أيضا مصاب بالاشمئزاز من هؤلاء الثرثارين الذين تستخدمهم أميركا كطابور خامس يحقق لها مصالحها في المنطقة وليس في مصر فقط ، حيت أن استسلام مصر يترتب عليه انتقال عدوى الاستسلام إلى جاراتها العربية ، وهو ما يحدث بالفعل منذ فترة طويلة , والغرب يريد الحفاظ على هذا الوضع ..

هؤلاء السادة أصحاب الصوت - المصري - المسموع في أميركا أصابهم البكم وانخرست ألسنتهم تماما عند إهانة البرنامج الإسرائيلي للسيد المسيح وأمه عليهما السلام , ولم ينبس أحدهم ببنت شفة .. حيث تخلو جميع مواقعهم من أي تصريح أو حتى تلميح عن هذا الفعل المشين والمسيء لكل مسيحي نزيه .. !!

ألستم مسيحيين يا سادة؟ ألستم تتعاطفون مع المسيحيين في مصر من منطلق وحدة العقيدة والدين؟ ألستم تؤمنون بالمسيح كبقية مسيحيي مصر؟ إذن أين ذهبت أصواتكم ..

ألستم تعلمون بوقائع خفية تحدث في مصر ، لا نعرفها في أي مكان إلا على ألسنتكم وعلى مواقعكم الإليكترونية؟ ألستم لا تخفى عنكم خافية في مصر وما يجري على أرضها .. ألستم تعلمون نوايا المسلم إذا عطس في وجه مسيحي وتستشفون من وراء عطسته أنه يريد به السوء وربما عطس في وجهه قاصدا ليصيبه بالأمراض؟ !!

وبعد ذلك تخرجون علينا بصراخ وعويل وصخب شديد عن مذابح واغتصاب وسرقات واضطهادات خفية رأيتموها وحدكم وتطالبون العالم بتصديقها؟ !!

فلماذا لم نسمع لكم صوتا عندما يهان المسيح وأمه عليهما السلام ، مع أن إسرائيل كفتكم مؤونة الوصول للخبر واستشفافه عن بُعد كما هي عادتكم؟

فأين ضميركم القبطي الحي الذي يؤلمكن إذا سكتّم عن اضطهاد المسلمين المزعوم للمسيحيين في مصر ، هل أصابته نوبة قلبية فمات ، أم أصابته غفوة لم يلاحظ بسببها ما حدث .. أم أن جهاز التحكم عن بعد الذي تملكه أميركا لتحريككم لم تصدر منه أي إشارة للثرثرة وتعبئة الأجواء ضد إسرائيل الحبيبة ؟ !!

فمن الواضح أن ملف الاضطهاد ما هو إلا متاجرة تجلب إليكم منافع كثيرة ، قد نعلم بعضها ولا نعلم البعض الآخر

المصدر