أمير العظماء .. الشهيد سيد قطب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أمير العظماء .. الشهيد سيد قطب


بقلم : عمر عزام

العظماء لهم هيبة لا يعرفها إلا الذين يتكلمون عنهم ، عندما يبادر الإنسان بالحديث عن رجال صنعوا من موتهم حياة جديدة ، يقف القلم خجلاً عندما يتكلم عنهم ، لأنة يشعر أن العظماء يعيشون لغيرهم ، اعني لفكرة نبيلة. وغاية طاهرة ، لا لذاتهم ، هناك الكثير من الناس يولدون ويعيشون ويموتون ولا أحد يسمع عنهم لأنهم عاشوا على حافة الطريق ، عاشوا لأنفسهم وشهواتهم، لكن شتان! بين من عاش لدين الله ومن عاش للدنيا .

أقف اليوم لأسطر بقلمي عن رجل سمعنا عنة أنه كان رجلاً بإلف رجلٍ; لطالما قرأنا له ، وتزودنا من علمه وفكره النير المستنير ، فقرأنا معالمه الذي سطره بمداد الدم ، وظلاله الذي أظل الكثير من التائهين فى بحر الشهوات إلى طريق الإيمان ، فغدا لا يَعرف إلا بشهيد الإسلام.

الشهيد المفكر الإسلامي \"سيد قطب \" يا الله ما أروع العظماء يعيشون كما الناس ، لكن هناك حقيقة أشعر بها وتحدثني بها نفسي عند الحديث عن العظماء أنهم منذ أن كانوا أطفال تشعر أنهم يختلفون عن بقية الأطفال تلتمس أن نشأتهم وحركاتهم ونظراتهم وكلامهم يحوى شيء كبير ، إن هؤلاء هم الصفوة من بين العظماء .. فلو قرأنا سيرة الكثير من الرجال الذين عاشوا لدين الله ستشعر بذالك \"الإمام الشهيد حسن البنا\" استشهد منذ أكثر من 60 عاما لكن سيرته العطرة وفكره وحركته التي أسسها قائمة إلى اليوم تنشر دعوة الإسلام في كل مكان... الشهيد \"يحيى عياش\" هذا الرجل الذي كان يخشاه رئيس أقوى دولة في منطقة الشرق الأوسط المجحوم رابين . و قتل شهيدنا في سبيل الله لكن يا لها من قتلة وشهادة في سبيل الله ، شهادة أيقظت التائهين وأوضحت أن طريق الاستشهاد هو الطريق الوحيد لاسترداد أوطاننا من بني صهيون ، فكان لسانه يردد (على الكريم أي يختار الميتة الني يجب أي يلقى بها الله) فقد اختار أن يكون مهندس الاستشهاديين فكان الرجل الذي طاردته دولة.

لقد أراد الطغاة الصغار بقتل الشهيد سيد قطب آن يقضوا على علمه وفكره ، ولكن هيهات هيهات... فبمقتلة ولد من جديد فأصبحت كتبه ملئ الآفاق تهدى الحيارى إلى طريق الرشاد وأوضح لهم أن المبادئ لا تجزأ ولا يمكن المساومة عليها. وهو يقول لهم : (إن السبابة التي أشهد بها في كل صلاة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله لا يمكن أن تكتب سطرًا فيه ذلُ أو عبارة استجداء، فإن كنت مسجون بحق فأنا أرضى حكم الحق ، وإن كنت مسجون بباطل فانا أكبر من آن استرحم الباطل) . وأوضح لهم ( أن القيمة الكبرى في ميزان الله هي قيمة العقيدة ، وأن السلعة الرائجة في سوق الله هي سلعة الإيمان ، وأن النصر في أرفع صورة هو انتصار الروح على المادة وانتصار العقيدة على الألم وانتصار الإيمان على الفتنة ) وهكذا تنفس الصبح على منظر الشهيد سيد قطب و جسده الطاهر معلق بحبل المشنقة ، بينما حلقت روحة في سماء العلياء ، ونزلت ملائكة الخلود ، واصطف المؤمنون لتحية هذه الروح الكريمة ، وتزينت الحور العين لاستقبال زوجها ، وأزلفت الجنة للوافد الجديد ، وأسدل الستار على آخر مشهد من حياة شهيد الإسلام سيد قطب في هذه الدنيا الفانية ، وبدأ عند ربه حياته الحقيقة في جنات الخلد التي طالما تشوقت روحة إليها.

ويمضى سيد قطب شهيداً \" ولا نزكي على الله أحدا\" ويمضى جلادوه وقتلة المجاهدين في مزيد من بؤر الرذيلة وظلمات العذاب يلقون أبشع نهاية وأسوء مصير

المصدر