الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أمينة محسب أحمد»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
(n)
لا ملخص تعديل
سطر ٩٣: سطر ٩٣:
3-مذكرات الأستاذ عبد الرحمن البنان، إعداد عبده مصطفى دسوقي، البصائر للبحوث والدراسات.
3-مذكرات الأستاذ عبد الرحمن البنان، إعداد عبده مصطفى دسوقي، البصائر للبحوث والدراسات.


[[تصنيف:أعلام الحركة الإسامية]]
[[تصنيف:أعلام الحركة الإسلامية]]

مراجعة ١٧:١٣، ٢٧ ديسمبر ٢٠٠٩

أمينة محسب أحمد ... والتربية العملية

بقلم: مريم السيد هنداوي

لقد جمعت جماعة الإخوان المسلمين بين جنباتها شتى الأطياف والأمزجة، ومختلف الثقافات، فترى الطبيب والمحامي والقاضي، وترى الأستاذ الجامعي والأمي لا يختلفون على مبدأ ولا غاية فقد جمعتهم فكرة واحدة ومنهج واحد وغاية واحدة.

وضربوا أروع الأمثلة في الصبر والثبات على تحمل الصعاب من أجل هذه المبادئ، وتجملوا في سبيلها الكثير غير أنهم وجدوا من النعم الربانية ما يعوضهم عن هذه السنوات العجاف التي مرت في حياتهم. وزوجة الحاج سعد الجزار أحد الذين لم ينالوا أية فرصة للتعليم وبالرغم من ذلك كانت مربية عملية لأقرانها وأخواتها في محيط دعوتها وحجزت لنفسها مكانًا وسط الذين ربوا وأصبحوا نموذجا طيبا للتربية العملية.

نشأتها

في أسرة متوسطة الحال ولأب كان يمتلك مركبا يعمل به في نقل البضاعة في نهر النيل ولدت هذه الطفلة في 9 يناير 1933م، في حي طرة البلد - هذا الحي المجاور لحي المعادي الراقي- ولم تكن الوحيدة لهذا الأب المكافح بل كان لها أختان أخيرتان، عمل الأب والأم على تربيتهن تربية طيبة غير أن ضيق ذات اليد منعه من إلحاقهن بالتعليم، لكنهن تربين على حفظ كتاب الله والتربية المستقيمة.

زواج مبارك

عمَّ البشر منزلهم عندما سارع ابن عمتهم بطلب الزواج من إحدى البنات وكانت أختها الكبرى وكان هذا الزوج محل إعجاب الجميع لأدبه وحسن خلقه ورجولته وتحمله المسؤولية فقد كان يعمل نجارًا، هذا الزوج هو سعد زكى محمود الجزار: «من مواليد طرة، فى 12 أبريل 1925م ، ولد فى أسرة كان الوالد فيها من محبي مصطفى كامل ومحمد فريد، وبعد عام 1939م التحق بسلاح الإشارة، وعمل فى ورشه، وظل هذه المهنة حتى كبر سنه وتركها، انضم للإخوان المسلمين عام 1942م بشعبة المعادي ثم تعاون مع إخوانه في تكوين شعبة في طرة البلد، وانضم لجوالتها ثم التحق بالنظام الخاص وكان في كثير من الأحيان حارس للمركز العام، ثم أصبح نائبا لشعبة طرة ومسؤولا عن النظام الخاص فيها حيث دخله على يد المهندس السيد فايز عبد المطلب، وكان ممن وكل له جمع المال أثناء حرب فلسطين، وفي 30 أكتوبر 1954م اعتقل أثناء سيره في حي الموسكي وذهبوا به إلى سجن مصر ثم إلى مجلس قيادة الثورة وكان التعذيب شديد وكان قائمًا على التعذيب بعض ضباط الثورة أمثال: علي صبري والدسوقي الششتاوي وعلى شفيق ومحمد عبد الرحمن نصير، ثم ذهبوا به إلى القلعة وحكم عليه بعشر سنوات قضى تسعًا منها في سجن الواحات وعامًا قضاه في سجن أسيوط قبل الخروج عام 1964م.

أعيد اعتقاله في 11/8/1965م وذهبوا به إلى سجن القلعة ثم رحل إلى معتقل طرة حتى خرج في 28/11/1970م».

عمَّ البشر داخل البيت وزفت أختها لزوجها(سعد الجزار) عام 1945م غير أنه لم يكد يمر عامان ونصف حتى توفاها الله، فسارع – كما يقول - إلى طلب الزواج من أختها (أمينة) وهي التي كان يريد الارتباط بها منذ البداية، غير أن العرف كان لا يسمح بزواج الصغرى قبل الكبرى، وتم الزفاف في عام 1948م، ورزقهما الله بثلاث بنات أحسنت تربيتهن طمعا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَالَ ثَلاثَ بَنَاتٍ فَأَدَّبَهُنَّ وَزَوَّجَهُنَّ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ فَلَهُ الْجَنَّةُ»[سنن أبي داود 13/ 359]، فقد ولدت لهما وداد في 3 مارس 1952م، وسمية في 25 أبريل 1955م – بعد اعتقال والدها - وأسماء في 23 يوليو 1965م. ومن المواقف التربوية أنه بعد خروجه من المعتقل (عام 1971م) أخذ يسرف في الإنفاق على زوجته وأولاده، وعندما سئل، قال: لعلى أعوضهم بعضًا من الحرمان الذي لاقوه حيث كانوا يعتمدون على ملابس خالتهم وأقربائهم(1).

بين صفوف المؤمنات

تعرف الزوج على دعوة الإخوان عام 1934م، وأصبح جنديًا فعالاً للدعوة منذ عام 1942م، وعندما تزوج من زوجته كانت تعرف أنه من جماعة الإخوان المسلمين، ولم تمانع ذلك، ولم تتردد في الارتباط به لكونه نموذجًا صالحا لهذه الدعوة في أخلاقه، ولم تشأ أن تحرم نفسها من هذا الخير سواء بالانضمام إلى دعوة الإخوان أو العمل من أجل دينها ودعوتها بأية وسيلة يرضاها الله، غير أنها ارتضت أن تكون جنديًا في دعوة الإخوان المسلمين –رغم أميتها - وشاركت زوجها في المواقف الصعبة التي مرت بها الدعوة، فعندما قام البوليس السياسي- عام 1948م، بعد حل الجماعة بتفتيش بيتها – وهي لا تزال عروسًا- لم تأهب بما يحدث، بل ضربت مثالا طيبا في الثبات، عندما اعتقل عم الزوج الأستاذ (يوسف محمود الجزار) من بيتها وبقى في السجن عامين فكانت نعم الراعية لأهل بيته.

كما كانت تنعقد في بيتها اللقاءات المتعددة من بينها لقاء مكتب الشعبة وأسرة زوجها التربوية ولقاءات النظام الخاص فكانت تقوم على رعايتهم وخدمتهم وتقول لعل الله يغفر لي بخدمتي لهؤلاء الصالحين(2).

بين محنة زوجها ومحنتها

المحن سنة من سنن الله في الكون ليمحص بها المؤمنين، ولا تفرق المحنة بين عالم وأمي بل إن القلب الذي يحمله كل إنسان بما فيه من إيمان مصدر الثبات في وقت المحن. ولقد اختطف زوجها من بين أحضانها وأحضان ابنتها الصغيرة، وذهب- وجاءت الصغيرة سمية فلم تجده- فما جزعت لكنها بقلبها المملوء بالإيمان احتسبت كل ذلك لله العلي القدير، وبالرغم من غياب الزوج إلا أنها لم تشعر بناتها يوما أنه غائب – بالرغم من كونها لا تدري متى يخرج في ظل حكم عبد الناصر- لكنه وعت حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأحسنت تربية بناتها وأخذت تجاهد فيهن، كما أنها لم تنس الزوج الغائب، فكانت تتكبد المشاق لزيارته في الواحات والتي كانت تقطع الطريق في يومين ذهاب ومثلهما إياب، وبالرغم من انقطاع مورد الرزق عنهم حيث كان الزوج يتكسب من مهنة النجارة إلا أنها استطاعت أن تمر من هذه المحنة بحنكتها ولم تشعر الزوج أثناء الزيارة والتي تمت بعد ثماني سنوات أنهم محتاجون شيئًا بل ذهبت وهي محملة بالخيرات له ولإخوانه، لكنها كانت تشكو لزوجها منعه لها بعدم الزيارة فتلطف بها، وحكى لها موقفا طريفا سريًا عنها من أنه كان من عادته أن يضع قدمًا فوق الأخرى، ويأخذ راحته في الجلسة، وكان يقول لهم: إخواني نحن سنقضي عشرة سنوات مع بعضنا، فلا أستطيع أن أجلس مؤدبًا، فضحكوا وقالوا: خذ راحتك، غير أنه كان يستحي من واحد أن يجلس أمامه هكذا، وهو الأستاذ عمر التلمساني، فعندما كان يدخل عليهم الخيمة كان يهب واقفًا".

وبعدما عادت من زيارته لم يساورها الشك في المنهج الذي سار عليه زوجها بل ازداد تعلقا وحبا وتصميما على السير قدما في دعوة الله، فأخذ تربى بناتها على منهج أبيهم وترسم لهم الواجب المنوط بهم في مثل هذه الظروف، كما أنها أحسنت إلى أم زوجها – التي عز عليها فراقه ومات دون أن تراه وهو في السجن - وكانت تقوم بمراسلة زوجها في الواحات وتطلب منه أن يرسل صورته لبناته فكان يرسلها مصحوبة بالشكولاته.

لقد تركت تربية أمها لها أثرًا فيها حيث كانت والدتها إحدى الأخوات وكانت تصطحبها قبل الزواج وبعد الزواج من سعد لسماع درس الأخ محمود سعيد فتركت فيها أثرا عظيما للصبر على هذه المحن، ومن المواقف العظيمة التي تسجلها لها صفحات التاريخ موقفها عندما انقطع عن زوجها خطابتها لمدة ثمانية شهور فظن أنه قد ضجرت من الوضع كما ظن أنها تريد الانفصال عنه لأنها لا ترى مصيره، فسارع وأرسل لها يخيرها في الانفصال وأنه لا حرج عليها من ذلك فردت عليه ردا شديدا أعاد للأذهان صور نساء الصحابة وقالت له: «لا تفكر في هذا الموضوع ولا تتسرع في إصدار حكم، فإذ لم أقف معك كزوجة وقفت معك كأخت» فكانت هذه الكلمات بردا وسلما على قلبه وعاملا قويا في عدم تأييد لعبد الناصر.

ومن مواقفها التي تعرضت لها – كما تعرضت لها كل أخت من الأخوات - أنه كان لها بعض الأقارب في المباحث فأخذ يستدعيها ويخبرها أنه لا رجاء في خروج سعد خاصة أن عبد الناصر أصدر قرارا باعتقال كل من تنتهي مدة حبسه، ولم يكن ذلك الألم فحسب بل اجتمع عليها أقاربها يخبرونها: بأنك ما زلت صغيرة والحياة أمامك فاطلبي الطلاق من سعد ولا حرج عليك فكان ردها صاعقة عليهم حينما قالت لهم: «لئن مت وأنا على ذلك في عصمة رجل صالح أوذي في سبيل الله خير لي من الدنيا وما فيها».

غير أن الله خيب رجاءهم وخرج الزوج بعد قضاء عشر سنوات في 30 أكتوبر 1964م لينعم مع زوجته وأولاده بالحياة ويرزقهما الله بالبنت الثالثة غير أن الأقدار كانت تخبأ لها الكثير فلم يكد يمر عام على خروج زوجها حتى أصدر عبد الناصر قرارًا باعتقال كل من سبق اعتقاله دون جريرة واقتحمت المباحث العامة منزله المتواضع في 11 أغسطس 1965م واختطفته إلى سجن القلعة حيث التعذيب الرهيب، غير أن المفاجأة الكبرى هي اعتقالها أيضا بعد زوجه بقليل ففي 6 سبتمبر 1965م وجددت رجال المباحث يطرقون أبوابها بشدة فاحتضنت بناتها فقاموا بكسر الباب وانتزعوها من وسط بناتها بالقوة إلى مصير مجهول وتهمة غامضة، وذهب وقلبها يتفطر حزنا على بناتها اللاتي تركتهن دون راعي فالوالد معتقل والأم ها هي قد اعتقلت وأم الزوج ماتت، فرفعت أكف الضراعة إلى الله أن يحفظ بناتها، واستجاب الله لدعائها.

سيقت إلى سجن القناطر لتعيش أيامًا صعابا مع كثير من أخواتها أمثال الحاجة نعيمة خطاب وآمال العشماوي وفاطمة عبد الهادي وغيرهن الكثيرات من الحرائر، وكانت تهمتها – كما اعترف على عشماوي - أنها كانت تذهب مع زوجها لبيت عشيري عبد السلام غير أنه تبين للمباحث بعد ستة أشهر أن سعد الجزار وزوجته اللذين كانا يزوران (عشيري) لم يكونا (سعد الجزار والحاجة أمينة)، بل كانا الأخ سعد عمار وزوجته، وكان يعمل جزار، فالتبس على علي عشماوي الأمر، غير أن قدر الله كان قد نفذ، واعتقلت بعد ولادة ابنتها أسماء بأربعة وأربعين يومًا، وعندما جاءت المباحث لتأخذها أرادتها والدتها أن تستبقي البنت معها، فقالت لها: «أتركها معي لعلها تخفف عني التعذيب بعض الشيء».

وفي سجن القناطر اجتمعت عليها الهموم، همُّ الزوج المعتقل، والتي لا تعرف عنه شيئًا وما يحدث له، وهمُّ أولادها الصغار في الخارج، وهمُّ اعتقالها، وهمُّ طفلتها التي تحتاج إلى حسن رعاية، ولا يتوفر ذلك في سجون عبد الناصر، غير أنها تذكرت ربها فأيقنت أنها على حق وأن الله لن يخيب رجاءها، وجاء الفرج عندما وجدت بعض الرعاية هي وطفلتها من أخواتها المعتقلات معها، كما اعتنت بها إدارة السجن هي وطفلتها بعض الشيء خاصة بعد وفاة إحدى الأخوات، والتي كانت من الصعيد، وبالرغم من أن عبد الناصر قد اعتقل ما يقرب من مئتين أخت من أخوات القاهرة والأقاليم إلا أنهم شعروا فيما بينهم بالحب والألفة، وفوتوا الفرصة التي كان ينشدها عبد الناصر من اعتقالهن في الزنزانات الضيقة محاولاً إجبارهم على التبرؤ من الدعوة ورجالها وأزواجهن الثابتين على مبادئهم، غير أن ذلك لم يفلح وانطبق عليهم ما قاله الزجَّال


سعد سرور:

محلاها والله الزنزانة مزنوقة ولكن سايعانا والقعدة فيها عجبانا وقلوبنا سعيدة وفرحانة النومة عل الأبراش حلوة وبقينا مع الله في خلوة وكتاب الله أجمل سلوى وآياته تنور دنيانا

كما انطبق عليهم قوله: إخواني إخواني دول أهلي وخلاني أفديهم بعنيه وحياتي ووجداني القلب بيهواهم مش ممكن يسلاهم وإن غابوا عن عيني بيحن لذكراهم حبوني وحبتهم يا حلاوة عشرتهم أنصرهم وأحميهم وأحفظهم في غيبتهم الشوكة اللي تصيبهم تتعبني وتتعبهم والعهد اللي في قلبي متوصل بقلوبهم

وجاء الفرج بعد طول انتظار ففي أواخر فبراير 1966م جاءها الإفراج فخرجت وما كادت تصدق أنها خرجت. خرجت وقلبها يتفطر حزنا لفراق الأحبة التي تعرفت عليهن وتربت على أيديهن داخل المعتقل، غير أنها ما كادت تستقر وما كاد عهد عبد الناصر ينقضي حتى هلت نسائم الحرية على كل الإخوان، فتم الإفراج عن زوجها وكثير من إخوانه في 28 نوفمبر 1970م، ليهنئا معًا بطاعة ربهم.


نحو الهدف

ما كادت تهنأ بخروج زوجها حتى تذكرت أخواتها اللاتي كن معها في سجن القناطر فأخذت تطرق أبوابهن لتطمئن عليهن، فزارت منزل الشهيد سيد قطب وغيره من منازل الأخوات، وفي إطار ذلك انشغل الزوج بالورشة التي افتتحها ليعول أسرته منها وسرعان ما فتح الله عليه وأصبح من المشهورين في صنعته حتى أخذ يطلبه الناس بالاسم، وزاد الرزق.

ومن المواقف التي تذكر لها أيضًا أنه عندما كان يأتي ليخلد للراحة وقت الظهيرة كانت تجلس على نصف السلم حتى لا يصعد إليه أحد فيزعجه.

ومن مواقفها التربوية أيضًا، أنها قالت لزوجها يومًا: «أريد أن أسرق منك فلوسًا، فقال لها: المفتاح معكِ خذي ما تريدين، لكن اعملي حساب الصنيعية»، فكانت تأخذ المال وتذهب به إلى البريد وتضعه فيه حتى إذا اكتمل الألف جنيه أخذته ووضعته في بنك فيصل، حتى كان عام 1982م، عندما احتاج زوجها لسيارة، فقالت له لا تحمل الهم، كم تريد؟ قال لها: ألفين جنيه، فقالت له في الصباح سيكونون عندك. وفي الصباح ذهبت إلى البنك، وسحبت منه المبلغ، وسلمته لزوجها فعجب من تصرفها، غير أنه كتب السيارة باسمها عرفانًا منه بجميلها، وفي يوم من الأيام أعلنت الشركة أن على الحاجزين أن يتجهوا ومعهم باقي المبلغ للاستلام، وكان الباقي ثلاثة آلاف جنيه، فقالت له لا تحمل الهم، وجاءت له بالمبلغ، كما اشترت له بعض الكماليات للسيارة.

وليس ذلك فحسب، بل كانت تستخدم "بابور جاز" فقال لها: اشتري لك بوتاجازًا؟ فقالت له: وفر المال للورشة، وها نحن عائشون لا ينقصنا شيء.

وكان الزوج دائمًا ما يسرح فقالت له ذات يوم: أتريد الولد؟ تزوج ولن ألومك يومًا فهذا حقك، فقال لها صبرت معي كثيرًا أفلا أصبر عليك من أجل الله.

غير أن حياتها لم تمر دون تكدير فقد كانت مباحث أمن الدولة دائمًا ما تطرق بابها للسؤال عن زوجها ونشاطه وسط الإخوان ، وظلت هى وزوجها رهن إشارة الدعوة توجههما كيفما شاءت.

وعندما ذهبنا إليهما وجدنا بيتهما متواضعًا ينم عما فيه من تواضع ونظام، وتجد حوائطها مزينة بالآيات القرآنية أو صور الإمام الشهيد حسن البنا أو أركان البيعة، كما تجد منهما حلو الحديث – رغم كبر سنهما - إلا أنهما لا يشعرانك أنك غريب عنهما بل تشعر أنك واحد من أسرتهما.

وكان آخر مرة قبل أن يمرضا مرضًا شديدًا، ذهب الزوج لزيارة أحد المجاهدين العظام الذي شارك في حرب فلسطين وعام 1948م وحرب القنال عام 1951م وصاحب عملية نسف القطار الحربي الإنجليزي المشهورة ألا وهو الأستاذ عبد الرحمن البنان، والتقى هناك رفيق عمره في السجن الحربي الأستاذ محمد مهدي عاكف - المرشد العام الحالي- ورفقائهم العظام، وسعدت الزوجة بهذه اللقاءات التي أعادت لها حيوتها. جزاه الله خير الجزاء على ما قدمت طوال عمرها في سبيل دعوتها.


المراجع

1-حوار أجراه الأستاذ عبده مصطفى دسوقي مع الحاج سعد الجزار، يوم 10 /9/2007م. 2-سعد سرور كامل: خواطر مسجون، دار الدعوة للطبع والنشر والتوزيع، 1985م. 3-مذكرات الأستاذ عبد الرحمن البنان، إعداد عبده مصطفى دسوقي، البصائر للبحوث والدراسات.