أول انتخابات شارك فيها الإخوان المسلمين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٧:٤٢، ١٢ ديسمبر ٢٠١٠ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات) (←‏للمزيد)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أول انتخابات شارك فيها الإخوان المسلمين

موقع إخوان ويكي

بقلم :أ.عبده مصطفى دسوقي

وبقلم: أ.محمد موسى


مقدمة

بعد أن انتهى المؤتمر السادس للإخوان المسلمين والذي عقد في 11 من ذي الحجة 1359ه الموافق 9 من يناير 1941 بدار الإخوان بالحلمية،

كان من بين قراراته السماح للإخوان بدخول الانتخابات بصفة فردية، ومن ثم قرر الإمام حسن البنا خوض الانتخابات والتي كان مقرر لها أن تجريها حكومة الوفد عام 1942م، ولقد رشح نفسه عن دائرة الإسماعيلية.

لم يكن دخول الإمام البنا من منطق الاستحواذ على كرسي في البرلمان أو الحصول على منفعة من وراء دخوله،

وأيضا لم يكن عيبا أن يفكر الإخوان في الوصول للبرلمان والحكم، وذلك لتحقيق هدف إيجاد دولة إسلامية، ولابد للمسلم أن يعلم شئونه السياسية ففي رسالة مؤتمر طلبة الإخوان المسلمين وتحت عنوان "السياسة من الإسلام" يقول الإمام البنا:

"بعد هذا التحديد العام لمعنى الإسلام الشامل، ولمعنى السياسة المجردة عن الحزبية، أستطيع أن أجهر فى صراحة:

بأن المسلم لن يتم إسلامه إلا إذا كان سياسيًّا، بعيد النظر فى شئون أمته، مهتمًّا بها غيورًا عليها.

وأستطيع كذلك أن أقول:

إن هذا التحديد والتجريد أمر لا يقره الإسلام، وإن على كل جمعية إسلامية أن تضع فى رأس برنامجها الاهتمام بشئون أمتها السياسية، وإلا كانت تحتاج هى نفسها إلى أن تفهم معنى الإسلام".

كما أنه يؤكد أن البرلمان ليس حكرا على أحد فيقول:"

وعماد الدعوة لتنجح وتظهر، تبليغ واضح دائم يقرع بها أسماع الناس ويصل بها إلى قلوبهم وألبابهم، وتلك مرحلة يظن الإخوان المسلمون أنهم وصلوا بهم فى المحيط الشعبى إلى حد من النجاح ملموس مشهود،

وبقى عليهم بعد ذلك أن يصلوا بهذه الدعوة الكريمة إلى المحيط الرسمى، وأقرب طريق إليه "منبر البرلمان".

فكان لزاما على الإخوان أن يزجوا بخطبائهم ودعاتهم إلى هذا المنبر؛ لتعلو من فوقه كلمة دعوتهم،

وتصل إلى آذان ممثلى الأمة فى هذا النطاق الرسمى المحدود بعد أن انتشرت فوصلت إلى الأمة نفسها فى نطاقها الشعبي العام؛

ولهذا قرر مكتب الإرشاد العام أن يشترك الإخوان فى انتخابات مجلس النواب.

وإذن فهو موقف طبيعي لا غبار عليه فليس منبر البرلمان وقفا على أصوات دعاة السياسة الحزبية على اختلاف ألوانها، ولكنه منبر الأمة تسمع من فوقه كل فكرة صالحة ويصدر عنه كل توجيه سليم يعبر عن رغبات الشعب أو يؤدى إلى توجيهه توجيها صالحا نافعا".

ولم يفكر الإمام البنا والإخوان بالمغرضين الذين قالوا ما دخل الإخوان بالسياسة، وما دخل الدين بالسياسة فقد كان رد الإمام البنا قويا حينما قال في رسالة بين الأمس واليوم: "إذا قيل لكم إلام تدعون؟ فقولوا:

ندعو إلى الإسلام الذى جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، والحكومة جزء منه، والحرية فريضة من فرائضه، فإن قيل لكم:

هذه سياسة! فقولوا: هذا هو الإسلام ونحن لا نعرف هذه الأقسام.

وإن قيل لكم:

أنتم دعاة ثورة، فقولوا: نحن دعاة حق وسلام نعتقده ونعتز به"

غير أن ذلك لم يرق للإنجليز ولا الحكومة المصرية فضغطت على الأستاذ البنا للتنازل، وتحت الضغط الشديد تنازل الإمام البنا، لكن بشرط فتح المجال للعمل الدعوي وإلغاء الحانات والخمر وإلغاء البغاء.

لكنه عاد وشارك في انتخابات أواخر عام 1944م والتي أجرتها حكومة أحمد ماهر باشا غير أن هذه الانتخابات زورت من قبل الحكومة والانجليز لصالح سليمان عيد متعهد التغذية للمعسكرات الانجليزية.

وثارت شبهات حول مشروعية الترشيح والقسم الدستوري وغيرها من القضايا التي رد عليها الإمام البنا في إحدى مقالاته فى جريدة الإخوان النصف شهرية بعنوان:

"لماذا يشترك الإخوان فى انتخابات مجلس النواب"؟.

كما رد العلامة الشيخ محمد أبو زهرة على سؤال ترشح بعض الإخوان المسلمين أنفسهم لكراسي النيابة في مجلس الشورى في مصر؟

فكان جوابه:

"إن ترشيح بعض الإخوان المسلمين الذين يستمسكون بالعروة الوثقى والدين الاعتبار الأول في نفوسهم أمر واجب جد واجب؛ لأنه يحمي جماعة الإخوان وينشر دعوتهم، ويفيد الحياة النيابية في مصر". الاشتراك في الانتخابات

بعد أن أقال الملك فاروق حكومة الوفد في أكتوبر من عام 1944م، كلف أحمد ماهر باشا بتشكيل الحكومة والتي على إثر ذلك حل البرلمان وأعلن عن إجراء انتخابات برلمانية جديدة،

وبناء على قرارات المؤتمر السادس للإخوان تقدم الإمام البنا وعدد من إخوانه بأوراقهم حيث ترشح الأستاذ حسن البنا عن دائرة الإسماعيلية والأستاذ أحمد السكري عن دائرة الفاروقية بحيرة،

والأستاذ صالح عشماوي عن دائرة مصر القديمة، والأستاذ عبد الحكيم عابدين عن دائرة فيدمين الفيوم، والأستاذ عبد الفتاح البساطي عن دائرة بندر الفيوم، والأستاذ محمد حامد أبو النصر عن دائرة منفلوط.

فكانت هذه أول انتخابات خاضها الإخوان المسلمين في عهد الإمام حسن البنا، غير أن هذه الانتخابات زورت من قبل الحكومة والإنجليز لصالح سليمان عيد متعهد التغذية للمعسكرات الإنجليزية، رغم ما بذله الإخوان في هذه الانتخابات من جهود،

وما حدث مع الإمام حدث تقريبًا مع باقي مرشحي الإخوان، ولكن بدرجة أقل فلم ينجح منهم أحد في هذه الانتخابات. وكانت الإسماعيلية من أولي المحافظات التي ساعدت الإمام في هذه الانتخابات،

فلقد ساندت مدينة الإسماعيلية الإمام حسن البنا في ترشحه للانتخابات، فقد أقام أهلها على نفقاتهم 60 سرادقًا للدعاية الانتخابية للإمام البنا، وتوافد على الإسماعيلية الآلاف من إخوان البلاد الأخرى تأييدًا للإمام البنا.

ولما جاء يوم الانتخاب فوجئ أهل الإسماعيلية بتدخل الجيش البريطاني في الانتخابات بأن أحضروا أعدادًا كبيرة من العمال الذين يعملون في معسكرات الجيش البريطاني في سيارات، وأدى هؤلاء العمال الانتخاب بتذاكر مزورة بأسماء ناخبين من أهل الإسماعيلية، واحتج أهل الإسماعيلية وأهملت السلطات احتجاجهم،

وانتهى يوم الانتخابات وظهرت النتيجة وكانت إعادة بين الإمام الشهيد وبين سليمان عيد.

وجرت الإعادة في جو رهيب حيث تدخلت الحكومة والإنجليز بشكل سافر، فيقول الأستاذ محمود عساف وكان بالإسماعيلية في ذلك الوقت كنا نرى مئات من السيارات اللوري المليئة بعمال المعسكرات البريطانية، ومعظمهم من صعيد مصر تجوب طرقات الإسماعيلية هتافًا لسليمان عيد،

ثم تتوقف أمام لجان الانتخابات ليدخل هؤلاء وينتخبون، واحتج الشهيد عبد القادر عودة على التزوير، وكان يعمل قاضيًا ورئيسًا لإحدى اللجان، فصدر أمر وزير العدل بنقله فورًا من الإسماعيلية، فأبى الشهيد عبد القادر عودة هذه الإهانة واستقال من القضاء،

وكانت تلك باكورة صلته بالإمام الشهيد وبالإخوان المسلمين التي أصبح وكيلها فيما بعد قبل أن تغتاله يد الغدر بالإعدام شنقًا،

وكانت الأصوات التي حصل عليها الإمام محدودة في كل اللجان، فقد بدلت الصناديق بغيرها إلا لجنة واحدة كانت منسية حصل فيها الإمام البنا على 100٪ من الأصوات، وكانت هذه اللجنة لجنة الطور، وكان وكيل الإمام فيها الخواجة خريستو صاحب محل البقالة الوحيد هناك.

وخسر الإخوان هذه الانتخابات بسبب التزوير الذي قام به الحكومة والإنجليز.

وعند إعلان النتيجة وقف الإمام البنا وسط الإخوان متحدثًا إليهم ليهدئهم ويوضح لهم ما حدث، وكان مما قاله لهم:

"إن عجز أمة عن أن تدفع أحد أبنائها إلى البرلمان ليقول كلمة الحق والإسلام لدليل على أن الحرية رياء وهباء، وأن الاستعمار هو سر البلاء،

إنني أحسب أن مراجلكم تغلي بالثورة وعلى شفا الانفجار، ولكن في هذا الموقف لابد من صمام الأمان، فاكظموا غيظكم، وادخروا دماءكم ليوم الفصل، وهو آت لا ريب فيه ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله،

ووصيتي لكم أيها الإخوان أن تنصرفوا إلى منازلكم وبلادكم مشكورين مأجورين، وأن تفوتوا على أعدائكم فرصة الاصطدام بكم".


المراجع

1-أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين للأستاذ جمعة أمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

2- عباس السيسي: حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2001م.

3-رسالة الإخوان والانتخابات، مجموعة رسائل الإمام البنا.

4-رسالة بين المس واليوم، مجموعة رسائل الإمام البنا.

5-رسالة مؤتمر طلبة الإخوان المسلمين، مجموعة رسائل الإمام البنا.


للمزيد

وصلات داخلية

كتب متعلقة

ملفات وأبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

متعلقات أخري

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

تابع مقالات خارجية

وصلات فيديو

.

تابع وصلات فيديو

.