أكثر 5 أيام دموية في مصر بعد مجزرتي " رابعة والنهضة"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أكثر 5 أيام دموية في مصر بعد مجزرتي " رابعة والنهضة"


( الاثنين 26 يناير 2015)

قدمة

أكثر 5 أيام دموية في مصر بعد مجزرتي " رابعة والنهضة"

قبل أربعة أعوام خرج شباب مصر في ثورة شعبية أطاحت بالمخلوع مبارك بعد ثلاثة عقود قضاها في السلطة، وأعطت الثورة التي سمّيت بتاريخ انطلاقها في 25 يناير 2011, أملا في القضاء على الاستبداد والفساد والعبور نحو الديمقراطية.

وانتخب رئيس مدني، فقام الجيش بالإطاحة به فى 3 يوليو 2014، ومنذ هذا التاريخ بدأت الأيام الأكثر دموية في مصر تتزايد، فالعسكر لا يحب سماع صوت يعارضه فقتل الآلاف في مجازر وصفها البعض بأنها أبشع المجازر التي ارتكبت في العصر الحديث كله، وبدأت أولى هذه المجازر بمجزرة الحرس الجمهوري، والمنصة، وفض ميداني رابعة العدوية والنهضة، ومجزرة مسجد الفتح، ومجزرة سيارة الترحيلات، ومجزرة ذكرى 6 أكتوبر 2013 ومجزرة الذكرى الثالثة لثورة يناير، وانتهاءً بمجزرة الذكرى الرابعة للثورة، وفيما يلي نعرض أكثر خمسة أيام دموية مرت على مصر منذ فض ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر .

مجزرة مسجد الفتح

بدأت أحداث مسجد الفتح في حي رمسيس بعد صلاة الجمعة الموافق 16 أغسطس للتنديد بمقتل المئات وجرح الآلاف في فض قوات من الجيش والشرطة لاعتصام ميداني "رابعة العدوية" والنهضة .

وعلى مدى نحو 20 ساعة متواصلة ليومي 16 و17 أغسطس، مرت أحداث مسجد الفتح بمحطات مختلفة، إلى أن انتهت مساء السبت 17 أغسطس.

في السادسة والنصف مساءً، عدد الضحايا ارتفع إلى 51 قتيلا وأكثر من 300 جريح، وفقًا لمصدر طبي من المستشفى الميداني في مسجد الفتح وقتها .

والثامنة مساء الجمعة، مسجد التوحيد القريب من رمسيس استقبل جثامين 30 قتيلا و500 جريح، بحسب شهود عيان، غير جثامين موجودة في مسجد الفتح برمسيس.

السبت 17 أغسطس، في السباعة صباحًا التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، أعلن ارتفاع قتلى مظاهرات "جمعة الغضب" إلى 103 قتلى.

بعض الشهادات

قالت هبة زكريا، مراسلة "الأناضول"، التي احتجزت في إحدى قاعات مسجد الفتح، أكدت أنها وقرابة 300 شخص، أغلبهم نساء، لم يخرجوا من المسجد وقتها وإعلان المحاصرين في المسجد الإضراب الكامل عن الطعام والشراب حتى يتم الاتفاق على خروج بشكل آمن إلى منازلهم أو وصول إمدادات من المسيرات لتأمينهم من البلطجية وقوات الأمن.

قال الإعلامي شريف منصور -أحد شهود العيان على مذبحة رمسيس الثانية-: كنت موجودًا في مظاهرات الجمعة 16 أغسطس 2013 بصفتي الصحفية، حيث خرجت التظاهرات من كل من المساجد بمحافظة القاهرة وذهبت تحديدًا لمنطقة رمسيس وشاهدت قوات الانقلاب تحاصر المنطقة بالمدرعات، كما اعتلى قناصة الجيش والداخلية أسطح المباني المطلة على الميدان وقسم الأزبكية ومبنى الجمهورية ومبنى البريد، وكان هناك إطلاق نار على المتظاهرين، ما دفع المتظاهرين للهروب داخل مسجد الفتح للاحتماء به.

وأضاف في اتصال هاتفي للجزيرة مباشر مصر، أن سلطات الانقلاب كانت تنوي قتل المتظاهرين عمدًا من أجل تفريق هذه التظاهرات ومن يبقى منهم إما أن يقتل أو يعتقل، لافتًا إلى أنه دخل مسجد الفتح ووجد ما يزيد عن 105 جثة، وكل الإصابات بطلق ناري في الرأس والصدر والبطن.

قوات الأمن أخرجت المحتجزين بالقوة بعد احتجاز 19 ساعة تقريبًا، حيث قامت قوات الأمن والجيش والبلطجية باقتحام مسجد الفتح وأطلقوا الخرطوش والرصاص الحي والغاز على كل من واجههم وكسروا الأبواب ودنسوا المسجد، واعتدوا عليّ بالضرب وتم تهديدي بالقتل، كما اعتدى البلطجية علينا عقب الخروج من المسجد، حيث نقلونا بسيارات الترحيلات للسجن.

مشاهير أصبحوا شهداء

وقتل عمار محمد بديع، نجل مرشد جماعة الإخوان المسلمين، 38 عامًا، أثناء تواجده بمحيط مسجد الفتح في ميدان رمسيس خلال الأحداث على يد جيش السيسي، كما أكد المحامي أحمد سيف الإسلام حسن البنا نجل مؤسس جماعة الإخوان المسلمين "استشهاد" خالد فرناس عبد الباسط، نجل هالة حسن البنا، أثناء مشاركته في أحداث أمس في مسجد الفتح.

مجزرة سيارة الترحيلات

سيارة الترحيلات حضرت أمام القسم، يصطف المعتقلون في صفين على وضع أسرى الحروب جالسين على أمشاط أقدامهم، الأيدي مكبلة كلٌ في يد من بجواره وموضوعة على الرؤوس، وعلى الجانبين صفان من الجنود والضباط المدججين بالسلاح يرسمون بأجسادهم ممرًا تنطق جدرانه بأقذع الشتائم وأحط ما عرفه البشر من الكلام

تصل الآن سيارة الترحيلات إلى منطقة سجون أبي زعبل لتصطف في طابور لا يُرى آخره من أشباهها، تمر الساعات وننتظر أن تتحرك السيارة فلا تتحرك، لا ماء يروي عطش أحدنا في هذا الحر الشديد .. ولا حتى هواء تتزايد الاستغاثات والنداءات والطرقات على الأبواب فيأتيك بعد زمن صوتٌ أجش من الخارج :" عايزين إيه يا ولاد ال **** ؟ " ،، الجميع يصرخ :" في ناس ماتت... بنموت.. هواااا " ،،، "ما تموتوا "  !! ،، كان هذا هو الرد

تعود وقائع حادثة "سيارة ترحيلات أبو زعبل" إلى 18 أغسطس 2013، بعد 4 أيام من فض اعتصامي ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة"، حيث تم القبض على عشرات من المتظاهرين، وخلال قيام الشرطة بترحيلهم من قسم مصر الجديدة إلى سجن "أبو زعبل"، توفي 37 منهم.

وقالت وزارة الداخلية إن الضحايا ماتوا اختناقًا بعد إلقاء الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع عليهم خلال محاولة هروبهم، وفي 18 مارس 2014، قضت محكمة جنح الخانكة، بالسجن المشدد 10 سنوات على مأمور قسم شرطة مصر الجديدة، والحبس لعام مع إيقاف التنفيذ (عدم تنفيذ العقوبة) بحق 3 ضباط آخرين بالقسم الذي يقع في دائرته الحادثة.

وفي 7 يونيو 2014، ألغت محكمة جنح مستأنف الخانكة، المنعقدة بأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، الحكم الصادر بحق 4 ضباط شرطة، وقضت ببراءتهم.

وفى 22 يناير 2015 قضت محكمة النقض، برفض حكم قضائي سابق، بتبرئة 4 ضباط شرطة، اتهموا بقتل 37 شخصًا في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"سيارة الترحيلات" وأمرت بإعادة محاكمتهم.

وفى 27 ديسمبر الماضي أذاعت قناة الشرق الفضائية تسريبًا منسوبًا للقاء بين عباس كامل مدير مكتب قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع، وممدوح شاهين مساعد الوزير حينها، تم الاتفاق فيه على تسوية خارج القضاء بحق أحد الضباط في قضية تعرف بقضية "سيارة ترحيلات أبو زعبل".

وبحسب التسريب، طلب كامل من شاهين التدخل لدى القضاء من أجل مساعدة أحد الضباط المتهمين بالقتل الخطأ في القضية التي حدثت في أغسطس 2013، لأنه ابن لواء في الجيش.وتكشف التسريبات عن موافقة شاهين على الطلب ووعده بتسوية هذا الأمر.

مشاهير أصبحوا شهداء

المخرج محمد الديب أحد شباب ثورة 25 يناير ومؤسس رابطة فناني الثورة. تفاصيل الساعات الأخيرة من حياة المخرج محمد الديب أحد ضحايا المجزرة، الذي قدم وصيته شفهيًا حيث لم يكن لديه ورقة لكتابتها ولم يكن هناك محام، فكل ما استطاع فعله أنه أخبر المعتقل الذي بجانبه بالديون التي عليه سدادها والوصية التي يريد إيصالها إلى والدته حول تفاصيل وفاته.

شريف صيام

يعمل شريف مهندسًا بشركة أورانج للاتصالات وفي نفس الوقت يعمل مدربًا للتنمية البشرية واستضافه برنامج" إفطار" عدة مرات للتحدث في مواضيع متعلقة وهو لم يكن إخوانيًا، ولم ينتمِ مطلقًا لأية أحزاب دينية أو غير دينية، شريف لم يكن من المعتصمين، والده ينتمي إلى الحزب الوطني ويعمل أستاذًا جامعيًا .

مجزرة يوم 6 أكتوبر

لم تعد ترتبط ذكرى السادس من أكتوبر في أذهان المصريين عند حدود كونها ذكرى انتصار المصريين على العدو الصهيوني عام 1973 فحسب، بل استطاع الانقلاب العسكري الدموي أن يضيف لهذا التاريخ ذكرى لمذبحة جديدة تنضم إلى قائمة مذابح الانقلاب العسكري التي راح ضحيتها آلاف المصريين، حيث اغتالت رصاصات الغدر في ذكرى أكتوبر الماضي "51 شهيدًا" خرجوا ليستردوا ثورتهم في ذكرى الانتصار. أصيب أغلبهم بالرصاص الحي من قبل قوات الجيش الذي تحولت عقيدته من قتال العدو إلى قتال أبناء الوطن الرافضين والمعارضين لحكمه القمعي والاستبدادي.

بجانب الشهداء وقع مئات الجرحى حيث بلغ عدد الجرحى في ذكرى أكتوبر2013 حوالى 268 جريحًا أغلبهم أصيب بإصابات بالغة حيث كان الرصاص الحي هو الوسيلة الأكثر استخدامًا من قبل قوات أمن الانقلاب للتفريق التظاهرات الرافضة للانقلاب، والتي شملت كل محافظات مصر.

لم يسلم الناجون من القتل والإصابة ممن خرجوا لإحياء الذكرى من عمليات الاعتقال والاختطاف الممنهجة حيث بلغت حصيلة الاعتقالات في ذكرى أكتوبر 2013 أكثر من 300 شخص في مختلف المناطق بينهم 25 معتقلا في دلجا، حيث تصدرت الفعاليات الثورية في قرية دلجا قائمة الفعاليات المناهضة للانقلاب في ذلك اليوم.

وكان لقضاء الانقلاب -كعادته- دور كبير في الممارسات الانتقامية ضد معارضي الانقلاب الذين شاركوا في ذكرى أكتوبر الماضي، حيث عاقبت منذ أكثر من أسبوع محكمة جنايات القاهرة 63 من رافضي الانقلاب الذين شاركوا في فعاليات أكتوبر في العام الماضي بالسجن 15 عامًا وغرامة 20 ألف جنيهًا، فيما عاقبت 5 آخرين بالحبس 10 سنوات وغرامة 5 آلاف جنيهًا

يذكر أن "التحالف الوطني لدعم الشرعية" أصدر بيانًا مساء الأربعاء 2 أكتوبر 2013، يدعو جموع الشعب إلى الزحف يوم الأحد 6 أكتوبر 2013 إلى ميدان التحرير، على أن تكون نقاط انطلاق المظاهرات ظهرًا من جميع المساجد الكبرى بمحافظتي القاهرة والجيزة.

بعض الشهادات

قال علي خفاجي القيادي بحزب "الحرية والعدالة": إنه في السادس من أكتوبر 2013 شهدت محافظات مصر عددًا كبيرًا جدًا من أكبر المسيرات التي رأيتها في حياتي، مشيرًا إلى أن الرصاص الذي كانت توجهه قوات أمن الانقلاب للمتظاهرين كان يفوق الوصف.

وأضاف خلال تدوينة له عبر صفحته على موقع"فيس بوك": "رصاص حي تسمع صوته في كل مكان بشارع التحرير بالدقي وفجأة يقع من بجوارك إما شهيدًا أو مصابًا.. سقط في هذه المذبحة أخي المهندس محسن وانفجرت رأس أخي هاني الشناوي، حتى أننا وضعنا مخه بجوار جسدة في لحده، تحاول أن تخرج إلى أي شارع جانبي فتجد بلطجية بين السرايات يحملون آلي وخرطوش ويضربون علينا..بالكاد خرجنا من هذه المذبحة".

مجزرة الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير

قامت قوات الجيش والشرطة والبلطجية الانقلابية بالاعتداء على جميع المظاهرات التي خرجت يومها في مختلف المحافظات لإحياء ذكرى الثورة التي لم تتم والمطالبة بعودة الشرعية ولرفض الانقلاب العسكري.

نشر موقع "ويكي ثورة " توثيقًا لمجزرة 25 يناير 2014 ذكر فيه أنه تم حصر 95 واقعة في ذلك اليوم بين فض مظاهرات واشتباكات في محافظات مصر، وصل عدد القتلى بها إلى 103 قتلى في 5 محافظات، هي: القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، والدقهلية، والمنيا، كان نصيب محافظة القاهرة وحدها منهم 79 قتيلا، والجيزة 20 قتيلا، وكانت منطقة الألف مسكن هي أكثر الأماكن التي سقط فيها قتلى، حيث بلغ عددهم 34 قتيلا سقطوا برصاص قوات الانقلاب، تلتها منطقة المطرية حيث بلغ عدد القتلى بها 29 قتيلا، وقد أكد شهود عيان أن الطائرات الحربية اشتركت في قتل المتظاهرين عن طريق القناصة الذين كانوا على متنها.

وتم حصر 277 حالة إصابة بين المتظاهرين في هذا اليوم وهو حصر أولي، نظرًا للصعوبات التي تواجه عملية حصر المصابين لأن غالبية المصابين لا يتوجهون إلى المستشفيات خوفًا من القبض عليهم وتسليمهم إلى قوات الانقلاب.

وتصدرت محافظة القاهرة أيضًا عدد المصابين، حيث تم حصر 110 مصابين في القاهرة، و83 مصابًا فى الجيزة.

وبلغ عدد المعتقلين بناء على حصر "ويكى ثورة" 1341 معتقلا، من 21 محافظة، هي: القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، والقليوبية، والدقهلية، والغربية، والشرقية، والمنوفية، والبحيرة، وكفر الشيخ، والإسماعيلية، ودمياط، والسويس، والفيوم، وبنى سويف، والمنيا، وأسيوط، وسوهاج، وقنا، وأسوان، ومطروح، منهم 636 من القاهرة و227 من الجيزة و115 من الإسكندرية، و70 من الدقهلية، وكان من بين المعتقلين 12 صحفيًا و124 طفلا و22 امرأة.

مجزرة الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير

26 شهيدًا بينهم شرطي، واعتقال 429 شخصًا، في مظاهرات بمعظم المحافظات المصرية، أمس الأحد، هي حصيلة أحداث إحياء الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير 2011، بحسب مصادر من التحالف الوطني لدعم الشرعية .

يأتي ذلك فيما تقول جماعة الإخوان المسلمين، إن عدد المظاهرات التي تم تنظيمها خلال يوم الأحد، بلغت 320 مظاهرة، خرجت في مختلف المحافظات.

وقد عمت المظاهرات نحو 20 محافظة أبرزها القاهرة والإسكندرية، فيما خلت محافظات الأقصر والوادي الجديد وجنوب سيناء والبحر الأحمر من التظاهرات.

وفيما انتهت معظم الفعاليات في جميع المحافظات قبل منتصف ليل أمس إلا أن عشرات المتظاهرين بحي المطرية، شمال شرق القاهرة، الذي شهد سقوط أغلب الشهداء، اعتصموا قرب ميدان المطرية، بحسب شهود عيان.

وافترش المتظاهرون الأرض، فيما قام آخرون بوضع متاريس وبناء جدار عازل يمكنهم من صد أي هجوم من جانب قوات الأمن.

ومنعت قوات أمن الانقلاب، مدعومة بقوات من الجيش، المتظاهرين، من الوصول إلى الميادين الرئيسية والاحتشاد بها، وفضت وقفة نظمتها قوى شبابية ثورية أمام نقابة الصحفيين وألقت القبض على عدد من الصحفيين .

ولقيت مسؤولة العمل الجماهيري في "حزب التحالف الشعبي" شيماء الصباغ مصرعها، يوم الجمعة الماضي، إثر إصابتها بطلقة في الرأس، أثناء مشاركتها في مسيرة بميدان طلعت حرب، نظمها الحزب الذي اتهم الشرطة بقتلها، لكن الداخلية نفت ذلك مؤكدة في بيان لها أنها تكثف جهودها لمعرفة المتورطين في الجريمة. بينما أمر نائب عام الانقلاب المستشار هشام بركات بفتح تحقيق في الواقعة.

المصدر