أمريكا تسفك دماء المسلمين من أجل مصالحها

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أمريكا تسفك دماء المسلمين من أجل مصالحها

بقلم : الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

لقد زعمت أمريكا رغم كل أشكال الرفض العالمي لمزاعمها أنها إنما تعلن الحرب على العراق من أجل تحرير العراقيين، وحماية لهم وللعرب من أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها العراق، ولما سئل " كولن باول " من قبل قسم الأخبار في شبكة أن.بي.سي. التلفزيونية في الحادي والعشرين من نوفمبر 2002 عن إمكانية حدوث مواجهة عسكرية مع العراق قال، "هذا أمر لا علاقة له بالنفط، هذا أمر له علاقة بطاغية، بدكتاتور يطور أسلحة دمار شامل لاستخدامها ضد سكان عرب" وفي بيان مشترك من الرئيس بوش ورئيس وزراء بريطانيا توني بلير حول العراق في الثامن من أبريل 2003 جاء ما يلي : " إن مستقبل العراق ملك للشعب العراقي، وسيتم تحرير العراق قريباً بعد سنين من الحكم الديكتاتوري، .

وسيقوم العراقيون لأول مرة منذ عقود باختيار حكومتهم الممثلة لهم بأنفسهم"، لكن الكاتبة "سامنتا باور" مؤلفة كتاب ( مشكلة من الجحيم ) قد تطرقت في كتابها إلى قضية خطيرة تكذب ما ذهب إليه بوش وباول، "حيث تحدثت عن الصمت الأميركي إزاء مذبحة "حلبجة"، بل وإلى الدعم الذي قدمه جورج بوش "الأب" إلى الحكومة العراقية حيث ضاعف "المساعدة" الاقتصادية من 500 مليون دولار إلى مليار دولار بعد المذبحة"، بينما كان النظام في العراق هو المتهم بارتكاب هذه المذبحة عبر استخدام الغازات السامة والتي أودت بحيات عشرات الآلاف من الأكراد العراقيين وغالبيتهم من المدنيين.

وكيف يمكننا نحن الفلسطين يين أن نصدق هذه المقاصد النبيلة للاحتلال الأمريكي ونحن نرى الكيان الصهيوني الذي يتمتع بكل أشكال الدعم من أمريكا يمتلك ترسانة هائلة من أسلحة الدمار الشامل، وهو لا يهدد المنطقة بأسرها فحسب، ولكنه يغتصب وطنا بكامله ويحتل أراض لدول عربية مستقلة، ويسعى إلى توسيع دائرة عدوانه بالتصريح أحينا والتلميح أحيانا أخرى، أي أن الكيان الصهيوني يهدد العرب الذين من أجل حمايتهم تقوم أمريكا الآن باحتلال وتدمير العراق، بينما أمريكا تغض الطرف عن الآلة العسكرية الصهيونية التي ترتكب في كل يوم مجزرة جديدة في فلسطين أمام بصر العالم وسمعه.

وكيف يمكن للعالم أن يصدق المزاعم الأمريكية بينما قامت أمريكا في القرن العشرين بتدمير "هيروشيما" و "ناجازاكي" بأسلحة الدمار الشامل مما أدى إلى إبادة مئات الآلاف من الأبرياء، وأما في زماننا هذا فقد دمرت أمريكا قرى، ومساجد، ومؤسسات في أفغانستان، فقتلت آلاف الأبرياء بأسلحة الدمار المحرمة دوليا، وقامت أمريكا أيضا بقصف مصنع الشفاء للأدوية في السودان، ولو فعلت ذلك دولة أخرى في العالم ضد أمريكا ، أو ربيبتها، أو أذنابها لقامت الدنيا ولم تقعد ضد الإرهاب الذي يستهدف مؤسسات إنسانية مدنية، ولكن أمريكا تجيز لنفسها أن تقوم بذلك ضد دولة آمنة كل ذنبها أنها دولة إسلامية فقيرة، و أمريكا هي التي ذبحت الأطفال، والنساء، والشيوخ في العراق دون وازع من ضمير أو خلق، وتعمدت إظهار الأطفال في العراق على شاشات التلفزة وهم يخرجون من بيوتهم مذعورين يرفعون أيديهم بطريقة يشمئز منها كل من لديه ذرة من إنسانية، بينما كان الجنود الأمريكان يمتعون نواظرهم بهذه المشاهد التي هزت مشاعر المسلمين.

وكيف لنا أن نصدق أكاذيب الأمريكان ونحن نرى المحتلين منهم يطلقون العنان للصوص ينهبون، ويخربون، ويحرقون بغداد بطريقة أساءت للعرب الذين جاءت أمريكا لحمايتهم وتحريرهم، بينما افتعلت أمريكا هذه الفوضى العارمة في العراق، وأشرفت على تنفبذها، أو على أقل تقدير غضت الطرف عنها، فهي الوحيدة القادرة على فرض النظام بعد أن استولت على السلطة في العراق، وهدفها من هذه الفوضى تمثل في النقاط التالية :

- إظهار الشعب العراقي بأنه شعب متخلف مخرب لا يستحق هذا التعاطف الجماهيري الذي أبدته شعوبنا العربية، والإسلامية، وكذلك شعوب العالم أجمع إبان الغزو الأمريكي للعراق.

- لفت أنظار العالم عن جرائم أمريكا التي ارتكبتها في العراق ولا زالت وهي تفجر كل يوم مخازن للأسلحة في أماكن آهلة في السكان فتقتل وتجرح وتروع أبناء العراق، وصرف الأنظار أيضا عما بدأت تعد له من عملية نهب لثروات العراق القومية من النفط، وما أعدت من خطوات لبسط الهيمنة الأمريكية على المنطقة بأسرها، لتمكين اليهود من تنفيذ مخططاتهم القذرة في تصفية القضية الفلسطين ية والوجود الفلسطين ي من خلال فرض المؤامرة الكبرى على الشعب الفلسطين ي المسماة "خارطة الطريق"، ولتمكين اليهود من إقامة مملكتهم التي يحلمون بها من النيل إلى الفرات، وبناء هيكلهم المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى .

- محاولة إقناع العالم أن هذه الفوضى تؤكد صحة ما ذهبت إليه أمريكا من أهداف نبيلة في احتلالها للعراق، فتقوم بتصوير إحدى الدبابات الأمريكية مع عدد من الشباب العراقي لا يزيد عن الثلاثين وهم يسقطون تمثال صدام، وتصوير عدد قليل آخر وهم يضربون صورة صدام بالنعال، ومجموعة أخرى تحرق صورته، وأعدادا من اللصوص المحترفين وهم ينهبون كل شيء تقع عليه أعينهم.

- وتهدف أيضا دمغ الإنسان العربي بالهمجية والتخلف مما يترك انطباعا سيئا عن العرب في العقلية الغربية بهدف احتقار العرب، مع أن الذي فرض على الأمة العربية بعض مظاهر التخلف هم الأمريكان عندما فرضوا على الأمة قيادات تسبح بحمدهم، ملفوظة من الشعوب، شغلتها كروشها وعروشها عن حاجات شعوبها، و أمريكا تقوم بتوفير الحماية لتلك القيادات والتمكين لها.

ولكننا رغم ما تناقلته وسائل الإعلام من فوضى صورت على أنها عارمة، إلا أن وسائل الإعلام سجلت من حيث لا تدري أن الغالبية الساحقة من شعب العراق التزمت بيوتها، وأظن أن هذه الغالبية باتت تشعر بالمرارة لاحتلال أمريكا للعراق، وغدا همها الأول طرد الغزاة الأمريكان وتطهير العراق من رجسهم.

ونحن من جانبنا لا ننكر أن النظام العراقي كان نظاما قمعيا، ولكن ما هو حال باقي الأنظمة في عالمنا العربي والتي لا زالت تتمتع بالدعم والتأييد والمباركة لكل ما تقوم به من قهر وكبت لشعوبها، بل إن أمريكا هي التي دفعت السلطة الفلسطين ية لارتكاب أبشع صور القمع والتنكيل بأبناء الشعب الفلسطين ي عام 1996، وتعذيبهم بشتى الوسائل التي لا يمكن لشعبنا أن ينساها أبد الدهر، ومن العجيب أن أمريكا لا زالت تحرض السلطة في الضفة والقطاع على فتح المعتقلات، وكبت الحريات، وتكميم الأفواه، والتعاون الأمني مع اليهود من أجل ممارسة القتل ضد الأحرار الذين يسعون إلى تحقيق الحرية للشعب الفلسطين ي.

فهل يعقل أن تسعى أمريكا لتحرير شعب العراق وهي التي تحرم الشعب الفلسطين ي من نيل حريته؟!!!،

أم أنه الضحك على الذقون، والاستخفاف بالعقول، لتحقيق مصالح أمريكية خالصة على حساب أمن، وحرية، ودماء، وثروات المسلمين في العراق ؟!!!

المصدر


للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.