أم نضال: الأم أول مدرسة تصنع الأبطال

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أم نضال: الأم أول مدرسة تصنع الأبطال
20-12-2005

خاص- إخوان أون لاين- تصوير: تامر فوزي


أم نضال

- أعددتُ أولادي لتحرير القدس قبل أن تُوجد فصائل إسلامية

- لدينا الإرادةُ والصلابة لممارسة العمل السياسي في أقسى الظروف

- الدور السياسي لا ينفصل عن المشروع الجهادي، فكلٌّ منهما يُكمِّل الآخر

الداعية الحاجة أم نضال لم تكتفِ بعملها الدعوي بالمساجد وإنما انطلقت إلى المجاهدين تمدهم بالغذاء الروحي والسياسي وتقوم بخدمتهم في مواقعهم، وهي أول امرأةٍ مرشحة لحركة المقاومة الإسلامية حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني المقررة في الخامس والعشرين من يناير المقبل..؛ ومع هذه الشخصية المتميزة خنساء فلسطين أم الشهداء أم نضال كان لنا هذا الحوار:

  • أولاً نودُّ التعرُّف على بطاقتك الشخصية.
الاسم مريم محمد يوسف فرحات، وأنا في الأصل من غزة من منطقة الشجاعية التي يوجد فيها أحد مخيمات الأبطال الفلسطينيين، وأبلغ من العمر 56 عامًا؛ بطاقتي الاجتماعية تقول إنني أرملة وأم لستة أبناء وأربع بنات، كل أبنائي في كتائب القسام، استُشهد منهم ثلاثة، نضال فرحات ومحمد فرحات ورواد فرحات، والأم الروحية للشباب المجاهدين، أما البطاقة الانتخابية فتحمل صفة مرشحة حماس للمجلس التشريعي عن قطاع :غزة.
  • ماذا عن التحديات التي واجهتك خلال رحلتك الدعوية والجهادية؟
نشأتُ في أسرةٍ محافظةٍ على العادات والتقاليد، تؤدي الصلاة دون حجابٍ أو التزام، بصفة عامة، وخلال الشهور الأولى بعد زواجي بدأتُ الذهاب إلى المسجد لحضور دروس النساء للشيخ يعقوب الذي جعله الله- عز وجل- سببًا لهدايتي على الطريق، وتدريجيًّا ارتفعت إيمانياتي وزاد التزامي فارتديتُ الحجاب رغم التحديات التي واجهتني، وتحمَّلْتُ الأذى الكثير؛ لأن الحجاب والالتزام كان غريبًا جدًا منذ 35 عامًا، ولكنني واجهتُ بقوة وتمسكت بحجابي وصبرتُ على الالتزامِ وتربية أبنائي تربيةً إسلامية.
  • وكيف نشأ أولادك على الجهاد؟
منذ عرفتُ طريق الالتزام كانت نيتي بناء بيتٍ مسلم وأسرة تخدم الإسلام، قبل أن تبدأ الانتفاضة الأولى وقبل أن تظهر حماس على الساحة، فحرصتُ على إفهام أولادي الإسلامَ فهمًا صحيحًا، حتى إذا جاء يوم تحرير :القدس اجتهدتُ في الأخذ بالأسباب؛ انتظارًا لثواب الآخرة وحقق الله عز وجل أمنيتي وأعزَّني في الدنيا بتكريمِ أولادي بالشهادة، والبنات وأسرهن ملتزمات.
أم نضال بين أبنائها الشهداء
  • وما أهم هذه الأسباب؟
الأم أولُ مدرسة في حياة الأولاد، لا تنتظر هدايا أو إستراتيجية من أي جهة، فالأم أهم جهة تصنع الأبطال، والجهات الأخرى مساعِدة، سواءٌ كان المسجد، الصحبة الطيبة، الفصائل.. كل هذه الجهات تجني ثمارَ تربية الأم، فالأم دورها الأساسي في التربية وفهم الدين فهمًا صحيحًا؛ مما يجعلهم يفهمون واجباتهم الشرعية فيدركون أنَّ الجهادَ فرض، وفي الأراضي المحتلة فرض عين.
فدائمًا كنت أبثُّ في نفوسهم حبَّ الجهاد وفرضيته في المرحلة الراهنة والتدريب على الصبر وقوة التحمل، وربطهم بالأحداث، وبالترغيب والترهيب، ومصاحبتهم لي في العبادات طوال الوقت، قيام الليل وصلاة الفجر والضحى والمتابعة بالوعظ والإرشاد حتى شبُّوا على حبِّ الجهاد فاختاروا فصيلاً إسلاميًّا، وهو "الجهاد الإسلامي" ثم انضمُّوا إلى "حماس" بعد ظهورها، فكل أولادي أعضاء في كتائب القسام، وبيتنا ملتقى الجميع.
  • وكيف وازنتِ بين واجباتك الأسرية ومسئولياتكِ خارج البيت؟
ترتيب الأولويات وتنظيم الوقت يُعينُ على الإنجازِ بصورةٍ أكبر وأفضل، ولا بدَّ من التضحية على حسابِ النفس في سبيل تحقيق الهدف.
لأول مرةٍ تخوض حماس الانتخابات حتى لا تظل السلطةُ منفردةً بالحكم واتخاذ القرار، ونحن أهل الوطن، فالتجربة التي مررنا بها وعانى الشعب معنا ما عاناه من فساد السلطة دفعتنا لخوض هذه التجربة؛ أملاً في تغيير الواقع السيئ إلى الأفضل في كل مناحي الحياة.
  • ألا ترين أن خوض المنظمة للانتخابات يؤثر على دورها الجهادي؟
الدور السياسي لا ينفصل عن المشروع الجهادي، فكلٌّ منهما يُكمِّل الآخر؛ لأن مشروع الجهاد يحتاج إلى دعمٍ سياسي.
  • ترشيح المنظمة لامرأة هل هو تكريمٌ لها كأم للشهداء أم لتثبت للعالم أن حماس تُطوِّر في فكرها؟
بل هو إيمانٌ بأهمية دور المرأة.
  • ماذا يمكن أن تقوم به حماس في ظلِّ دولةٍ محتلة لها ظروفٌ خاصة على كل المستويات؟
ظروف الاحتلال لا تُشكِّل أيَّ عائق لأنَّ الظروفَ التي مرَّ بها الشعبُ الفلسطيني علمتنا أن نُواجه أصعب الظروف، لن يكون العمل السياسي أصعب من مواجهة الاحتلال.
  • وماذا يمكن أن تقدم المرأة الفلسطينية من خلال المجلس التشريعي في ظل ظروفها القاسية؟
بذلُ كل الجهد بالإرادة والتصميم ومواجهة الاحتلال أصعبُ بكثير من ممارسة السياسة، فالمرأة الفلسطينية لا تقلُّ كفاءةً، بل لديها الإرادة والعزيمة التي تتحمل مسئوليتها في ظل أحلك الظروف وأقساهم.
  • نجاح مرشحي حماس الكاسح في انتخابات البلديات بالضفة خاصةً في المرحلة الثالثة، هل وراءه الخلافات والانشقاقات داخل فتح؟
بل ثقة الناس وما لمسوه من مصداقية في عمل المنظمة السبب الرئيسي وراء هذا الاكتساح.
  • هل توقعتم هذا النجاح؟
نعم.
  • وما ردُّ فعل الناس تجاهه؟
الترحيب الشديد.
  • رسالة للمرأة المسلمة؟
الصحوة ظاهرةٌ طيبة تساهم فيها بجهدٍ طيب لا يُستهان به، إلا أننا بحاجة إلى تكثيفٍ أكبر لجهود النساء المسلمات في كل مكان لمواجهة الواقع الأليم للأمة؛ فالخطب جلل.

المصدر