أول امرأة في تاريخ الإخوان في انتخابات مجلس الشعب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أول امرأة في تاريخ الإخوان في انتخابات مجلس الشعب


(أحاديث الخفاء)


إخوان ويكي

مقدمة

شهدت انتخابات عام 2000 خطوة جريئة وجادة من الإخوان المسلمين وذلك بالإعلان عن ترشيح السيدة "جيهان الحلفاوي" لخوض الانتخابات ويروى د. إبراهيم الزعفراني (القيادي الإخوانى وزوج جيهان الحلفاوي) تفاصيل خطوة الترشيح تلك

فيقول:

في الإسكندرية حيث كانت لقاءاتي كثيرة مع أخي الحبيب مهندس علي عبد الفتاح في نادي الأطباء ، فكرنا في عمل غير تقليدي يكسر طوق التهديدات الأمنية ويدفع بوسائل الإعلام أن تبرز اسم الإخوان في فترة الانتخابات و تعالج نقاط يعتبرها منتقدوا الإخوان نقاط ضعف ، وهما مكانة المرأة عند الإخوان المسلمين و علاقة الإخوان مع الأقباط في مصر وتولدت فكرة ترشيح نساء في هذه الدورة البرلمانية من الإخوان وكذلك التحالف مع الأقباط في انتخابات الإسكندرية .
انشرحت صدورنا للفكرة خاصة إن هناك وثيقة أصدرها الإخوان عام 1994 توضح أن الإخوان يقرون ترشيح المرأة للمجالس النيابية ، وان هذه الرؤية لم تصل للآخرين لأنها ظلت طوال هذه المدة بلا تطبيق .فكرة ترشيح امرأة أمام مكتب الإسكندرية ثم مكتب الإرشاد.
عرضت فكرة ترشيح نساء من الإخوان في مجلس الشعب علي مكتب إداري الإسكندرية وفي هذه المرة وجدت استنكارا من البعض وقبولا من البعض بل إن البعض استقبلها علي انها نوع من الفكاهة حتى إن هذا البعض مازحني خلال الجلسة بقوله: هل أنت تقبل يا إبراهيم أن تترشح زوجتك؟ فقابلت مزاحه بمزاح قائلا: بشرط أن تشمل الدعاية أنها علي مشارف الخمسينات من العمر وإنها جدة لعدد من الأحفاد حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض وانتهى النقاش، واجل البت في الموضوع إلي الجلسة القادمة .
و عندما نوقش الموضوع في الجلسة القادمة كانت الأغلبية الساحقة علي الموافقة. علي أن يرفع الأمر إلي مكتب الإرشاد لمعرفة رأيه وجاءت الموافقة من مكتب الإرشاد بتعليمات إلي مسئولي النشاط النسائي باختيار عدد من النساء في المحافظات المدنية (بعيدا عن محافظات الصعيد والمحافظات الريفية) للترشح لمجلس الشعب

اختيار جيهان الحلفاوي

حكي لي زميلي المسئول عن النشاط النسائي بالإسكندرية يومها إنه وبعد قرار مكتب الإرشاد ذهب الي مجموعة الأخوات المشاركات في المسئولية عن النشاط النسائي بالإسكندرية وهو غير مقتنع إطلاقا وعرض عليهم الأمر ولكنه فوجئ بتحمسهن لهذا الأمر بل واعتباره جاء متأخرا . وتحدث معهن عن ترشيح ما يروه مناسب من النساء بالإسكندرية وأحضر لمكتب إداري الإسكندرية أسم سيدتين من الإخوان تم ترشيحهن من قبل أخوات الإسكندرية

الاسم الأول جيهان محمد الحلفاوي (زوجتي) والثانى ا.د سميحة محمود غريب أستاذ مساعد معهد علوم (البحار) وكان علي المكتب أن يختار أحداهن أصلي والأخرى احتياطي ،فسارعت وطلبت الكلمة لأقول أنا أفضل أن تكون د. سميحة غريب هي الأصلي فهي عضوه في هيئة تدريس جامعي تلقي محاضرات شبة يومية علي طلبتها كما إن موقعها العلمي يضيف وزنا جديدا ،وأرى ان يعاد الأمر مرة ثانية للأخوات لاختيار امرأة أخري غير زوجتي علي الأسس التي ذكرتها ..

ولكن كان رأي الأغلبية إن هذا الترتيب من أخواتنا له أسبابه ،فطلبت أن نؤجل البت فى المضوع حتى نستجلي هذه الأسباب وتمت الموافقة علي التأجيل ،وعرفت فيما بعد أن هذا الاختيار جاء لعدة أسباب إن أ. جيهان الحلفاوي عاشت فترة سجن زوجها واقتربت من أحداث الإخوان وتحدثت مع وسائل الإعلام وكتبت إليها وأجادت في هذا المجال وان جيهان تخففت من مسئولية البيت بعد أن زوجت بناتها وأن أبنائها الذكور كبار يمكنهم الاعتماد علي أنفسهم وان ترشيح امرأة في مثل هذا العمر يكسبها احترام رجل الشارع العادي ،بخلاف نظرته للشابة الصغيرة .

كما إن قربها من زوجها إبراهيم سيساعدها في الدعاية والترشيح لخبرته السابقة بالانتخابات ،و بوصفها زوجته سوف يضيف لها قدر من رصيده في العمل العام ويدفع معارفه وأصدقائه من غير الإخوان للوقوف بجانبهما في هذه التجربة الوليدة ،وهو رجل معروف عن الإخوان وعند الأمن ومعروف بتاريخه عند بعض المجموعات الإسلامية الأخرى التي قد تقاوم وتنتقد هذا العمل مثل السلفيين .

كانت هذه الأسباب مقنعة لأكثر أعضاء المكتب الإداري خاصة منها ما يخص علاقتي أنا بالموضوع مضافا إليها قناعتي بترشيح امرأة قناعة سبقت اختيار زوجتي وكذلك قدرتي علي الاستعانة والاتصال بالمثقفين وأصحاب الرأي من النخبة المصرية ،وقدرتي علي مناقشة زملائي من قادة المدرسة السلفية وقد كانت الموافقة و أحسست ساعتها بجدية الموقف وخطورته وأنى وزوجتى قد حملنا عبئا ثقيلا دعوت الله أن يعيننا عليه وكان علي أن أفاتح زوجتي في هذا الاختيار ،وبدأت ذلك بطريقة تعودتها زوجتي أن أبدئها كأحد مواضيع المزاح ثم أتدرج بها إلي الجد .

وكانت أول مرة في وجود بناتها وأزوجهن حيث تحدثت معلقا علي بعض أرائها . (انظروا أنا أري حماتكم تصلح للترشيح لعضوية مجلس الشعب) ضحك الجميع علي مزاحي وبادلونى المزاح إلا هي فقد طلبت منى التحدث معها علي انفراد لتعرف الحقيقة . فصارحتها بالحقيقة فكان رأيها إن في الأخوات من هن أفضل لهذا المكان فقصصت لها ما حدث، فطلبت أن تتقابل مع أخواتها بالإسكندرية وان تعطي فرصة لتكوين الرأي وكان لها ذلك .

تحدثت معي في معوقات إضافية وهي إنني رجل من أصل ريفي وان أهلي لن يستوعبوا ترشيح زوجة ابنهم لانتخابات مثل هذه وقد يحدث ذلك مشاكل بيني وبين أهلي ،وأني رجل شديد الغيرة وان ارتباطنا وعلاقتنا مثالية وأنها تخاف أن تتأثر بهذا الترشيح (خلينا عايشين حلوين قافلين علينا بابنا يا ابن الحلال)

كنت مؤمنا إننا سنواجه صعوبات ولكن كنت أقول لزوجتي إذا لم نفعل نحن ذلك لصعوبته فكيف نلقي به علي كاهل غيرنا الم نقم بعدة مغامرات في حياتنا وكان الله معنا وتمت بنجاح (زواجنا ونحن طلبة) الم يكن مغامرة (زواج بناتنا في هذه السن وهذه الكيفية) الم يكن مغامرة ، فلماذا لا نتشارك في مغامرة جديدة نحقق بها لجماعتنا وديننا دفعة ونقلة نوعية.

وصلت جيهان للقناعة الكاملة بعد أن أصبحت الفكرة والدور والفوائد تنضج وتترسخ داخلها عبر الأيام ، أبلغت إخواني في المكتب الإداري موافقتها والذي ابلغه بدوره لمكتب الإرشاد

الإعلان عن اسم المرشحة وتداعياته

لعب المهندس علي عبد الفتاح دورا كبيرا فى انتخابات 2000 وكان علي صلة وعلاقات واسعة بوسائل الإعلام ،وقبل فتح باب الترشيح بشهر ونصف بدأ م. على يسرب للصحف ووسائل الإعلام بان الإخوان المسلمون سيرشحون نساء لانتخابات مجلس الشعب .

وكان المراسلون حين يسألون أ. مأمون عن هذا الموضوع يحيلهم إلي إخوان الإسكندرية وقبل فتح باب الترشيح بشهر اتصل مهندس علي عبد الفتاح بعدة صحفيين وعلي رأسهم أ. محمد صلاح محرر الشئون الإسلامية (بجريدة الحياة) يفصح له عن اسم المرشحة وكان ذلك عصر احدي الأيام ونشرت في (جريدة الحياة اللندنية) في الصفحة الأولي . وتناقلتها وسائل الإعلام.

وحدث ما كان متوقعا وبعد صلاة الفجر مباشرة أيقظتنا عدة إذاعات (صوت أمريكا) العربي والانجليزي (بي بي سي) العربى و الانجليزي وإذاعة طهران وغيرها لأخذ حديث مع مرشحة الإخوان المسلمون . كانت زوجتي وقد تعاونت معها قد كتبنا عدد كبير من الأسئلة المتوقعة واعددنا إجابات لها فكانت ترد علي الإذاعات والمراسلين بالتليفون من الورقة المكتوبة وبعدها تشجعت وأصبحت ترد علي الأسئلة مشافهة .

تكاثر علي منزلنا مراسلين من كل البلاد ومصورين من وكالات الإنباء وإذاعات وشبكات تليفزيونية . من أمريكا – فرنسا – هولندا – اليابان – الصين – ألمانيا ـ استراليا - وقناة الجزيرة والتي بثت الحديث معها لمدة ثلث ساعة وكانت أشهر الإعلانات . كما أصر المراسلون علي اصطحابنا في جولاتنا الانتخابية داخل شوارع وحواري دائرة الرمل.

التحسب لردود أفعال هذا الترشح

  • ما هو رد فعل الرأي العام في العالم الإسلامي من ترشيح الإخوان بمصر لامرأة لأول مرة في حياة الدعوة ؟
  • ما هي ردود فعل الوسط الإخواني من ترشيح الإخوان بمصر لامرأة لأول مرة في حياة الدعوة ؟
  • ما هي ردود فعل المتدينين من الجماعات الأخرى خاصة الدعوة السلفية من ذلك ؟
  • ما هي ردود فعل جماهير الدائرة تجاه ترشيح امرأة في دائرتهم بما في ذلك المناطق الشعبية ؟
  • ما هو رد فعل النظام وكذلك المجلس القومي للمرأة من ترشيح امرأة من الإخوان ؟
  • ما هو رد فعل الأجهزة الأمنية تجاه هذا الحدث الجديد؟

ردود الفعل الخارجية

لقد سعد الإسلاميون في خارج مصر بهذه المبادرة واتصل بنا كثيرون لتهنئتنا علي هذه الخطوة بل ظلوا يتابعونها لحظة بلحظة ،وقد تشجعت بعض الجماعات الإسلامية في الأقطار الأخرى التي لم تسبقنا في هذا المجال علي إعادة التفكير في ترشيح نساء في مجلس الشعب – أما فى الكويت فكانت ردود الفعل سلبية حيث كانت المرأة عندهم ممنوعة حتى من الإدلاء بصوتها في الانتخابات .

ردود فعل المثقفين المصريين

تفاوتت ردود الفعل فالمتفهمين لطبيعة الإخوان سعدوا بهذه الخطوة واعتبروها في الاتجاه الصحيح .

والمنتقدين للإخوان اعتبروها تناقض بين تعامل المرأة ومكانتها داخل الجماعة وبين تقديمها لانتخابات مجلس الشعب،حيث قال بعضهم لزوجتي يوجد تناقض بين ترشحك لتكوني عضوه في برلمان بلادك فأين المرأة في مجلس شوري الإخوان المسلمين؟.

وبالمناسبة كنت قد اقترحت علي مرشدنا أ. مأمون الهضيبي (رحمه الله) ثم كررتها علي مرشدنا الحالي أ. محمد مهدي عاكف بان يصدر قرار بتعيين ثلاث أخوات بمجلس شوري جماعة الإخوان بمصر بل ورشحت لهم الأسماء إحداهن من الوجه القبلي والأخرى من القاهرة والثالثة من الوجه البحري، ثلاثتهن تحدثن علنا باسم الإخوان في إفطارات الإخوان العامة ولكن يبدو إن الوقت لم يحن بعد .

ردود فعل بعض علماء الإسلام وأعلام المجتمع

اتصلت بفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي وحين سمع صوتي هنأني بحرارة قائلا إن الجماعة في مصر هي الجماعة الأم ولابد أن تكون سباقة بالمبادرات لتتمثلها الجماعات في الأقطار الأخرى وبهذا تظل الجماعة في مصر محتفظة بريادتها وقيادتها .

كما حدد لي موعد لاستقبال جيهان الحلفاوي وعدد من سيدات الإخوان لتسجيل لقاء معه يقوم خلاله بالإجابة علي كل ما سيواجههن من استفسارات دينية وقد حدث هذا اللقاء فى منزل فضيلته ،وقد استأذنته في طباعة بحثه في كتابة (فتاوي معاصرة) والتي جمع فيها الأدلة الشرعية عن جواز ترشيح المرأة في المجالس النيابية فوافق علي الفور .

كما قمت بزيارة لفضيلة الشيخ أحمد المحلاوي وشرحت له الموضوع ففاجئني بأنه موافق وعلي استعداد أن يمشي مع جيهان الحلفاوي في جولاتها كلها بملابسه الأزهرية ليكون اكبر دليل أمام عوام المسلمين بان هذا الأمر لا يخالف الشريعة الإسلامية لكني أشفقت علي صحته وطلبت منه أن يكتب رسالة موجهة من فضيلته إلي أهل الدائرة يشرح لهم فيها الحكم الشرعي فوافق مشكورا وكتب بيانا بعنوان (نريد جيهانات كثيرة لا جيهان واحدة).

.. اتصلت بالمستشار الفاضل طارق البشري لأنقل له الخبر ولأطلب منه أن يقف معنا بفكره الراقي وقلمه الذي يحترمه الجميع وكانت سعادته ومساندته مصدر قوة لنا في تجربتنا . لقد أبهرنى خلقه الراقي ودمعت عيني وعين زوجتي حين رد علينا بقوله هذه مبادرة رائدة

واعتبروني من اليوم جندي لكم في هذه التجربة أنا معكم قلبا وقالبا لقد هزتنا هذه المشاعر الدافئة والكلمات الصادقة من رجل بحجم المستشار طارق البشري ولي معه مقابلات وأحاديث مع كثرتها إلا إنها كانت كلها عميقة ومفيدة إلي حد بعيد سأرويها بإذن الله في مكانها ، كما اتصلت بعدد كبير من أصحاب الرأي في مصر أتعرف رأيهم وكانت غالبية الردود ايجابية .

رد فعل الأوساط الإخوانية

تفاوتت آراء الإخوان في بداية إعلان الخبر بين مرحب ورافض تحكم هذه المواقف طبيعة كل فرد وبيئته وفهمه لمنهج الإخوان ومدى تخوفه من ردود فعل الأخرىن ،كما انتظر البعض تأكيدات القيادة و مباركتها وكان أكثر أفراد الإخوان تأييدا الأوساط النسائية حيث شعرن أنهن تقدمن خطوة غير مسبوقة في المشاركة الإخوانية فبعد أن كان دورهن مساندة المرشحين من الرجال أصبح منهن مرشحات

ومما زاد قناعتهن الحجم الضخم الذي تناولت به وسائل الإعلام العالمية والعربية والمحلية عموما وان لم يخلو الأمر من بعض الاعتراضات وكان من أشد المرحبين أيضا الجاليات الإخوانيه فى أوربا وأمريكا حيث مثلت رسالة عملية عن موقف الإخوان المسلمين من المرأة ولأنه أمر جديد فقد تابع الإخوان أخبار ترشح سيدة من الإخوان باهتمام اكبر خاصة النساء اللاتي كن يرين فيها تجربة يتمنين نجاحها .

ولقد حظيت هذه التجربة بتأييد المجتمع الطلابي من الإخوان بالجامعات طلبة وطالبات أحسست بذلك من حجم اللقاءات والحملات الطلابية التي نشرت لقاءات مع جيهان الحلفاوي ولقد كان لهذا الترشح أثره الكبير في إعطاء صورة طيبة للإخوان في نظر الطالبات غير المتدينات حين أحسسن أن المرأة المتدينة يمكن أن تجد لها مكانا محترما وسط التجمعات الإسلامية وأزال من ذهن الكثيرات ما توهمنه من إن تدينها يعني أن تدفن مواهبها وان تتنازل عن استقلاليتها ويكون مكانها في الذيل .

وكان أكثر ما يتخوف منه بعض الإخوان أمران

التخوف الأول

أن ترشيح النساء يحول أنظار الأجهزة الأمنية للنشاط الدعوي النسائي وقد يعرض المرشحة إلي الإيذاء والسجن كما يحدث مع رجال وشباب الإخوان ولم تكن زوجتي لتضن بنفسها عن تحمل تبعات ذلك فليست هي بأفضل من السيدة الفاضلة زينب الغزالي ولا من السيدة أمينة قطب وغيرهن كما إن العمل النسائي في الإخوان عمل يغلب عليه الطابع العام وهو أساس عملهن كما إن طبيعة شعوبنا الشرقية والعربية والإسلامية تتعاطف مع المرأة وتحتفظ لها بحرمة وقدسية تمثل لها حصانة مجتمعية تشارك في ذلك الأجهزة الأمنية نفسها .

التخوف الثاني

إن ترشيح امرأة سيفتح علينا انتقادات عدد من الجماعات إسلامية خاصة السلفيين منهم وسيتحولون إلي الجماهير مشككين في مصداقيتنا في توجهنا الإسلامي مما يحرمنا أهم ميزة لنا تربطنا بشعبنا المصري المتدين بطبعه .

موقف الجهات الأمنية من هذا الترشح

أحسست إن الجهات الأمنية رأت فيها فرصة لصراع فقهي بين السلفيين والإخوان المسلمين يخسر فيه الإخوان مصداقيتهم أو يخسر الاثنان من خلال النزاع الذي سيحدث بينهما واذكر أن مسئولا بالأمن بالإسكندرية وفي مقابلة معه وفي بداية الإعلان عن ترشيح جيهان الحلفاوي والحديث علي التنسيق مع الإخوة الأقباط في الانتخابات

قال:

يبدو إن الإخوان هذه المرة يوجهون رسالتين مهمتين للمجتمع الداخلي والخارجي في نقطتين من نقاط يراها الآخرون إنها نقاط الضعف عند الإخوان وهما قضية المرأة ومكانتها عند الإخوان وقضية علاقتهم بالأقباط ..وهي خطوة جريئة ..وإذا كنتم جادين في هذه الرسائل فإنكم ستحصدون نتائجها بعد عدد من السنين وليس ألان، ولما سالت عن السبب الذي يدعو لتأخر حصاد النتيجة
قال: الناس يحتاجون للوقت الكافى ليتأكدوا من خلال ممارساتكم المستقبلية من إنكم مخلصون وصادقون في رسائلكم وإنها ليست مجرد تكتيك أثناء الانتخاب لتحسين الصورة والفوز في الانتخابات .. كما ذكر انه كرجل امن يري انه في حال قبول سكان المناطق الشعبية في هذه الدائرة لترشيح امرأة فان ذلك يساعد علي زيادة الوعي عندهم والذي يساعد في الإقلال من حجم الجرائم التي ترتكب في مثل هذه المناطق .

كان حديثا جيدا وعقلانيا ، لكن بعد أيام اختلفت الأمور وبدا الأمن يعمل بكل وسيلة حتى لا نتمكن من الفوز في الانتخابات ابتداء من القبض علي من يقودون حملتها الدعائية في الدائرة مثل الحاج حسين جبريل والأخ عباس هيكل ثم القبض علي والقبض علي كثير من الإخوان وكل مندوبى اللجان بالدائرة ثم تزوير الانتخابات حتى لا تفوز ثم وقف انتخابات الإعادة في الدائرة حين ترجح فوزها عامين كاملين بدون أن يكون في المجلس ممثلين عن دائرة الرمل بالإسكندرية .

وتم إجراء الانتخابات عام 2002 وتحويل الدائرة إلي ثكنة عسكرية منع فيها الناخبون من الوصول إلي صناديق الاقتراع وتم منع التجول خلال يوم الانتخابات في معظم الدائرة وتم تزوير الانتخابات في قري أبيس بكافة أنواع التزوير وأعلنت النتيجة التي اخبرني بها احد قادة الحزب الوطني عصرا وقبل الفرز حيث أعطاني النتيجة بالأرقام التي ظهرت بها وأعلن عن عدم فوز مرشحي الإخوان المسلمون ومنهم جيهان الحلفاوي

لتنهي الحكومة معركتها من أول مرشحة للإخوان المسلمون بمجلس الشعب بهذه المهزلة التي شهدتها وسائل الإعلام ومراسليهم ولجان حقوق الإنسان وشرفاء القضاء ويجدر بي هنا أن اذكر إن الإخوة السلفيين كانوا في اغلبهم علي قدر كبير من التعامل الأخلاقي في إبداء رأيهم الشرعي … وان بعضهم لما رأي هذه الحرب الشرسة ضد جيهان الحلفاوي حضروا ليشاركوا في الحملات الدعائية لها وكذلك حضر عدد للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات ولكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلي صناديق الاقتراع كغيرهم من أهالي الدائرة. (1)

المرجع

(1) طالع مقال د ابراهيم الزعفرانى