إبراهيم شريف أحمد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الشيخ إبراهيم شريف أحمد.. الإخوان في القرن الإفريقي


مركز الدراسات التاريخية (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)

بقلم/ عبده مصطفى دسوقي باحث تاريخي

مقدمة

لقد كانت أول بيعة بايعها أحد في إفريقيا لمؤسس جماعة الإخوان المسلمين كانت للأخ عبدالله أفندي حسين علي نور اليماني من دولة جيبوتي عام 1933 حينما كان يدرس بمصر وتعرف على الإمام البنا وأعجب بمبادئ الإخوان المسلمين وحمل هذه المبادئ وهذا الفكر إلى القرن الأفريقي، أخذت بعدها الدعوة في الانتشار حتى أصبح لها مكانة في إفريقيا والعالم الآن

النشأة

ولد الشيخ إبراهيم شريف أحمد عام 1951م في جيبوتي، حيث أتم الشهادة الابتدائية من المدارس الأهلية في المنطقة، ثم أتم الشهادة المتوسطة والثانوية من المعاهد الأزهرية بالصومال، وتخرج في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة حيث حصل ليسانس لغة عربية، كما حصل أيضا على ماجستير في البلاغة والنقد من الجامعة الإسلامية بالمدينة، وعاد بعدها ليقود العمل الإسلامي في جيبوتي في عام 1988

كان الشيخ مغرما بالقراءة، وكان الكتاب دائما بصحبته، فقلما تجده بدون كتاب أو كان مستحيلا أن تراه بغير كتاب كما وصفها أحد أصدقاءه المقربين الدكتور علي الشيخ أحمد رئيس جامعة مقديشو، ولقد تزوج من زوجتين وقد رزقه الله بتسعة من الأبناء (ولدين و7 بنات) و10 من الأحفاد.

في مجال العمل

عمل مدرساً في المدارس الأهلية بعد مرحلتي المتوسطة والثانوية كما كان عضواً في كثير من الجمعيات الأهلية المحلية والعالمية ولا زلت.

- عمل مدرساً في المعهد الإسلامي في جيبوتي التابع لجامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية لمدة ثمانية عشرة سنة ابتداءً من 1990 إلى 2009م.

- عملت مديراً لمكتب لجنة مسلمي إفريقيا في جيبوتي لمدة سبع سنوات ابتداءً من 1990م إلى 1997م، وكان متعاوناً معها من قبل ، منذ ما كان طالبا في الجامعة الإسلامية.

- عمل ممثلاً للندوة العالمية للشباب الإسلامي بمنطقة شرق إفريقيا لمدة أربع سنوات ابتداءً من 2002 إلى 2006.

عمل متعاونا حتي وفاته مع جميع الهيئات الإسلامية العاملة بالمنطقة أداء للواجب الإسلامي علي.

عمل في تدريب مدرسي المدارس الأهلية العربية والعاملين بالمؤسسات الخيرية.

- عضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين منذ تأسيسه وحتى لحظة وفاته.

وسط الإخوان

يقول إخوان الصومال: الشيخ إبراهيم شريف واحد من الرعيل الأول لجماعة الإخوان في شرق أفريقيا، ويعد مؤسس الحركة الإسلامية في دولة جيبوتي، وكان قد بايع الجماعة في أغسطس عام 1978 بعد شهر واحد من تأسيس الجماعة.

وكان الشيخ إبراهيم شريف أحمد عضوا في الحركة الإسلامية في القرن الأفريقي (الإصلاح)، وعضوا في مجلس الشورى للحركة.

قضى الشيخ إبراهيم وقته داعيا في نشر الدعوة الإسلامية وفكرتها المعتدلة، كان رحمه الله أحد المشهورين بين شعوب دول القرن الأفريقي، حيث كان يقوم بجولات دعوية في دول الإقليم.

ويقول مهندس جمال الفقي

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا 23) (الأحزاب).

كانت بدايتي معه عام 1990م عندما ارتحلنا من اليمن قاصدين القرن الإفريقي؛ فأقمنا في جيبوتي، وكان أول لقاء لنا معه بعد أسبوع من وصولنا وكأن الله هيأ هذا اللقاء لتزداد شحنتنا الإيمانية وليربط الله على قلوبنا ويثبت أقدامنا خصوصًا بعدما بدأ اليأس يدب إلى نفوسنا، حيث فوجئنا بالحياة الجافة القاسية والحرارة الشديدة التي لا تطاق والرطوبة العالية التي تخنق الأنفاس... وكنت أنا ورفيق دربي الشيخ محمد البني في حيرة من أمرنا ونتساءل بعد أسبوع صعب عشناه في كهف من الكهوف وبيت من الزنك لم نر النوم فيه ساعة متواصلة، كنا نتساءل: هل فعلاً سننجح فيما أوكل إلينا من مهام؛ أم هو الفشل- لا سمح الله- ونعود أدراجنا من حيث ارتحلنا؟

وكأن الله تعالى قد هيأ هذا اللقاء الأول به وبإخوانه ليرد العقول إلى صوابها، فكان لقاؤه ممتعًا جذابًا مؤثرًا حملنا فيه المسئولية كاملة ووضع في أعناقنا الأمانة وإن صورته لا تفارق مخيلتي حتى الآن وهو يذرف الدمع مدرارًا، وتنسكب العبرات منه انسكابًا، وهو يحدثنا عن معاناة أهل المنطقة والدماء التي تسيل رخيصة أنهارًا في الصومال، وفي إثيوبيا، والجهل الذي خيم على العقول والفساد الأخلاقي الذي استشرى، وبكى يومها وبكينا تأثرًا به على أمة تضيع وشعوب تباد.

لقد خرجنا من اللقاء بوجه غير الذي دخلنا به وبعزيمة أمضى مما كانت وبقلوب آمنه مطمئنة ونفوس هادئة مستقرة عشنا على أثرها ردحًا من الزمن- عطاء غير محدود- وما زال مستمرًا إلى يومنا هذا.. رحمك الله يا أحنف القرن الإفريقي.

عندما عايشناه والتصقنا به كنت أتذكر دائمًا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم للأحنف بن قيس: "إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله"؛ فكان رحمه الله يتصف بهاتين الخصلتين العظيمتين اللتين تجلب للعبد حب الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكأن الرجل تربى في بيئة غير التي عاش فيها لما نعرفه من طبائع أهل المنطقة، ومن النادر جدًّا أن تجد من يجمع بين الصفتين.

عرفته عف اللسان؛ عف القلب فلم تخرج منه كلمة يومًا جرح بها أسماعنا ولم يتغير قلبه يومًا علينا، بل كان يتودد إلينا ويرأف بنا حيث اختلاف البيئات وتنوع الطبائع.

عرفته دمث الخلق، حلو المنطق، عذب اللسان، فكان دائمًا حريصًا على تخير الكلمات عندما يبدي ملاحظة أو ينصح نصيحة أو يوجه نقدًا لتنزل الكلمات علينا بردًا وسلامًا.

عرفته حي القلب عالي الهمة يغار على دعوة الله ويغضب أشد الغضب إذا انتُهكت حرمات الله. نجد فيه صفات الدعاة المخلصين وحنكة القادة والمربين عليمًا بالنفوس ويعرف للرجال أقدارهم؛ ويرجع الفضل لأهله.

كم كنت أتمنى أن نتصف جميعًا- قادة وجنودًا- ببعض ما عند الرجل من صفات، لقد جاهد وكافح ونافح فما لانت له قناة وما وهنت له عزيمة، وبعد انقطاع دام حوالي ثماني سنوات فإذا بي أرى الرجل كما هو لم يتبدل ولم يتغير بل ثابتًا على الحق يصدع به وبين الشباب يوجه ويربي حتى لقي الله تعالى.

كان آخر لقائي به قبل شهر من الآن وأنا أرافقه إلى فضيلة المرشد العام ضمن وفد يضم المراقب العام الدكتور علي باشا والمراقب العام السابق الدكتور علي أبو بكروكم كانت سعادته البالغة برؤية إخوانه وأحبابه وقد أشفقت عليه كثيرًا حين رأيته وقد أرهقه التعب وهده المرض وبلغ الجهد منه مبلغًا صائمًا قائمًا رغم شدة الحر؛ مصرًّا على أن يكمل المسير وأن يتم رحلة كفاحه ورغم إلحاحنا عليه بقسط من الراحة فإنه علم ألا راحة إلا هناك برفقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.

ويقول محمد عمر (أحد شباب الصومال): أذكر أنني لأول مرة أصادفه في جيبوتي في فندق للصوماليين فجلس بجانبي يقرأ كتابا، وعرفني بنفسه ثم أخذنا نناقش الأزمة الصومالية فقال: إن الشعب الصومالي لم يصل بعد إلى مرحلة رسوخ الحضارة .

وقال: قرأت في كتاب- ربما قال مقدمة ابن خلدون- أن الأمم تمر بثلاث مراحل، (1)مرحلة البداوة(2) ومرحلة انتقالية يسكنون فيها الحضر، (3) ثم ينتقلون إلى مرحلة ثالثة هي التحضر الحقيقي.

وقال: في المرحلة الأولى لا يجمعهم جامع كل يسير لوجهته، ولا تجمعهم مرافق مشتركة، وفي المرحلة الثانية تتلاصق البيوت فقط دون أن تكون هناك قواعد متينة للاجتماع وهنا تحدث مشاكل الصراع على كل شيء كما حدث في الصومال، وفي المرحلة الثالثة وبعد صراع مرير يتفقون على وضع دستوريحكم علاقاتهم.

وقال: إن المجتمع الصومالي يمر المرحلة الثانية وهي مرحلة الانتقال من البداوة.

وقال: إن المشاكل الكثيرة والصراع على الموارد يقود إلى مرحلة الحضارة الحقيقية.

تأملت كلام الرجل فوجدت أن كل الأمم المتقدمة تقريبا مرت بهذه المراحل. وهذا الكلام منحني أملا كبيرا.

وفاته

نعت الحركة الإسلامية بالصومال والقرن الإفريقي إلى الأمة العربية والإسلامية وفاة الشيخ إبراهيم شريف أحمد من الرعيل الأول لجماعة الإخوان في شرق إفريقيا؛ حيث وافته المنية في دولة اليمن بعد رحلة معاناة مع داء السكري، وذلك يوم الأحد 16 سبتمبر 2012م.

ولقد بعث فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، برقية عزاء إلى دولتي الصومال وجيبوتي، حكومةً وشعبًًا؛ في وفاة الشيح إبراهيم شريف، أحد الرعيل الأول للإخوان المسلمين، ومن كبار علماء الصومال.

المراجع

1- أوراق مرسلة من إخوان الصومال

2- موقع الصومال اليوم

3- موقع إخوان اون لاين

4- موقع إخوان الشرقية