إبراهيم الدعمة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٨:٤٣، ١٣ أبريل ٢٠٢٢ بواسطة Lenso90 (نقاش | مساهمات) (حمى "إبراهيم الدعمة" ([تعديل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ابراهيم الدعمة حزب العمل الإسلامي بالأردن


إخوان ويكي

مقدمة

"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا" (الأحزاب 23) هكذا جاء التصوير الرباني سبحانه حال المؤمنين الذين صدقوا الله الوعد فصدقهم الله الجزاء، فمن مات فاز ومن عاش سار على المنهج القويم.

ويقبض الله كل يوم أحد العلماء أو المصلحيين والدعاة، ومع ذلك يظل علمهم شامة مضيئة يستنير بها الناس في ظلمات الجهالة التي تنثر خيوطها بين العالمين.

حياته

في محافظة إربد ولد وعاش الدكتور إبراهيم مراد الدعمة، وتلقى تعليمه الذي أهله للعمل في المكتبات الجامعية، قبل حصوله على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة الموصل بالعراق.

بدأ حياته العملية أمينا لمكتبة جامعة اليرموك قبل أن ينتقل إلى إلى جامعة إربد الأهلية ثُمَّ إلى جامعة الطفيلة أمينَ مكتبةٍ في الاثنتين، ومن ثَمَّ مدرِّساً في جامعة الزرقاء الأهلية لمادة الاقتصاد بعد حصوله على الدكتوراه.

التحق بجماعة الإخوان المسلمين بالأردن وأصبح أحد قادة حزب العمل الإسلامي في محافظة إربد حيث حمل على عاتقه تبليغ رسالة الإسلام عبر المساجد أو المواقع السياسية.

كتاباته

كتب تحت عنوان الديمقراطية والمرأة وحقوق الإنسان فقال:

ثُلاثية تصم آذاننا صباح مساء تحذيراً من قِبَل قوى الشد والجذب، وقوى الردح والندب من وصول الإسلاميين للحكم، إنذار ينذرون به الناس مما سيأتيهم به هؤلاء الظلاميون والرجعيون ومن يتلفّعون بلباس الورع والتقوى والتدين، ودواخلهم تميز غيظاً على المتقدمين والمتحضرين ودعاة الحريات الشخصية على مختلف مشاربهم، فكلهم يمشي رُوَيْد، حتى يستوثق منكم فيجعل في يديكم قَيْد، لن تستطيعوا منه فكاكاً، ولن تملكوا منه انعتاقا.
انتبهوا لهؤلاء الطامعين والطامحين والمتلبّسين لبوس التدين، فهم يريدون صيداً كما غيرهم فلا يغرنَّكم تدينهم، هم يتحيّنون فرصة سانحة ليجعلوا يومكم وغدكم كالبارحة، أصحاب أجندة ويدَّعون رقة الأفئدة، ينادون بالعدل وهم من يمارس القتل، يدعون للجهاد وهم من أهلكلوا العباد وضَيَّعوا البلاد، أصحاب مطامع رغم اعتكافهم في الجوامع، لا رأي يجمعهم ولا رادع يردعهم، سيذيقونكم الوبال وهم يَعِدونَكُم بأحسن حال.
كيف يتحزّبون والتَحَزُّب شرعاً حرام، وهم بهذا التحزب يفرّقون الأمة شيعاً؟! كيف سيقبلون بالرأي الآخر وهم أصحاب رؤى مختلفة ومتخلّفة؟! كيف سيقبلون بالديمقراطية وهم يتعاملون معها كعود كبريت يشتعل مرة واحدة؟! كيف سيسمحون للمرأة بالحرية والاختلاط، وكيف سيقبلون بالخمور أن تباع وتُشْترى، وبالربا أن يكون أساس التجارة والاستثمار؟! كيف سيقبلنا الغرب، وكيف سنكون حضاريين في زمن العلم والتكنولوجيا والعولمة؟!
أحسن من هذا الحال لن يكون ما دام البديل إسلاماً وإسلاميين، فنحن نأكل ونشرب وننام، ولا بأس أن يقال لنا أنعام، فمئة جبان ولا ركبة على حصان والنزول به للميدان، ولا نريد إصلاح ما دُمْنا لا نستطيع النوم حتى الصباح، أو لن نستطيع أكل التفاح، ألم يَمْتَنَّ علينا ربنا عز وجل بالأمن والأمان، فلِمَ نضيع حياتنا لأجل سلفية ودعوة وإخوان؟! نِعْم الحال هذا الحال، فلن يأتينا هؤلاء إلاّ بالوبال.
والحقيقة أنني شخصياً كنت موقناً بأنّ مخزون الكراهية للخير ودعاته كبير، وأنّ هناك من يكيدون لهذا الدين وحملته، وأنّ هناك أصحاب أهواء ومصالح يجتهدون بحجب الحقيقة والحق عن الدهماء، فيُلَبِّسون عليهم تلبيس إبليس، لكنني لم أكن أتصور أن يكون حجم الغيظ في قلوبهم بهذا المستوى، ولم أكن أتوقع أنّ عداءهم لهذا الدين القَيِّم يصل بهم إلى هذا المدى، ولم أكن أتوقع أن تهبط بهم نفوسهم هذه الدَرَكات، فتجعلهم ألعوبة في يد شياطين الإنس والجان، فيتكلمون بلسان الأعداء من صهاينة وأمريكان، ويحاربونهم محاربة الغرب لإيران، والناتو لطالبان.
لو كان هؤلاء صادقين فيما يقولون عن حملة الإسلام ودعاته، فلِمَ يختارهم الناس لمجالسهم النيابية، ولم يفوزون في هيئاتهم النقابية، ولم يتقدمون في اتحاداتهم الطلابية، ولم يُقْبِل عليهم الناس في مجالسهم الدعوية؟! كثيرٌ منهم لو أرادوا صيوداً لنالوا منها دون عناء، ولو أرادوا مكانة ووجاهة لحصلوا عليها ووُسِموا بالانتماء، ولو أرادوا مالاً بغير حق لكانوا أصحاب ثراء، ولو أتقنوا المداهنة والرياء والرشوة والتملق لأصبحوا وزراء، ولو استخدموا مكانتهم الاجتماعية لصفقت لهم الدهماء، ولكنّهم آثروا آخرة باقية على دنيا مصيرها الفناء.
قد بدت البغضاء من أفواههم واضحة جَلِيَّة، وما في قلوبهم من كيد وحنق ليست دلائله خفية، ومآربهم التي يريدونها من منطوقهم وتفيهقهم مفهومة وليست عصية، وهذه الأمة مهما تعرّضت للتشويه ستبقى أمة الخيرية، ولن يجني من يعادي دعاتها إلاّ الخسران والمنزلة الدنية.
قد سبقكم لما تطلقونه من أراجيف وافتراء كثيرون ممن ينتسبون لهذه الأمة، وتآمر على هذه الأمة الكثير من الأعداء وأصحاب الهوى في الشرق والغرب فجعل الله تبارك وتعالى كيدهم في نحورهم، حتى الشيوعية التي أرادت مسح الدين وأهله بعث الله عز وجل من أهل تلك البلاد مسلمون يعلّمون أبناءهم العربية والقرآن في سراديب تحت الأرض
فحفظوا لشعوبهم دينهم وقرآنهم، وأهلك لينينهم ودمَّر بنيانهم، وهذه الحضارة التي ظن أهلها أنّهم قادرون عليها أزماتها على كل الصعد تتوالى، فما لكم لا تعقلون؟! فالإسلام قادم لا محالة، وسفينة الخير والنجاة مبحرة، فطوبى لمن كان له قلب فآب، وبئس من أصرّ وعاند وخاب.

وصيته إلى أمه وزوجته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد.

اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر. آمين

أوصيكم ونفسي الضعيفة المقصرة بتقوى الله العظيم ولزوم طاعته واحذركم واحذر نفسي من مخالفة أمره ونهيه.

إلى الوالدة الحبيبة بالرضا علي.

إلى الزوجة العزيزة استوصي بنفسك وابنائك وبناتك خيراً.

إلى الأبناء :رسولكم عليه السلام قدوتكم واسوتكم فابقوا على العهد.

إلى البنات الفاضلات :لباس التقوى ذلك خير والآخرة خير وأبقى، فكن كفاطمة والخنساء رضي الله عنهن وثبتكن الله على الخير ان شاء الله.

الأخوة والاخوات : الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر فتزودوا من ممركم لمقركم.

الأخوة والأصدقاء والأصحاب : نسأل الله أن يجمعنا بكم اخوانا على سرر متقابلين وان يرفع راية الحق وهذا الدين ويؤلف بين قلوب المسلمين. وجزاكم الله خيرا.

وفاته

بعد رحلة حافلة بالعمل رحل الدكتور إبراهيم الدعمة مساء الجمعة 4 يناير 2019م، الموافق 28 ربيع الأخر 1440هـ، وشيعت جنازته السبت بعد صلاة العصر في مسجد الجنيد قرب اشارة السنبلة والدفن في المقبرة الاسلامية طريق الرمثا. اللهم تقبله عندك في الصالحين، وأسكنه فسيح جناتك يا رب العالمين.

قالوا عنه

كتب الدكتور علي العتوم عنه تحت عنوان "أخي إبراهيم الدعمة سقاك الله شآبيب الرحمة" فقال:

رأيتُه في الصفِّ الذي يعطُو إلى الله منذ شَيْعِ ثلاثة عقود في إربدَ أَخَاً ودوداً، وعامِلاً في الحياة جادّاً، وصادقاً في المسؤوليةِ أميناً، وصاحبَ رأيٍ حصيفٍ ووازِنٍ، وعادِلاً في القول والفعل مُنصِفاً، ينفِرُ من الانحراف عن الحقِّ، ويقلي أهلَه ومتعاطيه. أحسبه كذلك ولا أُزكِّيه على الله، فهو سبحانَه وحدَه أعلمُ بمَنِ اتَّقى.
كان الأخُ الكريمُ يسكنُ قريباً من محطة نقليات شماليّ المدينة بينَ منطقتي المخيّم وحنينا قريباً من مسجد الأنصار. وكنتُ أزوره ثَمَّةَ بينَ الفينة والفينة وبدعوةٍ حميمةٍ منه على طعامٍ حيناً، وعلى جلساتِ أُنْسٍ ومباسطةٍ في اللهِ حيناً. وكنتُ أشعرُ بتقديرٍ كبيرٍ منه لشخصي الفقير إلى عفو الله ورحمته، وتودُّدٍ عظيمٍ لجنابي المُقصِّر في جنبه تعالى، وهو يراني أتحرّك في الدعوة إليه سبحانه، مُحسِناً الظنَّ بي أكرمَه اللهُ.
أول ما تعرَّفتُ عليه في عمله الوظيفي، وهو أمين مكتبة في جامعة اليرموك، يومَ كنتُ آنئذٍ مدرِّساً للغة العربية فيها بعد عودتي من الإمارات مُعلِّماً للغة الضاد في جامعة عجمان إثرَ فصلي من اليرموكِ المرّة الأولى عام 1986م. فكنتُ أرى فيه ما ألمعتُ إليه بداية كلمتي من جِدٍّ في العمل كبير، وخدمةٍ لروّاد المكتبة عظيم، وإخلاصٍ في العمل الموكل إليه وثيق، وجميل معاملةٍ وحُسنِ استقبالٍ لكُلِّ طارقٍ لأبوابها.
وقد عجبتُ منه يوماً وهو يزورني في مكتبي في الجامعة حينذاك زيارةً خاصّةً لشأنٍ يتعلّق بالدعوة إلى الله، يَحضُّني بكُلِّ محبّةٍ وشفافية أنْ أتولَّى فيها مهامَّ أمرٍ يسدُّ ثغرةً يُخْشَى أنْ يُؤْتَى الدعاةُ منها فيه، ولم يكنْ يومئذٍ في ذهني ما أشارَ إليه الأخُ الحبيبُ، إذْ كنتُ وما زلتُ أُوثِرُ أنْ أكونَ جنديّاً في الغِمارِ - مع العَمَلِ – على أنْ أكون في الصدارات، إلاّ إذا كان في الأمر، مما ليسَ منه بُدٌّ، عملاً لوجهه الكريم وخدمةً لدينه الحنيف وأحبابه الأصفياء، وليس في الوسط مَنْ يقومُ به.
ومن هذا القبيل – عندما كُنّا نخرج مجموعاتٍ لأداء واجبٍ دعويٍّ من تعزيةٍ أو تهنئةٍ، أو سلامٍ على قادمٍ من سفرٍ، أو مُبِلٍّ من مرضٍ، أو تضامنٍ مع بعضهم ومؤازرة – أنّه كان يحرِصُ – مفاخِراً ومُغايِراً لبعض ضعاف النفوس مِمَّنْ يؤذيهم رؤية ما بيننا من أُخُوّةٍ صافية، وتواضع لبعضنا بعضاً - أنْ يكونَ قائدَ المركبةِ بي وبإخواني إرغاماً للشيطان، ومغايظةً لهؤلاء الشانئين!! وكم كان يُخجِلُني وهو يبوح لي وللمجموعةِ بذلكَ، فأشكره أجلَّ الشكر وأعظمَه. انطلاقاً من قوله تعالى: (هل جزاءُ الإحسانِ إلاّ الإحسانُ)، أو قول الأول: (ومَنْ وَجَدَ الإحسان قَيْداً تقيَّدا).
وقدِ انتقلَ الرجلُ من العمل في جامعة اليرموك أمينَ مكتبةٍ وسكرتيرَ ديوانِ كلية الشريعة فيها، إلى جامعاتٍ أخرى يقوم بعمله المكتبي نفسِه، أو يُمارس مهنة التدريس بعد أنْ حصلَ على شهادة الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة الموصل بالعراق. أجل، انتقلَ من اليرموك إلى جامعة إربد الأهلية ثُمَّ إلى جامعة الطفيلة أمينَ مكتبةٍ في الاثنتين، ومن ثَمَّ مدرِّساً في جامعة الزرقاء الأهلية لمادة الاقتصاد. وبعدَ أنْ غابَ عنّا في إربدَ إلى الزرقاء مدّة سبع سنين، يقومُ بما يُسنَدُ إليه من أعمال وظيفية خيرَ قيامٍ.
حتى إذا مرّت تلك السنوات، وإذا بي أُفاجأُ برؤيته في مسجد الجُنَيْد في حيِّ القصيلة حيثُ منطقة (غابة جرن الغزال) في الحي الجنوبي من إربد صلاةَ العصر، إذ كنتُ أقومُ في المسجد المذكور بإعطاء درسٍ دوريّ من كتاب (رياض الصالحين).
فكانت مفاجأةً جِدَّ سارّةٍ، وكما قالوا في الأمثال: (حبيبٌ جاءَ على فاقةٍ)، إذْ أعلمني بأوبته من الزرقاء ليُقيمَ هنا وأسرتُه بعد انتهاء عمله هناك، كما أعلمني أنّه يسكن بجوار المسجد المذكور، فكانت فرصةً مناسبةً أنْ دعوتُ على إثرها معارفي الأفاضل من روّاد المسجد للقيام بزيارته زيارة ترحيبٍ وتأنيسٍ. وقد كانت زيارةً لها آثارها الكريمة.
وبعدَ مدّةٍ أبدى لي رغبةً أنْ يُعطِيَ بعض الدروس الوعظية في هذا المسجد، فأيَّدْتُه في ذلك وعَزَّزتُ رغبتَه، وخاصّةً أنَّ أهلَ الحيِّ ورواد المسجد قومٌ كرامٌ محبُّونَ للدعاة ومتعاطفون معهم. فابتدأ يُعطِي هذا الدرس الجديد يوم الاثنين من كل أسبوع بعد صلاة الفجر في موضوعاتٍ عامّةٍ معظمها ممّا يُرَقِّقُ القلوبَ ويُقرِّبُ من الله. وكان درسُه للحقيقة مُحبَّباً من الحضور ومشهوداً ومُثْنَىً عليه فيه.
وكنتُ – والحمدُ لله – أحرِصُ على حضور درسه، فلم أغِبْ عنه يوماً، استفادةً مما فيه من علمٍ وعِظاتٍ، وتشجيعاً لشخصه الكريم على العطاء، وتأييداً لمعنى الدعوة إلى الله، وحفْزاً للناس على الحضور لتوسيع رقعة الملتفِّينَ حول المبادئ الإسلامية والمحبين لأصحابها. وكان هو كذلك، لا ينقطع عن حضور ما كنتُ أُعطِيه من درسٍ في المسجد المذكور يومي السبت والثلاثاء من كُلِّ أسبوع: الثلاثاء عصراً من (رياض الصالحين) والسبت فجراً عن الصحابة من (أُسْد الغابة). كما كان يحرِصُ سواءٌ في درسه أم في درسي بعد الانتهاء من أيٍّ منهما، على مرافقتي إلى حيثُ بيتي القريب من المسجد رغبةً في المؤانسة، وتجاذباً لأطراف الحديث في الخير، ولو لبضع دقائق.
حتى إذا جاء يوم الخميس (27/12/2018م)، وقد صلَّيْتُ الظهرَ في المسجد المذكور، وإذا ببعضهم يُفاجِئُني بأنَّ الأخ إبراهيم قد أُصيبَ بجلطةٍ نُقِلَ على إثرها إلى المستشفى وذلك يوم الأربعاء (26/12/2018م) ولم أكنْ يومَها قد صلَّيْتُ في مسجد الجنيد، لأنَّ عندي في هذا اليوم درساً أسبوعيّاً في مسجد الأبرار بعدَ صلاة العصر
فكان خبراً نَزَل على نفسي نزول الصاعقة مما دَفَعني مع بعض الإخوة أنْ أستسنح أقربَ فرصةٍ لزيارته في المستشفى، فكان ذلك يومَ السبت (29/12/2018م)، إذْ كان رحمه الله في (العناية المركَّزة) غائباً عن الوعي لا يعرفُ أحداً، مما غَلَبَتْني - على وضعه وأنا أقرأُ عليه بعض آيات القرآن وأدعو له – عينايَّ فندَّتْ منهما رغمَ التجلُّدِ بعض العَبَرات حُزْناً عليه وأَسَىً، وهو الذي كان بينَنا بالأمس ملءَ السمعِ والبصر.
وحتى كذلك، إذا مرَّتْ عليه عشرةُ أيامٍ في المستشفى، جاءَنا نعيُه رحمه الله من ثَمَّةَ، مساءَ يومِ الجمعة (4/1/2019م). فهببتُ عصرَ يوم السبت (5/1/2019م) إلى مسجد الجنيد حيثُ يُصلَّى عليه ذاك الوقت، ومن ثَمَّ يُوارى الثرى في مقبرة إربد الإسلامية طريق الرمثا. وقد شيَّعَتْه الجموع الغفيرة من معارفه وإخوانه وأصدقائه وأقربائه، فوقفتُ على قبره بعدَ الانتهاء من دفنه لأُؤَبِّنه بكلمةٍ تذكيريّةٍ للحاضرينَ خاصّةً مع الدعاء له بالرحمة والمغفرة، وتعزيةٍ لأهله الكرام باسم الإخوان المسلمين.
وهأنا أنعاه في جريدة السبيل يومَ الأحد (6/1/2019م)، وأزور سرادقَ عزائه الأيّام الثلاثة: السبت – الاثنين (5 – 7/1/2019م) إكراماً له ولأولاده الأحبّة وفي مقدمتهم معتصم الذي خطبتُ له عروسَه قبل أشهرٍ وحضرتُ حفلَ زِفافه الميمون كذلك، ولأقاربه الأفاضل وعلى رأسهم السيد أحمد الأديب أبو آدم ولأشقّائه وفي مقدّمتهم أخوه إسماعيل ولزوجه الكريمة أم معتصم وبناته الفُضليات وفي مقدّمتهنَّ إسراء ولآل الدعمة الفضلاء جميعاً وللإخوان المسلمين وأهل روّاد المسجد والحيِّ عامّة.
وهأنذا أُؤبِّنه مُعزِّياً الجميع - راضين بقدر الله – بأبيات لبيد رضي الله عنه:
بَلِينا وما تَبْلَى النُّجُومُ الطَّوالِعُ
وتَبْقَى الجِبالُ بعدَنا والمصانِعُ

وما المرءُ إلاّ كالشِّهابِ وضَوْئِهِ

يَحُورُ رَماداً بعدَ إذْ هُوَ ساطِعُ

وما المالُ والأهلُونَ إلاّ وَدائِعٌ

ولا بُدَّ يَوْماً أنْ تُرَدَّ الوَدائِعُ

ومع السلامةِ أخي الحبيب الدكتور إبراهيم مراد الدعمة أبا المعتصم، وإلى اللقاء في رحاب الله، أسكنكَ اللهُ فسيحَ فراديسه، وإنّا للهِ وإنّا إليه راجعونَ